مساء البنفسج 🌸🌸🌸
المشهد مش طويل لكن مهم وفي بدايات فك الالغاز يارب تستمتعوا معاه يا صبايا#مشهد 20
يستند برأسه على ظهر كرسي المكتب عيناه مغمضتان وتقطيبة متعبة ما بين حاجبيه تحكي عن صراعات تدور في عقله المنهك، للحظات فتح عينيه على اتساعهما ولمحات من ذلك الماضي المشوه تجثم فوق صدره حتى تكاد تزهق روحه، حين استطاع أن يستعيد أنفاسه تنهد بألم وقد ترك قناع التماسك والقسوة خلف بابه المغلق.
مد يده يتلمس صفحات تلك المفكرة الرمادية المفتوحة أمامه، بسمة ساخرة ارتفعت لها شفاهه نصف ارتفاعه بينما يفكر أن اختياره للونها كان الصواب الوحيد في الحكاية كلها.
ثلاثون عاما مرت على بداية الحكاية ومازالت الأيام تزيدها سودا حتى تغشته فما عاد يستدل سبيله فيها وقد تداخلت حوله خيوط الحياة ما بين صائب أو خاطئ وأحكمت قيدها حول رقبته فلا فرار منها حتى تحين لحظة القصاص.
حادت عيناه إلى الكلمات المنقوشة بالحبر الذي بهت وضاعت زهوته في صفحة المفكرة ثم لامسها بيديه واغلق عينيه يلقيها من ذاكرته التي نقشتها بحبر لا يبهت ولا يزولعسلٌ يذوب بمقلتيها إنه داءٌ لقلبي ويحه يغويني...
والشَعرُ من ذهبٍ ترقرق في يدي بنعومة
أواااه يا عشقا غدا يُشقيني...
ما الحال يا قلبا تهاوى عاشقا؟!!!!
لا شيء غير وصالها يشفيني!!!كاد يغوص في خياله قبل أن ينتفض جسده وينفض رأسه خزيا وهو يرى أخاه يطل عليه في ذاكرته وكأنه في ريعان شبابه ليحكي له قصة عشقه الوليدة وهو يصف له فاتنته الشقراء عاشقة الشعر والحكايا ثم يطلب منه طلبا ظنه تافها يومها لكنه كان مفتاحا لكل أبواب الجحيم.
ضرب قبضته بقوة على سطح مكتبه يبدو أن الأقدار تأبى له الراحة،
يشعر أن أعصابه تكاد تنفلت منه مؤخرا ولا يعرف ماذا قد يحدث لكنه على يقين أن الدنيا حوله قد تشتعل بتلك النار التي يخفيها في جوفه حتى أوشكت أن تأكله حيا، وسيحترق ساعتها قناع الهدوء الذي التزمه على مدار سنوات عمره التي مضت حين تطفو الحقائق على السطح.دقة على باب مكتبة أخرجته من صراعه المرير فأسرع يرجع الأشياء مكانها لكن ارتعاش يديه من نوبة غضبه منعته فأعاد إلقائهم وقد يأس وهو يرد بصوت غاضب… أدخل…
عقد حاجبيه وهو يرى ابنته على باب الغرفة تتلمس المقبض بخوف مكسوٍ بشيء غريب من الخجل قبل أن ترفع عينيها إليه فيرى فيهما آثار دموعٍ قد انتفخت لها أجفانها وورمت بشكل مؤلم ونظرة تائهة في مزيج من الفزع والضياع ترتسم بعينيها بينما ترتدي ثوبا قطنيا برسومات طفولية باللون الأصفر،
لوهلة عادت صورتها من الماضي طفلة فزعة عاجزة عن النطق تحمل نفس النظرات الوجلة فانتفض بجسده يستدير حول المكتب يخفي ألم قلبه ويهرب بعينيه منها بينما يسألها بحدة
-ماذا هناك سدرة؟! ولم كنتِ تبكين هكذا؟!
نظرة الاستغراب ملأت وجهها كله بينما تحاول التأكد أن والدها من يتكلم ،
هل سألها لماذا تبكين حقا؟!
شكت بأنها مازالت تبكي وقد لازمت البكاء لساعات حتى ما عادت تميز متى انقطعت عنه ومتى عادت إليه، رفعت يدها تتلمس خدها فلم تجد الا آثار رطوبة دموعها فعقدت حاجبيها وهي تتأمل وقفة والدها المحنية على غير عادته،
هل لاحظها مراد باشا أخيرا،
هل لاحظ دموع طفلته التي أجهدتها الحياة في كنفه كخيال لا أهمية له؟!وقفت بصمت تتأمله وهو يعود سريعا إلى مكانه يجلس بإنهاك واضح ويغلق مفكرة رمادية قديمة، فاقتربت بهدوء وقد تشتت انتباهها وتركزت نظراتها على حروف كتبت بطريقة زخرفية على غلاف المفكرة بلون ذهبي باهت بدا أنه كان مشرقا يوما ما
"هنا وضعت حروفا قد صغتها من فكري
كتبتها كقصيدٍ ووشمته بالقلبِ "كانت الكلمات مبهرة لها فاقتربت تحاول لمس المفكرة قبل أن تجذبها يد والدها بعيدا بعنف غريب وهو ينهرها بكلمة واحدة
لا!!!
لم تجادل بل تراجعت أقدامها للخلف عدة خطوات وهي تشعر بالنبذ من جديد وقد زالت نشوة الفضول من قلبها فوقفت تراقبه بجمود وهو يفتح أحد الأدراج ويخفي به المفكرة ثم يتكلم بنبرة حزينة بائسة لم تسمعها منه قبلا قائلا
-اعذريني يا ابنتي لا حاجه لك لمعرفة مابها ، إنها بضع خربشات لا تعنيك بشيء.هزت رأسها بلا معنى وهي تقول برسمية
لا بأس يا مراد باشا.
رفع رأسه إليها فجأة فرأت نظرة حزن بينما يقول وكأنه يحاول الهرب من كل ما يحدث
-حسنا يا سدرة ماذا تريدين؟!تنهدت بعمق تصفي ذهنها وتستجمع شتات روحها وقد عزمت ألا تسمح لشيء بتعطيل ما قد نوت عليه
ثم تكلمت بعد لحظات بثبات لكن بصوت أجوف لا حياة فيه
-أنا موافقة على طلاقي من معاذ يا أبي بشرط أن لا تؤذيه وأن لا تزوجني لرامي مهما حدث!!!#شوال_البطاطس
#أسيرة_بلا_قيد
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romantizm.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...