صباح البنفسج والياسمين
وفي انتظار تعليقاتكم وتصويتكم#مشهد46
وقف معاذ أمامها متحفزا يحاول تمالك أعصابه بأقصى ما يستطيع ويستجلب كل البرود الذي اعتاد أن يغطي به غضبه بينما يرفع لها حاجبه ويضع يده في جيبه وكأنه يمنع نفسه من حملها فعلا وهو يقول
"أقسم بالله يا يدرة إن لم تركبي السيارة حالا وعلى الفور فلن اكون مسؤولا عن رد فعلي معك أو عن ما سيحدث حينها، بل ربما فعلا ستجدينني أحملك لأقذف بك في السيارة ولن أكون مخطئا ساعتها .
نظرت إليه وهي تكتم غضبها ، ثم نظرت إلى ساعتها لتدرك كم تأخر الوقن فقررت أن تتجه إلى السيارة دون رد وقد أدركت أنها أوصلته إلى اقصى درجات غضبه ولابد لها أن تحذر
طال الطريق دون أن تنبس بكلمة واحدة أو تفتح فمها مطلقا، وبدا أنه أيضا قرر ألا يفعل، فساد صمت مؤذٍ للغاية بينهما ، لم يقطعه سوى أصوات انفاسهما الخافتة .
لا تعرف كيف وجدت نفسها تقاوم النوم حين فاجأها بتشغيل المذياع عبر توصيله بهاتفه ليرتفع الصوت بأغنية لا تعرف قائلها لكنها هزت روحها مع الكلمات التي لمستها كرجاء متعب للغاية وهي تقول :سافرتُ أبعدَ ما أطيقُ ولم تزلْ
عَيناكِ في عَيني و وَجهك وجهتِي
فإذا نظرتُ فأنتِ غايةُ نظرتِي
وإذا كتبتُ فأنتِ أنتِ قَصيدتِيأنا دونَ صَوتكِ قِصّةٌ لَم تَكتملْ
يَا صَفحةَ الفَرحِ المُضيءِ بِقِصّتي
يا نجمتي ...
قد ضعتُ في ليلِ الهَوى
عُودي إليّ..
لكَي أواصلَ رِحلَتيكادت الكلمات تخترق قلبها وهي تستمع إليها وترى نظراته التي يدعي بها اللامبالاة، لكنها بطبعها المتأمل لم تفتها لفتاته الخفيفة الحزينة بين الحين والآخر ، وهو ينظر إليها ثم يتنهد في يأس كاد يضحكها .
لكنها تعرف أن قلبها لن يلين بسهولة ، خاصة وهي تتذكر طريقته المستفزة وهو يقول لها
" أحبك "
عند تلك الذكرى عادت إليها ثورتها كلها وغضبها وهي تتذكر طريقته تلك لتجد أنهما قد وصلا إلى المستشفى بالفعل ، لم تنتظر وقوفه معتدلا لتفاجأه وهي تفتح الباب ما أن توقفت السيارة عن الحركة ، ثم تنزل وهي تصفق باب السيارة بقوة وتنظر إليه باستفزاز متعمد حاولت به إفراغ القليل من غيظها
خاصة وهي مازالت تحاول استيعاب وقاحته وجرأته وهو يقسم مهددا أن يحملها غصبا
"إن لم تستجب بأدب ودون استفزاز "
حسب قوله
وترافقه إلى المشفى بصمت ، وقد استجابت والتزمت الصمت وأجلت شجار كانت في أتم الاستعداد له فقط لأنها علمت أن الوقت ليس مناسبا ، فهي تحتاج أن تسرع إلى والدتها التي طلبتها وأكدت على عدم تأخرها وبشدة..انطلقت إلى المشفى دون أن تعيره اهتماما وهي تشد خطواتها إلى الاستقبال وتستعلم عن مكان والدها ، بضعة دقائق وكانت تقف في ممر قريب من الغرفة تنظر إليها في توجس و تردد دون أن تملك الشجاعة لتقترب وقد وجدت قدماها قد تصلبت وقلبها يرتجف في صدرها وتاهت في ذلك الشعور حتى أجفلت وهي تسمعه يتكلم قرب أذنيها بهدوء
-ادخلي دون تردد الأمر لم يكن خطأك يا صغيرتي .
ردت بخفوت ورعشة جزع دون أن تلتفت له
-لكنه بطريقة ما هنا بسببي ، أنا خائفة ولا أعرف كيف من المفترض أن أتعامل مع الأمر.
اقترب إليها أكثر حتي أحست به يحتويها دون أن يمسها و يكتنفها في طوله وعرض كتفيه
-لا بأس تعاملي كما تشعرين ، المشاعر الخادعة الجوفاء لن تُصلح ما حدث.
التفت إليه لتواجهه وترفع رأسها إليه بينما تقول بتردد
-سأخبرك شيئا ، ماذا إذا كانوا ينتظرون مني أن أعتذر، لأنني لا أنوي ذلك فأنا لست آسفة على ما قلته لأبي ..
عقد حاجبيه وهو يركز نظره عليها فرفعت يديها الاثنتين وكأنها تمنعه من الكلام لتكمل كلامها سريعا وقد بدأت عيناها تلمع بالدموع
-أقسم أنني آسفة جدا وحزينة للغاية لما حدث له أنا لم أرد أن أضره حقا ، أردت أن أعاتبه وأخبره بما أشعر به وحسب.
هز رأسه بهدوء موافقا على كلامها قبل أن يقول
-لا بأس أنا أفهمك وأعلم أنك آسفه لما حدث، لكن ما حدث لوالدك فعليا هو نتاج أخطائه هو وليس نتاج كلامك معه، لذا لا داعي للاعتذار وسندع الأمور على ماهي ليه، إليك ما سيحدث بمنتهى البساطة سندخل وأنت ستسلمين على والدك وتتحمدين سلامته وتدعين له بالشفاء وهو سيلمس صدق دعوتك وحزنك لما أصابه وسينتهي الأمر، هل اتفقنا؟!
كان ردها ايماءة قوية لعدة مرات برأسها وهي تمسح دموعها بيدها ليبتسم هو لها ويقول بينما يلتفت منطلقا إلى غرفة والدها
-إذا هيا بنا يا صغيرتي.
انطلقت خلفه براحة غمرتها ثم وجدت نفسها تمد يدها وتمسك بكفه وهي تتبعه فتصدم نفسها وتصدمه قبل أن تنتبه لنفسها فتسحب كفها بسرعه وتخفض رأسها وهي تكاد تموت خجلا فلا ترى تلك الابتسامة التي علت ثغره فأنارت وجهه الوسيم.
#يتبع
#خلود
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...