الفصل الثانى

6.8K 136 11
                                    

رواية لعشقها انحنيت
الكاتبة/ هدير خليل

الفصل الثاني

لقد مر النهار سريعاً وانتهت مواعيد عملهم فقرار مروان الذهاب إلى مراد حتى يراه إذا انتهى هو الأخر من عمله أم لا حتى يغادروا، قام بفتح باب مكتب مراد قائلاً وهو يدخل.
-"خلصت شغل ولا لسه معك شغل؟"
رفع مراد نظره بعيد عن الأوراق الذي أمامه ونظر له.
-"لا خلصت خلاص.. أنت خلصت؟!"
أجابه مروان وهو يهز رأسه بخمول.
-"أيوه خلصت يلا عشان أنا خلاص هلكان وعايز أنام.. لي ثلاث أيام مطبق ونفسي أنام"
أغلق مراد الأوراق وقام بجمعهم ووضعهم في درج مكتبه وأغلق عليه جيداً وهو يردف.
-"طب يلا بينا"
نزلوا مع بعض واتجهوا إلى حيث سيارتهم وعندما وصلوا لهم، هتف مراد يحث مروان علي التحرك.
-"يلا اركب عربيتك خلينا نمشي"
تحرك مروان وصعد سيارة مراد وأعاد الكرسي إلى الخلف ليجعله مريحا له حتى يستطيع النوم، فقال مراد بتعجب.
-"أنت يا بني دي عربيتي"
رد مروان بتعب وهو يحث مراد علي التحرك.
-"مراد أنا مش قادر افتح عيني... مش تقولي سوق.. يلا بقا اركب خلينا نمشي"
هتف مراد بغيظ.
-"مين بقا إن شاء الله اللي هيوصلك الصبح؟"
أجابه مروان وهو مغمض العين ومسترخي فى جلسته.
-"دي عايزه سؤال برضوه طبعا أنت"
رد مراد بقلة حيلة.
-"ما أنا عارف أن أمي دعت عليا"
تنهد مراد وتحرك لكي يركب سيارته وقادها يتجه إلى منزلهم وبعد مرور بعض الوقت قد وصلوا إلى البيت، فالتفت مراد إلي مروان الغارق في النوم من التعب يحثه علي النهوض ولكن لم يستجب له، فمد مراد يده له لكي يهزه حتى يستيقظ.
-"انزل يا حبيبي ولا عايزني اشيلك كمان مادام مش أد الشغل بتشتغلوا ليه؟!"
غمغم مروان وهو نائم بصوت ناعس.
-"ياريت تشلني ولا أنت نفخ على الفاضي؟!"
رد مراد بحنق وبرود.
-"مين دا اللي نفخ؟! بس متحولش تستفزني عشان اشيلك يلا أنزل"
هبط مراد من السيارة ووصل إلى باب المنزل وقام بفتحه وكان سيدخل ولكنه نظر إلى سيارته فوجد أن مروان ما زال مثل ما هو نائم بها، فعاد له مرة آخرة وهو يزفر بتعب.
-"يا بابا أنزل... ولا ناوي تنام في العربية"
حاول أن يجعله يستيقظ ولكنه لم يستجب له، فاشفق عليه فهو كان نائماً مثل الأطفال فاتجه له وقام بحمله ودخل به وعندها فتح مروان عينه بنعاس وجد مراد يحمله، فقام بتقبيل مراد في خده بحب هاتفاً.
-"حبيب عمو"
غمغم مراد بحنق طفولي وهو يبعد وجهه بعيدا عنه.
-"بعد الله يا قرفك أنا غلطان كنت سبتك نائم في العربية"
هتف مروان بعدم تصديق.
-"وأهون عليك دا أنا حبيبك"
حاول مروان أن يقوم بتقبيله مرة أخرى بينما مراد يبعد وجهه عنه فعندما لم يكف مروان عن تضيقه أسرع بإلقاء مروان على الكنبة الموجودة في غرفة المعيشة وأخذ يمسح وجهه بعنف من قبلات مروان له، هاتفاً بغيظ.
-"أنا كنت شاكك في ميولك من زمان"
اعتدل مروان قليلاً في نومته ينظر لمراد وهو يقهقه بمرح.
-"هههههههههه طب تعالى جنبي يا بيضة"
هتف به مراد بصدمة.
-"أنت قلة النوم مآثره عليك على الأخر روح نام يا مروان"
هتف مروان وهو يتثئب.
-"طب قل ل سنيه تعملنا الأكل أنا ميت من الجوع"
رد مراد ببرود.
-"سنيه أجازه النهارده"
اعتدل مروان في جلسته فجأة وهو يصرخ في مراد.
-"نععععععم ليه أجازه إن شاء الله؟! طب فين البنت اللي بتيجي بدلها؟!"
أجابة مراد ببرود وابتسامة مستفزه.
-"أنا ادتلها أجازه أصل خافت على نفسى من الفتنة"
نظر له مروان بغيظ وهو يجز على أسنانه.
-"فتنة إيه يا زفت دي أكبر من أمك! دلوقتي مين هيأكلنا؟"
غمغم مراد بهدوء.
-"اطلب دليفرى مش مشكلة يعني يا مروان"
رد مروان بمسكنه ونواح.
-"أنا عصافير بطني بتصوصو وبعدين أنا اتهريت دليفرى في الشغل عايز أكل حاجه بيتي"
نظر له مراد يشعر بالشفقة عليه فمروان يكره أكل المطاعم وإذا اضطرته الظروف للأكل منه يأكل لقمأت صغيرة لا تكفي عصفور.
-"طيب وأنا اعملك إيه؟"
هتف مروان بغيظ.
-"اعمل أنت اﻷكل مش أنت اللي خافت على نفسك من الفتنه"
أجابه مراد ببرود وهو يصعد الدرج إلى أعلى.
-"انسى أنا مش هعمل أكل وتقعد تقولي لا دي ناقصة ملح لا دي لسه مستويتش لا معرفش إيه؟"
هتف مروان برجاء.
-"خلاص مش هقول حاجه هأكل وأنا ساكت يلا بقا"
رد مراد باقتضاب وهو ما زال يصعد إلى غرفته.
-"لا"
صعد مراد إلى غرفته وقام بأخذ حمام سريع ثم نزل إلى الأسفل مرة أخرى حيث كان يرتدي تي-شيرت دون أكمام الذي أظهر عضلاته، نظر إلى مروان فوجده نام كما تركه، فاتجه إلى المطبخ وأخذ أكثر من ساعة لكي يجهز الطعام وبعد أن انتهي ذهب إلي مروان لكي يوقظه.
-"اصحى بقا زهقتني معاك"
غمغم مروان بنعاس.
-"اممممم وكلني وأنا نايم"
صاح مراد به بغيظ وهو يجز علي أسنانه.
-"لا والله شايفني مراتك ولا إيه؟! يعني مش هتقوم في سنتك دي ماشي"
تركه مراد وغاب بضع دقائق ثم عاد وهو يحمل في يده إناء به ماء وقام بسكبه على مروان الذي استيقظ بفزع صارخاً به.
-"إيه ده الله يخرب بيتك كده غرقتني.. مش هتبطل هزار البوابين ده"
غمغم مراد ببرود.
-"يلا انجز اﻷكل لو برد مش هسخنه تاني"
نظر له مروان بغيظ وهو يغادر ويصعد إلى غرفته حتى يأخذ حمام سريع وبعد عدة دقائق هبط إلى الأسفل وجلس لتناول الطعام مع مراد وعندما انتهوا من تناول طعامهم قام مروان بحمل باقى الطعام وغسل اﻷطباق حتى ينتهي مراد من عمل القهوة، لم يستطيع مروان البقاء مستيقظ أكثر من ذلك فصعد إلى غرفته ليسقط في النوم من التعب أما مراد فقد أرهقه الليل وهو يحلم بتلك الفتاة الذى قامت بضربه في الصبح حيث كان يتخيلها كيس ملاكمة يقوم بضربه بكل قوته.
في صباح اليوم التالي.. استيقظ مروان قبل مراد وأخذ حمامه ثم قام بعمل الفطار وبعد أن انتهى من تحضير الفطار صعد مرة أخرى لكي يوقظ مراد من نومه.
-"مراد اصحى.. أنت يا زفت"
أخذ يحاول أن يوقظ مراد ولكن دون فائدة فأتت له فكرة لأيقاظه خرج من الغرفة بضع دقائق ثم عاد وهو يحمل إناء به ماء بارد وقام بسكبه على مراد الذي استيقظ مفزوع.
-"غاريق غاريق"
انتبه إلي صوت ضحكات مروان فصرخ به بغضب.
-"هو أنت يا حي...."
قاطعه مروان وهو ينظر له بتحذير برغم من قربهم الإ أن مراد لا يحترم مروان كثير ولا يتطاول عليه لفظياً.
-"يا إيه هاااا..."
كان مروان يمسك بزجاجة مياه يهدد بها مراد بأفراغها عليه، ليجز مراد علي أسنانه قائلاً.
-"يا حبيبي"
هتف مروان بانتصار.
-"أيوه كده ناس تخاف متختشيش"
نهض مراد وهو يزيح مروان من أمامه.
-"طب وسع كده"
قام مراد بإزاحة مروان على السرير ليسقط عليه، وذهب هو ليأخذ حمامه ثم هبط إلى الأسفل ليتناولوا فطارهم هم الإثنين في أجواء هادئة، وبعد انتهائهم تحركوا إلي عملها وكلاً منهما ذهب إلي مكتبة، استدعي مراد فريقه من الضباط الجداد لكي يدربهم وهو فى طريقة إلي صالة التدريب مر علي مكتب مروان.
-"ما تيجى تدرب معايا بدل العيال اللي بدربهم"
هز مراد رأسه بإعتراض.
-"لا مش هينفع أنا مستني المهندسة تيجى"
هتف مراد بعبث ومرح.
-"طب خلاص بلاها تدريب واستنها معك"
صاح به مروان بحدة مصطنعة.
-"امشى ياض من هنا مش نقصاك.. امشي يلا هنرش مياه"
هتف مراد ضاحكاً بمرح وهو يغادر.
-"ماشي يا باشا بس زي ما اتفقنا لو كانت حلوه رن عليا وهكون عندك في ثانية يلا سلام"
اتجه مراد إلي صالة التدريب بينما يدرس مروان قضية مهمة لأحد المهربين الذي يسمي سمهودى، حتى انتبه إلي صوت طرقات العسكري الذي يأذن بدخول المهندسة، فهتف العسكري بعد أن أدى التحية العسكرية.
-"تمام يا فندم في واحدة بتقول أنها عندها معاد مع حضرتك اسمها نور"
هتف مروان باستغراب.
-"نور... نور مين؟!"
أجابه العسكري بتوضيح.
-"هي كل اللي قالته أنها مهندسة وفي معاد بينها وبين حضرتك.. حتى الأمن تحت سمحوا لها بالدخول لأن حضرتك مدي أمر بكده"
هز مروان رأسه بتفهم.
-"طب دخلها"
تحرك العسكري إلى الخارج وقام بالسماح للمهندسة بالدخول، فهزت رأسها بشكر وحمحمت برقه لجذب انتباه مروان.
-"صباح الخير"
هتف مروان وهو يرفع عينه لها.
-"صباح الن..."

تصنم مروان في مكانه عندما وقعت عيناه على نور بطلتها الجذابة الذى سحرته.. فهي جميلة جدا تعمل مهندسة برمجيات ممتازة في عملها جدا والذي استطعت أن تثبت نفسها به والتحقت بجهاز المخابرات عن طريق معارف لها واستطعت أن تكتشف أكبر عملية غسيل أموال وهذا السبب ساعدها أن تثبت أقدامها داخل المخابرات وهي الآن استطعت أن تخترق حساب السمهودي أكبر تاجر سلاح ومخدرات في مصر باﻹضافة لجمالها هي عنيدة وجريئة ولا تهاب المخاطر في عملها ولكن على العكس تماماً في حياتها فهي تخاف من أصغر الأشياء مثل الصرصار وغيره تبلغ من العمر 25عام.

هتفت نور وهي تمد يدها إلى مروان لتسلم عليه.
-"أنا نور اللي كلمت حضرتك امبارح"
همس مروان في نفسه.
-"أنا قلت الصوت ده صوت ملاك.. ايه القمر ده"
تعجبت نور منه عندما لم يبادلها السلام، لتحمحم بحرج.
-"حضرتك معايا"
فاق مروان من شروده بها وأجابها بهدوء وهو يحاول أن يستعيد سيطرته على نفسه مرة أخرى.
-"آااه مع حضرتك اتفضلي تشربي إيه؟!"
ردت نور وهي تجلس بإعتراض.
-"لا ميرسى مفيش داعى"
أجابها مروان وهو يضغط على زر الجرس حتى يدخل العسكري.
-"لا ازاى مفيش داعى دا أنتي أول مرة تشرفينا تشربي إيه بقا؟"
أجابته نور بإبتسامة رقيقة.
-"إذا امكن يعني قهوة مظبوطة"
هز مروان رأسه وطلب من العسكري القهوة وأخذوا يتحدثوا في العمل، حتى قطع مروان حديث نور فجأة قائلاً.
-"لو حضرتك لاحظت هنا هو عا..."
غمغم مروان بإبتسامه.
-"هو ممكن بلاش رسميات بدل ما تقعدي تقوليلي حضرتك واقولك حضرتك ونقضيها كده"
نظرت له نور باستفهام ونظرات تحمل الإعتراض.
-"هو حضرتك عايزنى اقولك ايه؟"
رد مروان بهدوء.
-"مروان على طول بدون القاب وأنا اقولك نور دا لو مفيش اعتراض ومش هيضيقك"
هزت نور رأسها بالنفي قائلة.
-"لا ابدا مش هيضيقنى بس يعنى متعوتش اقول لحد اسمه بدون القاب"
أجابها مروان في محاولة لأقناعها لا يعلم ماذا حدث له ليتعامل معها بكل هذه الأريحية.
-"هو أنتي بتعملى كده بردوه مع زميلك في الشغل"
هزت رأسها نور بالنفي.
-"لا بس..."
قاطع عليها مروان تكملت حديثها.
-"بس إيه؟ خلاص بقا هو احنا مش زميل ولا إيه؟!"
هزت نور رأسها بالإيجاب برغم من تعجبها من الفته تلك معها.
-"أيوه طبعا"
ابتسم لها مروان قبل أن يعودوا إلى تكملت حديثهم عن العمل والذي استمر لفترة طويلة.. بينما مراد الذي ما زال في صالة التدريب يدرب الضباط الجدد بكل جدية حيث أنه استمع إلي هماستهم المتعبة والمتضايقة مما يفعله بهم، حيث همس أحد الضباط الجدد لزميله.
-"اه يأني يأمى هو الراجل ده مش بيتهد أنا خلص جبت اخرى أنا لو قال لى أرفع صباعك مش هقدر"
غمغم له زميله بتعب.
-"أنا كان مالى ومال الغالب ده مش كنت دخلت تجاره إنجليش أحسن وكنت قعدت على مكتب تحت التكيف برنس"
جاء مراد من خلفهم و وضع يده على كتفهم قائلاً بابتسامه بارده.
-"أنت لسه فيها روح يا حليتها اقعد جنب أمك"
رد الضابط الأول بارتباك وتوضيح.
-"يا فندم احنا بس تعبنا ف كنا بنتكلم عادى مش قصدنا حاجه"
نظر له مراد بابتسامه ماكره ويمط شفتيه باقتناع مصطنع.
-"يا راجل مش تقولوا كده أنكم تعبتوا..."
توقف عن الحديث وهو ينظر إلى الجميع هاتفاً بصوت عالٍ.
-"شباب الكل استراحة"
ردوا الضباط الجدد بامتنان.
-"شكرا يا باشا"
تمتم أحد الضابطين الذين يقف بجوارهم مراد.
-"ربنا يخليك يا فندم والله أنا كنت خلص و..."
قاطعه مراد من مواصلة حديثه قائلاً بصرامه وأمر.
-"100 ضغط ليكم أنتم الإثنين في ساعة"
صرخوا بصدمه وعيون جاحظه.
-"إااااايه!!"
رفع إحدى حاجبيه نظراً لهم بتهديد وتحذير أن ينطقوا بحرف.
-"إيه قليلين أنا قولت كده بردوه خلص نخليهم 150"
فتحوا أفواههم لنطق ولكن قاطعهم مراد هاتفاً ببرود.
-"أوعوا تكونوا عايزين ازود ليكم تاني"
الضابطين نظروا لبعض بصدمه وسقطوا على الأرض من الصدمة.
على الجانب الأخر عند مروان في المكتب.. اردفت نور بهدوء وهي تطالع الأوراق أمامها.
-"كده خلص فاضل الحاجات اللي حضرتك هن.."
قطعها مروان بضيق من ذلك الحاجز الذي تصر علي وضعه بينهم.
-"حضرتك تاني"
نظرت له نور بإبتسامه قائلة بآسف.
-"سوري قصدي اللي هتجبها يا مروان كده تمام"
بإدلها مروان الابتسامة لا يعلم لما تأسره بنظراتها تلك وتجعله يرغب في الاقتراب أكثر، يشعر أن يغرق من ابتسامة منها تالله ماذا تفعل به؟.
-"تمام أوى"
هتفت نور وهي تنهض وتجمع متعلقاتها.
-"طب أنا مضطرة امشى دلوقتى واشوفك بكره تمام"
صافحها مروان ويأكد علي اتفاقهم لتغادر بعدها نور وتذهب باتجاه سيارتها ولكنها اصطدمت في شخص لم تنتبه له وكادت أن تسقط ولكنه أسرع في لف يده حول خصرها ولحقها قبل أن تسقط، فرفعت نور نظرها له لتعتذر له.
-"آس..."

عندما تعتقد أنك قادر على الهروب من تدبيرات القدر أعلم أن صفعات الواقع تنتظرك.

انتظروا الفصل الجاى
يا ترى نور خبطت فى مين ؟
يتبع .
***********

رواية لعشقها انحنيت الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن