لا تنسيني

خيالات من الماضي

**بعد سبع سنوات **
أحست هازان بيد تربت على كتفها أفاقت لترى ابتسامة المضيفة البشوشة تخبرها ان الطائرة ستنزل في مطار اسطنبول بعد نصف ساعة .
أخيرا ستعود إلى الديار التي أصبحت منذ سبع سنوات ديارها و الأهل الذين أصبحوا من ذلك الوقت أهلها بعد خمس سنوات من الدراسة في لندن.
مرت تلك السنوات في خيالها اثناء غفوتها في الطائرة و بدأت منذ اليوم الذي تلى تلك الليلة التي فرت فيها من قصر ياز كما تناديه , مازالت ذكراه تثير في قلبها الرجفة إلى اليوم حتى بعد ان اصبحت إمرأة يافعة مكتملة الأنوثة و النضج.
بعد تلك الليلة أقنعها كل من ناريمان و كنان بالسفر معهما إلى اسطنبول,كانت خائفة و غير واثقة من قدرنها على الهرب من بطش ياغيز , سيجدها حتما و سيعاقب كل من ساعدها على الإختفاء , فقررت مبدئيا عدم إخبار ناريمان و كنان حتى تتعمق معرفتها بهم أخبرتهم فقط ان لا أقارب لها و أنها تهرب من سلطة الأعراف و التقاليد فهم يريدون ان يزوجوها و يمنعونها من الدراسة.
كان كنان رجل أعمال من عائلة ارستقراطية , ساعد هازان على استخراج أوراق ثبوتية بلقب جديد ة فاختارا لها لقب أصلان و هي عائلة ناريمان التي أصبحت تعتبر هازان كاختها الصغرى .زاولت تعليمها في مدرسة خاصة لتنمي داخلها موهبة الرسم التي ورثتها عن والدها , و بعد سنتين قضتهما كالحلم في منزل كنان و ناريمان و ابنهما الصغير فرات انهت دراستها الثانوية ,لتسافر بعد ذلك لانهاء دراسة التصميم في الخارج كان حلما لم تصدق انه سيتحقق و أصبح الماضي مجرد خيال لا يراودها إلا في حلمها.