الفصل الثامن و الثلاثون

1.8K 54 2
                                    

رواية لعشقها انحنيت
الفصل الثامن و الثلاثون
بقلمي / هدير خليل

امسك بيدها و سحبها معه خارج غرفة المكتب تحت صوت ضحكات مروان الصاخبه ، ليهتف مراد وهو يغادر.
= بعد أذنك يا ميرو فى حساب بينى و بين مراتى هنهيه و انزلك.
ريما و هى تحاول ان تفلت يدها منه وهو تهتف بعتراض.
= انت ساحبنى وراك على فين سيب ايدى.
مراد بيقف و يهمس امام شفتيها.
= ايه يا قلبى نسيتى اللى عملتيه ولا ايه ؟؟؟ دا انا هطين عيشت اهلك علشان تفكرى تردى على تلفونى تانى بالطريقة دى و تخلي صاحبى يحفل عليا .. اتفضلى قدامى.
هتفت ريما بتوتر و خوف.
= م.. مراد..
مراد يتحدث بصرامه لا تقبل النقاش.
= قدامى يا ريما.
تحركت ريما بخطوات مرتبكه خائفه تفكر فى طريقه بالفرار منه و هو ينظر الى ظهرها بتوعد ... و عندما وصلت ريما إلى السلم ركضت هاربه من امام مراد بخوف تحاول ان تصل الى غرفتها حتى تغلقها على نفسها و لكن قبل أن تفعل ذلك كان مراد اسرع منها و وضع قدمه بين الباب يحيل من غلقه وهو يهتف بخبث.
= ايه يا ريمو هو انتى مش شايفانى داخل ولا ايه ؟؟؟
ريما و هى تتراجع إلى الخلف بخوف وتردف.
= انا... انا... مكنتش...
مراد تركها و اتجه إلى الفرش و قام بوضع الصغير مصطفى الذى مازال يحمله ثم انتصب فى وقفته و التف الى ريما بهدوء وهو يهتف.
= ممكن اعرف بهدوء كده ايه اللى خلى الهانم تسحب الفون منى و كمان ترد عليه.
لتجيبه ريما بتوتر و ارتبارك.
= انا... انا كنت...
ليردف مراد بسخريه.
= كنتى ايه ؟؟ مالك مش عارفه تجمعى ليه ؟؟ ما تنطقى ليه الهانم رد على تلفونى لا و مكتفتش انها ردت و عرفت انه راجل اللى بيتكلم معايا دا لو على اعتبر مثلا انها بتغير فهعذر غيرتها .. ليه لما عرفتى انه زفت راجل غريب له فضلتى تاخدى و تدى معاه فى الكلام و ما ادتنيش الزفت على طول من غير ما تتكلمى معاه.
ريما صمت لم تجد ما تجيب به هل تقول له انها كانت تشتعل من الغيرة عندما اعتقدت ان الذى تتصل به هى أسماء فتناولت منه الهاتف بدون تفكير و ردت على المتصل بدون اى اعتبارت بما قد تكون رد فعل مراد على فعلتها تلك ، ليردف مراد بعصبيه و انفعال.
= ما ترررررردى ساكته ليه ؟؟؟ الهانم كانت مبسوطه و هى خلتنى مسخره لصاحبى و هو شايف ان مراتى بترد على التلفون مكانى....
صمت دقيقه مراد ثم تحدث بألم.
= هو انتى بتبقى مبسوطه و انتى شايفانى بتألم .. ليه كل همك انك تكسرينى...
قطعته ريما بلهفه.
= انا معملتش كده ولا عمرى هعمل انا...
قطعها مراد بسخريه وهو يتحدث.
= عمرك ايه يا ريما هانم .. انتى كسرتنى بدل المرة الف ... مرة اتصدم ب مراتى بتخرج من المول و بتركب عربيه مع واحد غريب و لما اتصل بيها اسألها انتى فين تقولى فى المول و انا عارف انها بتكدب و لما اوصل ل مكانها القيها فى حضن رجل غريب عمرى ما شوفته مش دى كسره برضوه يا ريما هانم ولا ايه .. دستى على كرامتى و جرحتيها و هربتى منى و خبيتى عليا انك حامل منى مش ده كسره برضوه ولا ايه .. يعنى لو مكنتش وصلت ليكى كنت فضلتى مخبيه ابنى عنى العمر كل مش كده.
صمت مراد ينتظر ردها بالنفى و لكنها صمتت ولا يخرج منها اى رد فعل غير الدموع التى تهبط من عينيها ليكمل هو حديثه بآلم بما مر به من قبل.
= و مكتفتيش لا كمان رفعتى عليا السلاح كنت عايزه تموتينى صح عشان مأذيش حبيبك مش دى اكبر كسر ان مراتى وهى على ذمتى بتحب واحد تانى وكمان بتخطط هى وهو عشان ياخد ابنى ويعتبره ابنه كسره دى ولا مش كسره .. و حتى لما جيبتك البيت و دوست على كرامتى علشانك و علشان عيالى اتفاجأ ان الهانم مخبيه عليا انها بنت عمتى .. يمكن خبت مثلا علشان خافت من جوزها ابن ال*** ليطمع عليها و يضرب على فلوسها ويرفض يديها حقها.
كانت ريما سوف تقاطعه بالنفى و هى تهز رأسها ب لا ولكن قطعها مراد بقسوة وهو يكمل حديثه بدون انتظار ردها.
= لا و كمان جاى تكملها انها ترد على تلفونى على صاحبى اللى لما يلقى مراتى هى اللى بترد على التلفون كل اللى هيفكر فيه انى بقيت ح*** و دلدول مراتى.
صمت مراد و هو يذهب ذهابا و ايابا بعصبيه يحاول السيطرة على اعصابه فما زاد من غلينه انها لم تنفى اى حرف مما قاله كإنها تأكد له كل حرف مما يقول وهذا زاد من آلمه وغضبه بينما ريما فى محاوله منها فى اخراج صوتها التى عندما خرج ، خرج مرتجف.
= مر..اد... انا...
مراد نظر لها بنظره خاليه من الحياه وهو يهتف.
= ما بقيش يفرق يا ريما ... لبسى مصطفى و اجهزوا عشان هنروح به لدكتور يفحصه ويطمنى عليه.
تركها مراد بدون ان يستمع الى المزيد منها و غادر الغرفة لتنهار ريما ارضا وهى تبكى حالها و ما وصلت له حياتهم ليمر بعض الوقت لتنهض بآليه حتى تستعد هى وصغيرها فهى قد تأخرت عليه بما فيه الكفايا ... بعد ان انتهت ريما نزلت الى الاسفل وهى تحمل الصغير فوجدت مراد يجلس أرضا يلعب مع صغيرهم اياد و مليكة ابنة مروان لتحمحم لجذب انتباه ليرفع انظاره لها لتردف بخفوت.
= انا جهزت.
نهض مراد وهو يعدل ملابس لمسك اياد فى والده وهو يغمغم بطفولية.
= بابى خدنى معاكم متسبنيش لواحدى تانى.
حزن مراد الى ما وصل له صغيرهم بسبب تصرفاتهم ليقوم بحمله و تقبيله بقوة على وجنته وهو يردف بابتسامه.
= احنا رايحين لدكتور عشان اخوك تعبان شويه اوعدك مش هنتأخر.
ليردف الصغير بحزن.
= خدونى معكم و مش هعمل اى حاجه تزعلكم وهقعد ساكت.
لينظر له مراد بعجز فهو لا يرغب فى اخذه الى المستشفى حتى لا يلتقط عدوه فهو مناعته ضعيفه ليتدخل مروان وهو يحمله من مراد.
= ايه ده يا اياد باشا بسرعة كده بعتنى و عايز تروح مع ابوك ... انت مش وعدتنى انك هتاجى معايا انا مليكة الملاهى انت هترجع فى كلامك زى العيال هو انت مش راجل أد كلمتك ولا ايه ؟؟
نفخ الصغير صدره بطفوليه وهو يجيب عمه بثقه.
= انا راجل مش عيل و عمرى ما ارجع فى كلامى ... خلاص يا بابا روحوا انتوا و انا هروح مع عمو مروان بس اوعو تتأخروا عليا ماشى.
ليقبله مراد وهو ينظر الى مروان بامتنان.
= ماشى يا باشا.
ليغادر مراد و ريما الذى تحمل الصغير مصطفى و يتجهوا الى المشفى ليقوم ببعض الفحوصات الخاصة بالصغير الذى يعانى من بعض المشاكل الصحيه و الضعف و وصف لهم بعض العلاج الذى يجب ان يلتزم به الصغير ... و كما ذهبوا فى صمت عادوا أيضا فى صمت و عندما اقتربوا من الوصول الى فيلاتهم حاولت ريما كسر هذا الصمت وهى تردف بحزن.
= مراد... انا....
قطع حديثها فجأه بسبب ارتفعت اصوات طلقات ناريه مكثفه و صوت فرقعه قويه بالقرب منهم و ارتطام قوي بالبوابه الخارجيه ل الفيلا ، نظر مراد الى ريما و ابنه الصغير بفزع وصاح بها برعب.
= امسكى مصطفى ليعود مراد بالسيارة الى الخلف بسرعة يبتعد عن الفيلا و يتجه بهم الى طريق جانبى يأدى الى الفيلا من الخلف ليوقف مراد السيارة بقلق فهو مازال يستمع الى اصوات طلقات الرصاص لنظر الى ريما المتشبثه بالصغير بقوة ليحثها على النزول.
= انزلى بسرررررعة.
لتهتف ريما برعب.
= هو فى ايه ؟؟
ليهتف بها مراد بحده وهو يدفعها براحه يحثها على التحرك.
= مش وقته رغي ... خدى المفاتيح دى هتدخلى الفيلا دى و متطلعيش من هنا اقفلى الباب كويس و متفتحوش لاى حد الإ لى او ل مروان مفهوم.
هتفت ريما برعب و هى تتشبث فى ذراعه بخوف.
= انت رايح فين ؟ لا لا متطلعش و تسيبنا ابوس ايدك يا مراد متطلعش ... و فيلا دى بتاعت مين ؟؟ ما الناس اللى بره دى ممكن تهجم على هنا كمان.
صاح مراد و هو يبعد يدها عنه بعصبيه.
= ررررريما اسمعى الكلام .. انا لازم الحق مروان و اياد ابنى كمان .. اقفلى الباب كويس ... متقلقيش محدش يعرف ان الفيلا دى جزء من الفيلا بتاعتنا فاهدى و اسمع الكلام.
اغلق مراد باب الفيلا خلفه بعنف و هو يتسحب الى فيلاتهم من باب مشترك بين الفيلاتين فى الحديقة الخلفية بتوتر و غضب فى نفس الوقت وجد محمود يندفع للداخل الفيلا و هو يقول ب لهفه.
= فى هجوم على الفيلا لازم نطلع من هنا بسرعة.
ثم تابع حديثه بتوتر شديد وهو ينظر خلف باتجاه باب الفيلا الخارجى.
= هما شكلهم خلاص وصلوا لجوه الفيلا.
شحب وجه مراد الذى دخل عن طريق باب الخدم الموجود فى المطبخ و المتصل بالحديقة الخلفية للفيلا و هو ينظر الى وجه عمه و زوجته نور التى تحمل طفلتها وهو يفكر ب أي طريقه يستطيع انقاذهم بها و لكنه صدم بصوت فرقعه قويه اخرى و باندفاع المهاجمين لداخل الفيلا ليهتف محمود بتوتر.
= دول دخلوا فعلا لجوه الفيلا احنا لازم نهرب بسرعة.
اسرع مروان باخراج سلاح ناري من داخل جيبه و هو يقول بغضب.
= اما الحمير اللى تبعت فييين لما وصلوا لغاية هنا .. لازم نتحرك بسرعة ... مررراد انت جيت امتى .. فى هجوم على الفيلا لازم نتحرك.
نظر محمود ل سلاح مروان بصدمه فهو لا يحمل سلاحه فى المنزل لما يحمله الآن و لكنه تابع حديثه ب لهفه قبل ان يتدخل مراد فى الحديث الذى لا يعلم متى عاد الى البيت.
= طيب.. طيب بسرعه.. بسرعه خلينا نحاول نخرج من هنا الاول و نطلع من الاوضة اللى تحت السلم و نحاول نهرب من الباب الخلفى اللي هناك. 
مراد بتوتر و هو يدرك انه لا يملك اي سلاح يدافع به عن نفسه او عن عائلته حتى انه من غبائه و قلقه لم يأخذ سلاحه الاحتياطى الموجود فى السيارة.
= طيب اطلع انت قدامنا و احنا جاين وراك.
ثم تابع بجديه شديده وهو يوصى مروان.
= خلي سلاحك جاهز و اتعامل بيه مع اي تهديد و ريما و نور و العيال مسئوليتك .. مهما حصل قدامك متتدخلش و لازم توصل بيهم للأوضة زي ما محمود بيقول.
ثم نظر له نظره خاصه اثارت انتباه مروان الذي تبع مراد الى أحد الاركان الذي مال فجأه على اذن مروان و همس ببعض الكلمات الغير مسموعه ثم اسرع بإتباع محمود الذي يقودهم بسرعه و توتر باتجه الغرفة الأسفل السلم ليسرع مروان هو الاخر و يقوم بحمل ابنته بعنايه و تحفز على ذراعيه و جذب نور يضعها امامه و هو يقول بصرامه و جديه.
= يلا بسرعه اول ما نوصل للسلم اجرى ب أقصى ما عندك.
ثم اسرعوا بالتحرك يتبعوا محمود و مراد و لكن عندما وصلوا عند السلم اتجه محمود و مراد الى غرفة وسط ارتفاع اصوات الرصاص و اشتعال النيران و انتشار الدخان في بعض ارجاء الفيلا و اصوات المقتحمين تتعالى و تنذر ب إقترابهم منهم فإقترب مروان فجأه من اذن نور التي ترتعش و دموعها تسيل من شدة الخوف على الجميع و همس فيها بتوتر.
= اجرى على اوضة المكتب بسرعة.
لهتفت نور بصدمه.
= ايه؟؟
مروان بهمس صارم.
= اجرى يا نوررر يلااا.
اجابته نور وهى تركض الى الطرف المعاكس حيث ذهبت باتجه غرفة المكتب وخلفها مروان بينما محمود و مراد كانوا اسفل السلم يتجهون الى الغرفة الموجود اسفل السلم.
= حاضر.
فأسرع هو ايضا بالذهب الى غرفة المكتب و اغلق الباب خلفه فقالت نور بجزع و هي تنظر الى خارج الغرفة و دموعها تسيل بخوف و هي تستمع الى اصوات مهاجميهم تقترب منهم.
= مروان احنا ايه بنعمل هنا كده هيمسكونا بسهوله ... و بعدين انت ليه سيبت مراد و ابو ريما.... فين ريما و العيال.
تجاهل مروان اسئلتها و هو يجرها خلفه بعنف و سرعه و هو يقول بصرامه اخافتها.
= ولا كلمه اتحركى قدامي.
حتى وصل الى أحد اركان الغرفة الموجود بها مكتبة ضخمه ثم أعطي نور طفلتها التي بكت الا انه تجاهل بكاء نور و هو يعود الى باب غرفة المكتب يفتح الباب و ينظر للخارج بتوتر و تحفز ثم يعود الى نور مره اخرى و هو يضع سلاحه فى يدها بقوة.
= انا هطلع اجيب ابو ريما و اشوف فين مراد ساب ريما ... خلى السلاح ده معاكى اى حد يحاول يدخل المكتب و يقرب منكم اضربى عليه النار من غير تردد مفهوووم.
هتفت نور برجاء و هي تبكي.
= لا لا و النبى متسبنيش يا مروان .. انا مش هفضل هنا انا هروح معاك.
نور و هى تبكى بخوف.
= علشان خاطرى يا مروان متطلعش .. طيب خدنا معاك...
ليصيح مروان بقسوه و صرامه.
= اخرسى يا نور انا مش ناقص جنانك دلوقتى ركزى كده و نفذى كل اللى قولته.
صمتت نور وهي ترتعش بخوف و اسرعت تحتضن ابنتها بحمايه و هي تبكي بجزع ، بينما اسرع مروان بفتح باب الغرفه مجددا ينظر خارجها بتوتر ، خرج مروان لكى يجلب والد ريما من غرفته  و ريما الذى لا يعلم اين تركها مراد وهو يدعوا الله ان يخرج هو وعائلته بخير بدون اى خسائر و ترك خلفه فى المكتب زوجته و ابنته و هم غافلون جميعا عن اختفاء اياد من بينهم.
يا ترى ايه هيحصل مع ابطالنا ؟
يا ترى اياد راح فين ؟
يا ترى فى حد هيلحظ غياب اياد ؟
يا ترى ليه مروان خدهم ل المكتب و مراحش وراه مراد فى الغرفة اسفل السلم ؟
انتظروا الفصل الجاى متنسوش تتفاعلوا مع الروايه و تقولوا ايه رايكم فى الاحداث و ايه توقعاتكم.
يتبع
☆☆☆☆☆☆

رواية لعشقها انحنيت الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن