مساء الخير حبايب
اختفيت ومحدش سأل عني خالص 🥺🥺🥺🥺
المهم كان عندي ظروف قهرية شغلتني عنكم
الآن رجعت لكم ومعي مشهد اليوم من الحكاية التي لم تنتهي لكن قاربنا نهاية الطريق للغاية🌸
اتمنى لكم قراءة ممتعة#مشهد37
بانهاك توجهت إلى المنزل الريفي الذي اعتكفت به مع والدتها منذ خرجت من غيبوبتها ، لم تحبه أبدا برغم كل محاولات والدتها لاحتوائها وتذليل كل السبل لارضائها وإخراجها مما هي فيه، ولكنها لم تستطع وبالرغم من أن والدتها قد أخفت عنها أن رامي من يتكفل بكل احتياجاتهم منذ ابتعدوا إلى هنا لكنها عرفت وهي تلمحه بين الحين والآخر وقابلت كل ما يجري بانهزامية مزعجة وسلبيبة مميتة وكأنها قد عزمت على الاستمرار في الهروب من الحياة كلها،
حتى انها لمرات عديدة تمنت لو أنها لم تستيقظ أبدا من غيبوبتها،
أما قلبها فمازالت يهيأ إليه أنها تسمع كلماته تتردد في أذنيها وهو يطالبها أن تفيق وتستيقظ لتنتقم منهم جميعا ، وقد فعلت وانتقمت من الجميع ، فها هي تعامل أمها ببرودة لا تستطيع التخلص منها برغم كل ما فعلته لأجلها مؤخرا ، لكن قلبها يستنكر منها ضعفها في ماضٍ كان سببا لكل ما لون حياتها بحقد أسود،أما والدها فقد فعلت معه ما حلمت به كثيرا منذ عرفت كل تفاصيل الحكاية كاملة ، تلك المواجهة التي حفظت كل كلمة فيها عن ظهر قلب لكنها لم تتخيل أبدا أنه سيتركها تكمل حتى النهاية دون أن يوقفها ، وبل وذهلت وهي ترى نظرة اعتذار وانكسار عجيبة في عينيه اللتين طالما اعتبرتهما أقسى عينين عرفتهما أبدا.
للحظة كادت تتراجع عما تنتويه لكنها قررت أن تنهي درب انتقامها حتى النهاية.
وقد فعلت مع الجميع حتى ذلك الذي ظنت يوما أنه نعيم الدنيا بل وجُل الحياة لقلبها، ابعدته ونبذته في ثبات لا تعرف من أين استمدته وهي تتمنى أن يتعذب في بعدها كما تعيش هي في عذاب وحدتها ويأسها ، لازلت تخاف أن تصدق أنه قال لها "حبيبتي" يومها ، بل تقنع نفسها أنها كانت كلمة عابرة في لحظة يأس ظن فيها أنها ستفارق الحياة، وحين عادت عاد هو لصمته وسكونه فاختارت هي قرار الفراق عنهما معا.تحركت بهدوء إلى غرفتها - تحاول تجنب لقاء والدتها - ومازالت كآبة الماضي تلفها وقد أملت أنها ستتخلص منها وترمي بها خلف ظهرها حال ابتعادها لكنها لم تفلح أبدا ، حتى مواجهة والدها لم تشعرها سوى بخواء شديد ونظرة عينيه الحزينة تأبى أن تفارقها حتى أنها خرجت من عنده دون أن تلتفت إليه خوفا مما قد تراه.
صعدت إلى سريرها بكامل ملابسها وقد استنزفت كل طاقتها وما عادت تريد سوى أن تغوص في نوم عميق أو غيبوبة مؤقتة تهرب بها عن هذا العالم بماضيه وحاضره .
انتبهت على صوت والدتها وهي تدلف إلى الغرفة بقلق وهي تناديها فرفعت نفسها قليلا ترد بهدوء
-نعم أمي..
اقتربت منها تتفحص وجهها قبل أن تقول بخوف
-مابك يا سدرة ماذا فعلتِ بنفسك وماهو الأمر المهم الذي أصررت أن تخرجي إليه وحدك من الصباح ثم تسللتِ إلى غرفتك بهدوء وها أنا أجدك تتكورين على نفسك من جديد وقد شحب وجهك بهذه الطريقة ؟!!صمتت للحظة قبل أن تقول
-لاشيء يا أمي لا تشغلي بالك بي.تعكرت ملامح والدتها الجميلة وهي تعقد حاجبيها بتوتر وتضم شفتيها ثم تغلق عينيها بينما تأخذ نفساً بدا لها مؤلما وهي تقول بعد أن فتحت عينيها وقد بدأت دمعاتها تسيل بهدوء على خديها
-إلى متى ستعاقبينني يا سدرة ، ألم تحن لحظة السماح منك بعد ؟!! حسنا لا بأس أعلم أن خطأي بحقك كبير للغاية، لكنه كان خطأ بحق نفسي أولا وقد دفعت ثمنه غاليا من سنين عمري كله ، أعلم أن لاشيء يشفع لي عندك لكن ألا يمكنني أن آمل أن تنسي يوما ،لأجلك فقط أقسم انه لأجلك فقط ليس شرطا أن تسامحيني او تسامحي أحدا،
لكن أرجوك تصالحي مع نفسك على الأقل يا ابنتي ، انطلقي إلى الحياة ولا تضيعي عمرك في كآبة لا تستحقينها ، ارمي كل الماضي اللعين خلف ظهرك وانفضيه عن كاهلك واخرجي للحياة من جديد وأعدك أنني هذه المرة سأكون في ظهرك أحميك من كل ما قد يمسك بسوء، لم تعد الحياة تعني لي شيئا أريد فقط أن أطمئن عليك وأراك تعيشين حياتك بسعادة كما لم أفعل أنا .اهتزت نظراتها وتخلت عن برودتها وهي ترى دمعات والدتها وشهقاتها التي بدأت تتزايد فتراها ترفع يدها تغطي فمها قبل أن تنهار جالسة على حافة سريرها
أصابتها عدوى البكاء فسالت دموعها وتكلمت بتردد وقد تنظر أمامها وكأنها تنظر إلى الفراغ قائلة
-لا استطيع يا أمي ، أنا أريد أن أحيا لكنني عاجزة عن ذلك ، أريد أن أسامحك وأسامح أبي بل وأسامح الجميع لكنني عاجزة عن ذلك ، أشعر أنني قد أصبحت مشوهة من الداخل وكلما رأيت حقيقة نفسي أشعر بالضيق والاختناق،
هل تعلمين لقد ذهبت اليوم لأبي وقذفت في وجهه كل الحقد الذي أحمله بقلبي، وحين خرجت لم أشعر أبدا بالراحة ، كل ما شعرت به هو أنني حقيرة جدا ، ونظرة أبي الكسيرة تأبى أن تفارقني ، والأن ها أنا أُبكيك وأجعلك تتوسلين إلىّ لأجل نفسي ومع كل هذا أنا عاجزة عن النسيان ، عاجزة عن الحياة نفسها، أشعر بأن أنفاسي أصبحت ملوثة بكل أدناس الماضي ولا أريد أن أخرجها ، أريد أن أكتمها إلى الأبد لأرتاح وأريحكم جميعا .وجدت نفسها في أحضان والدتها قد علا صوتها بالبكاء وهي تقول
-إياك أن تقولي هذا أبدا ، لا يوجد أنقى من قلبك حبيبتي ، فقط استمعي إلى وتعالي نراجع ذلك الطبيب الذي أخبرتك عنه أرجوك حبيبتي نحتاج هذا أنا وأنت نحتاج أن نكون بخير صدقيني سنتجاوز كل ما مضى وستعودين كالفراشة الحالمة من جديد يا طفلتي .
رفعت رأسها من صدر أمها قائلة بعتب
- هل ترينني مجنونة يا أمي وتريدين أن تذهبي بي لطبيب نفسي كما سمعت رامي يقترح عليك .
ابتسمت أمها ابتسامة هادئة وهي تمسك وجهها بين يديها وتمسح دموعها بطرف أصبعها
-لا حبيبتي أنا أراك أجمل زهرة في الوجود، وأبحثُ عن راحتك قبل أي شيء، رامي لم يقصد أنك مجنونة مطلقا أنا من طلبت منه أن يبحث لي عن طبيب جيد،
لابد أنك تعرفين أنني أعتمد عليه في الكثير من الأشياء فأنا لا أستطيع الوثوق بأحد بسهولة، الأمر لم يكن سهلا علي في تدبير شؤوننا وهو من تطوع كما كان يفعل معي ومعك دوما.
ردت سدرة بإرهاق
-لكنه آذاني يا أمي.
تنهدت والدتها قائلة
-الزمن من آذانا جميعا حبيبتي، تجاوزي كل شيء بالله عليك واستمعي إليّ أرجوك يا طفلتي.
قاطع كلام والدتها رنة هاتفها فرفعته تنظر لتقول باستغراب
-إنها جدتك!
قبل أن تفتح الهاتف وتلقي تحية هادئة
فيأتيها صوت حماتها بما جعلها وفي تشهق وهي تقول في فزع
-يا إلهي مراد؟؟#يتبع
#شوال_البطاطس
#أسيرة_بلا_قيد#خلود
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...