المشهد الأول

28.3K 470 34
                                    

دفعت الباب بأقصى قوتها لتفاجأها الإضاءة الخافتة و ذلك الشاب الذي وقف في جانب الغرفة أمام لوحة عرض مضيئة فيما بدا أنه إجتماع قائم بين جنبات الغرفة الواسعة ، في الناحية الأخرى كانت مجموعة من الرجال في تلك الملابس الأنيقة التي تكرهها يتحلقون حول طاولة كبيرة بيضاوية الشكل أمام كل منهم ملفاته وأوراقه ، وهناك على رأس الطاولة جلس هو بعنجهية طالما علت ملامحه في تلك الصور التي رأتها له على حسابه بمواقع التوصل ، ملامحه الوسيمة كانت لوحة غرور ينطق بها كل جزء من وجهه،
للحظة وقفت وقد طالتها رجفة من الصمت المحيط بها خاصة مع التفات جميع الوجوه إليها، لتأخذ نفسا عميقا وتكلم نفسها بصوت خافت جدا كما اعتادت أن تفعل
"حسنا رهبةُ الموقف لن تمنعك عما جئت لأجله، أنت لها يا فتاة "
تقدمت ببطء فوجدته يدفع كرسيه ليقف في انتظارها مستندا على طاولة جانبية وعلى وجهه نظرة ساخرة ونصف ابتسامة مستفزة، ما أن رأته يقف حتى حبست أنفاسها كانت تعرف بطوله من ذاكرتها ومن الصور لكنها لم تكن تدرك أنه سيكون بهذه الهيبة في الواقع، رجفة لامست قلبها لم تعرف كيف تدفعها بعيدا فوقفت في اضطراب ملحوظ قبل أن تنهر نفسها بخفوت
"تماسكي يا فتاة إنه مجرد أحمق مغرور طويل وعريض بل ووسيم للغاية"
أكملت تقدمها وهي تهنئ نفسها على كعبها العالي الذي اختارته لكي يقلل من فارق الطول بينهما وسارت تضرب به أرجاء الغرفة بثقة ازدادت مع كل رنة تصدر من حذائها على أرض المكان حتى توقفت على مسافة آمنة منه.
حلقها كان جافا تماما وهي تطلع إليه وقد بدأ كتمثال الرجولة الصارخة الهمجية حتي وهو في هذا الملابس الرسمية ، حاولت أن تستدعي كل ذرة غضب لديها بالتفكير في الصفقة التي أقامها والدها مع هذا المتعجرف الذي هو في الواقع ابن عمها المنبوذ ، لم تتخيل مع كل ما مرت به في حياتها أن يقايضها والدها للحفاظ على شركات العائلة ، فلتذهب الشركات والعائلة بأكملها إلى الجحيم كيف وصل بهم الحال لأن يعطوها لابن عمها مقابل تنازله عن حقه في ميراث والده في شركات العائلة؟!
دفقة من القهر سرت في أوردتها فجعلت صوتها يخرج قويا محملا بكل الغضب الذي ثار في روحها لتقول له "كيف تفعل ذلك كيف تتجرأ وتطلبني بهذه الطريقة هل تظنون أنني بضاعة تتبادلونها بينكم تبا لكم جميعا "

للحظات ظل ينظر إليها وعلى وجهه تلك الابتسامة الساخرة التي لم تصل لعينيه ثم سمعته يفرقع باصابعه و ينهي اجتماعه ثم يخرج نظارته الشمسية ويرتديها، تحفزت وهي ترى ذلك المغرور ينوي أن يتركها ويرحل قبل أن تنهي حديثها فاستعدت وهي تنوي أن تندفع إليه بهجوم قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة رجولية عميقة "حديثنا سنجريه بعيدا عن هنا في مكان أكثر خصوصية زوجتي العزيزة "
يتبع .

#تراتيل_البنفسج
#خلود

#مشهد1

أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن