الفصل الثلاثون

1.9K 50 8
                                    

رواية لعشقها انحنيت
الفصل الثلانون
بقلمي / هدير خليل

لقد مر باقى اليوم بسلام حتى حل المساء و بقيت ريما حبيست غرفتها طول هذا الوقت حتى لا يراها مراد و تصطدم معه مرة اخرى ،
استلقت ريما بتوتر على الفراش القاسي الذي فرشته على ارضية غرفة نومها هى لا تريد ان تثير جنون مراد عندما يراها نائمه على فراشه فهو قد اعلنها لها انه اصبح يشمئز منها و من اى شئ تقوم ب لمسه لذلك تجنبت ان تلمس فراشه و فضلت النوم أرضاً ، بعد ان حرصت على اشباع طفلها و إطمئنت على نومه براحه في فراشه و كذلك اياد الذى هو الأخر لم يغادر حضنها ، أما هي أخذت تطيل النظر الى سقف الغرفه بتوتر تفكر في تصرفها الاحمق الاخير باعتدائها على أسماء و اخيه و زلة لسانها التي انطلقت منها دون تفكير عندما اهانتهم بسبب غيرتها و غضبها الشديد وخاصة عندما لاحظة انه لم يبالى لها او حتى يغار عليها من افعال اخو أسماء المشينة معها ، فهمست لنفسها و هي تعقد حاجبيها بتوتر.
= اكيد مش هيعدى الكلام اللى قولت .. و كمان الزفته اللى معاه بعد ما بهدلتها هى و اخوها ... هما السبب اللى طلعوا جنانى .. اكيد مش هسيبه يتحرش بيا عشان بس خايفه من مراد.
لتعود و هي تنفي بتوتر و خوف.
= هو .. هو مش هيقدر يعمل لى حاجه .. و بعدين العيال نايمين معنا فى الأوضه و يفزعهم يعنى اكيد هيعدى الموضوع.
ثم تنهدت بتوتر وهى تحاول ان تيث الطمئنينه فى نفسها.
= الحمد لله ان اياد شبط فيا و نام هو كمان فى الاوضه هنا .. بدل ما يبهدلنى بسبب الغباء اللى عملته و باظت الدنيا بسبب غبائي و تسرعي وهو كان منبه عليا اوووف.
ثم تنهدت و هي تغلق عينيها الممتلئه بالدموع الغيره تحاول النوم بسرعه قبل رجوعه للغرفه.
= احسن حاجه اعملها اني احاول انام قبل ما ييجي انا مش ناقصه يطلع عليا جنانه .. اكيد مش هيسكت على اللي عملته في حبيبة قلبه و اخوها و الله اعلم كمان ممكن تكون قالت له عليا ايه بعد ما طلع يجرى وراها عشان يراضيهم ؟؟
لتمر أكثر من ساعه و هي تتقلب بقلق على فراشها القاسي و قد جفاها النوم من شدة التوتر ، ثم تجمدت و هي تغلق عينيها بسرعه و تستمع الى باب الغرفه الذي فتح بهدوء ، ثم صوت خطوات مراد الهادئه التي اقتربت منها ثم توقفت بجانبها قليلا لترتفع ضربات قلبها بتوتر و هي تحبس انفاسها ، الا انها تنفست براحتها عندما ابتعد عنها ثانيه واحدة ف نظرت اليه بعيون نصف مفتوحه و قد اشتد احمرار وجهها بخجل و هي تراه يتخلص من ملابسه و يلقيها بدون اهتمام على المقعد الذي امامه ثم إتجه الى الحمام الخاص بالغرفه و بدء في الاستحمام بهدوء ، لتمر عدة دقائق و هي تنظر الى باب الحمام المفتوح و تستمع بتوتر الى صوت جريان المياه بداخله فحاولت تهدئة ضربات قلبها المتوتره و اغماض عينها تحاول ان تستدعى النوم ليكون مهربها ولكن يبدو ان كل شئ ضدها حيث انه خرج من الحمام و هو شبه عاري يلف منشفه عريضه حول خصره و يجفف رأسه بمنشفه اخرى صغيره ، ف تأملته رغماً عنها وبشوق شديد عضلات ذراعيه و جزعه العلوي القويه و عضلات ظهره الموجه لها و هو يمشط شعره بهدوء للخلف فسالت دموعها بندم و هي تتأمل الرباط الملفوف بإحكام حول جرحه الذي تسببت به له فى ذراعه و الذي حرص على عدم ابتلاله و تألمه الوضح على انعكس وجه فى المرايا و هو يمشط شعره ، ف تابعته بحب و هو يتجه الى فراش طفلهم مصطفى يقبله بحنان بعد ان اعاد باهتمام ضبط الغطاء من فوقه و كذلك فعل مع اياد الذى ينام على فراش مراد ، و فجأه إلتفت اليها و هي تتابعه بعينيبن نصف مفتوحه فشهقت بصوت مكتوم و هي تغمض عينيها بسرعه و توتر و قد تصاعدت ضربات قلبها بشده و هي تشعر به يتحرك بهدوء تجاهها ، فتوقفت عن التنفس لثواني و هي تشعر به يقف بجوارها يتأملها بصمت ، لتزداد ضربات قلبها بجنون و صدمه و هي تشعر ب ذراعيه تلتفان من حولها فجأه ، ترفعها عن الارض ثم تلقيها بدون اهتمام على فراشه بجوار اياد ثم يستلقى بجوارها من الخلف و هو يهمس بجوار اذنها بحميميه و اصابعه تمر على جفنيها و شفتيها ترسم حدودهم برقه.
= لفيلى و افتحي عنيكي انا عارف انك لسه صاحيه.
فتصاعدت دقات قلبها بجنون و هي تحاول استمرار ادعاء النوم ، ليمط شفاتيه ويمسك بكتفها يلفها له ليجعل وجهها فى مقابل وجهه و هو يمرر شفتيه فوق شفتيها برقه و يهمس فوقهم بحميميه و يده تعمل بسرعه على فك الازرار العلويه ل ثوبها القطني الطويل المحتشم و التي تمتد بطول الثوب.
= كده.. طيب عموما انا مش مستعجل و الليل قدامنا طويل و أديني بتسلى لحد ما تصحيي براحتك بما انك كنت السبب فى انك بوظتى ليلتى يبقا انتى المسئولة عن تسليتى الليلة دى.
فشهقت ريما و هي تفتح عينيها بصدمه تحاول ابعاد يده عنها بعد ان شعرت به يحاول تخليصها من ثوبها الذي فتحت ازراره العلويه بالكامل و صدمة اكثر من حديثه هل وصل به الامر ان يكون على علاقة مع أسماء بتلك الطريقة الذى ليلمح لها ، ضمت بتوتر فتحتي ثوبها بيد و بالاخرى حاولت منعه من اكمال فتح باقي الازرار و هي تقول بلهفه.
= انا .. انا خلاص صحيت .. بس ابعد ايدك عني.
و لكنه تجاهلها و يده تثبت ذراعيها فوق رأسها و بالاخرى بدء في تمريرها برقه على جسدها شبه العاري و هو يتأملها بعدم اهتمام جارح ،
يتحكم بمشاعره بقوه و هو يكتم تأثره بها يحاول ايصال لها شعور كاذب بعدم اهتمامه بها ، و بانها اصبحت لا تؤثر به ، يكتم عشقه و لهفته اليها و شغفه و جنونه بها و الذي يكاد ان يذهب بعقله يريد محو عشقه لها من داخله يحارب نفسه و مشاعره قبل ان يحاربها ،
معركه خاسره يخوضها كل يوم و هو يحاول محو و انتزاع حبها و عشقها من داخل قلبه ،
و لكنه سينجح من محوها من حياته و قلبه ، حتى و لو كلفه الامر انتزاع قلبه من داخله سيفعلها بدون تردد او حتى ندم ف أغمض عينيه و هو يعيد السيطره بقوه على مشاعره التي بدأت تخونه رغما عنه و هو يمرر يده بحميميه و بطء على موضع قلبها يستشعر برضا علو دقاته بجنون تحت وقع لمساته الخبيره على جسدها التي اثارت بسهوله مشاعرها البريئه و العاشقه له ، ف إزدادت لمساته جرئه و هو يتجاهل مقاومتها الشديده له ، ف همست ريما له ببكاء و هي تتململ و تحاول مقاومته و الابتعاد عنه و لكنها فشلت و يديه تقيدها اليه بشده.
= كفايه يا مراد .. كفايه و حياة اغلى حاجه عندك .. ابعد عني .. و كفايه اللي بتعمله ده ... اي ... اياد هيصحى هو و مصطفى.
مراد و هو بهمس ب إهانه فوق شفتيها التي ترتعش بتأثر.
= كفايا ليه ؟؟ ده حتى الليل طويل و اديني بتسلى .. يعنى انتى عايزه بس وجود اياد هو المانعك هو ده قصدك ... يتمنعن وهن راغبات.
سالت دموع ريما و هي تقول بوجع.
= انت عاوز مني ايه .. انت مش قلت انك مستحيل تقرب مني بعد كده.
مراد بتهكم و هو يمرر يده بحميميه على خصرها.
= قصدك بقرف منك .. مش طايق ألمسك .. بتخنق لما بتبقي جنبي فى نفس المكان .. بس اللي بعمله ده دلوقتي بعمله غصب عني .. تقدري تعتبريه عقاب.. عقاب ليكي على قلة ادبك و جننانك اللي عملتيهم من شويه تحت .. و ضربك و اهانتك لضيوفى في بيتي .. او بعمل كده غصب عنى علشان اشبع رغبتك و متضطريش تدور على أى رجل يشبع رغبتك و تتهمهم انهم هما اللى بيتحرشوا بيكى و....
ازدادت هطول الدموع من عينيها و كلماته تذبحها و هي تحاول الابتعاد عنه و تحاول مقاومة مشاعرها التي يتحكم بها بكل سهوله كبريائها و كرامتها تئن تحت وقع لمساته الحميمه و المهينه لها ، ف صرخت بوجع و هي تبكي و تمنعه من تكملت حديثه الجارح لها.
= كفاااااايا ..طيب انا اسفه.. اسفه و مش هعمل كده تاني .. بس سيبني .. انا مش هقرب منك ولا من ضيوفك تانى .. بس ابعد عنى انا مش عايزه منك حاجه .. طلما شايفنى بالبشاعة دى ابعد عنى ة سيبنى فى حالى حرررام عليك.
همس مراد فوق شفتيها ببرود.
= حررام... اللى زيك ميعرفش الحرام ... و بعدين أسفك ميبقاش ليا.. اسفك يبقى لضيوفى و بذات اسماء حبيبتي و اللي قريب هتبقى صاحبة البيت ده.. كفايه انها مستحمله وجودك معايا و متفهمه الوضع الزفت اللي مخليني مجبر اني احتفظ فيه بيكي هنا .. لكن توصل بيكى البشاعة انك تفضحينى بالطريقة دى ساعتها مش هتلومى غير نفسك.
سالت دموع ريما و هي تنظر له بوجع قاتل و بروده تجتاح قلبها و هي تستمع الى كلماته المسمومه ، فهمست باستسلام.
= حاضر لما هاشوفها هعتذر لها.. بس سيبني و خليني اقوم.
مراد بقسوه شديده وهو يرد على حديثها.
= أسماء هتيجي بكره هي و مهندسة ديكور عشان تختار تصميم لجناح بتاعى انا و هى .. انتى قعده هنا مؤقتا بس لغاية ما افضى ليكى اى اوضة تقعدى فيها .. اه و كمان هى عايزه تغير اوض الاولاد لان الوانها باهته و بيئة.
اتسعت عين ريما و دموعها تسيل بصدمه.
= تختار تصميم الاوض ؟؟!!
مراد و هو يقصد الامعان في جرحها.
= ايوه تصمم الاوض ايه الغريب في كدا.. دا هيبقى بيتها و طبيعي تختار كل حاجه فيه على ذوقها.
ثم تابع بقسوه و هو يتجاهل مشاعره التي تحركت خوفا عليها و هو يشاهد شحوب وجهها الشديد.
= و بعدها انا عازمها على الغدا تعتذري ليها و تختفي من قدامنا مش تفضلي قاعده لنا تراقبي احنا بنعمل ايه ولا بنتكلم فى ايه و تبوظى لينا اليوم زى ما هببتى النهارده مفهوم.
سالت دموع ريما بصمت فأغرقت وجهها ، و هي تردد بارتعاش.
= مفهوم.. ممكن تسيبني اقوم ؟؟
ابتعد عنها مراد فجأه و كإن لمسها سيلوثه و قال ببرود و احتقار.
= قومي.
فنهضت سريعا عن الفراش دموعها تسيل بصمت وهي تحاول اغلاق ازرار ثوبها بأصابع مرتجفه ، ثم اسرعت بالنوم على فراشها المفروش ارضا و سحبت الغطاء فوق جسدها و وجها ، و هي تدفن وجهها بداخل الوساده تكتم بكائها و شهقاتها بداخلها ، تتابعها عيون مراد الذي تمسك بالفراش بقسوه يمنع نفسه بصعوبه من الاندفاع خلفها و شعور بالندم و الغضب من نفسه يتصاعد بداخله و دموعه المجتمعه فى عينه بضعف و مشاعره تحركه نحوها يريد ان يذهب اليها و يراضيها ، يخبرها ان كل حديثه هو عباره عن كذبه كبيره يقصد بها مداراة ضعفه تجاهها و عشقه الامتناهي لها ، فتحرك تجاه الفراش مجددا و كاد ان يحملها بداخل احضانه مراضيا لها و صوت بكائها المكتوم يدمي قلبه الغارق في عشقها و لكنه إنتفض مبتعدا فجأه بغضب من نفسه و من تجدد ضعفه تجاهها و اسرع بارتداء بيجاما النوم و خرج من الغرفه و كإن شياطين الجحيم تطارده .. خرج من الغرفة و هبط الى الخارج المنزل فوجد نفسه امام حوض السباحة ليشرد فى مرات كثيره جمعهم هذا المكان وهى تمطر عليه كلمها المعسول و عشقها الكاذب ليشعر بالتهاب و نيران مشتعله فى صدره مما جعله يجن جنونه و يخلع ثيابه و يلقى بنفسه فى حمام السباحة ليغطس اسفل الماء وهو يكتم انفاسه .. لا تعلم لما بعد حديثه المهين لها شعرت بانقباض فى صدرها جعلها تنفض الفراش عنها تبحث عنه فى الغرفة ولكنها لم تجده مما جعلها تركض باتجاه الشرفة تبحث عن سيارته لعله غادر المنزل ولكنها وجدت السيارة مصطفه فى مكانه لتبحث بعينها فى انحاء الحديقة عليها حتى وقعت عينها على ملابسه الملاقاه بجوار المسبح ولكن لا اثر له .. فعلمت انه يغطس مما جعلها تفرك يدها بقلق عليه فجرحه مازال جديد لا يجب ان تطوله الماء فى وسط صراعتها مع نفسها و قلقها عليه لحظت غيابه اسفل المياه مما جعلها تقرار ان تذهب له لتتفقده ... بينما هو اعتقد انه سوف تثلج المياه جرح قلبه ولكن مع الاسف هى زادتها اشتعالا عنها اخذت ذاكرته ترسل له لمحاة لها وهى تلقى بنفسها بين احضان هذا و ذاك .. اشتد عليه آلم ذراعه مما جعله يخرج من المياه و شيطانه لم يكف على الوسوسه له بكل ما ناله منها من خيانه ليخرج من المياه وهو يحاول ان يسيطر على شيطانه الذى يوذه ان يذهب لقتلها ليرفع رأسه الى أعلى يناجى الله ان يرحمه من ذلك العذاب الذى يدمر قلبه لتقع عينه عليها تقف فى الشرفة ليرمقها بنظرات حارقة محتقره و قام بالبصق ارضا بدون ان يحيد عيناه عنها لتتراجع هى بصدمه من فعلته المحتقره الذى تحمل مزيد من الأهانه و الذل لها.
يا ترى ايه هيحصل تانى مع مراد و ريما ؟
يا ترى ايه هيكون رد فعل مراد لما يعرف الحقيقة ؟
يا ترى ريما هتفضل مستحمله كل اللى بيحصل فيها ده لغايه امتى ؟ ام سوف يكون انفجرها قريب ؟؟
انتظروا الفصل الجاى ياريت يكون فى تفاعل مع الروايه.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية لعشقها انحنيت الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن