عاد ياغيز الى القصر بملامح مختلفة عن التي خرج بها منذ ساعات لقد اتظحت افكاره و تجلت خططه و وجد حلا لمشكلته بقي فقط ان ينفذ ، دخل الى الصالون ليجد عمه جمال و عمته نازلي وزوجها محمد
ياغيز :اوووهوه عماه لم اكن اعلم انك مصر الى هذه الدرجة ولم اعتقد انك تستطيع السهر الى هذه الساعة ، توجه نحو عمته ليقبل رأسها كانت امرأة لطيفة و محبة رغم سيطرة زوجها عليها و كبحه لارادتها فقد كانت تعتبر ياغيز كابن لها و تفضل اخاها حازم عن اخيها الاصغر جمال.
توجه ليجلس قرب امه وخاطب عمه:تفضل ،اسمعك
جمال:لقد اخبرتنا والدتك انك ستتزوج بعد غد و ان عروسك موجودة علمت حينها انك ستحكم عقلك ،اذن اخبرنا من اخترت ، هل هي ابنتي فرح ام ابنة عمتك نيهان ، فمن الطبيعي انك لا تعرف غيرهما من العشيرة.
- ابتسم ياغيز بمكر :اسف عمي لتخييب ظنك فأنا اعتبر نيهان و فرح كأختين لي ، و أما عن زوجتي المستقبلية ستعرفها بعد غد ، لنقل انها مفاجأة ، و الآن لتعذروني فلا زلت اعاني من فرق التوقيت و علي النوم باكرا فلدينا اجتماع كما تعلمون.
- غادر ياغيز تاركا عمه و زوج عمته يغليان من الغضب في حين ارتخت اسارير عمته التي كانت تعلم ان ابنتها تحب شخصا اخر .
- غادر الجميع ، اما سيفينش فلحقت بابنها. كان يوشك على النوم جين طرقت باب غرفته
- سيفينش:ياغيز ، تعرف انني لن انام قبل ان تخبرني من هي ،هيا يا بني ،كف عن اثارة قلقي و اخبرني فانا لم اعد اتحمل
- ياغيز :ادخلي امي،
- جلست والدته على طرف سريرهو ركزت عينها الفيروزيتان المستفهمتان على وجه ابنها تحثه على الكلام
- ياغيز:لقد قررت الزواج من هازان
- فغرت سيفينش فمها :ماذا؟؟! هازان!!!؟
- ياغيز :بعد تفكير، انها المرأة المناسبة؟
- سيفينش : انها طفلة بني!
- ياغيز :عن اي طفلة امي تتحدثين امي؟كم عمرها؟
- سيفينش :اخبرتني جدتها انها في السابعة عشر
- ياغيز :متى اخبرتك بذلك ؟
- صمتت سيفينش لتتذكر ان حديثها مع الجدة قد مر عليه اشهر قبل مجيءهازان الى كبدوكيا
- ياغيز:انت تعرفينني امي لست ممن يتزوجون بقاصر ،لقد كلفت اردال بجمع كافة المعلومات عنها ، علمت ان هازان قد بلغت الثامنة عشر منذ ثلاثة اشهر اي السن الذي يسمح قانونيا بالزواج .
- سيفينش :ولكن بني لم هازان ،انا لا افهمك ؟ تعرف انني لن اسمح لك بإيذاء الفتاة ؟ اذا تزوجت بها عليك ان تعدني بان لا تتركها ابدا ، فهي بدون سند ، و تعد امانة من جدتها
- تأمل ياغيز وجه والدته الجدي لأول مرة يراها بهذا التأثر و الاصرار، هو لن يغامر باخبار والدته عن حقيقة زواجه المنتظر من هازان
√ ياغيز :حسنا امي ،فانا اخترتها لهذا السبب ايضا ، ستبقى الفتاة بدون عائل بعد وفاة جدتها سيكون زواجنا مبررا لتبقى في كنفك .اتفقنا اذن عليك التحدث مع جدتها غدا و انا سأتحدث معها هي . هيا تصبحين على خير.
قضى ياغيز الساعات الأولى من الصباح في مكتب والده راجع كافة الملفات التي تصف بالتفصيل صفقات السلاح و كيفية التسليم و حفظ عن ظهر قلب اسماء المزودين و المشترين من دفتر والده السري الذي خبأه عند سيفينش ، قاطع خلوته صوت حفظ رنته ...انها هي..لقد حان وقت اعلامها بالمصير الذي حدده لها ..خرج من غرفة المكتب ليطل من الشرفة بعد ان تأكد من دخول جدتها هاتف اردال ليمنع مغادرتها و يرسلها الى غرفة المكتب
ياغيز :اردال ،اخبرها ان الآغا يريد ان يتحدث معها.
طرقت هازان الباب و دخلت عندما لم تسمع ردا ..كان يجلس في كرسي المكتب الظخم و قد التفت بظهره فلم تره
هازان:عذرا ،اخبروني ،انك تريد محادثتي
التفت ياغيز نحوها:اجل هذا صحيح ، اجلسي
اندهشت هازان عندما رأته فلم تكن تعرف ان من ازعجها بالامس في ساحة القصر يكون الآغا الجديد
هازان:هذا انت؟!! انت الآغا؟؟؟
ياغيز:ماذا ؟الا يعجبك الامر؟
ردت هازان بلا مبالاة :الامر لا يهمني ،فلم قد اعجب به او لا اعجب ، انا لست من هذه المنطقة كما انني لن ابقى فيها للابد.
ياغيز :هذا الحديث سابق لاوانه ، لا احد يعلم ماذا سيحدث غدا ، والان اجلسي فلدينا ما نتحدث عنه
جلست هازان و هي تشعر بريبة
هازان :ماذا تريد مني؟
ابتسم ياغيز :لقد سألت السؤال المناسب، انا اريد الزواج منك
حاولت هازان منع نفسها من الضحك لكنها لم تستطع:اعرف انك منعتني بالامس من الضحك لكنك انت الان من تلقي بالنكات... وانفجرت ظاحكة.
ظل ياغيز يراقبها لقد سحر للحظات بشفتيها الممتلءتين وهما و يعزفان لحنا يشبه الضحكات ، انتبه لنفسه اخيرا
ياغيز:هل انتهيت ؟ جيد اذن فأنا لم اكن امزح و لم اكن اطلب منك الموافقة ،لقد اخبرتك ما سيحصل فقط ، انت ستكونين زوجتي ابتداء من الغد هازان شامكيران .
وقفت هازان و قد احمر وجهها من الغضب ،: ما هذا الآن؟ هل هذا ما يقولون عنه جنون السلطة؟هل فقدت عقلك يا هذا ؟ انا لن اتزوجك
و قف ياغيز و تحرك نحوها فتراجعت للخلف الى ان اوقفها ملمس الحائط و لم تجد مهربا
ياغيز :اخفضي نبرة صوتك و اسمعيني جيد ،حكمي عقلك الصغير قبل ان تتفوهي بكلمة واحدة ، انت مجبرة على هذا الزواج لعدة اسباب اولها جدتك التي تعلمين جيدا انها تصارع الموت و يقلقها مستقبلك ان تركتك بمفردك ، ثانيا ان تركت الى قوانين العشيرة صدقيني ستجدين نفسك متزوجة من رجل يختارونه لك بعد وفاة جدتك بشهر على اقل تقدير ،...
احس ياغيز نحوها بالشفقة بعد ان رأى دموع اليأس و المرارة تتجمع في مقلتيها،تراجع الى الخلف ليتكأعلى طاولة المكتب و يخفف قليلا من رعبها.
ياغيز :انصتي الي جيدا ، انا ايضا مجبر على هذا الزواج ، تستطيعين اعتباره زواج متفقا عليه ، سنقوم بالغاءه عندما اصل لهدفي .
ارتاحت هازان بعد سماع كلماته الاخيرة :وماهو هدفك؟
نظر ياغيز نحوها بشكل محذر:عليك اولا ان تنسي امر الفضول و التدخل فيما لا يعنيك ،..استطيع فقط ان احدد لك مدة سنة على اقل تقدير ...سامنحك الطلاق و ستعودين بعدها الى مواصلة دراستك في اي مكان تريدينه.
هازان بخوف :هل...هل سنكون كزوج وزوجة حقيقيين؟ يعني ...هل؟
قاطعها ياغييز : لا تقلقي .. فأنا ايظا لا رغبة لي بمعاشرتك كزوجة ... يكفي ان تخفي هذا عن امي فهي تضننا سنكون زوجين فعليين و انا لا اريد ازعاجها.
ارتخت ملامح هازان بعد ان اطمئنت لوعوده و طلب منها المكوث في القصر وعدم مغادرته الى ان يحين موعد الزفاف في الغد.
في غرفة سيفينش كانت الجدة قد علمت بخبر زواج حفيدتها شكرت الله انها ستغادر الدنيا و هي مطمئنه على حفيدتها فهي لن تكون بيد أامن من يد الآغا .
أنت تقرأ
لا تنسيني
Storie d'amoreملخص القصة : #لاتنسيني بعد وفاة والده الاغا يضطر ياغيز ترك جامعته ليعود لكبدوكيا ،من الطبيعي ان يترأس هو اعمال العائلة بعد والده لكن ياغيز كان يملك افكاره الخاصة ،سيصبح اغا مهما كلفه ذلك لكن ليس لاستكمال مسيرة والده بل تغييرها بشكل تام فهو لم يكن يو...