صباح البنفسج والرياحين
صباح جميل يحمل فرحا لكل القلوب النقية بهذا العالم القاسيمع تمنياتي بقراءة ممتعة وفي انتظار تصويتكم وتعليقكم🌸🌸
#مشهد36
أحكمت طرف حجابها بيدها قبل أن تحتضن نفسها تحميها من نسمات الهواء الباردة، التي بدأت تعزف في محيط الشرفة من حولها ، لطالما كانت قد كرهت هذه النسمات وهربت منها بجزع وقد شعرت أنها تلامس روحها فتزيد من صقيع برودتها و خوائها ، لكنها اليوم مع هذا الدفء الذي يسري بعمق قلبها قابلت برودة الجو بابتسامة هادئة انعكست على مظهرها البسيط وحجابها -هذا الذي تاقت له قبلا لكن مظهرها وموقعها الاجتماعي منعاها وقد كانا هما من لهما الصدارة في قوانينها يوما.ظلت على وقفتها وهي تقاوم سيلا كاسحا من ذكريات سوداء، وقيود سلمت لها روحها حتى فقدت فيها نفسها ، وها هي تقاوم منذ حطت بقدمها هذه القرية البعيدة كل البعد عن مدينتها المقيتة لكنها اليوم لم تعد وحيدة بل معها وبيدها ابنتها التي اغتالوا براءتها ونقاءها و أحالوها إلى شبح هزيل يصارع للبقاء على قيد حياة بلا معنى ،
لكنها ومنذ تلك اللحظة وهي تحاول أن تستعيد روحها لعلها تكون سندا حقيقيا لطفلتها الضائعة، فنفضت عنها غبار الذكريات و أزالت قيح جراحها وأشعلت في كل ما مضى نارا مستعرة من جحيم روحها ثم خرجت من وسطها تنفض بقايا هزائمها وكأنها العنقاء ولدت من جديد، حتى تكاد تجزم أنها لو نظرت إلى مرآة لما عرفت نفسها!!!التفت إلى نداء زهراء لها :
-سيدتي لقد أنهيت كل ما طلبت مني والغداء جاهز هل أضعه أم أنك ستنتظرين سيدتي الصغيرة ؟!اتسعت ابتسامتها وهي تتأمل ابتسامة الفتاة الصغيرة فتجيبها بهدوء
- مع أن رائحة الطعام الجميلة أزكمت أنفي لكنني أظن أنني سأنتظر سدرة فهذه المرة الأولى التى تخرج وحدها فيها منذ أتينا إلى هنا وقد تعودنا أن نتناول الطعام معا ، على كل سلمت يداك يا زهراء .
تابعت كلامها بينما تغلق باب الشرفة وتتجة إلى الداخل قبل أن تميل إلى منضدة جانبية بركن من أركان الغرفة وتسحب بعض الأوراق النقدية ثم تجذب كف الفتاة الصغير فتعجب من خشونته التي تعلم بلا شك أنها من كثرة العمل فتخفي حزنها عنها وهي تضع النقود بيدها بينما تربت على كتفها قائلة بتأثر
-عودي إلى منزلك يا زهراء سأنتظرك غدا لتساعديني بإعداد الطعام كما اتفقنا لكن إياك أن تذهبي للعمل في أي مكان آخر، أنا سأتكفل بأسرتك كما وعدتك لكن عليك أن تعديني أن تهتمي بدروسك جيدا لن أقبل منك سوى درجات مرتفعة تؤهلك لتصبحي طبيبة كما تستحقين .
تهربت الفتاة بعينيها بينما تقول بحزن
- لا أظن يا سيدتي أنني قد أستطيع فأبي منذ أصيب وأصبح قعيدا بالمنزل وقد وعد ابن عمي أن يتمم زواجه مني نهاية هذا العام نظير أن يساعدنا ولا أظنه قد يقبل أن أذهب إلى الجامعة يوما.
اشتعلت عيناها بغضب اعتراها منذ علمت وقد لامس الأمر جرحا في قلبها مازال لم يشف بعد، فعزمت من وقتها أن لا تسمح لهذه المأساة أن تعيد نفسها ، وإن كانت قد التمست لهذا الأب العاجز بعض العذر وفقد اضطره العوز لبيع ابنته لكنها يوما لن تجد عذرا لآخر كاد يفقدها ابنتها بلا منطق أو عذر،
تنهدت تنفض كل شيء من عقلها لتقول بحزم
-لا تقلقي يا صغيرة ، لقد أخبرتني والدتك بكل شيء ووعدتها أنني سأمنع هذه الزيجة مهما حصل ، اهتمي أنت بدروسك ولا تحملي هم شيء آخر ، وعندما يحين موعد ذهابك للجامعة أعدك أن يكون كل شيء على ما يرام .
لمعت عيناها بدمعات لم تغادرها بينما ترى إشراق ابتسامة الفتاة الصغيرة وهي تقول
-شكرا لك سيدتي لا أعرف كيف أشكرك حقا ، أطلبي مني ما شئت وسأفعله على الفور.
ابتسمت لها وندم لاذع يغرقها فتعود لنفس الدوامة التي تلفها كل يوم وهي تلوم نفسها أن ياليتها أفاقت قبل أن تغيب شمس ابنتها وتأفل ،
تكلمت فخرج صوتها متحشرجا واهنا وهي تقول
-لاشيء يا زهراء لا أريد منك شيئا سوى أن تدعِ لسدرة أن تتعافى وتكون بخير.
ردت عليها الفتاة وعيناها تتألق بسعادة وهي تستعد للمغادرة قائلة
-سأفعل سيدتي وسأدعو لها دوما وأنا واثقة أنها ستكون بألف خير ما دمت أنت موجودة إلى جانبها.
ثم رحلت بخطوات سريعة دون أن ترى تلك الدموع الحارقة التي هطلت بغزارة وبدا أنها لن تتوقف عما قريب.#شوال_البطاطس
#أسيرة_بلا_قيد#خلود
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...