الفصل السادس

3.5K 87 1
                                    

رواية لعشقها انحنيت
الفصل السادس
بقلمى / هدير خليل

خرج مراد من الملهي الليلي وظل في الخارج ينتظر خروج مروان بعيداً قليلاً من المكان، أخذ ينظر فى ساعته كل فترة حتى رأهم أخيراً قادمون إليه.
-"ليه اتاخرتوا كده؟"
رد مروان بهدوء.
-"خافت يشكوا أننا معاك فقعدنا شويه"
غمغم مراد ساخراً.
-"دا على أساس أني مدخلتش معاكم.. يلا بينا مش مهم الكلام ده دلوقتي"
تحرك مروان معه هاتفاً.
-"احنا هنوصل نور بيتها الأول"
هزت نور رأسها باعتراض وهي تنظر حولها تبحث عن سيارة أجرة.
-"مفيش داعى أنا هروح لوحدى"
فتح مروان باب السيارة الخلفي هاتفاً بصرامه.
-"احنا مش بنأخد رأيك على فكرة اركب يلا"
نظرت له وهي ترفع إحدي حاجبيها باستنكار.
-"لا والله"
غمغم مروان بابتسامه بريئه مصطنعه.
-"اه والله"
ادخلها السيارة ثم ركب هو الأخر فى الأمام، ونظر إلى مراد الذي مازال يقف فى الخارج يشرب سجارته والذي كان يشتعل من تصرفات مروان معها.
-"يلا يا مراد مستنى ايه؟"
نظر له مراد وهز له رأسه وقام بألقاء سجارته ودعسها بغضب ثم اتجه إلى السيارة الذى قادها إلى منزل نور حتى يقوموا بتوصيلها فى صمت تام من مراد.
بعد هذا اليوم استمر مراد فى مقابلة حياه التي تعلقة به مما جعل مصطفى تتأكله الغيرة وهو يتابع تقاربها بتلك الطريقة التى تحرق قلبه وكرامته.
فى مكتب مراد أستأذن العسكري لدخل وعندما سمح له مراد أدى التحية وهو يقول.
-"تمام يا فندم فى واحد بره عايز يقابلك وبيقول عنه معلومات مهمة"
كشر مراد ما بين حاجبيه باستغراب قائلاً.
-"اسمه إيه الواحد ده؟ ولا هو أى حد معدى يقابلنى من غير ما تعرف هو مين؟"
رد العسكرى بتلعثم.
-"أنا أخدت منه بطاقته.. اهى يا فندم"
أخذ منه مراد البطاقة وقلبها بين يديه وهو يمطط شفتيه بتعجب وطلب من العسكري ادخاله.
-"صباح الخير يا زين باشا ولا اقول يا مراد باشا"
رد مراد بلامبالاه وهو يجلس باريحيه أكثر على مقعدة وهو يطالع مصطفى بهدوء.
-"اللى تحبه قول به عايز ايه يا مصطفى؟ هات اللى عندك؟"
جلس مصطفى وهو يردف.
-"عايز اتفق معاك على اتفاق"
لم يصدر مراد رد فعل مهتم على حديثه وحثه ببرود على متابعة حديثه.
-"سامعك"
زفر مصطفى أنفاسه بضيق وهو يكمل حديثه.
-"عايزك تبعد عن حياه وتطلعها بره الليله كلها ومتفكرش تقرب منها بخير ولا شر"
رفع مراد إحدي حاجبيه باستنكار قائلاً.
-"أنت بتتكلم بصيغة الأمر ده على اساس ايه؟ الباشا جايب الثقة دى منين؟"
رد مصطفى بثقه وامتعاض فهو برغم من كل شيء فى مراد هو الشخص الذي استطاع أن يجعل حياته تنجذب له.
-"على أساسين الأول أنى ممكن أقولهم أنت مين ويخلصوا عليك و....."
قاطعه مراد من تكملت حديثه قائلاً بلامبالاه.
-"ما يهمنيش لو عايز تقولهم روح قول ليهم.. أنا مش بتهدد"
أكمل مصطفى حديثه فحديث مراد كان متوقع بنسبة له.
-"أنا لو عايز أقولهم مكنتش جيت ليك نكمل الأساس التانى أنى ممكن أقولك كل حاجه على السمهودى فى مقابل طلبى"
هتف مراد باستغراب.
-"مش المفروض تطلب الطلب ده ليك.. هو أنت ناسى أنك بتشتغل معهم"
رد مصطفى بثقه.
-"أنا مش ممكن تقبضوا عليا لأنى مش مشترك فى أى حاجه تخص السمهودى بيقوم بها.. أنا كل شغلى مع حياه وبس"
غمغم مراد ساخراً.
-"دا على أساس أن حياه بتبيع فجل.. قول اللى عندك كل أذان صاغيه"
على الناحية الأخر فى لندن كان يوسف يجلس بجوار جوليا هاتفاً بتسأل.
-"جولى فين ريما؟"
غمغمت جوليا بخفوت.
-"فى الجامعة"
عادت ريما إلي البيت فوجدتهم يتحدثون فى العمل لم تهتم للأمر وتحركت مباشرة لتصعد إلي غرفتها.
-"كده احنا ناقص اللى هيوصل لينا البضاعة"
هتفت جوليا باقتراح.
-"ابعتهم مع مايكل زى كل مرة"
هز يوسف رأسه باعتراض قائلاً.
-"مش هينفع مايكل البوليس عينه عليه اليومين دول"
يوسف انتبه إلى ريما التي تتحرك لتصعد لغرفتها دون أن تثير الانتباه لها.
-"ريمو مش تسلمى علينا حبيبتى"
ردت ريما باقتضاب وهى تكمل صعودها لدرج.
-"هاي"
أوقفها نداء يوسف لها والتفتت له بضيق.
-"فى ايه تانى؟"
اردف بهدوء وهو يطالعها.
-"تعالى عايزك فى موضوع"
لم تتحرك من مكانها قائلاً.
-"عايز ايه؟"
لم يعجب جوليا طريقة حديث ريما مع يوسف فزمجرتها بضيق.
-"ريما اتكلمى كويس"
هتف يوسف وهو يمد يده لها يحثها على الهبوط.
-"تعالى يا حبيبتى عايزك فى شغل"
هبطت ريما تلك الدرجات الذي صعدتها وهى تتجاهل يده الممدوده لها، وجلست على أحد المقاعد ليجلس يوسف هو الأخر على المقعد المقابل لها.
-"عايزك تروحى مشوار صغير مع شويه ورق هتوصليهم لواحد وترجعى بس كده دا كل اللى هتعمليه"
كشرت ريما بين حاجبيها قائلة بضيق وتسأل.
-"الورق ده بخصوص ايه؟"
غمغم يوسف بصرامه.
-"ما يخصكيش أنتى توصلى الورق وترجعى وطبعا عشان أنا بثق فيكى هيكون فى واحد متابعك عشان الشيطان ما يلعبش فى دماغك للحظه وتفكرى تفتحى الورق ده ماشى"
نهضت ريما وهى تهتف باعتراض لكل ما يمليه عليها.
-"مين قال ليك أنى هعمل اللى أنت عايزه"
نهض يوسف هو الأخر واقترب منها هامساً فى أذنها بصوت خافت.
-"أنتى عارفه أنك لسه عذراء بسبب أنك بتسمعى اللى بقوله بس لو غيرتى رأيك فى ناس كتير نفسهم فى جسمك العربى ده.. ايه رأيك؟"
نظرت له ريما باشمئزاز هاتفه بكره.
-"حقير"
ضحك يوسف وهو يغمز لها بعبث.
-"كويس أنك عارفه"
ردت وهى تجز على أسنانها.
-"امتى عايزنى اوصلهم؟"
-"بكره"
على الجانب الأخر عند مراد الذي استطاع بمساعدة مصطفى أن يقبض على رجال السمهودى الذين يعملوا معه ولكن كانت المفاجأه لمراد انقطاع الاتصال بينه وبين مصطفى فجأه دون سابق أنذار.
فى أحد القصور الذي يظهر عليه مظاهر الثراء الفاحش كانت حياه تقف وهي تنظر حولها بتعجب مما يحدث فالتفت إلى أخيها تحدثه.
-"فى ايه؟ أنت ليه جامع الرجاله وبعدين فين مصطفى له يومين مختفى خايفه يكون وقع فى ايد البوليس ولا جراله حاجه"
اشار لها السمهودى على أحد المقاعد بجواره قائلاً.
-"اقعدى ماتستعجليش على رزقك"
نظر إلى أحد رجاله وأكمل حديثه باقتضاب.
-"هتوه"
هتفت حياه بتعجب.
-"مين ده اللى هيجيبوه؟"
عاد ذلك الرجل ومعه أخر وهما يمسكوت مصطفى الذي يظهر على وجهه أثار الضرب والتعذيب مما جعل حياه تنهض من مكانها بفزع عندما رأت هيئته وصاحت بغضب.
-"مين اللى اتجراء وعمل فيه كده؟"
كادت حياه أن تقترب منه بقلق وهي تتحدث ولكن تجمدت فى مكانها عندما استمعت إلى صوت أخيها.
-"أنا... أنا اللى عملت فيه كده"
للحظة جمدتها الصدمه قبل أن تحرك لسانها لنطق فمعنى أن أخاها فعل ذلك فى مصطفى هذا يعنى نهايته فالسمهودى لا يتهاون معهم كان الخطأ صغير.
-"ليه؟"
رد عليها وهو يزمجرها على تهاونها.
-"عشان أنتى غبيه ومتخلفه والاستاذ استغفلك وبيشتغل مع البوليس وكان هيسلم رقبتنا كلنا للبوليس بسبب استهتارك"
هزت حياه رأسها بعدم تصديق.
-"مستحيل"
صاح فيها السمهودى بانفعال وهو يقف أمامها.
-"هو ايه اللى مستحيل؟"
ليكمل حديثه بعصبية أكبر.
-"بقولك بيخونا وأنا مفيش حاجه بتضيقنى الإ الخيانه ملهاش كفاره عندى"
رفع السمهودى سلاحه فى وجه مصطفى وسحب صمام الأمان وكادت رصاصته أن تنطلق ولكن حياه وقفه أمامه تمنعه من اطلق رصاصته، فرفع نظره لها بغضب يزمجرها.
-"انتى بتعملى ايه؟ ابعدي من وووشي"
هزت رأسها بالنفى وهى تهتف بقوة.
-"هو كان خاين لي أنا.. فأنا اللى من حقى يكون موته على يدى"
نظر لها السمهودى بفخر وهو يعطيها سلاحه.
-"خلصى عليه"
أخذت منه السلاح ثم التفت إلى مصطفى لتتقابل عيناهم لترى تلك النظره التى يحملها لها والتى لم تكن سوى نظرة حب تلك النظرة التى كان دائماً ينظر لها بها، اقتربت منه وهى تهمس بعتاب.
-"ليه عملت كده يا غبى؟ أهو حياتك هتكون التمن على خيانتك"
ابتسم لها بحب قائلاً بصوت متعب من كثرت ما تعرض له.
-"أنا.. كنت بحميكى.. وهكون مبسوط... لو مت على ايدك"
هزت حياه رأسها بالنفى وهى تكمل حديثها بغيظ منه.
-"أنت فاكر أنى هموتك براحه ومش هخليك تحس بالآلم... دا أنا هطلع روحك بالبطيئ هخليك تتمنى الموت كل لحظة"
لم تختفى ابتسامته ولا لمعه عينه بالحب لها وهو يرد على حديثها.
-"مش فارق معايا"
صاحت به بغضب من لامبالاته التى تشعل أعصابها والدموع تتجمع فى عينها فهو كان أكثر شخص تثق به وقريب منها.
-"بس يفرق معايا... أنا هوريك الجحيم على الأرض قبل ما تموت"
اقتربت منه حياه وهمست له بشيء لم يسمعه أحد غيره وبعدها تراجعت خطوة إلى الخلف لتلتقط أذنها أخر شيء همس به هو الأخر بصوت ضعيف عندما رأها ترفع سلاحها فى وجهه.
-"بحبــــــ...."
لم يكمل مصطفى حديثه حيث أطلقت حياه رصاصتها التى اصابة كتفه ليسقط أرضاً لتهتف بعدها بصرامه.
-"خدوه ارموه فى المخزين"
اقترب الرجال من مصطفى وقامل بحمل وتنفذ أمرها ليبقى فى المكان حياه والسمهودى فقط التى هتف بملامح مبهمه.
-"ليه ما قتلتهوش على طول وخلصتى منه ولا يكون صعب عليكى"
هزت رأسها النفى وهى تبعد عينها من المكان الذي كان ملقى به مصطفى والتفت إلى السمهودى تجيبه بثقه.
-"الخاين ما يصعبش عليا... بس أنا حابه اشوفه وهو بيتعذب قدامى... المهم هتعمل ايه فى العمليه اللى بكره هتاجلها"
رد عليها باقتضاب.
-"لا"
-"ليه؟! البوليس أكيد عرف منه ميعاد العملية"
رد عليها بهدوء وهى تحاول أن تفهم نظراته البارده التى يطالعها بها.
-"أكيد بعد ما نوصل ليهم خبر أن الزفت ده مات هيفكروا أننا هنغير الخطه بس مش هيتوقعوا أننا هنفذها فى نفس الوقت بس باختلف المكان"
هزت حياه رأسها بتفهم وهى تقول باستفسار.
-"هيكون فين المكان؟"
نهض السمهودى ليغادر لمكان وهو يجيبها.
-"بعدين هقول ليكى"
هتفت حياه بعدم تصديق فهو لأول مرة لا يشاركها معلومات عملية سوف يقوموا بها.
-"هو أنت مش واثق فيا عشان كده مش عايز تقولى"
زمجرها السمهودى قائلاً.
-"بلاش غباء... أكيد بثق فيكى.. هنعملها جنب مقر المخابرات"
صاحت حياه بذهول مما سمعت.
-"اييييييه؟"
تركها فى ذهولها وتحرك ويعلوا وجهه بسمة ثقه وغرور... بينما على الجانب الأخر فى مكتب مروان الذي صاح بانفعال على مراد بعد أن وصل لها خبر مقتل مصطفى.
-"ايه اللى أنت بتقوله ده؟ ما أكيد بعد ما قتلوا مصطفى هيغيروا الخطه"
هز مراد رأسه بالنفى قائلاً.
-"لا مش هيغيروها عشان مفيش وقت لكل ده ولا ايه رايك يا استاذة؟"
كانت نور تعمل على فك فرات أخر رسالة بين السمهودى وعباس الضوى وعندما سمعت مراد يوجه حديثه لها رفعت نظرها له رافعه إحدي حاجبيها باستنكار.
-"هو أنا بعد التعب ده كله طلعت استاذة"
غمغم مراد بسخرية.
-"يعنى غلطت فى البخارى أن مكنش شهاتك دى ب 50% أيام الثانوى"
صاحت نور به باستنكار من حديثه.
-"50% ايه ياجاهل والله الوساطه تعمل أكتر من كده ولو دورا وراك هيلقوك طالع من دبلوم صنايع"
صاح مراد بانفعال.
-"أنا بتاع واسطه يا بت..."
أسرع مروان فى وضع يده على فم مراد يمنعه من تكملت حديثه وأن يتلفظ بأى شيء خارج فهو خير من يعرف لسان مراد، فزمجرهم هم الإثنين من تصرفاتهم تلك.
-"ما تسكتوا بقا هو ده وقت خناق"
زفرت نور بضيق وسهام حارقه تخرج من عينها باتجاه مراد.
-"أف ما علينا اللى ظهر من رسالة السمهودى أن كل حاجه فى وقتها وموت مصطفى مغيرش حاجه"
هز مروان رأسه قائلاً وهو يحثهم على التركيز فى العمل.
-"خلاص يبقى نحط الخطة خلينا نخلص من أم الموضوع ده"
هتف مراد بشك.
-"تمام بس حاسس أن السمهودى هيعمل حاجه"
هز مروان رأسه بهدوء قائلاً.
-"ماشى لو عارفة حاجه يبقى بلغنا... اه صح نسيت اقولك احنا فى تدريب الجحيم"
غمغم مراد بحماس.
-"اشطا"
ثم أكمل حديثه المبهج له وهو يجذب وجنتي مروان بمرح.
-"جاهزه يا بيضة"
ازاح مروان يده بعيداً عنه هاتفاً بغيظ.
-"يا ابنى ارحمنى حرام عليك هى دى حاجه تفرح بس هقول ايه مفترى من يومك"
نظرت له نور باستغراب من حديثهم.
-"ايه هو تدريب الجحيم ده"
نظر له مراد بتعالى قائلاً وهو يتحرك مغادراً.
-"أنا مشى مش فاضى لـــــ الرغى معاكى يبقى مروان يقولك"
صاحت نور بغيظ.
-"وأنا مسالتكش"
مراد لم ينتظر أن يستمع ردها وغادر المكان مما جعلها تنظر له بغيظ وحولت نظرها إلى مروان عندما سمعته يشرح لها عن ذلك التدريب الذي كانوا يتحدثون عنه.
-"بعيد عندك ده بيكون تدريب كده mix بين تدريبات الشرطة والجيش ساعقه وبحريه وحربيه وقوات خاصة وكده يعنى وبنرجع بعده مسحولين"
كشرت نور بين حاجبيها قائلة بتعجب.
-"شكله تدريب صعب أوى أما هو ليه فرحان كده"
لوي مروان شفتيه بحنق وهو يجيبها.
-"ما هو مفترى بيكون هو تقريبا المسئول على أغلب الكسور والشلفطه اللى بتحصل لينا تحسى أنه بيطلع الكبت اللى جواه فينا"
ابتسمت نور وهى تهتف بفضول.
-"شكلك نولت من الحب جانب"
غمغم مروان بغيظ.
-"بالله عليكى ما تفكرينى... يلا نكمل شغل أحسن"
هزت نور رأسها بابتسامه، وأخذوا كلاهما يتجهزون لتنفيذ ما خططوا له من أجله بينما استعد السمهودى لتنفيذ صفقة العمر وعلى الجانب الأخر كان قوات الشرطة تتجهز للهجوم والقبض عليهم.
فى قاعة التدريب كان مراد ومروان يقفون أمامهم تلاميذهم من الضباط المستجدين ونور أيضا كانت من الحاضرين معاهم تستمع إلى كلماتهم الحماسية المشجعه لهم.
-"الكل جاهز"
رد الجميع بصوت حماسي.
-"جاهزين يا فندم"
ابتسم لهم مراد بفخر وهو يكمل حديثه.
-"تمام... عايزكم تكونوا منتشرين فى المنطقة كلها وتستنوا إشارة منى أومن مروان باشا فاهمين."
-"فاهمين يا فندم"
أكمل مراد حديثه بصرامه.
-"طيب انصرف أنتم دلوقتى تروحوا تجهزوا نفسيكم معاكم 10 دقايق وتكونوا قدامى تانى عُلم"
-"عُلم يا فندم"
انطلق الجميع سريعاً ليتجهزوا كما أمروا ولم يتبقا الإ هم الثلاثه فقط، لتكون نور أول المتحدثين بعد مغادرة الجميع.
-"هم مش بالغباء ده أنهم يعملوا عملية تسليم سلاح جنب مقر المخابرات دا جنان"
رد عليها مروان بتوضيح.
-"بصي احنا اتعودنا مع السمهودى مفيش حاجه اسمها جنان ولا مستحيل"
غمغم مراد بجفاء.
-"تعرفى تخليكى فى شغلك وخلينا احنا نشوف شغلنا يلا يا مروان عشان نجهز ولا هنقضيها رغى مع الهانم"
كانت نور سوف ترد عليه ولكن مراد كعادته معها غادر قبل أن يستمع إلى ردها على حديثه لتصيح بغيظ.
-"حيوان"
حمحم مروان بحرج قائلاً.
-"معلش هو ده الوش اللى بيطلع لينا قبل ما ندخل أى عملية"
هتفت نور باستنكار من تبريره لتصرفاته.
-"بس أنا معملتش حاجه عشان يعملنى بالأسلوب ده"
هتف مراد بابتسامه.
-"امسحيها فى أنا يا ستى وما تزعليش نفسك"
نظرت له نور بتعجب من لباقته المناقضه تمام لوقاحة مراد.
-"أنا مش فاهمه أنت ازاى مستحمل الكائن ده"
ضحك مروان وهو يجيبها.
-"قدرى وبعدين هو طيب أوى بس الظروف بقا... المهم أنا لازم اروح اجهز بعد اذنك"
-"اتفضل"
مرت العشر دقايق واجتمعوا الجميع أمام مراد ومروان مرة أخرى وبدأ مروان يتحدث لهم على أماكنهم وأدوارهم وبعد أن انتهى انصرف الجميع إلى موقعه وأيضا مروان أخبر نور على دورها ولكن قبل خرج مروان ونور ومراد اوقف مراد وهو يطالعه بتفحص.
-"لبست واقى الرصاص"
رد مراد بجمود.
-"لا"
صاح به مروان بانفعال.
-"ليه أنت عايز تموت وتموتنى معاك من الخوف عليك؟"
غمغم مراد بابتسامه مميته.
-"أنا مستنيه من زمان فمرحبا به"
لم يضف مراد المزيد وغادر ليذهب إلى موقعه ليتحركوا خلفه ومروان يشعر بالضيق والحزن من وعلى مراد ولكن بماذا يفيد الحديث مع من باع الدنيا مقابل الموت.
كما توقع مراد ومروان عن مكان تسليم السلاح حدث بالفعل، وعندما بدأوا فى تسليم البضاعة قام مروان بإعطاء إشارة للكل بالهجوم وحاصروهم من كل ناحيه والقوا القبض عليهم ليسرع بعدها لذهاب إلى حياه التى كانت ترفع السلاح فى وجه مراد وبجانبها اثنين من رجالها.
-"أنا كنت عارف أن مصطفى مش هيتفق مع حد بعد عنى"
هتف مراد بهدوء.
-"نزلى سلاحك وأنا هطلعك من الموضوع بس مش عشانك لا... دا بس عشان أنا لما اوعد بوفى"
غمغمت حياه باستنكار.
-"وأنت وعد مين بقا؟"
حياه نظرت جانبها كان رجالها فتحركوا سريعاً وقاموا بجلب مصطفى الذى كان مقيد، فنظر له مراد باستغرب ليبتسم له بتعب.
-"حمد الله على سلامتك"
ردت حياه مكانه بوعيد.
-"متخافش سلامته دى مش هدوام لأنى هموته وأموتك دلوقتى"
نظر مراد لمصطفى هاتفاً باستنكار.
-"أنا عايز اعرف أنت بتحب فيها ايه دى؟ دى عايزه تموتك من غير ما يرف لها جفن"
ابتسم مصطفى وهو يطالع حياه بطرف عينه بحب.
-"ملنش سلطان على قلوبنا"
نظرت له حياه وهى تحاول أن تمنع دموعها من التجمع فى عينها وتهتف بقسوة.
-"أنا هموته عشان فعلا ملنش سلطان على قلوبنا وأنا مش هكون تحت رحمة قلبى... لا هخليه يضعفنى ولا يتحكم فيا يلا بقا اتشهدوا على روحكم"
لحظ مصطفى أن مراد يحاول التقرب من حياه وهى مشتته فى الحديث ولم تنتبه له فكمل مصطفى حديثه معها ليشغلها.
-"أنا من أول ما حبيتك وأنا عارف أن موتى هيكون على ايدك بس ممكن قبل ما تموتينى قوليها مرة واحدة عايز اسمعها"
لم تنطق حياه بشئ ولكن اقتربت من مصطفى وقبلته على شفتيه قبله سطحيه جعلته يتفاجأ ولكنه اندمج معها سريعا ولكنها قطعت عليه لذته عندما ابتعدت عنه وقامت بوضع السلاح فى وجهه وسمح لدموعها بالهبوط أخيراً.
-"بحبك"
كانت الرصاصه تعرف طريقها جيدا إليه ولكن مراد أسره وقام برفع يدها لأعلى فى اللحظة الأخيرة لتنطلق الرصاصه فى الهواء، ليجلس مصطفى على ركبته فى الأرض وهو ينظر لها بصدمه فهو لم يكون يتوقع أنها سوف تفعلها حقاً، أما عند السمهودى كان خلفهم ويتبع ما يحدث وهو يقف وسط رجاله المقبوض عليهم فهو مازال غير مكلبش فاستغل الفرصه واخرج السمهودى مسدسه الذى كان يخبئه فى قدمه واطلق رصاصه ناحيتهم لتكون حياه أول من رأته فقامت بإزاحة مراد وجريت على مصطفى والقت بنفسها فى حضنه ليسقطوا أرض بسبب قوة اندفاعها اتجه ليسرعوا الضباط بتقيد السمهودى و وضعوا الكلبشات فى يده فهو كان يريد أن يقتل الشاهد الوحيد على كل أفعاله لأنه يعلم جيداً أنه لن يجرأ أحد من رجاله أن يعترف بكلمه واحد ضده ولكن الرصاصة كانت لها رأي أخر وهدف أخر الذي عندما وصلت لهدفها سقط أرضاً وسط ذهول الجميع.
كان حالة من الهرج والمرج تعم أرجاء المشفى العسكرى فالجميع يركض لتكون حالة الطوارئ على أهب استعدادها فى ركض مروان فى الممرات وهو يحمل مراد بين يديه وهو يصرخ فى الجميع لانقاذ مراد ليسرعوا بأخذه منه لتقف نور بجواره وهى تنظر على ملابس مروان التي تلوثت بالدماء لترفع عينيها إلى وجهه وجدته غارق بالدموع على وجنتيه دون أن يشعر بها ويده ترتعش من الخوف والذي ظهر جلياً فى عينيه لتقترب منه وتمسك بكف بصمت لعلها تأذره، لقد تبعهم تلاميذهم ليقفوا بجوار مروان ولكن لم يكن أحد قادر على فتح فمه ومواسته فالجميع يعلم من هو مراد بالنسبة لــــمروان، لم تتحمل نور أن يرأه أحد مروان بهذا الضعف لتقترب منه أكثر هامسه بخفوت وهى تشدد قبضتها على كفه حتى يشعر بها.
-"اتطمن هيعيش ما تخافش"
لم يتحدث مروان ولكنه دون وعى ألقى بنفسه بين أحضانها وهو يهمس بصوت باكى.
-"هو مش عايز يعيش عايز يسيبنى"
ارتبكت نور من فعلته تلك وحاولت أن تجعله يتمالك نفسه ليبتعد.
-"ادعى له ربنا يقومه بالسلامه"
شدد مروان على احتضانها ليبتعد بعدها وهو ينظر لها بدموع مسحتها له.
-"روح غير هدومك وصلى وادعى له أنه يقوم ويقف على رجليه"
غمغم مروان بتردد.
-"أنا مش عايز اسيبه"
ردت نور بهدوء.
-"وجودك جنبه مش هيفيده بس دعاك هو اللى محتاجه دلوقتى"
استمع لحديث نور وذهب ليبدل ملابسه وصلى وأخذ يدعوا الله أن يحميه ويشفيه وبعد فترة عاد إلى المشفى مرة أخرى واتجه مباشرة إلى الغرفة التى قاموا بوضع مراد بها بعد أن خرج من غرفة العمليات وبرغم أنه ممنوع تواجده فى غرفة العناية ولكن لم يستطيع أحد منعه من دخولها، حاولت نور أن تجعل مروان يتركه قليلاً ويذهب ليستريح قليلاً ولكنه رفض بشده أن يتركه وغمغم بتعب.
-"روحى أنتى الوقت اتاخر عليكى أنتى من الصبح هنا"
هتفت باعتراض.
-"لا أنا هفضل معك مادام أنت مش عايز تريح نفسك"
غمغم مروان بتعب.
-"نور أنا مش ناقص اقعد اتناقش معاكى يلا امشى"
ردت بإصرار.
-"لا"
قام مروان بجذبها من يدها وتحرك بها إلى الممر وقام بمنادات واحد من رجاله الذين رفضوا أن يغادروا.
-"فارس معلش خد المهندسة وصلها لغاية البيت"
هز فارس رأسه بطاعة.
-"حاضر يا فندم"
أكمل مروان حديثه بتوصية كأنه يوصيه على طفل صغيرة فى الروضة.
-"ما تسيبهاش إلا لما تتأكد أنها دخلت البيت فاهم يا فارس"
جزت نور على أسنانها بغيظ قائلة بحنق.
-"ايه هو ده؟ شايفنى عيله بضفاير قدامك"
لم يبالى بحنقها وأكمل حديثه موجهاً لحديثه لـــفارس.
-"فاهم يا فارس"
هز فارس رأسه بتفهم.
-"تمام يا فندم.. اتفضلى يا آنسه"
لح الغيظ على ملامح نور وجلس على أحد المقاعد بإصرار غير مبالية بحديث مروان مغمغه بحنق.
-"لا واهينى قعده"
نظر مروان إلى فارس قائلاً بهدوء.
-"روح جهز العربية"
رفت نور له عينيها تنظر له بتحدى رافضه كل ما يقوله، نظر لها مروان ثوانٍ زافراً بتعب فهو لم يكن لديه طاقة للحديث معها مرة أخرى فاتجه لها وقام بحملها دون أن ينطق بحرف لتصرخ نور بخجل لكى ينزلها من على كتفه.
-"عشان لما اقول كلمة تتسمع"
هتفت نور برجاء وخجل من نظرات كل من فى المشفى لها.
-"خلاص والنبى نزلنى وهروح بدون كلام"
كان مروان قد أقترب من باب المستشفى فأنزلها بينما فارس ينتظرها فى الخارج ليتحركوا ولكن نور لم تتحرك من مكانها.
-"يلا على البيت ولا اقولك تعالى اشيلك لغايه العربية"
صاحت نور وهى تركض من أمامه بخجل.
-"لا لا خلاص أنا مشيه... لا أنا أصلا وصلت البيت"
تمتم مروان بابتسامه.
-"مجنونة"
بينما فى الداخل عند مراد الذي كان يصارع الموت كان يغرق فى أحد أحلامه التى جعلته يهزى ببكاء فهى لم تكن مجرد أحلام بل هى حقيقة قد عاشها مراد بكل ما بها.
-"باباااااااا لا لا خدونى معاكم أنا مش عايز اقعد هنا"
صاح حمدى زوج خالة مراد بغلظه.
-"أنتى يا زفته"
ردت خالة مراد بتعجل.
-"أيوه أيوه فى ايه؟"
هدر حمدى بحده وهو يبدى انزعاجه من كل ما يعكر صوف مزاجه فى منزله.
-"غورى صحى الواد ده اللى عمال يصرخ بدل ما اقوم له"
ردت خالة مراد بطاعة وهى تركض باتجه الغرفة التى يقطن بداخلها مراد لتوقظه حتى يكف عن الصراخ.
-"أنت يا زفت اصحى شكلك ناوى على طلقى... أنا مش عارفه أهل ابوك دول معندهمش دم ياجوا يخدوك واخلص منك ومن همك"
استمعت إلى صوت صياح زوجها من الخارج يزمجرها بانفعال.
-"متخلصى يا وليه ساكتيه بدل ماجى اساكتكم أنتم الاتنين وارتاح منكم"
قامت خالة مراد بضربه بقوة حتى يفيق من كابوسه لا يهمها ماذا يحدث معه كل ما يعمها أن لا يغضب منها زوجها ويكيل لها الضربات بسببه.
-"اصحى الله يحرقك يا بعيد"
استيقظ مراد بفزع وآلم من ضرباتها له.
-'آه آه حرام عليكى أنا عملت ايه؟"
دفعته خالة فى كتفه بقسوة هاتفه بغيظ.
-"شغال تصرخ وتبكى وفرجت علينا الناس... أنا مش عارفه مش عايز تغور ليه ولا ناس أبوك اللى عنديهم شئ وشويات مش راضين ياجوا ياخدوك ليه؟ بس أنا عذراهم هم ليهم حق مين هيأخد واحد وشه بومه زيك موت اهله وفضل هو زى قرد قطع قدمه فقر من أول ما اتبليت بيه والفقر والنكد مش سايب بيتى"
صاح حمدي من الخارج بغلظه.
-"صحيتى الواد ابن الكلب ده ولا لسه؟"
ردت خالة مراد بتعجل بينما اجتمعت الدموع فى عين مراد وهو يستمع إلى شتيمة والده الغالى بأذنه ولا يستطيع الرد.
-"أيوه ياخوى صحى"
أكمل حمدي زوجها هتافه.
-"طيب اديله فلوس خليه يغور يجبلى علبة سجاير"
ردت بخضوع وهى تحاول مراضاته.
-"حاضر ياخويا حاضر... قوم يا زفت خد الفلوس دى جيب سجاير بسرعه"
نهض مراد وقام بتبديا ملابسه وأخذ المال وذهب ولكن لم يذهب لجلب السجائر بذهب من المنزل بأكمل حيث ترك لهم البيت وأخذ يهيم فى الطرقات بلا مأوه وانتهت منه تلك الأموال البسيطة الذي أخذه منهم من أجل شراء علبة السجائر فأخذ يمر على الناس يطلب منه بعض المال لشراء شيء يأكله يسد به جوعه ولكن فى كل مرة يقف أمام أحدهم لا يستطيع طلب منه شيء فكرامته تأبه ذلك الذل ليتجه إلى سلات القمامة يبحث بها ما ما يسد به جوعة أما النوم وكان بيته هو الطرقات تحت الحوائط والكبارى مر عليه أكثر من سنة على هذا الوضع وعندما أجبره الجوع على مد يده لتسول كان المتسولين يقوموا بضربه وأخذ تلك الأموال الذي حصل عليها، ليكون الانهيار والبكاء فى كل مرة هو حليفه وهو يفعل كما اخبرته والدته قبل رحيلها يغمض عينيه ويصرخ فى بأس وبكاء لعلها تسمعه كما أخبرته.
-"ماماااا فينكم أنا أهو سمعت كلامك بس مش شايفكم مامااااا أنا خايف"
ليشعر بهمسات خافته فى أذنه لا يعلم أهى صدرت بالفعل فى الحقيقة أم أنها صادره من رأسه وما هى الإ مجرد خيالات.
-"متخافش يا حبيبى احنا معك"
ليغمض عينيه بقوةأكثر لعله يحتفظ بهذا القرب منها وهو يغمغم ببكاء.
-"طيب متسبنيش خدونى معاكم"
ردت عليه والدته بحب.
-"لا لسه شويه"
صرخ مراد رافضاً ما تقوله فهو لا يرغب فى تلك الحياة التى يعيش متشرد لا أهل ولا مأوه.
-"لا لا لا متسبينيش ماماااااااا بابااااااااا"
ولكن لم يحصل على أجابة لينتفض فى مجلسه فاتح عينيه يبكى بقوة تكاد شهقاته تقطع أنفاسه ليستمر هذا الوضع حتى قابل مروان فى أحد المرات صدفة يبكى بمفرده بخوف وهو ينادى على والديه ليتوقف مراد أمامه يسأله.
-"مالك بتبكى ليه؟"
رد مروان ببكاء.
-"ا... اصل أنا... مش عارف ماما... هى راحت فين؟"
اقترب منه مراد حتى يهدأه ولكن مروان تراجع بعيداً ععنه بخوف فهيئة مراد كانت باليه، نظر مراد لنفس وابتسم بمراره قائلاً.
-"متخفش أنا هوديك لأهلك"
رد مروان بشجاعة واهية.
-"أنا مش خايف"
هز مراد رأسه بخفوت قائلاً.
-"طيب تعالى... أنت كنت فين لما ضعت منهم؟"
رد مروان بطفولية وهو يصف له المكان.
-"كنا عند محل فى هدوم ولعب كتتتتتتير"
مط مراد شفتيه بيأس من صعوبة إيجاد أهل هذا الطفل المدلل.
-"طيب هوديك عند المحلات اللى هنا وعلى الله نلقيهم"
بدأت رحلة بحثهم والتى يعلم مراد استحالتها ولكنه رغب بشدة فى مساعدة مروان لإيجاد أهله، قام بشراء العصير لمروان عندما شعر بضعفه وشعوره بالدوار، شكره مروان بخجل وهم يكملوا رحلة بحثهم وعندما وصلوا لأحد المولات رأوهم أهل مروان الذين ركضوا عليه بلهفه وخوف.
-"مررروان كنت فين؟ احنا دوران عليك فى كل مكان... مين ده؟"
رد مروان على والدته وهو يحتضنها بسعادة.
-"ده ساحبى هو اللى جابنى هنا وجابلى عسير"
نظر لهم مراد لثوانٍ قبل أن يقول.
-"وصلت كده يا صاحبي يلا سلام عليكم"
اوقفته والدة مروان بلهفه لم يجد مراد لها سبب.
-"استنى استنى أنت اسمك ايه؟"
رد مراد بهدوء.
-"اسمى مراد بعد إذنك يا حجه لازم اروح اشوف شغلى"
صاحت والدة مروان بطريقة أفزعت من حولها.
-"لا لا لا كامل كامل امسكه بسرعة"
استغراب مراد من ردت فعلها تلك ولكن عندما سمع حديثها ذلك فركض من أمامها لا يعلم حتى سبب لهروب هذا.
-"أنا مسرقتش حاجه ولا عملت له حاجه هى دى اخرت اللى يعمل خير فى البلد دى"
صاحت والدة مروان فى زوجها تحثه على الركض خلف هذا الصغير الهارب.
-"كامل امسكه ده ابن عز.. امسكه بسرعة"
مراد حاول أن يهرب ولكن امسكه كامل ليعافر مراد بقوة يحاول الهروب من بين يديه.
-"سبونى بعدوا أنا معملتش حاجه"
حاولت والدة مروان أن تطمئنه وتهدأه وتموعها تتساقط.
-"اهدى يا حبيبى بس وقولى أنت تعرف اسم أبوك ايه؟"
زمجر مراد بقوة وهو مازال يحاول الهروب من بين يديهم.
-"أنتى مالك سبونى أنتم عايزين مني ايه؟"
هتفت والدة مروان بما جعل مقاومة مراد تخمد.
-"أنت مش عايز تشوفه؟"
اهتز مراد ببكاء فهو يعلم جيداً أنه خسر والديه ولكنه طفل تعلق بهذا الأمل الكاذب الذي تلقيه على مسمعه تلك السيدة.
-"أيوه أيوه عايز... أنتى تعرفى هو فين؟ هما مشوا وسبونى هما فين؟"
شاركته والدة مروان البكاء هاتفة.
-"قولى طيب ايه اسم بابا ومعك أخوات ولا لا؟"
رد مراد بصوت باكى متقطع من الشهقات المتألمه.
-"ع.. عز الدين.. وأختى الصغيره... جنين"
صاحت والدة مروان بدموع فرحه وهى تحدث زوجها.
-"كامل دى حفيدى لقيته... ياضنايا كنت فين ليه سبت بيت خالتك؟"
صاح مراد برعب من فكرة عودته مرة أخرى إلى بيت خالته.
-"لا لا مش عايز اروح عندهم أنا عايز بابا أبوس ايدك ودينى عند بابا"
غمغمت والدة مروان وهى تحتضنه وتمسح دموعه.
-"حاضر يا حبيبى هوديك تشوفه بس تعرف الأول أنا ابقى مين؟"
هز مراد رأسه بجهل، لتعرفه والدة مروان على نفسها.
-"أنا تيته يا حبيبى... أم عز الدين أبوك و... و ده كامل جدك والصغير ده مروان عمك"
غمغم مروان بطفوليه فهو لا يستوعب كل تلك المعلومات التى يحدثون عنها.
-"ماما أزاى عمه؟ أنا لسه سغير ومتجوزتش"
ردت والدة مروان بابتسامه من بين دموعها.
-"ده ابن أخوك عز الدين... فاكر عز؟"
هز مروان رأسه بالإيجاب ونظر لمراد بحب ومنذ تلك اللحظة ولم يفترقون عن بعضهم ابداً، حاول جده أن يذهب بمراد لطبيب لعالجه من التخيلات الخاصة بوالديه والتى لحظتها عليه جدته فهو لم يرغب أن يحرام من خيالتهم أيضاً.
انتفض جسد مراد بقوة بسبب تلك الصدمات الكهربائية التى توجه إلى قلبه الذي توقف عن العمل ليفتح عينيه للحظة لنظر لتلك الوجوه حوله ثم سقط فى النوم مرة أخرى... بينما فى خارج الغرفة يقف مروان يتسند على الحائط يهتف برعب من فكرة خسارته لمراد.
-"مرراد.. مراد اي.."
أجابه الطبيب بشفقة على حالته تلك يحاول طمئنته.
-"الحمدلله القلب رجع له النبض تانى"
يا ترى مراد ايه هيحصل معاه؟
يا ترى ايه حصل مع حياه ومصطفى؟ وايه هيحصل معاهم تانى؟
ياترى ايه مستنى الابطال تانى من مفاجات؟
انتظروا الفصل القادم
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية لعشقها انحنيت الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن