وموعدكم مع مشهد جديد وأحداث جديدة وصباح البنفسج يا أحلى صبايا 🌸💜
#مشهد 17
اتكأت على ظهر كرسيها تتأمل لوحتها التي تعمل عليها، كانت لوحة لفتاة بشعر أشقر طويل، ملامحها مبهمة لكن ابتسامة حالمة داعبت شفتيها على استحياء بينما خصلاتها الطويلة تناثرت من حولها كخيوط من ذهب ، أمسكت فرشتها بانفعال ثم أخذت تضرب بها ضربات عشوائية بألوان متداخلة من حول الفتاة حتى صارت اللوحة
فوضى عارمة، وضعت كل شيء ثم تنهدت هذه هي كما تتخيلها تماما وكما يحدث في كل مرة تحاول أن ترسم بها والدتها،
ملامح وجهها لم تعد واضحة في ذاكرتها، حتى الصورة اليتيمة التي كانت تمتلكها مزقتها ذات يوم في لحظة فقدت فيها أعصابها انفعالا ، لكنها تذكر ابتسامتها جيدا، فكل ذكرياتها عنها كانت ذكرى بعيدة لها وهي تترنم بأبيات شعرٍ وتغنيها لهم وعلى شفتيها ابتسامة شاعرة عاشقة حالمة وحمقاء!!
مشاعرها متضاربة لا تعرف لماذا لا تكف عن محاولة رسمها، ترى هل هو اشتياق لها أم هي حاجتها الطبيعية لاحتواءٍ منها أم أنه فقط حنقها وغيظها الذي لم تستطع تجاوزه حتى اللحظة.تعترف لنفسها أنها حين تبدأ بتخريب اللوحة في كل مرة بضربات فرشتها تشعر بنفسها تهدأ قليلا، لتنظر إليها في النهاية بتشفي بعد أن تتم ضرباتها الفوضوية وكأنها تقول لها
-أنظري هذه هي أنت يا أمي مجرد امرأة شقراء جميلة ألهبت قلوب من حولها جميعا، ثم تاهت وهي تتبع مشاعرها بحماقة لا تمت للواقع بصلة حتى عمت الفوضى كل شيء ودفعت حياتها ثمنا لحماقتها وابتسامتها البلهاء.لن تكون مثل والدتها أبدا، هي من ستحكم مشاعرها لن تجعلها تتحكم بحياتها وسترسم طريقها واضحا تحدده بما يفيد مصالحها ودوافعها ، وها هي قد رسمت لنفسها طريقا جديدا بما ستقدم عليه، رفعت يديها تعيد بعنف خصلة أفلتت من خصلاتها الذهبية المشدودة في عقدة قوية مخنوقة أعلى رأسها، وكما هو شعرها كانت كذلك تخنق مشاعرها على مدار سنوات عمرها، لم تكن تسمح لانفعالاتها بالظهور أبدا إلا في لحظات نادرة كانت تختبئ فيها أسفل غطائها في السرير و تحرر شعرها ثم تنخرط في بكاء طويل صامت، وحين اكتشفت قدرتها على الرسم نقلت كل انفعالاتها للوحات سرية كهذه تمزقها بعد انتهائها وأبقت شعرها مخنوقا إلى الأبد.
جلس في مكتبه يقلب الأوراق بعنف والغيظ والتعب يتملكانه، وقد بات لا يعرف من أي جهة عليه أن يستعد لاستقبال الضربات، سدرة التي بدأت تضيع من يده منذ ظهر ذلك التافه على الساحة، أم عمه الذي يبدو أنه تراجع عن خطته بالقضاء على التافه خوفا على ابنته، أم أملاكه التي حلم بها طول عمره وبات على وشك فقدان تحكمه بها مع كل الأوضاع المتشابكة من حوله،
وأخيرا تلك المكالمة المبهمة التي يكاد عقله يشت من التفكير فيها،
رنة هاتفه أخرجته من شروده ليتلقى الاتصال بسرعة قائلا
- هل حصلت على الاسم.
فيأتيه الرد
-نعم سيد رامي، الشريحة التي هاتفتك وجدتها مسجلة باسم عيون الريم كامل الزيات
-حسنا شكرا لك.تأمل الهاتف وهو يفتح سجل المكالمات ويطالع الرقم الذي اتصل به منذ يومين لقد استغرب الاسم كثيرا حين ظهر على ذلك البرنامج الذي يظهر الأرقام الغريبة بأسماء أصحابها فاتصل بأحد معارفه ليجلب له الاسم الحقيقي من شركة الاتصالات وكل ما حصل عليه هو تأكيد لنفس الأسم
عيون الريم كامل الزياتظل يردد الاسم محاولا الوصول لأي خيط يصله ليفهم، فتح شاشة حاسوبه وكتب اسم كامل الزيات وبدأ يتصفح البحث، حتى بدأت الخيوط تترابط قليلا،
لقد تعرف على اسم أدهم كامل الزيات صاحب شركة صغيرة جديدة بالسوق ظهرت منذ عدة سنوات تسير بخطى حثيثة للأمام، يبدو أن هذه الفتاة أخته،عاد صوتها إلى أذنيه فأغمض عينيه يتذكر تلك النغمات الشجية التي أذهلته، يكاد يوقن وهو الخبير أن نغمة الدلال التي جننته تلك طبيعية وغير مصطنعة أبدا، بل يشك حتى أنها كانت تحاول إضفاء جدية وخشونة في صوتها العذب بينما تقول له بنبرة متعالية
-سيد رامي، أريد لقاءك في النادي لأمر ضروري جدا، متى ستكون هناك؟!ضحك باستمتاع وهو يتذكر طريقتها الحازمة وثقتها في أنه سيقبل مع أنه لم.يستطع إخفاء ذهوله ساعتها فرد مستغربا ببعض الغضب
-من أنت؟! من معي وماذا تريدين؟!
لترد عليه بنفس الطريقة الجادة الواثقة
-ستفهم كل شيء حين نلتقي، سأتي غدا وألاقيك في مكانك المعتاد، لكن رجاء حاول أن تكون وحدك.
كان مايزال مذهولا وهو يفكر هل هذه طريقة جديدة للخداع فيرد بحذر
-من أنت أولا؟!
ليأتيه الرد حازما
-غدا تفهم يا سيد رامي، إذا هل سأراك؟!
مع كل ما كان يدور بعقله لكنه كان على شوق و فضول شديد لرؤيتها وفك هذا اللغز العجيب وها هو ينتظر الغد لعله يفهم ما يحدث، وبما أنه لم يكن ممن يترك الأمور تسير بمفردها حاول استقصاء أي شيء لكنه لم يتوصل لشيء،
ترى ماذا قد تريد منه تلك الفتاة لا شيء مشترك بينه وبينها، أو بين شركات إخوتها، لا رابط من أي جهة قد يجمعهم، وهي بمستواها هذا لا يعتقد. أنها قد تحتاج لعمل أما شابه، يكاد عقله يجن من التفكير دون أن يصل لشيء مطلقا!!!!!#شوال_البطاطس
#أسيرة_بلا_قيد
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...