شقت سيارته طريقها نحو البوابة الضخمة و استقرت وسط ساحة القصر ذات الاعمدةالحجرية المنقوشة ركض نحوه رجلان لاستقباله، ترجل ، وماهي الا لحظات حتى تجمع حوله الرجال بين مرحب و معزّي وباشارة منه تفرقوا ليتجه نحوالدرج المؤدي لداخل القصر ،تجاوز الدرجات برشاقة و دخل المجلس الكبير يتبعه مساعده اردال ، تفرس في وجوه الحاضرين باحثا عن عينين دامعتين تشبهان عينيه ،وقف كل من في القاعة لدى اعلان اردال عن وصول ياغيز آغا ...تقدم نحوه عمه جمال لكنه تجاوزه بعد ان وجد مبتغاه و اسرع نحو والدته ليركع عند قدميها مقبلا يدها
سيفينش:بني ، لقد اتيت اخيرا ،لقد اشتقنا اليك انا و والدك لكنه لم يستطع الانتظار...
ياغيز :اسف امي ،اعدك انني لن اتركك بعد اليوم ، وقف ماسكا يدها و اكمل كلامه متقصدا رفع صوته:كما انني سأجعل من كان السبب يدفع الثمن غاليا.
حاول عمه الكلام لكن ياغيز رفع يده مشيرا له بالصمت و اكمل كلامه: فلينصت الجميع ، لقد كنتم بالامس تحت امرة رجل حليم وعادل و لم اسمع يوما ان احدا اشتكى من جور او ظلم في عهده ،وذلك للاسف ماض لن يعود ..اليوم تغير الآغا، فأنا لا اشبه والدي ،انا لا اتسامح و لا ارحم ،ساكون عادلا مع من يستحق العدل ...رفع اصبعه بحركة تحذير ليبرز خاتم الآغا في بنصره جليا للحاضرين، و اكمل كلامه:و لا اريد ان اصف لكم عقابي لمن يستحق العقاب لأنني ساتفنن في ذلك عن طيب خاطر .طأطأجميع الحاضرين رؤوسهم بعد سماعهم لكلام ياغيز وقد امتلأت عيونهم بمزيج من الخوف و الدهشة لما اصبحت عليه شخصية الفتى الذي لم يتجاوز الخامسة و العشرين من العمر
تكلم عمه بنبرة يشوبها المكر: بني ياغيز ، لا احد ينكر احقيتك بلقب الآغا و لكن اضن ان بقاءك لمدة خمس سنوات قد انساك تقاليد عشيرتنا ، هل نسيت ان من الشروط التي يجب ان تتوفر في الآغا ان يكون متزوجا، وعلى حد علمنا ، انت لا زلت اعزب الى يومنا هذا.
حاول ياغيز بنجاح اخفاء اندهاشه و انزعاجه من هذه العقبة التي لاحت في طريقه فجأة والتفت ناحية امه يستفهمها فأشارت برأسها مؤكدة صحة كلام عمه
نظر ياغيز نحو عمه بشموخ وثقة :هذا امر سهل سأحله غدا ، والآن علينا ان نهتم بموكب الدفن فقد حان الوقت .
أنت تقرأ
لا تنسيني
Romansaملخص القصة : #لاتنسيني بعد وفاة والده الاغا يضطر ياغيز ترك جامعته ليعود لكبدوكيا ،من الطبيعي ان يترأس هو اعمال العائلة بعد والده لكن ياغيز كان يملك افكاره الخاصة ،سيصبح اغا مهما كلفه ذلك لكن ليس لاستكمال مسيرة والده بل تغييرها بشكل تام فهو لم يكن يو...