الفصل الرابع و العشرون

2.2K 54 5
                                    

رواية لعشقها انحنيت
الفصل الرابع و العشرون
بقلمي / هدير خليل

بعد مرور سبعة اشهر كانت ريما تسير فى طريقها للعودة الى منزلها و التى يظهر عليها اثار الحمل و هى تسير ببطئ شديد و هى تحمل فى يدها بعض الاغراض و الاطعمه ؛ و كادت ان تسقط من تلك الاشياء حتى وجدت من يحملهم عنها و هو ينظر لها بعتاب و هو يهتف .
= برضوه يا ريما نزلتى و انتى تعبانه ؛ هو انا مش قولتلك انا هجيب ليكى كل اللى انتى عايزه .
ابتسمت له ريما بتعب و هى تهتف .
= محبيتش اتقل عليك و انا اصلا مليت من النومه على السرير و القعدة لواحدى .
لطالعها فارس بعتاب و هو يقول .
= اولا انتى عمرك ما هتكونى تقيلى عليا .. ثانيا ليه متصلتيش بي ليه و قولتى انك مليتى كنت اتصلت بالبنت بطه كنت خليتها تطلع لك تونسك و كلها كام شهر و البشوات اللى تعبينك دول يشرفوا و انا وقتها هملصلك ودانهم علشان تعبوكى معهم .
ليكمل حديثه فارس و هو يطالعها بحب .
= انا بعد الساعات اللى يشرفوا فيها علشان نبقا مع بعض على طول و متبعديش عن حضنى انتى و هم .
صمتت ريما و اكتفت بابتسامه هادئه و هى تسير معه بخطوات بطيئه حتى اقتربوا من البيت و لكنهم تفاجئوا باحدهم يركض هاربا و يصطدم فى ريما بشدة جعلها تسقط على ظهرها بقوة جعلتها تصرخ بالم ؛ ليلقى فارس ما فى يده برعب و هو يقترب منها و يهتف بلهفه و خوف .
= ريمااااا ريما ردى عليا ريماااا .
ريما لم تتحمل الالم و فقدت الوعى فقام فارس بحملها و هو يكاد ان يبكى من الرعب عليها و اسرع بها الى بيتهم و هو يصرخ على والدته .
= ماماااااا مامااا الحقى ريما .
شهقت والدة فارس بصدمه عندما رات حالة ريما و تهتف و هى تقترب منه .
= يالهوووووى ايه حصل لها .
هتف فارس بخوف و هو يقوم بوضع ريما فى غرفته .
= مش عارف احنا و رجعين البيت واحد ابن*** خبطها فى بطنها وقعها على دهرها و بعدها اغمى عليها ؛ حاولى تفوقيها على ما اروح اشوف اى حد فى الوحدة الصحيه ياجى يكشف عليها .
لم ينتظر فارس ان يسمع رد والدته و ركض الى احد المستشفيات الحكومية ليجلب طبيب لكى يراها ؛ و بعد مرور عدة دقائق كانت ريما مستلقيه على سرير فارس المتهالكه و هي تتألم بشده و تبكي من شدة الالم الذي يزداد مع مرور الوقت دخلت احدى الطبيبات التى جلبها فارس لها من الوحدة الصحية المجاورة لهم و بدأت في الكشف عليها ثم قالت بأسف .
= للاسف الجنين وضعه مقلوب في الرحم و الحبل السري ملفوف على رقبتهم يعني لازم تدخلي عمليات دلوقتي حالا .
ريما و هي تبكي بألم و برعب و هى تضع يدها على بطنها بخوف و هى تقول .
= يعني ايه ؟؟ يعني ممكن يجرالهم حاجه ؟؟
اجابتها الطبيبه و هى تتحدث بعمليه .
= احنا هنعمل كل اللي في ادينا علشان تقومي بالسلامه انتي و الجنين .
ثم تابعت بعملية .
= هى لازم تتنقل لمستشفى دلوقتى فى اسرع وقت لان كده خطر عليهم .
هزت والدة فارس راسها بعجز لا تعلم من اين سوف يجلبوا اموال تلك العملية ؛ فهم كانوا يحاولوا تدبير اموال الولادة بصعوبه ماذا سوف يفعلون الان ؟ خرجت الطبيبة الى خارج الغرفة و تبعتها والدة فارس الذى كان ينتظرهم بالخارج بخوف ؛ و عندما راهم يخرجوا اقترب منهم بلهفه و هو يقول .
= خير يا دكتورة طمنينى ؛ ريما ايه عامله دلوقتى ؟ و هى ليه لسه بتبكى هو فى ايه ؟
هتفت الطبيب بعملية و هى تجيبه .
= هى لازم تدخل العمليات دلوقتى الجنين فى وضع خطر وكده هياثر على حياتهم هى لازم تولد قيصرى.
هتف فارس برعب و هو يستمع الى ريما و هي تتوجع من شدة الالم .
= طيب متقدريش تعملى لها العملية هنا بلاش المستشفيات .
هتفت الطبيبه باستغراب و دهشه .
= هيكون فى خطر علي حياتهم و بعدين المستشفى جنبكم و فيها كل الاجهز اللى هتحتاجها فى العملية .
هتف فارس بقلق و هو يقول .
= انا مستعد امضى لك على اى ورق تحتاجيه ان العملية على مسوليتى بس اعملها لها هنا بلاش مستشفيات و مستعد ادفع لك كل اللى هتقولى عليها .
نظرت له الطبيبه لدقائق و هى تفكر فى الامر قبل ان تتحدث بعمليه .
= طيب انا هرجع المستشفى هجيبلك ورق توقع عليه علشان العمليه صعبه و في احتمال يكون فيه خطر على حياتها او على حياة البيبي و هجيب معايا ممرضة علشان تساعدنى تكون انت اشتريت الحاجات اللى هكتبها لك دى .
هز فارس راسه بسرعة و هى يتناول منها تلك الورقة التى تكبتها و قام بتوصيل الطبيبه الى المستشفى و ذهب هو لجلب تلك الاشياء بسرعة و هو يكاد ان يموت من الرعب عليها ؛ هو لا يريد ان يخاطر بحياتها و لكن ريما جعلته يقسم لها انه لن يتركها تلد فى المستشفيات فيها لا تريد ان يعلم زوجها بمكانها و ياخذها لذلك وافق على طلبها فهو ايضا لن يستطيع ان يعيش بدونها ان حدث ذلك فهو تعلق بها بل عشقها منذ ان راها تدخل مع والده الى منزلهم .
عاد فارس و معه كل ما تحتاجه الطبيبه و وجدها مع ريما هى و والدته و الممرضة فقام باعطائها تلك الاغراض ؛ في حين تمسكت ريما بيد الطبيبه و هي تبكي و تلهث من شدة الالم و العرق البارد يغرق وجهها و جسدها .
= عيالى.. انقذي عيالى.. لو حياتي قدام حياتهم .. انقذيهم هما .
ربتت الطبيبه على يدها و هي تقول بتطمين .
= ان شاء الله هتقومي بالسلامه انتي و هم .. متخافيش و خلي عندك ثقه في الله .
ثم اشارات الى الممرضة التي بدأت بتجهيزها و طلبت من والدة فارس و فارس ان يغادروا حتى يستعدوا لبدأ العملية ؛ فقبل ان يغادر فارس الغرفة اقترب من ريما و قبل راسها بخوف و هو يهمس لها بقلق .
= هتقوموا بالسلامه .. هستنكى .
سالت دموع ريما برعب خوفا على جنينها و خوفها يصور لها انها ستفقدهم الاخرين بعد ان اعتبرتها انها كهديه جاءت لها من الله تعويضا لها عن ابتعادها عن زوجها الذي فرقت الايام ما بينهم ؛ لتبدا الطبيبه العملية و أخذت وقت طويل فى الدخل الغرفة .
فى ذلك الوقت قمت والدة فارس بالاتصال ب نور التى اخبارتهم ريما انها صديقتها ليخبروها بحالة ريما ؛ و فى اقل من ساعة كانت نور تقف فى منزلهم خارج الغرفة التى بها ريما ؛ و قد وبختهم نور على تعريضهم لحياة ريما للخطر بتلك الطريقة ؛ اثناء حديثهم خرجت الطبيبة الذى ركض عليها كلا من نور و فارس بلهفه و خوف مسيطر على كلاهما .
هتفت نور و هى تبكى بخوف .
= خير يا دكتورة ريما كويسه و الجنين .
اجابتها الطبيبه بعملية .
= أنا آسفه احنا عاوزين كيسين دم فصيلة o موجب بسرعه علشان المريضه بتنزف و ضروري يبقى فيه دم نعوضها بيه .
ثم تابعت بتوتر من تلك المخاطرة التى اوقعت بها نفسها .
= لو تعرف تتصل بحد يوفر لنا الدم بسرعه علشان كل الولاده ما هتتأخر هيكون فيه خطر كبير على الام و عليهم.
انهارت نور فى البكاء لا تعرف كيف سوف تجلب كياس الدم هذه بهذه السرعة و وضع فارس يده على راسه بعجز ؛ فهو يحمل فصيله مختلفه عنها تكاد دموعه تهبط من القهر و العجز ، في نفس التوقيت .
كان مراد فى احد النوادى الليلية ( كباريهات ) يحضر حفلة ، ابتسم مراد بمجامله ل أسماء التي قالت بسعاده .
= انا مبسوطه اوي انك جيت الحفلة كنت هزعل لو مجيتش .
حامد والد أسماء بسعاده .
= انت متعرفش انا مبسوط قد ايه أنك شرفت و وافقت انك تاجى الحفل .
هتف مراد بمجامله .
= الشرف لى .
ليهتف حامد و هو يطالع مراد .
= كنت عايز اتكلم معاك فى حاجه فى الشغل وقفه معايا ف....
قطعه مراد بصرامه و هو يقول .
= بيتهيأهل احنا فى حفله علشان ننبسط و ننسى الشغل ولا انت ليك رأى تانى .
ابتلع حامد ريقه بتوتر .
= لا رأي تاني ايه ؟؟ طبعا معاك حق.
اشار حامد ل ابنته بطريقه خفيه فإقتربت منهم و لفت ذراعها حول ذراع مراد و هي تقول برقه و دلال .
= تعالى نرقص .. احنا بقالنا كتير اوي مرقصناش مع بعض و انت واحشني اوي .
لف مراد ذراعه حول خصرها و هو يقول بتهكم .
= واحشك دا ايه ؟؟ دا لسه السرير بيشتكى من اللى كنا بنعمله من يومين .
احتضنته أسماء و هي تتمايل معه على انغام الموسيقى و همست امام شفتيه بإغراء .
= انت بتوحشني و انت فى حضنى يا حبيبي .
ابعدها مراد عنه قليلا و هو يستشعر بضيق و كأن هناك شئ ما حدث او سيحدث فقرر الانسحاب من الحفل ؛ الا انه تفاجأ ب مروان يقترب منه و يتحدث له بسخرية .
= ما خليك شوية يا مراد باشا دا حتى يا رجل الحفل فى اولها ؛ ايه ده دا حتى انت لسه مشربتش كأسك .
اجابه مراد ببرود .
= ايه اللى جابك هنا يا مروان خير .
هتف مروان بعصبيه .
= اااايه اللى جابنى ؟؟ ايه البرود اللى بتتكلم بيه ده ياخى ؟؟ عايز تعرف ايه اللى جابنى .. اللى جابنى ابنك اللى ليك تقريبا اكتر من ٧ شهور مش بتسأل فيه ولا دخلت البيت مرة من يوم ما ريما اختفت حتى علشان تطمنئن على ابنك اللى كل يوم بيبكى و هو بيسأل عليك و على امه .. اللى جابنى جيت اشوف ابن اخويا اللى رجع للقرف تانى شرب و عهر و حاجه تقرف و حياته بقت عبارة عن كباريهات و كأس و سرير ؛ يعنى بتثبت لينا ان ريما اللى كانت مطلعك من الوسخ ده .
ليصيح مراد بغضب أعمى .
= مررررروان متجيبش اسمها قدامى و انا قولت لك مليون مرة مش هرجع البيت و متحولش تدور عليا و تتعب نفسك الحالة الوحيد اللى تكلمنى فيها انك تقولى انك لقيتها .
مروان بغضب مماثل و هو يهتف .
= تمام مش هجيب سيرتها .. و عرفنا ان هى بت*** خاينه ابنك ايه ذنبه فى كل ده ؟؟
مراد و عاد إلى بروده و هو يهتف .
= ذنبه انها أمه و انا ابوه ارتحت كده .
هتف مروان بيأس .
= براحتك يا م....
قطع على مروان حديثه هاتفه الذى يرن ، اخرجه من جيبه و نظر الى اسم المتصل ف كانت نور زوجته .
= ايوه يا نور ان.... فى ايه مالك بتبكى ليه ؟؟ العيال كويسين حد فيهم جراله حاجه .
لم يفهم منها شئ بسبب بكائها فى تحدث بعصبيه و هو يقول بنرفزه .
= نوررررر بطلى عياط و قوليلى فى ايه ؟؟؟ مين اللى عمل حدثه .
لا يعرف مراد لما شعر بيد تعتصر قلبه عندما استمع إلى حديث مروان مع نور ؛ و تحرك مروان خارج النادى الليلى حتى يستطيع ان يستمع الى زوجته بوضحه ؛ لانه لا يستمع الى ما تقول بسبب تلك الموسيقة الصاخبه ليقترب منه مراد وهتف بتوتر.
= فى ايه يا مروان ؟؟ مين اللى عمل حدثه ؟؟
مروان كان سوف يسخر من خوفه و لكنه تراجع عندما لحظ شحوب وجه كالأموات .
= متخافش دا نور خبطت واحده حامل و دخلت العمليات و محتاجين ليها كسين دم بسرعه بس المشكلة ان فصيلت دمها o موجب.
ليكمل مروان حديثه و هو يتحرك بسرعة حتى يذهب لسيارته .
= انا لازم امشى و الحقهم .
مراد و هو مازال يشعر بآلم يعتصر قلبه .
= استنى انا هاجى معاك .. انا فصيلت دمى o موجب .
فهتف به بسرعة و هو يركب سيارته .
= طيب اركب بسرعه .
صعدوا سيارتهم و انطلقوا بأقصى سرعه ، وصلوا الى منزل فارس الذي وصفته لهم نور ، و هى لا تعلم ان مراد مع زوجها ، تعجب كلا من مراد و مروان ان نور قد جلبتها لمنزلها بدل ان تنقذها و تذهب بها الى المستشفى فدخل مراد تلك العمارة و هو يتبع مروان ، ليطرق باب تلك الشقة التى اخبرته بها نور و عندما دخلوا وجد نور تقف و هي تتحدث للطبيبه و تبكي و يقف معهم شاب يظهر الخوف على ملامحه فإنقبض قلبه رغما عنه و كأن يدا تعتصره بينما إنتبهت نور اليه ف شهقت و قد إمتقع وجهها من شدة الخوف .
= م.. مراد .
فإندفع اليها مروان بلهفه لم يستطع السيطره عليها ؛ فى حين رفع فارس راسه ينظر الى ذلك الذى هتفت نور اسمه بخوف لا يعلم لما شعر بانقبض فى قلبه عندما استمع الى اسمه .
= نور.. نور انتى كويسه .
انهارت نور في البكاء و هي تنوح .
= مش كويسه .. مش كويسه ريما هتموت يا مروان ، هى حالتها وحشه اوي .. الدكتوره بتقول ان الولاده متعسره .. و ممكن.. ممكن متقومش منها .
ثم تابعت و هي تبكي بنواح بدون أن تلحظ ما تتفوه به فهى انهارت حصونها خاصة بعد ان تحدثت مع الطبيبه التى تخبرها فى صعوبه نجاة الأم .
= اهي هتسيبهالكم علشان ترتاحوا كلكم .
مراد اقترب من نور و جذبها من ذراعها بغضب و خوف .
= هى مييييين دى اللى هتسيبنا انتى بتتكلمى عن مييين ؟؟
مروان يبعد مراد عن نور و لكن مراد لم يتزحزح و هو يقبض على ذراع نور بقوة فصرخ به مروان .
= مررررراد سيبها .
هتف مراد بنرفزه و غضب و هو يقول .
= مش هسيبها غير لما تتكلم مي...
صرخت به نور بعصبيه و انهيار .
= عايز تعرف مين اللى جوه فى الاوضة بتصارع الموت انا هريحك .. ريما ...ريما هى اللى فى الاوضة هتمو....
نظرت لها أسماء بشماته و قلبها يرقص من شدة السعاده فهى تبعتهم و جاءت معهم الى هنا و لكنها تراجعت بصدمه و مراد يصرخ في نور بغضب شديد و كلماتها تثير جنونه .
= اخرسي .. مش عايز اسمع كلام فارغ .
ثم إلتفت للطبيبه و قال بتوتر .
= انا عايز اعرف حالتها بالظبط ايه .
نظرت له الطبيبه بتوتر و خوف و هى تقول .
= و انت تقرب للمريضه ايه ؟؟
صرخ بها مراد بغضب و توتر .
= انا.. جوزها .
هل توقف العالم ام انه هو الذى لم يعد يسمع نبضات قلبه نظر له فارس بصدمه فهو قد خاطر هو و ريما و لم يذهب بها الى المستشفى حتى لا يعثر عليها زوجها ، فيأتى هو به الى قلب منزله ، هتفت الطبيبه بتوتر .
= اما هو مين ؟ لما انت جوزها ؟
نظر مراد حيث تشير الطبيبه فوجد شاب فى نهاية العشرنيات وسيم بدرجه معقوله وجه شحب من القلق الذى جعل اعصاب مراد تشتعل و هو يتسأل بداخله هو الاخر من هذا ؟ و لكنه نفض كل تلك التسألات و هو يعود بنظره الى الطبيبه و يسألها عن حالة ريما .
اجابته الطبيبه بعمليه و هى تقول .
= احنا عاوزين كيسين دم فصيلة o موجب بسرعه علشان المريضه بتنزف و ضروري يبقى فيه دم نعوضها بيه بس ياريت بسرعة لان حياة الام و الجنين فى خطر و احتمال نفقد حد فيهم لازم نلحقها بسرعه كمان علشان مفيش امكانيات هنا تساعدنى .
= انا فصيلتي o موجب خدوا الدم اللي انتوا عايزاه .
هتفت الطبيبه بارتياح .
= طيب كويس اتفضل اقعد بسرعه و الممرضة هتاخد منك الدم اللى محتاجينه .
هتفت والدة فارس و هى تقول .
= لو عايزين يدخل الاوضة التانية علشان ينام و تاخدوا منه اتفضلوا .
ثم اشارت ل احدى الغرف فرفض مراد و جلس على احد المقاعد الموجوده فى الصالة و بدأت الممرضة في تركيب جهاز نقل الدم الى يده و هي تقول بعمليه .
= احنا هناخد منك كيس و اروح المستشفى بسرعة احلله و نعمل عليه توافق مع دم المريضه و لو احتجنا دم تاني نبقى ناخد منك و عموما كل الاوراق الخاصه باجراء العمليه المريضه مضت عليها بنفسها .
هتف مراد بتوتر .
= و ليه ده كله لييييه مودتهش المستشفى تولد هناك ؟ و ورق ايه اللي مضت عليها ؟؟
الممرضة بهدوء عكس ما سوف تلقيه فى وجه مراد .
= ابدا يا بيه دي اوراق عاديه اي مريض او المسئول عنه بيمضيها خصوصا لو كانت عمليه معقده او فيها خطر على حياته .
ثم تابعت و هي تبتدئ عملية نقل الدم .
= اقرار منها انها مدرك بخطورة العمليه و ان الدكتورة غير مسئوليه عن اي تعقيدات ممكن تحصل لها اثناء العمليه و كمان المدام بتاعتك كتبت اقرار بإنها بتطلب ان لو الدكتورة اتحطت في خيار انها تنقذ حياتها او حياة البيبى .. فهي بتطلب ان الدكتورة تنقذ البيبى اما ليه مرحتش المستشفى تولد فيها بصراحه معرفش .
انتفض مراد و هو يقاطعها بغضب شديد .
= ايه الكلام الفارغ ده ؟؟ الورق ده يتقطع فورا و تجيبوا اقرار جديد و انا همضي عليه .
هتفت الممرضة بارتباك .
= ليه يا بيه ما هو مدام ريما مضت و....
مراد مقاطعا بغضب شديد و هو يشعر انه اصبح على حافة الجنون من شدة خوفه عليها .
= اسمعي اللي بقول عليه انا جوزها و المسئول قانونا عنها و عن الجنين و انا اللي همضي على اقرار العمليه و بلغي الدكتورة ان انا اهم حاجه عندي حياتها هي .
ليتابع بألم .
= حتى و لو كان التمن هو التضحيه بحياة الجنين .
شهقت أسماء الذى جاءت مع مراد و مروان إلى تلك المنطقة الشعبية لتكون معه و نظرت اليه بغضب و قالت بدون تصديق .
= انت بتقول ايه يا مراد .. عاوزهم ينقذوها و يضحوا بحياة البيبى و كما بتتبرع لها بدمك انا مش مصدقه اللي بشوفه و بسمعه ده .
ثم تابعت بغل و غضب .
= مراد فوق.. فوق و سيبها تواجه مصيرها اللي هي اختارته بنفسها .. لما اختارت تهرب منك من غير سبب و تحرمك من البيبى .
صرخ فيها مراد بتوتر و صرامه و قلبه ينتفض ألما خوفا على ريما مما أثار غضبه و حنقه عليها و على نفسه .
= اخرسي يا أسماء و متتدخليش في اللى ملكيش فيه .. اتفضلي اخرجي بره انا مش طايق اشوف ولا اسمع اي حد .
لم تستمع اسماء الى حديثه و هتفت بعصبيه .
= لا يا مراد مش همشى .. ما تسبها تموت ولا تغور فى داهيه ، انت خد البيبى و سيبها تمو....
قطعها صراخ فارس بها و هو يركل الكرسى المجاور له بغضب و هو يقول .
= اخرررررسى محدش طلب منكم تاجوا اصلا و تساعدها و لو عايزين تغوروا يكون احسن و مراتى و عيالى هيبقوا بخير من غير مساعدتكم .
لقد جن جنون مراد مما استمعه من ذلك الشاب و اقتلع الجهز الذى ركبته الممرضة له و اتجه له و هو يتقدم منه و هو يمسكه من لياقة قميصه و هو يهزه و يصرخ به .
= مررررراتك و عيال ميييين ؟ انت مجنون اللى جوه دى مراتى و اللى فى بطنها ابنى .
هتف فارس بغضب مماثل و هو يقول .
= لا مش مراتك ولا عيالك دول مراتى انا و عيالى انا .. انا اللى كنت معاها فى كل لحظه فى الوقت اللى الباشا رمها من حياته .. فجاى دلوقتى تعمل ايه ؟؟ تبقا بتحلم لو فكرت انى هسيبك تقرب منهم .
قام مراد بضرب فاس و الهجوم عليا و بادله فارس الهجوم هو الاخر وسط صراخ كل من فى المنزل ، فتدخل بينهم مروان و فصل بينخم بغضب و هو يبعدهم عن بعض و هو يصرخ بهم .
= بسسسس انتوا الاتنين اللى بتتخنقوا عليها دى بين الحياة و الموت و بدل ما ننقذها بتتخانقوا .
ابتعد عنه مراد و هو يعاود الجلوس مرة اخرى على المقعد و هو يهتف فى الممرضة بتوتر شديد و صرامه .
= خدي كل الدم اللي انتي محتجاه للعمليه .. و انا هبعت اجيب دم ب زياده عشان لو احتجتوا تاني .. و فى دكاتره جايه مخصوص علشان يباشروا حالتها انا بعد اللي سمعته منك ده و مبقتش مطمن انكوا تعملوا لها العمليه .
ثم اخرج هاتفه بسرعه و توتر و قام بعدة اتصالات هاتفيه لينقلب المنزل رأسا على عقب و في اقل من ساعه بدء توافد عدة متبرعين بالدماء يصحبهم اربعة اطباء مشهورين مختصين بالتخدير و جراحة النساء و التوليد .
و تحول المنزل الى مستشفى مجهزه بكل ما يحتاجوه من اجل العملية و قاموا باخراج الطبيبه التى كانت مع ريما و هما بيكملوا العملية .
ثم بدء الاطباء في اجراء العملية ل ريما الغارقه في غيبوبه بفعل الادويه المخدره التي اخذتها .. بينما يمشي مراد خارج غرفتها بتوتر شديد يريد الدخول و رؤيتها يقتله الاشتياق اليها و خوفه الشديد عليها و لكنه لا يستطيع .. كرامته و رجولته التي اهدرتها بخيانتها تمنعه وتقف بينه و بينها حتى في اشد لحظاته و لحظاتها ضعفا و احتياجا حتى انها اعادة فعلتها بغدره مع ذلك الذى يرأه خوفه و رعبه عليها بوضوح ف أغمض عينيه بألم و هو يهمس بضعف و ألم و غضب .
= و كنت فاكر لما اعرف مكانها هنتقم منها .. طيب ازاي و انا روحي متعلقه بيها ؟؟ حتى و هي خاينه مش قادر اتخيل اني ممكن اعيش في دنيا هي ممكن متكونش فيها .
ثم تنهد و هو يمرر يده في شعره بغضب يحاول استجماع شتات نفسه ، يقف بدون ان يتحرك عينيه معلقه ب باب غرفة مشاعره مرتبكه و معطله .. مزيج من العشق لها و الكراهيه لنفسه و ضعفه الشديد تجاهها خوف و عشق و كراهيه و حب و ضعف مزيج من المشاعر القاسيه تغلي بداخله و تجعله غاضب من نفسه و منها هو يستشعر تجدد ضعفه نحوها .. لم يكن وضع فارس مختلف من وضع مراد بل هو كان اشد رعبا منه خاصة بعد ان رأه النفوذ الذى يمتلكها مراد ، يرتعب من فكرة ابتعادها عنه ليجذب إنتباههم فجأه صوت جلبه و خروج الاطباء من الغرفة .
يا ترى ريما هتعيش ؟؟
و لو عاشت مراد ايه هيعمل فيها ؟
و فارس ايه هيكون مصيرة فى العلاقة دى ؟
انتظروا الفصل الجاى .
يتبع .
************

رواية لعشقها انحنيت الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن