#مشهد47
ما أن وصلا إلى باب الغرفة حتى انفتح فجأة ووالدتها تخرج منه بملامح يعلوها القلق، نظرت إليهما بتدقيق وهي تغلق الباب من خلفها وتقول-مرحبا!!! لماذا تأخرتما؟! هل كل شيء على مايرام؟!
رد معاذ بهدوء وهو يتراجع قليلا ليجعل سدرة أقرب إلى والدتها
-كل شيء بخير لاداعي للقلق سيدتي.
نظرت إليه باستنكار قبل أن تلتف عنه وتقول
-تعالي معي يا سدرة أريدك دقيقة، و تفضل أنت يا معاذ عمك وجدتك بالداخل ونحن سنعود بعد قليل.
مرت عدة دقائق و سدرة تجلس على كرسي في حديقة المشفى بجوار أمها دون أن تنبس إحداهما ببنت شفة ، حين طال الصمت تجرأت سدرة لتقول
-هيا أمي أنا في انتظار ما تريدن قوله بصدر رحب أظنني حقا استحق بعض الشيء.
تنهدت والدتها لتقول وهي تسحب كف سدرة فتحتويه بين كفيها و تمسده بحنان
- أردت فقط أن أخبرك شيئا قبل أن تدخلي إلى والدك.
تذكري دائما أننا بشر يا طفلتي،كلنا معرضون للخطأ ومن الوارد جدا أن تزل أقدامنا ونتيه في دروب الأخطاء بلا قصد..
لكن حين نعود للصواب إن أراد لنا الله ذلك سنظل نلوم أنفسنا دوما ونحمل وزر أخطائنا فهي مردودة إلينا..
ما حدث لوالدك حدث لأنه يشعر بالأسف ويؤنب نفسه ويحمل وزر ما حدث..
لكن الله رحيم يا طفلتي لم يُنصب بشرا ليحكم على القلوب بل ترك الحكم لنفسه فهو العفو قابل التوبة وواسع المغفرة، لست أنت الحكم هنا ولا حق لك في الحكم على أحد مطلقا ...
لذا أريدك أن تتركي الماضي وراء ظهرك تماما، ولا تلتفتي إليه سامحي دون تنازل ودون أن تسمحي لأحد أن يمس كرامتك، سامحي الجميع لأجل نفسك حبيبتي وليس من أجلهم
لا تُحملي نفسك فوق ما تحتمل وأتركي أمرهم إلى خالقهم هو أعلم بما في نفوسهم سيجازيهم بها....
والدك نادم بشدة، حزين على ما حدث لك وما آلت إليه الأمور، لذا ارفقي به وبنا يا طفلتي ودعي الحياة تستقيم بنا جميعا من جديد، فقد أنهكنا الماضي واستنفد طاقتنا فلا تدعيه يستنفدك أنت أيضا يا حبيبتي.
ظلت تستمع إلى والدتها ورأسها منخفضة تراقب كفها التي تحتضنها بين يديها حين صمتت والدتها وكأنها تترك لها وقتها الكافي لكي تتفهم الكلمات وما ورائها ، مرت عدة لحظات والصمت يلفهما قبل أن ترفع سدرة رأسها وتنظر إلي والدتها بتركيز وهي تقول
-هل سامحت أنت يا أمي ؟!
ابتسامة طفيفة لامست شفتي والدتها وهي تقول بثقة
-نعم فعلت يا طفلتي..ردت عليها تسألها وهي تعقد حاجبيها وتتنهد بتعب
-كيف استطعت يا أمي ، الأمر ليس سهلا عليّ مطلقا، قلبي أصبح قاسيا للغاية ، لن أكون صادقة أبدا لو قلت أنني قد أسامح الجميع .
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
عاطفية.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...