المشهد 33

3.5K 136 22
                                    

صباح البنفسج 🌸🌸

اتمنى لكم قراءة ممتعة
#المشهد 33

غارق في ضياع كبير يقف كالتائه وسط صحراء قاحلة شديدة القيظ وقد فقد كل سبيل للنجاة أو الخلاص،

عيناه تحيدان إلى باب غرفتها ما بين الفينة والأخرى دون أن يتجرأ على الاقتراب،

اتكأ ظهره إلى الجدار وقد غلبه الإرهاق لكنه مازال يرفض الجلوس أو الراحة منذ حضر إلى المشفى وكأنه يعاقب نفسه…..

انتبه إلى صوت أخته ريم تناديه بخفوت فأخفض رأسه ناحيتها دون أن ينظر إليها فيسمعها وكأنها في عالم بعيد جدا وهي تقول له

-معاذ هيا نرحل لبعض الوقت مضى وقت طويل والوضع لم يتغير  ، ووالدتها ترفض دخول أحد اليها، لم لا تترك رقم هاتفك بالمستشفى وتطلب أن يبلغوك في حالة تغير الوضع وأفاقت، وجودك لا معنى له هكذا.

ارتفعت نظراته إلى باب الغرفة ليقول بصوت لا يعرفه

-ربما وجودي لا يشكل فارقا لها… لكنه فارقٌ للغاية لي أنا…

أنا من يحتاجها لا هي!!!

تنهدت وهي تربت على كتفه في مواساة صامتة للحظات بينما تنظر إليه بوجع دون أن تعقب على كلامه،  قبل أن تتجه إلى خالتها التي كانت تجلس على أحد الكراسي المخصصة للانتظار وتحثها على الرحيل وقد أيقنت أن معاذ لن يبرح مكانه أبدا.

لا يعلم كم مر عليه من الوقت بعدها حين وجد قدماه تقودانه إلى حيث يجلس والدها، أو مَنْ مِنَ المفترض أن يكون عمه الذي يكرهه  بشدة،

 لكنه لم يعد  يشعر تجاهه بشيء...

وقد تجاوز الكراهية ....والحب منذ زمن..

وترك قلبه مغلفا بصقيع برودة الوحدة ....وعواصف الخذلان..

ربما يكون قد توقف عن الشعور وماتت أحاسيسه ذات مرة ولم يسعى لإحيائها،

لكنه على يقين أنه أكثر من يشعر بها الآن .. فقد ذاق من نفس الكأس يوما فيما مضى...

كأسٌ شديدة المرارة تجرعها حتى تضلع منها وتضاءل كل ما مر عليه بعدها أمام مرارتها فوسموه بالبرودة واللامبالاه …

 لكنه اليوم يعترف أن خوفه من فقدها لا يضاهيه  وجع ولا حتى تلك الحقيقة المرة التي هدمت كل ثوابت حياته  وكل ما آمن به يوما .

اقترب بهدوء من عمه  وهو يتفحص جلسته الصامته وملامح وجهه الجزعة المنهكة،

جلس بجواره وأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول

-لماذا لم تخبرها بالحقيقة ؟!

لم يسمع جوابا بل بقى عمه صامتا لفترة قبل أن يلتفت إليه قائلا

-وما هي الحقيقة يا فتى ؟!

تأمل ملامح عمه وكأنه يرى للمرة الأولى تشابهه مع ملامح والده وهو يقول

أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن