مشهد طوييييييل اتمنى يعجبكم يا صبايا
#مشهد 14
ظلت تدعي التماسك وتقاوم بركان انهيارها الذي يكاد ينفجر في أية لحظة، وما أن ابتعدت قليلا عن مكان تجمع العائلة حتى ألقت بجسدها فوق أول كرسي قابلها قرب مدخل البيت وهي تشعر أن قدميها قد صارتا هلاما وما عادت تستطيع متابعة السير بهما.
دقائق قليلة فقط استراحتها وهي تحاول تمالك نفسها وقد عزمت على إتمام المقاومة حتى النهاية، لن تسمح لأحد أن يشهد انهيارها بل تأمل أن لا تنهار أصلا.أغمضت عينيها وقد بدأت بضعة دمعات تنفلت منها فأخذت نفسا عميقا وأخرجت الهواء دفعة واحدة وهي تنهض وقد استجمعت مقاومتها من جديد تشد الخطى إلى منزلها فهي لن تمنح الجمهور المترقب متعة مراقبة وقوفها على المسرح.
حالما وصلت غرفتها كانت قد استنفذت كل طاقتها في المقاومة، جرت قدميها جرا إلى الحمام والدموع تتساقط دون توقف وقد بدأت شهقاتها تعلو وترتفع دون أن تحاول إيقافها ، ودخلت إلى حوض الاستحمام بملابسها بعد أن فتحت المياة، لتستسلم لنوبة البكاء التي كتمتها لوقت طويل جدا،
بعد مدة استيقظت من غفوتها بعد أن غلبها النوم وسط المياه، كانت كل عضلة في جسدها تؤلمها بشدة، خاصة وقد غفت بوضع غير مريح في حوض الاستحمام، عطسة قوية أجفلتها وهي تعتدل، كانت إنذارا بنزلة برد شديد قادمة بلا شك، وخاصة وقد دخلت تحت المياه بملابسها كاملة.
حين أنهت حمامها أرتدت ثوبا قطنيا مريحا لعلها تستمد منه بعض راحة لقلبها وروحها، ثم اتجهت إلى سريرها تنوي النوم بعد صراعات يومها الكثيرة ومواجهاته القوية تلك التي أنهكت روحها قبل جسدها، أخذت تتشاغل عن التفكير في حالها بما حولها، فأولت شعرها القصير المشعث عناية زائدة على غير العادة واستنفدت وقتها وجهدها في تجفيفه ثم لفه في لفات أنيقة وهي تتربع على سريرها وكأن شعرها هو كل همها في الحياة.
طرقة خفيفة على باب غرفتها جعلتها تلتفت وهي تضع ما بيدها لتقول بهدوء ظاهري يخفي خوفها من القادم
-تفضل..
لم تصدق عينيها وهي ترى والدتها تقف في منتصف غرفتها، تتطلع إليها في خجل باهتمام حقيقي لامسها بطريقة حمقاء جدا، كادت تهدم كل تلك المحاولات الفاشلة التي خاضتها لعلها تفلح في تناسي ما يحدث معها، بينما تسألها والدتها بتوتر
-كيف حالك سدرة؟! هل أنت بخير؟!لم تستطع الرد لذلك حركت رأسها بنعم في إجابة صامتة لم تكن تعني شيئا،
فقد كان كل شيء غريبا عليها، ما يحدث لها واهتمام والدتها وهذه الرودة التي تمس روحها..
أرادت التحرر لكن الدموع انحبست حين طالبتها بالنزول، وكل الكلمات اللعينة هربت حين كانت ترجوها أن تنطلق وتنهمر لعلها تريح قلبها.عم صمت متوتر قطعته والدتها وهي تقترب ببطء فتلامس أدوات الزينة التي كانت تستخدمها لشعرها وهي تقول بشرود
-أرى أنك تسيرين بالطريق الصحيح تماما...
متماسكة وقوية..
وتشغلين نفسك جيدا..
أنا أيضا لطالما أهتممت بشعري ودللته كثيرا كلما واجهت ضغطا ما!!
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
عاطفية.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...