#شوال_البطاطس 🍠 ☺️😂#مشهد 8
لم تغرق كثيرا في ذهولها بعد إغلاقه الهاتف في وجهها ببساطة، فيبدو أنها قد بدأت تعتاد الأمر ، نهضت من فراشها وقد قررت ألا تفكر في شيء حتى تقابله غدا وتطالب بأجوبة حقيقة كاملة وإن كانت داخليا تكاد توقن أنها لن تحصل منه على شيء و سيمارس تسلطه ويُسير الأمور كيفما يريد ، لكنها تنوي المقاومة حتى النفس الأخير .
نزلت بعد فترة لتناول الغداء بالأسفل علها تخرج من دوامة التفكير التي تبتلعها، كانت طاولة الطعام تتوسط الحجرة وعليها بضعة أطباق وبعض الخدم يكملون ترتيب الأطباق،
بينما في أحد الأركان تقبع أريكتان متجاورتان في زاوية قائمة جلس عليهما والدها وعمها اللذين نظرا إليها حال دخولها، فألقت تحية خافتة لم تتلقى عليها ردا ، وبقيت حائرة أين تجلس وهي تستشعر عدم ترحيبهم بها ،اتجهت إلى الطاولة وقد قررت أن تسبقهم وقبل أن تسحب الكرسي لتجلس وجدت يدا تسحبه إلتفتت فوجدت ابن عمها رامي يسحب لها الكرسي وعلى وجهه ابتسامتة المقززة وهو يقول
"تفضلي عروسنا الجميلة "
فكرت أن تبتعد وتسحب كرسيا آخر، لكنها لم تملك القوة لتقوم بهذه الخطوة قليلة الذوق في وجود الجميع، فجلست مرغمة دون رد، وهي تتحاشى الحديث معه وتحاول تجنب نظراته .
بعد لحظات أنضم الجميع إليهم لم تكن والدتها موجودة فتحول الحديث حول المائدة إلى إجتماع عمل ممل لم تتعب نفسها بمتابعته حتى سمعت رامي يقول
-ذلك الأرعن معاذ يظن نفسه قادرا على خوض هذه الصفقة.
غصت بطعامها ودخلت في نوبة سعال شديدة أثارت الاستنكار فأغمضت عينيها وهي تتجنب النظرات المستغربة من والدها وعمها والساخرة من ابن عمها الذي رفع لها كوبا من الماء وتلك الابتسامة الخبيثة المستهزئة تزين وجهه .
لم تستطع أن تكمل غدائها لكنها تلكأت قدر المستطاع لعلها تفهم ما يقال، كان الحديث فيما بدا عن صفقة و مشروع سياحي لم تفهم أو تهتم بتفاصيله فاخفضت نظراتها إلى طبقها وهي تسمع والدها يرد بهدوء
-لا تقلق ربما يتخطى المرحلة الأولى لكنه لن يستطيع الاستمرار.
تدخل عمها كذلك قائلا
- قارب الأمر على الانتهاء ربما في الشهر القادم على أقل تقدير.
لم ترفع عينيها لكنها أحست بنظرات رامي الموجهة إليها وهو يقول:
-الأمر سينتهي هذا الشهر و سأسترجع ما هو لي فربما أتهاون قليلا لكنني لن أتنازل يا عمي.
كان قلبها يقرع بشدة خوفا وهلعا، لم تفهم ما يدور لكنها كانت على يقين أن هناك كارثة في الطريق إليها، لطالما لم ينلها من ذلك النذل رامي إلا كل ما يوجعها، حاولت التماسك وقد تعلمت كيف تجعل وجهها كوجه دمية من البورسلين خالية التعابير، ثم استأذنت بهدوء ظاهري لتغادر غرفة الطعام وقد أخذ منها التوتر كل مأخذ.
في الصباح وضعت حقيبتها على المقعد المجاور لها بالسيارة وهي ترتدي بدلتها الرياضية، شعرها مرفوع في ربطة مشدودة أعلى رأسها، ووجهها خال من أي زينة، بينما عيناها كانتا منتفختين وتحتهما أثر السهر والقلق الأسود، لم تنم ليلتها ولا للحظة ولم يغمض لها جفن ومع ذلك لا تشعر بالنعاس أبدا ، كل ما تشعر به هو صداع مميت لم يفلح أي شيء في إزالته حتى كوب القهوة المر الذي شربته مرغمة قبل أن تستعد للخروج لم يساعدها أبدا، بل قلب معدتها وهي التي تنفر من رائحة القهوة وطعمها.
كان توترها يزداد كلما فكرت أن هناك مؤامرة تحاك خلف الأبواب وتلك الصفقة التي سمعتهم يتكلمون عنها بها خطر عليه هو..... معاذ ذلك الذي يسمى زوجها ، ربما لم تفهم أبعاد الأمر ولا خفايا الموضوع لكن هناك شيء مريبا وذلك المزعج رامي يضمر شرا بلا شك ولابد أن تخبر معاذ ليأخذ حذره،زادت ضربات قلبها وهي تفكر لماذا تخاف عليه،
لما وجدت نفسها تأخذ صفه بلا تردد في مواجهة أسرتها، أسرتها؟! بل هو أسرتها أليس هو مستقبلها !!
يا إلهي ماذا يحدث لها، لم كل هذا، متى أصبح الانتماء إليه شيئا طبيعيا وحتميا هكذا، هي لم تكن له برغبتها فكل ما في حياتها بدون اختيار، هي مجرد دمية بلا أحاسيس يحركونها كيفما شاؤوا فما الفارق هذه المرة،
نفضت رأسها بشدة وهي تحاول الخروج من دوامة أفكارها لعلها تستطيع التركيز في القيادة دون أن تقوم بأية حوادث محتملة ، ثم تنهدت برفق قبل أن تبدأ بتشغيل السيارة والانطلاق إلى النادي.#تراتيل_البنفسج
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...