الفصل الاول

14.8K 192 17
                                    

تاريخ بدأ النشر 20/2/2019

رواية لعشقها انحنيت
الكاتبة/ هدير خليل

الفصل الأول

عندما تعتقد أن اللقاء صدفه فعلم أنه ما إلا تخطيط مدبر من القدر تسقط فيه رغم عن أنفك.

بداخل إحدى الفيلات الرقية تتكون من طابقين ذات ذوق رفيع وألوان مبهجة تجمع ما بين الأخضر العشبي والليموني والأثاث من اللون الفضي والأبيض ذا طابع حديث، كما أنها واسعة تحتوي على صالون كبير وغرفة استقبال ومطبخ واسع من الطراز الأمريكي وممر يؤدى إلى خمس غرف، كل غرفة بها مرحاض خاص بها بمساحة ليس صغيرة، نصعد إلى الطابق الثاني في غرفة يغلب عليها الطابع الذكوري، حيث الجدران المطلية باللون الأسود والرمادي والأثاث الفضي والأسود والسجاد الوثير من نفس اللون، يخرج مراد من الحمام وهو يرتدى بنطاله فقط وعاري الصدر ومعالم القرف والغضب مرسومه على وجهه، ويتجه إلى تلك التي تنام في فراشه بأريحية فقام بجذبها من شعرها بقوة جعلها تستيقظ من نومها مفزوعة لتصرخ الفتاة بألم.
-"عاااا سيب شعري في إيه؟"
غمغم مراد بعصبيه وهو يجذبها بعيدا عن الفرش حتى تنهض.
-"قم يا زباله أنتي فاكره نفسك في بيت أهلك قومي يا*** غوري من وشى"
حاولت أن تبعد يده بعيدًا عن شعرها هاتفه بآلم.
-"هو أنا غلط في حاجة يا باشا"
رد مراد ساخراً.
-"لا يا قلب الباشا بس خلاص أنا أخدت اللي عايزه فطلتك البهية دي تقرفني غورررري يلا معاكي خمس دقائق وتخفى من وشى عشان لو لقيتك قعدة بعد الخمس دقائق أقسم بالله لرميكي في الشارع بمنظرك ده من غير هدوم"
ردت الفتاة بطاعة وهي تحاول الفرار من بين يديه.
-"حاضررر حاضر ممكن تسيب شعري عشان أمشي"
قام مراد بترك شعرها بعد أن ألقاها بعيدًا عنه، واتجه إلى أحد الأدراج واخرج بعض المال وألقاه في وجهها وهي ترتدى ملابسها، وهتف بها باحتقار ويرمقها باشمئزاز واضح.
-"دا أجرت الكام ساعة اللي قضناهم كفاية ولا عايزه تاني"
ردت الفتاة بدلال وعهر.
-"متحرمش من خيرك يا باشا"
رمقها مراد باشمئزاز قائل.
-"طب اخلصي"
اخرج مرادا سيجارة له لكى يشربها واتجه إلى البلكونة لكى يشم بعض الهواء كم يشعر بالاشمئزاز من نفسه كل صباح يجد بجواره إحدى فتيات الليل، شرد في حياته البائسة بحزن لم يقطع شروده هذا الإ لمسات على ظهره العاري فالتف بغضب وامسك يدها بقوة يكاد أن يكسرها لتصرخ بآلم وتوسل.
-"آآه أيدى يا باشا أبوس ايدك سيبها"
همس مراد بعصبيه.
-"ايدك ال*** متلمسنيش فااهمه"
ردت الفتاة بسرعة وطاعة.
-"فاهمه فاهمه بس أيدى والنبي"
دفعها مراد أرضا بعيدًا عنه فتأوهت بآلم، فهتف مراد بقسوة وهو ينظر لها باحتقار.
-"عايزه ايه؟ مش خدتي الفلوس عايزه ايه تاني؟"
نظرت له بخوف برغم من ذلك كسا عينها نظرات أعجاب من يتذوق لمساته ولا يتوق لأخرى منه فهتفت بتردد.
-"كنت... كنت جايه اسألك لو عايزني أجيلك تاني بالليل"
رد عليها مراد بقرف واشمئزاز كم يرغب أن يلقيها خارج المنزل الآن لعل شعور الغثيان يفارقه.
-"الأشكال اللي زيك مش بلمسها غير مره واحدة يلا غوري من وشى مش عايز أشوفك تاني"
غمغمت بطاعة وهي تغادر المكان بسرعة حتى لا يبطش بها، بعد ذهابها وإنهاء مراد سيجارته عاد إلى الداخل وقام بترتيب الغرفة والبيت اجمع، ليس حب في النظام والنظافة ولكن لأن عمه سوف يعود اليوم من عمله ولا يريد أن يراه البيت في هذا الوضع ويعلم بما كان يفعل في غيابه ليس خوفًا منه ولكن حباً فيه ومراعاة لمشاعره.
فهو مراد عز الدين لا يهاب أحد، يعمل ضابط في المخابرات عمره ٣٢ عاما لم يتزوج يتيم الأبوين يعيش مع عمه مروان الذي يبلغ نفس عمره تقريبًا ويعمل معه في المخابرات فهو أيضًا يكون ضابطا، يتميز مراد بسرعة بديهته في العمل وقد أثبت وجوده في عمر صغير برغم عصبيته وغضبه السريع وعدم ثقته في أحد غير عمه يكره النساء ولكن لا يعنى كره لهم أنه لا يتمتع بهم أو يقضى بعض الليلي الحمراء معهم، هو يفعل ذلك دون علم مروان خوفًا على أن يحزن منه حتى أن مروان منعه من السجائر والخمر ولكن توقف فقط عن كل ذلك أمامه أما من خلفه يفعل كل ما يريد.
انتهى من تنظيم كل شيء وارتدى ملابسه لكي يذهب إلى عمله وهو في طريقه لسيارته وجد سيارة تدخل الفيلا وبعد ثوانٍ كانت تقف السيارة أمامه وتهبط منها فتاة جميلة ترتدى فستانًا قصيرًا يظهر أنوثتها الطاغية واتجهت إليه وألقت بنفسها بين أحضانه وهي تهتف بدلال وتقبله على وجنتيه
-"ميرو وحشتني يا حبيبي"
أحاط مراد خصرها بعبث وابتسامه وقحة مرتسمة على وجهه.
-"أنتي أكتر يا قلب ميرو... إيه اللي رماكي عليا الساعدي مش من عوايدك يعنى"
ردت عليه أسماء بدلال زائدا وهي ما زالت بين أحضانه.
-"وحشتني و وحشني حضنك فجيت أشوفك واطمن عليك عشان لي فترة باتصل بيك يا وحش وأنت مش بترد عليا"
هتف مراد بتهكم وعبث.
-"أسماء يا روحي أنتي عارفه نظامي أنا اللي بلمسها مرة مش ممكن أقرب منها مرة تاني وأن كنت سيبك تخرجي معايا وتقربي منى دا عشان احنا معرفه من زمان فمتحلميش يا بيبي بأكثر من كده تمام يلا باى"
أزاحها بعيدًا عنه ولكنها أمسكت يده تمنعه من المغادرة فنظر لها بغضب فأبعدت يدها على الفور، قائلة بآسف.
-"مراد متزعلش منى عشان خاطري... خلاص مش هفتح الموضوع ده تاني بس بلييييز متبعدنيش عنك"
زفر أنفاسه بضيق هاتفًا ببرود.
-"ماشي يا أسماء أبعدي بقى عشان معايا شغل"
رسمت ابتسامه جذابة على شفتيها وهي تردف برقة.
-"طيب ممكن اركب معاك"
رد مراد ساخراً وهو ينظر إلى سيارتها.
-"طيب ما تركبي عربيتك"
توسلته برجاء ودلال.
-"بليز ميرو عايزه اتكلم معاك شويه"
زفر مراد بضيق قائلاً.
-"وعربيتك هتعملي فيها ايه؟ مروان جاي النهارده ومش عايز مشاكل معاه لما يشوف عربيتك هنا"
أجابته أسماء بتوضيح برغم من استغرابها من خوف مراد من علم مروان من تواجدها معه.
-"هخلى السوق ياجى يأخدها... أنا مش عارفه أنت بتعمل حساب لمروان ده ليه؟"
قام مراد بإمساكها من شعرها وجذبه بقوة له لدرجة أن بعض الخصلات خرجت في يده.
-"الإ مروان لسانك الوسخ ده لو جاب اسمه على لسانك ساعتها هزعلك تمام غوررى من وشي"
قام مراد بألقاها بعيدا عنه وركب سيارته وقادها بسرعه إلى خارج الفيلا متجه إلى مقر عمله في المخابرات وتركها خلفه دون أن يهتم لأمرها، وهو في الطريق جاءه اتصال من عمه مروان ليرد عليه.
-"الو أيوه يا عمى"
نظر مروان باستغراب إلى الهاتف قائلاً.
-"عمك؟؟؟ مالك يا مراد في حاجة حصلت معاك؟! أنت مش بتقولي يا عمى غير لما تكون جايب أخرك فيك ايه؟"
غمغم مراد بهدوء وهو يحاول أن يسيطر على نفسه ويستعيد هدوءه.
-"مفيش يا ميرو أنت بس وحشتنى أى...."
قاطعة مروان عن تكملت حديثه بضيق وحنق.
-"مش قولتلك يا حيوان متناديش عليا بالدلع الزبالة ده"
غمغم مراد بمرح فقد عادت له روحه المرحة.
-"في إيه يا ميرو دا من حبي فيك بالغيك"
هتف مروان بحنق.
"أقسم بالله دا مش منظر ضابط أنت أخرك سواق تكتك "
هتف مراد من بين قهقته على حنق مروان الطفولى.
-"هههههه خلاص متعصبش نفسك إيه عملت في المهمة سبع ولا؟"
رد مروان بغرور وفخر.
-"مفيش ولا.. طبعا جبنهم من قفاهم المهم أنت فين؟"
أجابه مراد بهدوء.
-"في الطريق ليك"
صاح مروان ببعض العصبية.
-"وحياة أمك في الطريق لسه؟! أنت بتستهبل!! المفروض تكون بتقبض على العيال اللي هيستلموا شحنة المخدرات وأنت سيادتك دلوقتي صاحي وفي الطريق... مراد أنت كنت مع واحدة من الزبالة اللي بتعرفهم صح؟! عشان كده اتأخرت"
هتف مراد بضيق قبل أن يقطع حديثه فجأة.
-"في إيه يا مروان أنا ب... آه يا ابن***"
مروان استمع إلى صوت اصطدام سيارة مما أفزع قلبه وجعله يهتف برعب وخوف على مراد.
-"مراد رد عليا في إيه؟ أنت يا زفت طمني
عليك إيه الصوت ده؟!"
كان في هذا الوقت مراد يتجه إلى صاحب السيارة الأخرى الذي اصطدم به وقد سقط هاتفه منه في السيارة عندما حدث الاصطدام، وصاح بغضب ولسانه لا يتوقف عن أطلاق الشتائم.
-"أنت حمار ياض مادام مش بتعرف تتهبب تركب أم العربيات بتركبوها ليه يا ننوس عين أمك أنزل يا***"
لقد زاد غضب مراد عندما لم يفتح صاحب السيارة الزجاج أو حتى يهبط من السيارة ليعتذر له، فقام بفتح باب السيارة وتفاجأ أنها فتاة من تجلس خلف عجلة القيادة، والتي صرخت به بحده من تصرفه الهمجى.
-"أنت حيوان ازاى تجرأ وتفتح عربيتى بطريقة دى يا همجى"
قام مراد بجذبها من ذراعها بقوة بعد أن خرجت من السيارة لتقف أمامه وهى تصرخ به ومن تطاوله عليها بتلك الطريقة، ليغمغم بغضب وهو يجز على أسنانه بانفعال.
-"كمان غلطانه وبتزعقي أنا هعرفك مين الحيوان يا***"
لم تتحمل الفتاة تطاوله اللفظي عليها وقامت بصفعه بقوة على وجهه وهى تصيح بغضب.
-"اخرررررس يا زباله"
تحولت عين مراد إلى اللون الأحمر والشرار يتطير من عينه عندما رأت نور غضبه ارتعبت واستغلت صدمته من صفعتها له وازحته بقوة وركبت سيارتها وانطلقت بها بسرعة حتى دون أن تغلق باب السيارة، وعندما استوعب مراد ما فعلت أخذ يسب ويلعن بغضب.
-"يا بت ال*** اقسم بالله لهدفنك بس تقعى في أيدى مرة تاني"
عاد إلى سيارته وركبها وهو في قمة غضبه وأخذ يضرب عجلة القيادة بقوة فاق من نوبة غضبه على صوت رنين هاتفه فأجاب ليخترق صوت مروان الغاضب عبر الهاتف.
-"أيوه يا مروان"
صرخ به مروان الذي كاد أن يخرج قلبه من مكانه من الرعب والخوف عليه.
-"كنت فين يا زفت قلقتني عليك أنت كويس ايه الصوت اللي سمعته ده؟"
أجابه مراد ببعض الهدوء حتى لا يثير قلقه أكثر.
-"اهدى يا مروان دا حداث صغير حصل واحدة ب*** خبطت عربيتي بس حاجه بسيطة متقلقش أنا عشر دقائق وأكون عندك"
غمغم مروان ببعض الطمأنينة.
-"طيب مستنيك أول ما توصل تعال على مكتبي"
رد عليه بالموافقة ثم اغلق الاتصال، وبعد مرور العشر دقائق وصل مراد إلى مقر عمله واتجه مباشرةً إلى مكتب مروان لكي يطمئنه عليه لأن يعلم أنه لم يهدأ حتى يراه أمامه فهم الإثنين ليس لهم أحد فهو آخر من تبقى من عائلته وبرغم أن مروان شخصيه هادئة عكس شخصيته إلا أنهم لا يقدروا على الاستغناء عن بعضهم... بعد إصرار مروان لكي يعرف ما حدث، حكى له مراد ما حدث معه فأخذ يضحك بقوة، وهتفت بشماتة.
-"تستهل من أعمالك السودة"
رد مراد بغيظ وعصبيه.
-"اضحك براحتك بس تقعد تحت أيدى وأنا هفرمها بنت ال**"
حذره مروان ببعض الجدية.
-"لم لسانك ياض ويلا امشى روح شوف شغلك"
بعد مغادرة مراد جاء إلى مروان اتصل، فأجاب عليه.
-"تمام ولا يهمكِ.. خلاص أشوفك بكره في مكتبي وساعتها تقوليلى كل المعلومات اللي عندك.. مع السلامة"

يتبع

ايه رايك فى الفصل؟ وتصوركم الأبطال؟
#رواية_لعشقها_انحنيت
#الكاتبة_هدير_خليل
#جروب_كوكب_روايات_هدير_خليل

رواية لعشقها انحنيت الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن