صوت صليل السيوف وفي صداه دوي الطلقات يغزو الأسماع مُحيلا صمت الليل الى ضجيج يصم الأذان وتعالى الصياح والصراخ وتهاوت الأجساد على اليمين وعلى الشمال وبين هذا وذاك لوحت بسيفي شاقة طريقي بين الجنود الى مقدمة الصفوف مردية كل من يقابلني صريعا.. حتى وجدت نفسي امام الحدود بلا جنود.. اتسعت عيناي غير مصدقة.. لقد احدثنا الثغرة.. تنهدت غير عابئة بالدماء التي تغرقني بالكامل تقريبا وشعري يتطاير حولي مصبوغا بالدماء.. ازيحت بعض الدماء عن وجهي لأرى.. ثم رفعت رأسي الى اسوار القلاع على حدود براكسا فلم ارى إلا سواد الليل فخفق قلبي في عنف.. اين هم؟.. الم تصلهم الرسالة؟.. لقد اكد كمال ان وزير الدفاع سيفهم لامحالة.. لا يُمكن ان نُهزم الأن .. ليس الأن ..
حين رأيت علم ابيس يلتمع وسط غياهم الظلام.. ثم تلته مصابح القلاع والجنود فإلتفت خلفي بحثا عن كمال إلا ان عيني وقعت على ليام ملقا ارضا واحد جنود التحالف رافعا سيفه لكني كنت اسرع.. اسرع بكثير.. إذا صوبت سهمي الى قلبه ثم تركته ليخترق صدره فهوى سيفه ثم الجسد جثة هامدة فإعتدل ليام من تحته واقفا ونظر نحوي فأشرت له ان يأتي ملوحة سيفي للخلف قاتلة جنديا من خلفي.. ثم التفت يمينا ويسارا باحثة عن كمال فلم اجده لكنه قريب انا اعلم هذا واشعر به فصحت بأعلى ما استطعت:
-كمال!!.. اوقف الرياح واشعلوا النيران
ثم اشرت الى ليام ففهم ما اريد وبعدها بلحظات رأيت النيران تشتعل داخل البنارا نفسها.. تلك هي الأشارة الثانية لكن لمن تبقى من رجال المقاومة ليشتركوا في الهجوم فهي تعني ان جيش ابيس قريب.. وتعني اننا قد نجحنا..ان الخطة قد نجحت!!
وفي لمح البصر اُنيرت البنارا بالنيران وكأن الشمس قد اشرقت في دياجير الليل.. وعلى هذا الضوء ممزوجا بمصابيح القلاع الضخمة وتوقف الرياح رأيت الأرض الفاصلة بيننا وبين براكسا فجحظت عيناي في ذهول وسقط السيف من يدي وانا اتراجع للخلف في صدمة واضعة يدي على فمي محاولة كتم شهقة خرجت رغما عني وصوت ليام من خلفي يصيح في ذهول:
-ما هذا؟
لم يكن اقترب جيش ابيس ما الجمنا بل الأرض.. الأرض من امامنا قد كُسيت بالجثث والدماء و الـ.. والأشلاء الممزقة في كل مكان وكل جانب على مد البصر وقد تصاعدت رائحة العطن مثيرة للغثيان بالكاد استطعت الوقوف دون ان افرغ معدتي.. كيف لم تصلنا هذه الرائحة داخل البنارا؟.. لكن السؤال الأهم .. ما هذا؟ من فعل هذا؟.. هذا ليس من فعل البشر.. لا يُمكن ان يكون..
-انه شاهين
نظرت الى كمال بجواري فتابع:
-انه يملك القدرة على التحكم في الظلال..
ثم استدار الي قائلا وهو يقبض على معصمي:
-عملنا هنا قد انتهى لا يمكننا ان نساعدهم اكثر من ذلك يجب ان نصل الى شاهين الأن
أنت تقرأ
The Legend Of Abyss||أسطورة أبيس
Science Fictionقيود، قيود وأرض تميد .. جبال من النار تحت الجليد.. حيث تتنزل الملائكة والشياطين على هيئة البشر.. لتبدأ النهاية.. ولتُحصد الأرواح وما اُخذ بالقوة لا يُسترجع إلا بها.. ألا فاسأل عن الحقوق فلن تجد سوى السيوف على الحقوق دليلا.. وحدها القادرة على تحريرهم...