مساء البنفسج يا حلوات 💜💜
قراءة ممتعة
#مشهد 18جلست في سريرها غائبة في عالم آخر تفكر في تلك الأمور المتشابكة التي حولها وتبحث فيما قالته جدتها عن تفسير للأحداث، لكن لا شيء مميز كل ما في الأمر أن أخت معاذ تلك الفتاة الشقراء الجميلة ليست أختا شقيقة ولا تنتمي لعائلة الهواري، امالت شفتيها بغيظ وهي تقر أن معاذ فيما يبدو مرتبط بها جدا فقد كان يبتسم لها بحنان متدفق لم تره من قبل ،
حسنا مبدأيا هذا الزواج الملغم أفسد الأجواء في العائلة، أو ربما حطمها فعليا، جدها كان رافضا للزواج، أما أباها فكان مؤيدا له، ظلت تتفكر في هذه النقطة بينما تكلم نفسها كما تفعل دائما قائلة
-لا أفهم إن كان أبي موافقا في الماضي ومؤيدا، فلم يأخذ الآن هذا الموقف السلبي تجاه معاذ.
فزعت على مربيتها تنهرها بسخط قائلة
-ألن تتوقفي سدرة عن التحدث إلى نفسك بصوت مرتفع،
لانت لهجتها قليلا بينما تكمل
- ستحرجين نفسك يوما بهذا الكلام الذي ينساب مندفعا منك بلا تركيز يا صغيرتي.
تنهدت سدرة بينما ترد عليها
-أنا أحرجت نفسي بالفعل للعديد من المرات يا نانا، لكنني حقا لا أشعر بنفسي ساعتها.
كانت مربيتها قد اقتربت من سريرها لتقف بجوارها وقد أخذت تتفقد حرارة جبينها ثم تمسح على رأسها وهي تقول
-لا عليك يا حبيبتي، أخبريني كيف تشعرين اليوم، أرى أنك خرجت من الغرفة كما اقترحت عليك.
أمالت رأسها مقتربة منها فتسند نفسها إليها وتحتضنها من خصرها
-لا أعرف كيف كنت سأتجاوز هذا بدونك، شكرا لأنك أتيت نانا.
احتضنتها المربية إليها بينما تقول
-على ماذا تشكرينني سدرة، أنت ابنتي تأكدي أنني لن أتأخر عنك أبدا حبيبتي، لقد كدت أموت هلعا عليك حين اتصلت بي والدتك تطلب مني الحضور لأنك مريضة، اعتنِ بنفسك يا صغيرتي بالله عليك وكفي عن عادتك الغبية بالنوم في حوض الاستحمام بملابسك، فكل مرة لا ينالك من هذا إلا المرض.
تململت بينما تسمع تقريع مربيتها ثم ابتعدت فجأة من حضنها لتمسك يديها وتجعلها تجلس مقابلها على حافة السرير وتعتدل هي فتثني رجليها أسفل منها مقتربة منها وهي تقول بحماس
-نانا أمينة أنت كنت هنا منذ زمن بعيد، لابد أنك تعرفين ماذا جرى هنا، أخبريني ما حدث في الماضي مع عمي.
اتسعت عينا مربيتها للحظة قبل أن تندفع واقفة وهي تبعد يدي سدرة عنها
-أنا لا أعلم شيئا لا علاقة لي بأحد أسألي عائلتك وهم يجيبون.
جادلتها سدرة لتقول
-أنت كنت موجودة نانا، أخبريني ما تعرفين فلا أحد يقبل الكلام، وعقلي يكاد يجن، كلهم يكرهون معاذ ويريدون تطليقي منه دون إبداء أسباب.
شهقت أمينة بينما تضع يدها على صدرها
-وهل تزوجت بعد ليقوموا بتطليقك يا صغيرتي.
وجعٌ عميق انحفر في قسمات وجهها وغاص داخلها قابضا على قلبها بقوة آلمتها
-يبدو أنه قدري ليتني أفهم ما يحدث، اتمنى يا نانا لو علمت ما يخفون لربما أتقبل الأمر بلا ألم على الأقل.
عادت أمينة لتجلس و تقول بحنان وهي تمسك بيدي سدرة بين يديها
-ليتني أملك راحتك يا حبيبتي، سأخبرك ما أعرفه وهو ليس كثيرا،
زوجة عمك كانت رقيقة وطيبة جدا معي ومعك، حتى أمك كانت تحبها، ثم جاءت فترة وكرهتها حتى أنها منعتك من الذهاب إلى هناك وكانت تعاقبك بقسوة، لكنك لم تقتنعي و كنت تتسللين إليهم كثيرا فأحضرك بسرعة خوفا عليك، لكنك كنت تحبين الذهاب إليهم ولم تكفي أبدا،
ثم وجدتك فاقدة لوعيك في حديقة القصر يوم وفاة زوجة عمك، وقد بقيتِ بعدها لفترة ترفضين الكلام تماما حتى أنهم ذهبوا بك لطبيب نفسي كي تتجاوزي الأمر.
تشنجت سدرة واشتدت ملامحها بينما تقول بصوت مرتعش خافت
-أنا أراها في ذاكرتي نانا، ممددة في أرض شرفتها غارقة في دمائها، ولكنني لا أعرف ماذا حدث قبلها أو بعدها.
اقتربت مربيتها بهلع تأخذ وجهها بين يديها
-يا إلهي لابد أنه مشهد بشع يخيفك يا صغيرتي، حاولي أن تنسيه وتنسي الماضي بأكمله معه، فهو لن يفيدك بشيء أبدا
هزت سدرة رأسها بحسرة بينما تقول
-لا أظن أنني أستطيع نانا فها أنت ترين كيف يتحكم الماضي بأقداري فيعيد رسمها بسلطته وقوته، ولا أملك قوة لدفعه والخلاص منه،
لكن هل تذكرين ما حدث لزوجة عمي و ماذا فعل معاذ نانا؟!
ردت مربيتها وهي تعقد حاجبيها في تركيز وتتذكر الماضي
-زوجة عمك قالوا أنها سقطت في شرفتها واصطدم رأسها من الخلف بجدار الشرفة وفقدت وعيها ثم نزفت حتى الموت، فقد كان عمك ومعاذ مسافران ولم يجدها أحد إلا في اليوم التالي لا أذكر التفاصيل ، لكن أظن أنهم غادروا القصر تماما في نفس أسبوع الوفاة، حاول جدك كثيرا أن يمنع عمك من السفر لكنه كان مصرا بشدة وأخذ معاذ وسافر إلى الخارج بلا رجعة.
تنهدت سدرة قائلة
-ربما كان يُحملهم وزر موتها لذلك ابتعد، لكن لم نفهم بعد ما سر هذه الكراهية المتبادلة.
هزة الهاتف بفراشها جعلتها ترفعه فتجد معاذ يتصل بها، فتتذكر أنها وضعته على الصامت وتجاهلته .
رفعت الهاتف لترد لكنها التفت إلى مربيتها التي كانت قد استعدت للمغادرة لتقول بسرعة
-سنكمل حديثنا معا فيما بعد نانا.
ردت أمينة بينما تغادر الغرفة
-ليس عندي شيء أكثر مما أخبرتك به، ابحثي عن شخص آخر بعيدا عني يا فتاة.
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...