المشهد 2

15.4K 401 27
                                    

مساء البنفسج يا حلوات 💜🌸😊
#مشهد 2

ظل يسير بها عدة خطوات وهي مستسلمة قبل أن تستعيد تركيزها وتبدأ بالصراخ وهي تضربه بقبضتها على ظهره بكل الغيظ والغضب الذي يتملكها ، كلمة واحدة فقط خرجت من فمه بكل حزم "كفى"
جعلتها تهدأ للحظة استجابة لصيغة الأمر وحزم نبرة صوته، قبل أن يضيف وهو يغير اتجاهه ليعود إلى حجرة مكتبه ثانية قائلا :
"لن أمشي بك هكذا في وسط الشركة  ليستمع المشاهدون "
لحظات و وجدت نفسها تُلقي على أريكة جلدية، اعتدلت بسرعة وهي تُعدل من ثوبها الذي ارتفع فأظهر أكثر مما ينبغى من ساقيها، رفعت عينيها وهي تتنفس بعمق تحاول أن تستكشف محيطها لتجده يقف أمامها يحجب كل الرؤية وهو يراقبها،
كان قد وقف مستندًا على حافة مكتبه بهدوء وبرود استفز كل خلية فيها،  أخذت تتأمل هيئته وقد قاطع ساقيه فأظهر فخامة ثيابه وأناقتها ، وعقد ذراعيه حول صدره العريض فبدت عضلات ذراعيه قوية مشدودة، حين وصلت إلى عينيه سرت رجفةٌ في عظامها من نظرة الغضب التي ناقضت وقفته شديدة البرود.
نهرت نفسها بخفوت  " اثبتي يا فتاة إياك أن تخافي ، ليحترق في جهنم بغضبه هذا "
فأخذت نفسا قويا ثم  رفعت رأسها تبادله النظرة بأقوى منها،  قبل أن تسمع صوته بنفس الحزم والبرودة السابقة  " هذه الملابس القصيرة لا أريد أن أراها مرة أخرى، مفهوم ؟!"
اهتزت نظراتها وهي تشد ثوبها على ساقيها ثم ترد بحدة " ملابسي ليست من شأنك في شيء "
أكملت كلامها بغضب وهي تهب واقفة وقد استفزها وهو يبتسم ابتسامة ساخرة ويرفع أحد حاجبيه في استهزاء  " من أنت حتى تملي عليّ أوامرك بهذه الطريقة ؟!"
حين  لم تجد ردا اقتربت بغيظ وتجرأت وهي تدفعه بسبابتها في صدره وتقول " من تحسب نفسك ؟! هل تظن أنك ملكتني بذلك العقد اللعين، أنا لن أكون زوجتك أبدا إلا في أحلامك فقط "
كان الغضب قد وصل حده بها وقد ماجت روحها بانفعال شديد وتضاربت أحاسيسها، لكنها كانت تقاوم بكل قوة إحساس المقيت بهذا القهر الذي ابتلع روحها، وهي تتذكر الأمس حين أستغل والدها ضعفها وخنوعها؛ ففاجأها في اجتماع العائلة أمام الجميع وهو يأمرها أن توقع عقد زواجها من هذا البارد المغرور.
لم تستطع أن تجيب بكلمة واحدة ساعتها، و تمنت أن تجد من يقف خلفها ليحميها أو ليشد على يدها ويخبرها أنها تستطيع الاعتراض، تستطيع أن تختار طريقها لكنها لم تجد، كل ما سمعته هناك كان يدور عن الأرباح والاستقرار الذي سيطالهم من الصفقة بعد الخلاص من تهديد الوريث العائد من الخارج.
غلبها القهر وتجمعت الدموع في عينيها فأخذت ترمش عدة مرات تقاومها كي لا تُظهر ضعفها، فهي حتى هذه اللحظة لا تعرف كيف واتتها الشجاعة لتكون هنا، ولابد أن تكمل ما بدأته قبل أن تنهار عزيمتها،

حين رفعت عينيها إليه كانت نظرة السخرية قد تلاشت تماما  لتحل محلها نظرة قطعت أنفاسها بدفئها ، تاهت في نظرته التي احتوتها دون أن يلمسها  كانت كأنها ترمم انكسار روحها تنشر وهجا من دفءٍ في خلايا جسدها ، لا تعلم كيف لكن هذه العيون العسلية الدافئة تكاد تجزم انها تعرفها جيدا، للحظة كادت مقاومتها تنهار أمام هذا الحنان قبل أن تجده يجذبها فجأة ليغير من وضعهما فتكون هي من تستند إلى مكتبه بينما يحتجزها بجسده وهو يتكلم بصوت غاضب لكنه كان عذبا جدا في أُذنيها "  إياك أن تبكي؟! لا شيء يستحق دموعك أيتها الحمقاء"
حين لمست خوفه عليها في صوته أخفضت نظراتها و سلمت رايتها تماما ، هي لا تذكر أن أحدا يوما غضب لها لا عليها، لماذا أتتها هذه النظرة من هذا الغريب الذي اشتراها كسلعة وعرف  قيمتها البخسة في نظر أهلها ، لماذا لم تراها يوما في عيني والدها  ،  حين وصلت أفكارها لوالدها ثانية انهمرت دموعها دون توقف وبدأ صوتها يعلو بالبكاء ،
زمجرة غاضبة أخافتها وهو ينهرها بقوة بينما يمسك أعلى ذراعيها ويهزها برفق قائلا "توقفي!"
لتهدأ قليلا وتمسح دموعها وأنفها ظهر كفها وهي ترفع رأسها له مرة أخرى بحيرة ، لماذا تستجيب في كل مرة له بهذه البساطة أهي نبرة الحزم في صوته وتلك القوة التي تنبعث من نبرته ، أم ماذا يحدث هنا ،
كانت نظرته قد تحولت لشيء مختلف هذه المرة لم تعرف ما هو حتى سمعته يقول بنبرة هادئة " ربما علي أن أنفذ لك طلبك الذي طال عليه الزمن "
قطبت جبينها وهي مازالت تائهة في عينيه لتسأل بخفوت وبصوت مازالت تنهيدة البكاء تقطعه " أي طلب  لا أذكر أني طلبت منك شيئا "
فيأتيها رده سريعا " بل طلبتي ، طلبتي مني قبلة ألا تذكرين  !! "
توسعت عيناها وهي تستجمع قوتها كلها لتدفعه في صدره  بقوة لم تبعده قيد أُنملة وهي تصرخ فيه بغضب
"أيها الوقح عديم الأخلاق، أنا لم أطلب منك شيئا وتأكد بأنك لن تحصل مني على شيء إلا في أحلامك فقط "
ابتعد بإرادته عنها وهو يضحك ويقهقه بمزاج بدا رائقا جدا سلب لبها وعقلها، فظلت تنظر إليه كالحمقاء دون أن تقوى على الحراك، قبل أن  لتسمعه يقول من بين ضحكاته "لا بأس إذا،  لنترك كل شيء لوقته يا زوجتي اللذيذة، أمامنا العمر بأكمله لا تقلقي  "

#يتبع

أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن