24.لن أنتظر اكثر

3.4K 91 1
                                    


وصل غضب هازان و غليانها الى اشده ، عصفت به و صاحت و حاولت اثارة غضبه بلعناتها و شتائمها طوال الطريق الى شقتها لكنه لم يحرك ساكنا، كان هادئا ينصت لها راسما ابتسامة زادت من حنقها على شفتيه ، ما ان ركن سيارته حتى خرجت صافقة الباب بغضب ، لم تكد تتجاوز بوابة المبنى حتى امسكت بها قبضة قوية ،لم يوقفها بل سحبهاالى الداخل متجها الى المصعد
ياغيز :اخبرتك ان لدينا ما نتحدث به
هازان وهي تحاول التملص من بين اصابعه الطويلة : ليس لدينا ما نتحدث به ،دعني ، ايها المتسلط .
ضحك ياغيز و هو يضغط على زر الطابق العاشر :من بين كل الشتائم التي رميتني بها طوال الطريق ، اعجبتني هذه ... انت مبدعة حبيبتي فيما يتعلق بالشتائم
دخلت شقتها و رمت حقيبة يدها بعنف على الاريكة
صرخت هازان في وجهه: هيا تحدث مالذي تود قوله ايها الاغا ... مالذي تريد ان تأمرني به لافعله ؟
ياغيز ببرودة اعصاب :اهدأي ...تقدم نحوها :و كفي عن الصراخ فأنا اسمعك جيدا
صمتت هازان بعد ان رأته يتقدم نحوها فتراجعت
توقف ياغيز عند رؤية الحذر و الخوف في عينيها فقد الجمته تلك الملامح عن رغبته في الاقتراب منها.
لكنه تذكر فجأة هروبها و جفاءها فعادت طباعه الصلبة للظهور مرة اخرى
ياغيز :لقد اردت ان انبهك لطريقة تصرفك للمرة الاخيرة ، لن اغفر لك عدم تجاوبك معي امام الجميع مرة اخرى ، و صدقيني في اول غلطة لك سوف اعلن للجميع دون تفكير انك زوجتي
حاولت مقاطعة كلامه لكنه رفع اصبعه محذرا، تقدم نحوها خطوة اخرى
ياغيز : اذا تصرفت كما يجب سنعلن زواجنا بعد حوالي شهر
هازان :انجاز المشروع يدوم اكثر
ياغيز بحدة :لن انتظر اكثر هازان... خلال هذا الشهر ستقنعين عائلتك الجديدة بأنك اسأت الفهم و انك مخطئة و تريدين العودة لي ،
هازان :ماذا ؟!انت تمزح !!لن يصدقوني
ياغيز :يصدقونك ،يصدقونك ..ان اقنعتهم بحبك لي
هازان بسخرية :لست بتلك البراعة في التمثيل ياغيز اغا
اقترب منها اكثر هامسا في اذنها فحبست انفاسها :اساعدك اذن ، لقد كنت رائعة قبل قليل ، لقد رأى الجميع اننا عاشقان حتى النخاع...
كان يقترب ببطأ نحو شفتيها ... كانت كالمخدرة لم تقوى حتى على التنفس فكيف بالابتعاد...انفرجت شفتاها بدون وعي منها و كأنها جبلت على التزامن مع رغبته في تقبيلها ... اغمضت عينيها ...تنتظر ان يأخذها مجددا الى تلك المشاعر المجهولة لديها و التي اكتشفتها لاول مرة معه امام الفندق و يبدو انها ستدمنها معه و لن تستطيع مقاومتها ابدا... لكن قاطعهما صوت الباب يفتح ...
بتول و هي تضحك:اسفة على المقاطعة ...اضنني اتيت في الوقت الخطأ ..على ما يبدو...
ضلت هازان مخدرة ، اسيرة لمشاعرها الغريبة التي بدأت تنتابها كلما اقترب منها ياغيز، حتى بعد ان سمعت صوت بتول و تلميحها الماكر ، اما ياغيز فقد شتم في سره لمقاطعتهما ، لقد اراد بشدة ان يغمر شفتيها ... و لم يعد في امكانه مقاومتهما بعد ان تذوق قبلتها ... لقد ادمنها بالفعل .
التفت نحو بتول : كنت اودع حبيبتي ، انا على وشك المغادرة... ثم التفت يحدث هازان : ستودعيني على الباب حياتي ، اليس كذلك ؟
احست هازان بنظرة تهديد في عينيه فردت:اجل ... حبيبي..
ابتسم ياغيز برضا تام بعد ان تجاوزته نحو باب الشقة فلحق بها متمنيا ليلة سعيدة لبتول التي دخلت غرفتها لتتركهما على راحتهما
اقترب منها مجددا :احسنت ، انت سريعة التعلم... فلتتصرفي بهذه الطريقة غدا في الحفل... اطيعيني و انسي ان تتحديني ... على هذا المنوال سانسى ان ازعج عائلتك المزيفة الجديدة ... سأقلك غدا على الساعة الثامنة
كانت هازان تغلي من الغضب ، لكنها تمالكت نفسها و قال بهدوء:ارجو ان تدعني آت برفقة بتول ... ليس لديها سيارة و سليم و عمر سيأتيان في وقت متأخر.
نظر نحوها مستنكرا و حاول الاعتراض لكنها قاطعته بصوت منكسر :ارجوك ياغيز فلتنفذ لي طلبا لمرة واحدة..
صمت بتردد ثم اردف:حسنا ، على ان اوصلك بعد انتهاء الحفل... التفت ليغادر ثم تذكر :اه سارسل لك طردا غدا ... البسي ما بداخله ...
اكمل كلامه المحتم و الغير قابل للجدال، انتظرت هازان ابتعاده و صفقت الباب بغضب :حسنا ياغيز بيك .. انت لا تعرف هازان الجديدة... لا تقلق ..ستعرفها غدا...

لا تنسينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن