صباح البنفسج ويلا ننطلق مع سدرة في المشهد الجديد وتبدأ الأحداث تشتعل هيلااااا هووووب 😊😊🌸🌸
#مشهد 3
دخلت إلى القصر تمشي بخطوات سريعة غاضبة وهي تضرب الأرض بعنف فيرتد صدى حذائها المرتفع عاليا متعمدة إحداث الفوضى من حولها ، لكن كل ما حصلت عليه كان نظرة استنكار من عيون والدتها للحظة واحدة قبل أن تعود لما كانت تتابعه في التلفاز بينما تعبث بهاتفها،
هي لم تكن تنتظر أي رد فعل من أحد هنا فالحياة في هذا القصر ليست جديدة عليها، فأكملت طريقها إلى جناحها وقد هدأ بعض الغضب ليحل محله ألم قوي ووحدة تكاد تمتص روحها،
حين دخلت جناحها اتجهت إلى الشرفة المطلة على حديقة القصر تلك التي زرعتها في مواجهة شرفتها لعلها تكون متنفسا لروحها الحبيسة في هذا القصر الكئيب ،
تنهدت وهي تستند إلى سور الشرفة فخرج الهواء من أعماق صدرها حارا يكاد يشعل محيطها لولا تلك النسمات المنعشة التي هبت عليها محملة بعبق أزهار البنفسج الحبيبة إلى قلبها،لفحة من برودة الهواء لمستها فانقبض قلبها وهي تستشعر ذلك الخواء الذي يحيط بها هنا ومهما حاولت الفرار منه فلا يدفئه شيء ، حين أغمضت عينيها تذكرت نظرة حانية دافئة من عينين بلون العسل الصافي غرقت فيهما وهي تستعيد تلك الأحاسيس والمشاعر التي تداخلت ما بين الامتنان والأمان وبعض العاطفة ثم تسربلت بالخجل لتكون حزمة من المشاعر ضربت قلبها بقوة جعلتها تقف عاجزة للحظات قبل أن يتملكها الغضب وتفيق من دوامتها وهي تتذكر وقاحته وجرأته التي تجاوزت كل الحدود وهو يقول ضاحكا
" كل شيء بوقته زوجتي اللذيذة، أمامنا العمر بأكمله لا تقلقي "
تنفست برضا وهي تستعيد كيف التفتت ساعتها تبحث عن شيء تقذفه به حتى وجدت تلك القطعة المعدنية ذات الرأس المدببة التي تشبه خنجرا صغيرا وتستخدم لفتح الخطابات فرفعتها في وجهه بتهديد بينما تقترب منه وهي تقول
" لتحلم كما تريد لكن تأكد أن بعض الأحلام لا مكان لها في العالم الحقيقي ، ومن اليوم مصيري سيكون بيدي أنا فقط ، وبناء على ذلك تأكد أنني لن أكون لك أبدا أيها المغرور الوقح"لم تجد ردا بل ظل ينظر إليها بنظرات مبهمة لم تستطع أن تفهمها ولكي تنقذ نفسها من ذلك الوضع الغريب ، بدل أن تقف كالبلهاء تحدق بعينيه فتغرق مرة أخرى، التفت إلى المكتب لتغرس الفاتحة في رزمة من الورق بقوة وتتركها ثم تشد خطواتها بفخر وسعادة بنصرها اللحظي بينما تخفي خوفها الشديد خلف هذا القناع الزائف من الثقة، خاصة وقد تجاهلته وهو يأمرها بالتوقف ، وإن كانت تجزم أنه تركها ترحل بإرادته حتى وإن كان ظاهر الأمر أنها رحلت دون رغبته .
فتحت عينيها حين سمعت بعض الضوضاء الآتية من خلف القصر فانطلقت إلى النافذة التي تطل على الناحية الخلفية لتتفاجأ بالعديد من العمال في ذلك الملحق المهجور والذي لم تطأه قدم منذ زمن بعيد ، ترى ماذا يفعلون هناك؟! ، لم تكن لتقاوم فضولها حتى وذلك التعب يمتلكها بقوة ، فقررت أن تبدل ملابسها بشي مريح وتخلع حذائها المرتفع ثم تذهب لتستكشف الأمر بسرعة .
بعد ما قارب النصف ساعة كانت تشد الخطى في ثياب رياضية خفيفة إلى ذلك الملحق لتقف على بابه بعجب شديد وهي تشعر أنها تعرف هذا المكان جيدا دخلت وهي تعتذر بخجل يلازمها دائما من العمال الذين كانوا يهدمون جدارا لشرفة أرضية منخفضة ' براندا ' ، حين اقتربت من سلم الشرفه الخارجي ووقفت تنظر إلى المكان وهي تستند بيدها إلى حاجز السلم 'الدرابزين' لتجد ومضة تمر أمامها لطفلة صغيرة تركب الحاجز كأنه حصان ثم تتزحلق عليه بينما يتطاير شعرها الأشقر من حولها و صدى ضحكتها ينطلق في أذنيها بوضوح كأنها كانت هناك معها ،
تحركت مبتعدة عن الشرفة لتدخل إلى داخل الملحق فتجد ما يشبهه صالة واسعة ظلت تنظر إليها وقد كستها الأتربة وزاد عليها بعض آثار التدمير الذي يمارسه العمال لكنها مع ذلك بدت مألوفة لها جدا،
كانت مقسمة إلى جزئين أحدهما يحتوى سفرة طعام يبدو أنها كانت فاخرة يوما ما ، بينما الجزء الثاني كان لصالون مذهب بلون بني بدا أنه كان أصفرا لكن الغبار قد نال منه ،
التفتت تدور بعينيها الأنحاء حتى وصلت إلى كرسي مفرد جميل الشكل بلون ما بين الوردي والأحمر وظهر مرتفع موضوع بزاوية الصالة حين اقتربت منه تتحسسه وقد أعجبها جدا وجدت ذاكرتها تدور بها من جديد فتهديها لمحة لامرأة بارعة الجمال بشعر أشقر طويل قد جمع في ضفيرة مزينة ببعض الورود الصغيرة وعيون عسلية بلون صافي تلمع في ضوء النهار تجلس على ذلك الكرسي وهي تبتسم وتنظر باتجاه الشرفة ،
حين عادت بعينيها إلى الشرفة مرة أخرى رأت المكان ملطخا بالدماء بينما هذه المرأة الجميلة ملقاة في أرض الشرفة وقد تشعث شعرها وتقطعت ثيابها وفتحت عيناها بطريقة مخيفة جعلتها تنتفض وهي تحاول إبعاد المنظر البشع عن عينيها فتخرج من المكان كله بأقصى سرعتها في رعب حقيقي حتى وصلت غرفتها،
جلست على حافة السرير وهي ترتعد قبل أن تبدأ في البكاء خوفا وصورة المرأة تأبى أن تفارق مخيلتها ،
ظل هاتفها يرن عدة مرات دون توقف فرفعته لتجيب بغضب لم يخلو من نبرة البكاء
" نعم "
صمت واجهها لدقيقة قبل أن تسمع تلك النبرة الباردة الحازمة
"هل تبكين ؟! "
يا إلهي ذلك البارد هو حقا ما كان ينقصها الآن أخذت نفسا تحاول أن لا تظهر ضعفها لترد بهدوء ظاهري
" ماذا تريد ، ومن أين حصلت على رقم هاتفي "
ضحكة مستفزة وصلتها عبر الهاتف بينما يتجاهل سؤالها ويعيد كلامه قائلا
" هل كنت تبكين الآن؟! "
سؤاله أعاد الدموع إلى عينيها لتعود معها صورة المرأة ونظراتها المخيفة ، لكنها فجأة وقفت وهي تشهق وتغطي فمها بكلتا يديها ليسقط منها الهاتف وهي تستوعب لون العيون العسلي الذي جمع بين المرأة وبين ابن عمها ، يا إلهي هذه المرأة هي والدته .يتبع
#تراتيل_البنفسج
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...