#مشهد 9
بعد عدة دقائق كانت سدرة تغادر سيارتها حاملة حقيبتها الرياضية بينما تقاوم إجهادها وهي تشعر بأنها مستنزفة وتكاد تسقط مغشيا عليها، ما أن عبرت البوابة حتى بدأ التوتر يزداد مرة أخرى ، تقدمت بنظرات مشوشة مترددة هل ترى يجب عليها أن تبحث عنه أم تجلس وتنتظر أن يبحث عنها هو ، لم يدم تردها طويلا وهي تشعر بأنها لم تعد قادرة على مواصلة السير فاتجهت لأقرب طاولة ووضعت حقيبتها ثم جلست بهدوء مناقض لكل التوتر والصراعات التي تتضرم في حناياها،
بضعة دقائق فقط قضتها وهي مغمضة العينين في سكون دون أن يطرق النعاس بابها قبل أن تسمع " صباح الخير " بتلك النبرة الرجولية العميقة التي تزداد لها نبضات قلبها دون إرادة منها ، لم تفتح عينيها مباشرة في محاولة فاشلة لتأجيل القادم الذي لا تعرف كنهه، حتى شعرت بالكرسي المقابل لها يُسحب ففتحت عينيها لتجده أمامها لكنه كان مختلف عما رأته في المرة السابقة فقد كان مرتديا لملابس عادية جدا غير رسمية لكنه لا يزال مميزا ومثيرا بمظهره الرجولي الملفت للنظر في سروال من الجينز وقميص قطني لم يكن ضيقا لكنه أظهر قوة عضلاته بلا مبالغة بل بذلك القدرالذي جعلها تأخذ نفسا عميقا كي تخرج من بوتقة الانبهار التي تغرقها في كل مرة تراه فيها ،
- حسنا أيتها الصغيرة هل سنقضي النهار في الاستماع إلى تنهيداتك المتيمه!
شهقت وفتحت عينيها في ذهول في حركة مبالغ فيها تداري بها إحراجها التي يجعلها تكاد تتلاشى خجلا، عليها أن تتماسك وتكف عن هذا الغباء الذي يتلبسها في وجوده فهذا الوقح لا يراعي شيئا ولا يتوانى عن إحراجها بل هي موقنة أنه يستمتع بذلك.
ثواني واعتدلت في جلستها لتضع قدما فوق الأخرى وهي ترسم الجدية على ملامحها وترفع رأسها بينما تنظر إليه نظرة استعلاء وهي تتكلم من طرف أنفها و تقول:
-لنضع بعض النقاط هنا أولا أنا لست صغيرة زوجي العزيز،ثانيا شرف لك أن تستمع إلى أي شيء مني حتى لو كان تنهيدة مرهقة كتلك التي كانت قبل قليل وجعلتك تظن أنني متيمة بك ، ثالثا أنا هنا لأناقش معك بعض الأمور التي لابد من حسمها على الفور فهلا بدأنا حديثا مفيدا .
مرت لحظات صمت بينهما قبل أن تنطلق ضحكته عالية فتنظر هي إليه بانبهار حاولت إخفاءه قدر المستطاع وهي ترى في عينيه العسلية دفئا وسعادة حقيقية جلبت بسمة إلى شفتيها، كانت عيناه قد تخلت عن كل البرودة والسخرية فيهما وحل مكانهما وهج وإشراق جعل كل ملامحه الصلبة تتحول إلى رقة لامست قلبها بشدة،كل تلك الأحاسيس والأجواء كانت غريبة عليها، وحين طال الصمت توترت النظرات خاصة حين خفتت ضحكته وسكت لكنه ظل ينظر إليها وذلك الوهج لم يغادر عينيه فاندفعت تحاول الهرب من تلك دوامة إعجابها لتقول:
-حسنا فيما يبدو أنني من سيتولى قيادة الحديث هنا، وللعلم هذا يروقني للغاية .
صمتت للحظات وهي تراه يعقد ذراعيه أمام صدره ويومئ لها بموافقته بابتسامة رائقة
أكملت كلامها بهدوء ولمحة من الإصرار تلمع بعينيها
- لم يجبرك أحد سيد معاذ على الزواج من فتاة قصيرة عادية الجمال، إذا كنت قد ندمت يمكنك التراجع الآن ، لأنك مستقبلا حتى إذا كنت لا تعترف بهذا الزواج كزواج حقيقي فلن أقبل بخيانتك أبدا.
أخذت نفسا عميقا لتقول بشراسة غريبة عليها بينما تقترب وهي ترفع أصبعها:
-إلا الخيانة سيد معاذ !!!
أنزل يديه ليقول بنبرة ظهر فيها غضبه واضحا
-اصمتي أيتها الحمقاء، ليس معاذ الهوراي من يخون أنا أرفع من أن أدنس نفسي بذلك الخلق البذئ .
انتفضت بعنف لتقول من بين أسنانها بحنق وغضب بل وإحساس حارق كالنار يلتهب في صدرها كلما تذكرت مشهد الشقراء الجميلة وهي في أحضانه
-لقد رأيتك بعيني وأنت تحتضن تلك ال…
كانت تحاول أن تجد وصفا لكنها وجدت دموعها تنهمر وتقطع كلامها ما جعلها تلف وجهها بعيدا وهي تضم شفتيها معا كي لا تخرج شهقات بكائها…
اقترب منها وأمسك وجهها محيطا وجنتيها بيديه وهو يمرر أصابعه عليها بحنو و يمسح دموعها التي ظلت تنهمر دون توقف ليقول بصوت هادئ حانٍ كأنه يصالح طفلته الصغيرة الغاضبة :
- أنها شقيقتي أيتها الحمقاء القصيرة الجميلة .
رفعت عينيها إليه في حيرة وهي تقول بينما خرج صوتها محملا بشهقات بكائها
-لم أعرف أن لك شقيقة من قبل.
ضحكة غربية خرجت من حنجرته كانت أشبه بصرخة مريرة شعرت هي بمرارتها معه بينما يقول:
-تلك قصة طويلة، ربما أحكيها لك يوما، أما زواجنا فتأكدي أنه حقيقي للغاية.
ليكمل وهو يرفع حاجبه بنظرة عابثة:
- حقيقي حتى إلى أبعد مما قد يستوعب خيالك الرومانسي أيتها الحمقاء الصغيرة.
التقت النظرات قبل أن يرن هاتفه فأخرجه ينظر إليه بينما ابتعدت هي عن يديه وقد احمرت وجنتيها خجلا من تلميحه ذاك قبل أن ترفع عينيها إليه وتستغل إنشغاله بهاتفه لتتأمله وتغرق في عينيه العسلية فترى ومضات لصبي وسيم مصفف الشعر لكن بلون أفتح من شعره البني يحملها على ظهره ويدور بها قائلا:
عدس من يريد عدسا وضحكاتها تتعالى من حوله حتى تكاد تفلت يديها من شدة الضحك، فيمسكها موبخا تمسكي جيدا أيتها الحمقاء الصغيرة.
اتسعت ابتسامتها للذكرى ثم تراه يحملها إلى شرفة ملحق القصر فتتشوش الذكرى مع أخرى لفتاة صغيرة شقراء تتقافز على سور الشرفة جوارهما قبل أن تجفل وذكرياتها تصل إلى تلك المرأة الغارقة في دمائها مفتوحة العينين في أرض الشرفة فتشهق فزعا.#تراتيل_البنفسج
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...