مساء البنفسج 💜🌸
#مشهد 4
"يا إلهي إنها والدته !!!! "
كانت تكرر هذه الكلمات في جزع وقد تكورت على نفسها أرضا وهي تبكي بشدة وصورة المرأة وهي ملقاة في أرض الشرفة لا تغادرها بل تلاصقها حتى كأنها تعيش تلك اللحظات مرة أخرى ،
بدأت تتذكر أكثر وأكثر كانت هناك تلعب في الحديقة الخلفية للقصر حين سمعت أصواتا مرتفعة وكأنها شجار، ظلت الاصوات ترتفع وتعلو ثم سمعت صرخة قوية وحين اقتربت من الملحق بخوف رأت أحدهم يغادر الشرفة سريعا ، قبل أن تجد المرأة الجميلة ملقاة هناك أرضا بملابسها الممزقة والدم يسيل من رأسها بشدة.
ظلت الذكرى تعاد أمامها مرارا وتكرارا وفي كل مرة تزداد التفاصيل أكثر ويزداد معها بكائها حتى غلبها النوم مكانها أرضا بجوار السرير .بعد عدة ساعات فتحت عينيها وظلت للحظات جامدة بلا حراك بينما تتذكر ما حدث معها ، قاومت البكاء الذي أراد أن يهاجمها مرة أخرى وهي تعتدل من نومها ، آنين خافت خرج منها وقد شعرت بألم في كل أنحاء جسدها ، ثم نظرت حولها باستغراب حين وجدت نفسها في السرير ، دفعت الغطاء جانبا وبدأت في النهوض متجاهلة ذلك الألم بل وتلك الرعشة التي لم تفارق جسدها، دارت عينيها في الغرفة لتراها مرتبة ومنظمة على غير ما كانت، أطلقت تنهيدة صغيرة وشعور بالراحة يحتويها حتى أن شبح بسمة خفيفة رُسمت على وجهها وهي ترى آثار وجود مربيتها في الحجرة ،
انطلقت تتجاهل ألمها وتبحث عن مربيتها في جناحها وحين لم تجدها ، عادت إلى غرفتها ، فلمحت شكلها في المرآة ورأت وجهها وقد سال كحلها وانتفخت عيونها بشدة وتورمت فقررت أن تأخذ حماما دافئا طويلا لتعيد بعض الحياة لجسدها المنهك وإن كانت روحها أشد إنهاكا .بينما كانت تنهي إرتداء ملابسها وجدت مربيتها تدخل عليها وهي تتكلم في الهاتف بصوت منخفض وما أن رأتها حتى أغلقت الهاتف بسرعة وارتباك غريب ، لكنها تجاهلت كل ذلك وهي تجري إليها لتلقي نفسها في حضنها وهي تقول بفرحة حقيقة
"حمدا لله على سلامتك نانا آمنة "
احتوتها المربية وهي تغرسها في حضنها أكثر بينما تجيبها بصوت غاضب
" ماذا فعلت في نفسك في غيابي يا سدرة، لقد سقط قلبي بين قدمي وأنا أراك ملقاة بجوار السرير وآثار دموعك تملأ وجهك "
أبعدتها المربية عن حضنها وظلت تتأملها وكأنها تطمئن عليها فوجدت سدرة نفسها تبتسم لها ولتلك النظرة الحنونة التي افتقدتها
لتدفعها المربية بغضب مصطنع وهي تقول
"لقد انكسر ظهري وأنا أرفعك إلى السرير ربما مازلت قصيرة لكنك لم تعودي رشيقة خفيفة كما كنت "
ضحكت وهي تتجه إلى المرآة بسرعة تتأمل نفسها بصمت لترفع عينيها وتنظر إلى إنعكاس صورتها ومربيتها تقف خلف وتسألها بحنان
" ماذا حدث لك يا ابنتي لستِ على مايرام "
حضنتها مرة أخرى وهي تجيبها بهدوء وتقاوم الذكريات التي تصارع لتعود إليها
"أنا بخير لا تقلقي نانا "
لتضيف بمرح مفتعل وهي تعود المرآة
" وانظري إلي نانا لازلت رشيقة وجميلة كما كنت "
ضحكت مربيتها وهي تقول
"حسنا سأذهب لأحضر لك طعامك ، فقد جهزت لك ما تحبين وأنت نائمة "
شهقت هي بخفة بينما تتذكر ذلك الذي كانت تحادثه على الهاتف بحثت بعينيها عن هاتفها أرضا فلم تجده ، فالتفت تنادي مربيتها قبل أن ترحل لتسألها بتردد
" نانا هل رأيت هاتفي ، كنت أتحدث فيه قبل أن أنام ""لقد وجدته ملقى إلى جوارك وقد تناثرت قطعه على الأرض ، لم استطيع تركيب القطع لكنني جمعتها هناك على الطاولة بجانب سريرك "
تنهدت برقه وهي تقبل وجنة المربية وتشكرها ثم تتجه إلى قطع الهاتف تجمعها وتعيد تشغيله مرة أخرى .بعد لحظات من التردد وضعت الهاتف وقد قررت ألا تتصل به وهي تقاوم موجة الحزن التي لمستها من أجله ، وقد فشلت في تذكر أي شيء عنه ، فظلت تفكر هل شاهد والدته كما شاهدتها هي ، لابد أنه يغلف روحه بتلك البرودة التي أصبح يتسم بها ليخفي ألمه ووجعه ، كم كان عمره وقتها يا ترى إنه يكبرها بخمس سنوات لكنها لا تعلم كم كان عمرها هي في تلك الفترة ، لكنها كانت صغيرة بلا شك ،
رنة الهاتف أخرجتها من دوامتها لتجد بطل أفكارها هو المتصل ، تنفست بهدوء في محاولة لتخفي كل انفعالاتها وهي ترفع الهاتف وما أن فتحت الخط حتى أتاها صوته العميق بنبرة بدت غاضبة ومنفعلة لكن البرودة مع ذلك لم تختفي منها
" ماذا حدث معك ؟!"
كادت تضحك من طريقتة الجافة ، وهي تعترف لنفسها أنها ستحب إسمها من اليوم أكثر إذا كانت ستسمعه بهذه النبرة الرجولية العميقة لكن لو صارت أكثر دفئا ، كانت تفكر لماذا تؤثر بها نبرة صوته حتى مع كل البرودة والغرور اللذان تتشبع بهما قبل أن تسمعه يعيد كلامه
" تكلمي قبل أن تجديني أمامك "
فكرت بحزن بأنه ربما سيتذكر ما حدث أيضا لو أتى إلى القصر لترد بحزن ومشاعرها تتناقض ما بين الحزن عليه والغضب منه لتلك الطريقة الباردة الآمرة التي يتحدث بها
"لا شيء يحدث كنت أمارس بعض التمارين وعدت مرهقة وسقطت أرضا وأنا أتحدث معك وسقط الهاتف مني"
لم تتغير نبرته الباردة وهو يرد عليها
"لا أعرف لماذا لا تقولين الحقيقة "
ردت بقوة وقد اغاظتها ثقته التي يتكلم بها وكأنه يعلم كل شيء
"صدق أو لا تصدق لكنها الحقيقة "
لحظة صمت واجهتها قبل أن يرد عليها
"سأنتظرك بالنادي غدا صباحا "
فكرت بحنق وهي تكلم نفسها بصوت خافت كما تفعل دائما
"ياالله هذا المغرور لا يستحق ذرة واحدة من الشفقة هل يظن العالم يدور حوله فقط "
انتفضت واقفة وهي تسمعه يقول
"أنا لا أحتاج شفقة أحد ، أراك غدا "
ثم أغلق الهاتف مباشرة دون أن يعطيها فرصة للرد ، حسنا ماذا كانت سترد على أية حال بعد أن سمعها وهي تكلم نفسها كالحمقاء.جلست على السرير وهي تفكر هل تذهب إلى النادي غدا لتقابله أم تتغيب عن النادي لتكسر غروره قليلا قبل أن تنسى كل شيء وهي تشتم رائحة الطعام الرائعة بينما تدخل مربيتها عليها .
صباحا خرجت من سيارتها بعد أن صفتها أمام النادي وهي تعدل بدلتها الرياضية وقد حسمت أمرها بالذهاب ولكنها قررت أنها لن تبحث عنه أو تتصل بل ستنتظر أن يبحث عنها هو ،
كانت تتجه إلى باب النادي قبل أن تراه هناك ، أبطأت خطواتها تريده أن يدخل قبلها بينما تتابعه من بعيد لتجده يقف أمام سيارة أنيقة لكنها تبدو نسائية قبل أن ترى امرأة طويلة فاتنة تتجه إليه وتلقي بنفسها إلى حضنه فيستقبلها مرحبا،
شهقتها صاحبت دموعها التي هطلت دون إنذار وهي ترى المشهد يكتمل وهذه الفانتة تقف أمامه تضاحكه ثم تقبل وجنته ، لتركب هي سيارتها وتغادر وهي تقاوم انهيارها بقوة .يتبع
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...