ضوء وسط الطريق

3.1K 91 0
                                    


اصابها الذعر لم تفكر منذ قليل الا كيف ستخرج من القصر لم يأت على بال عقلها المراهق اين ستقودها قدماها ، ان ياغيز هو الآغا سيجدها اينما ذهبت لكن الان لامجال للتراجع ، بدأت تحث قدميها على الاسراع ، فكرت بهمس :اجل الى محطة الباص ،علي ان اغادر المدينة فورا ، كانت تسير على غير هدى حين سمعت صوت دراجة نارية وراءها ، بدأت تخف وتيرة ضجة محركها لم تلتفت من خوفها ، الى ان سمعت صوت ادخل الخوف على محياها:الى اين ايتها الجميلة في هذا الوقت من الليل ، سأوصلك الى اي مكان تريدينه
تقززت هازان من كلام الشاب الذي كان مصرا على ازعاجها ركضت جانبا واخذت بيدها حجرا ،كانت ترتعد خوفا و تحث شجاعتها على الظهور لانقاذها صرخت فيه :اذهب من هنا قبل ان اقسم رأسك قسمين ايها الوقح
ضحك الشاب على شجاعتها المصطنعة و اصر على ازعاجها: اممم جميلة وشرسة ، النوع المفضل لدي..
قاطع كلامه صوت محرك سيارة سطعت كشافاته في وجهها ، دعت الله ان لا يكون من تتوقع وصوله في اي لحظة
ازعجها الضوء الساطع فلم ترى وجه الرجل الذي ترك مقوده و نزل لينقذها من ذلك الشاب
-مالذي يحدث هنا
فزع الشاب ليدير محركه ويسرع مغادرا فاسقطت الحجر الذي كانت تحمله في قبضتها و ارتخت ملامحها فهذا الصوت مختلف تماما عما توقعته
-هل انت بخير؟
هازان:شكرا انا بخير
الرجل :هل تريدين ان اوصلك لمكان ما ؟فالطريق خطر و لاتخافي فزوجتي معي في السيارة
التفتت هازان لترى سيدة مبتسمة تشير اليها بيدها
اجابت:شكرا ، هل تتلطف و توصلني لمحطة النقل بين المدن
الرجل :تفضلي
ركبت هازان السيارة حيت المرأة التي ردت تحيتها ببشاشة
مرحبا انا ناريمان و هذا زوجي كنان
هازان :مرحبا ...
سكتت هازان و لم ترد ان تخبرهم باسمها كانت مرتعبة مما اثار قلق الزوجين
كان كنان تقريبا في الاربعين من العمر و ناريمان في منتصف الثلاثينات و كانت في اواخر اشهر حملها
ارادت ناريمان ان تذهب عنها القلق و التوتر فقد ارتاحت لهازان فتكلمت عنها و عن زوجها اخبرتها انهما متزوجان منذ احدى عشر سنة بعد قصة حب طويلة و لم يرزقا بمولود لقد صبرا الى ان امن الله عليهما اخيرا بهذا الحمل
ابتسمت هازان اخيرا وقد نسيت للحضة ما تمر به:ارجو ان يحفظه الله لكما
ناريمان :الى اين انت مسافرة عزيزتي
سكتت هازان فهي لا تعرف حقا وجهتهاثم اجابت : ربما اسطنبول
ناريمان:ربما؟
قاطعها زوجها:دعي الفتاة عزيزتي ،ارحميها قليلا من فضولك
ابتسمت هازان فضحك الزوجان
اوقف كنان السيارة عند محطة الوقود التي ظهرت في الطريق الخالي و خرج ليشتري بعض الحاجيات
استمرت احاديث ناريمان و فجأة امسكت بطنها:هازان عزيزتي اتعلمين اني اتحدث هكذا لانسي نفسي هذا الالم الذي يتخللني كل برهة
فزعت هازان:هل انت بخير؟
ناريمان و هي تحاول التماسك :لا لست بخير ،ولكني اخفيت الامي عن كنان لانني من اصر على السفر فأنا لم ارد ان الد الا في منزلي في اسطنبول
هازان:منذ متى كان اول مغص؟
ناريمان :انه يأتي و يذهب كل ربع ساعة
هازان:يا الاهى انت تلدين ، سانادي زوجك
اسرعت هازان الى كنان تخبره عن وضع ناريمان و ما ان وصلا اليها حتى صرخت بعد ان احست بمياه تسيل بين قدميها
صرخت برعب :كنان حبيبي لا اريد ان افقده ارجوك
كانت حالة كنان اسوء فقد احس بعالمه ينهار من حوله
حاولت هازان جمع شتاتها. و اخبرتهم انها تستطيع المساعدة فقد تعلمت من جدتها
بعد نصف ساعة سمع كنان صراخ طفله الذي تمناه منذ زمن ،حمله بعد ان اطمئن على زوجته
و التفت نحو هازان : انا و زوجتي ندين لك بحياة اغلى ما نملك هازان
بعد ساعة كان كلا الام و الطفل تحت الرعاية الطبية في المشفى ،اشاد الطبيب بمهارة من قام بالتوليد و سأل كنان فالتفت نحو هازان التي هزت برأسها نافية ليرد كنان :في الواقع لقد ساعدتنا امرأة في الطريق اضنها قابلة ثم التفت الطبيب نحو هازان فأخبره كنان بأنها شقيقة زوجته.
في الصباح استأذنت منهم هازان للذهاب لكن ناريمان اوقفتها: هازان ارجوك انتظري و كنان لا ننتظر منك ان تخبرينا مما تهربين و لكننا متأكدان ان لا وجهة لك لذا ارجو منك ان تذهبي معنا ، فنحن لن نوفي دينك مهما حيينا ، نحن من اسطنبول كما تعرفين لن نسألك ابدا ما عشت قبل الآن ، لكن سنعتبرك أختنا الصغرى منذ اليوم ، ارجوك لاترفضي طلبنا.

لا تنسينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن