لا تنسيني

تزوجته مجبرة

امتلأ المجلس بالحاضرين من كبار العشيرة و زعماء القرى المنتشرة في كبدوكيا كان ياغيز قد فرض حضوره و رأيه عليهم بسبب رجاحة عقله و قوة شخصيته وثقته العالية ،فتلقى منهم الطاعة و القبول بالرغم من صغر سنه ،ناقشهم في وضعية المنطقة واحتياجاتها و ما تحتاجه من استثمارات و لم يأت على ذكر صفقات السلاح، اتم كلامه باستدعاءهم في الغد لعقد قرانه ، و وقف ليعلن عن انتهاء الاجتماع،لكن عمه استوقفه
جمال:ياغيز بني ، اظن انك لم تأت على ذكر اهم نقط
ياغيز : اعرف عما تريد التحدث عمي العزيز، لذا فليسمع الجميع بعد زواجي في الغد سأعلن رسميا كبيرا لهذه العشيرة ستأتمرون بأمر و قد حذرت من قبل عن ماهية عقابي، لذاومنذ هذه اللحظة امنع منعا باتا الدخول في صفقات مشبوهة من سلاح أو مخدرات لا تهمني ارتباطات و وعود وصفقات قائمة ، هذه التجارة يمنعها القانون و منذ هذه اللحظة سيمنعها عرف العشيرة ايضا.
طغت اصوات الهمهمة بين الحضور من استنكار و دهشة ، فتكلم عمه
جمال:هذا مستحيل لقد حاول والدك و لم يستطع ،لدينا ارتباطات و وعود لن نستطيع الاخلاء بها ستعلن حربا على المنطقة كلها
تكلم رجل اخر:ان هذه التجارة تعد اساس دخلنا ، فبم سنعوضها مالذي سنفعله اذا توقفنا على الاتجار بالسلاح؟
صرخ ياغيز بصوت مدو ليسكت احاديثهم و استنكارهم: هذا قراري و لا رجعة فيه وهو غير قابل للنقاش اما عن تبعاته فأنا من سيحلها ، سأجد بديلا عن هذه التجارة الملعونة ، كما ان الصفقات القديمة و المتخلدة انا من سيباشر بالتعامل مع عملائكم لحل الوعود و دفع الديون ، عليكم فقط الالتزام بالقرار و هذا ليس طلبا انما هو امر و تحذير لمن قد يتبادر لذهنه بيع السلاح ،و من يبيع رصاصة واحدة كمن باع مدفعا لهم نفس العقاب ، و الان انتهى الاجتماع.
كانت سيفينش متحمسة لحصولها على كنة وخاصة هازان التي احبتها حتى قبل ان تعرف انها ستكون زوجة ابنها الوحيد ، لم يمر ثلاثة ايام على وفاة زوجها و كان هذا الزواج ضرفا فرضته الاعراف لتنصيب الاغا الجديد و لكن ذلك لم يمنعها من تجهيز زوجة ابنها كأي عروس ، كانت تساعدها على اقفال ثوبها الابيض الضيق المصنوع من الدانتيل الذي ويبرز تفاصيل جسدها كان ثوبا ذو اكمام مع فتحة واسعة للصدر ،اقل ما يقال عليها وهي ترتديه انها كانت تنضح اثارة ،تركن شعرها الطويل مفرودا على كتف واحد و وضعت لمسات بسيطة من المايكاب. لقد بدت حقا رائعة ،
كانت المراسم هنا مختلفة فقد اخذ كاتب العدل موافقة ياغيز و توقيعه على وثيقة الزواج ثم اتجه الى مجلس النساءليأخذ موافقة العروس، ارتجفت يدها و ترددت ،في التوقيع ،رفعت عينيها لترى وجه جدتها الضاحك و المتهلل ،لقد اخبرتها منذ قليل انها لأول مرة تتمنى ان تبصر ولو لثانية واحدة لتراها في ثوب الزفاف و لكن لن تطلب من الله الكثير فيكفي انه حقق امنيتها بالاطمئنان على حفيدتها قبل رحيلها، عادت الى ارض الواقع بعد ان اعاد كاتب العدل سؤاله: هل تقبلين الزواج من ياغيز ايجيمان ؟
هازان:اجل ،اقبل
كاتب العدل:اذن وقعي هنا لو سمحتي
وقعت هازان و هي تحس انها دخلت مرحلة جديدة من حياتها و لن تعود مجددا كما كانت.