#مشهد11
دخلت المنزل والابتسامة تزين شفتيها الجميلتين، قابلت والدتها قرب الباب تستعد بأناقة تليق بها للخروج، ألقت التحية بمزاج رائق
-مساء الخير أمي.
التفتت لها والدتها وهي تضيق عينيها بينما تتأملها قائلة
-مساء الخير…
صمتت للحظة وقد بدا عليها الاستغراب وقبل أن تتكلم ضحكت سدرة وهي تميل على والدتها التي تراجعت باستنكار لهذا القرب المفاجئ لكن سدرة لم تبتعد بل قالت بصوت هامس وكأنها تخبرها سرا
-كنتُ في النادي مع معاذ، وكنتِ على حق أمي الفتاة شقيقته.
ظهرت على وجه والدتها ابتسامة لم ترها على شفتيها من قبل، كانت نقية صادقة جدا، مست قلبها فجعلتها تضحك بسعادة، ثم وجدت والدتها تقترب قليلا ثم تتراجع في حرج غريب، لكنها لم تترك لها فرصة للتراجع وهي تعانقها عناقا سريعا تبعته بقبلة خفيفة على وجنتها كي لا تفسد زينة والدتها وهي تقول
-شكرا لك أمي.
رأت لمحة من التأثر في عيني والدتها قبل أن ترمش بخيلاء وتبعد عينيها بينما تسوي ملابسها بيديها وتعَّدل من هندامها وهي تقول
-نحن سنجتمع اليوم في بيت عمك، جدتك تريد رؤية الجميع، انهي شؤونك بسرعة وتعالي إلى هناك.
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تقول
-حسنا أمي، ولكن مضى زمن طويل منذ طلبت جدتي تجمعنا، ماذا هناك ياترى؟!
هزت والدتها كتفيها بأناقة وهي تقول بنبرة متباعدة مغلفة بالبرودة ، ربما لو كانت سمعتها من والدتها قبل أسبوع من الآن لم تكن لتشعر بذاك الكم من المرارة الذي اختنق في عمق طيات صوتها لكنها الآن باتت تعرف أن هذا البرود ما هو واجهة تحارب به والدتها ضعفها
-لا أعلم ولا يعنيني سدرة، انتهى عهد المبالاة منذ زمن، هيا سأذهب إلى الجمعية سريعا وألحق بكم إلى هناك.
تنهدت بعمق وهي تنظر في أثر والدتها التي خرجت سريعا كأنها تهرب من هذه الألفة التي بدأت تنمو بينهما قبل أن تلتمع عينيها وهي تعد نفسها أنها لن تسمح لها بسهولة أن تأخذ منها هذا القرب بعد أن ذاقت حلاوته أبدا.بعد مدة كانت قد أنهت غذائها وقد غلبها الإرهاق فقد أخذت وقتا طويلا وهي تبحث عن ثوب طويل بين أثوابها، حتى وجدت ثوبا أبيضا مزركشا بنقوش بدوية بعدة ألوان مختلفة وقصة طالت لما بعد ركبتيها، فارتدته بينما تبتسم بوله وهي تدور أمام مرآتها كطفلة بثوب العيد، كانت ابتسامتها تتسع وهي تتخيل نظرة فخر في عيني معاذ وهو يراها بثوب طويل وللمرة الأولى.
خرجت من المنزل بينما تنظر في محيطها بتأمل وهي تسير بخطوات متمهلة، وقد أرادت أن تستنشق بعض الهواء قبل الاجتماع العائلي الطارئ والذي سيكون مشتعلا بكل تأكيد، كان القصر يحتوي منزلين كبيرين واحد لهم والآخر لعمها مراد والد رامي وذلك الملحق الخلفي الذي سكنه يوما معاذ مع أسرته، بينما كان المحيط كاملا ممتلئا بالممرات المزروعة بتنسيق جميل تحرص هي على متابعته دائما فهو متنفسها الوحيد هنا، وفي أحد الزوايا ما بين منزلها ومنزل عمها مراد كان مكانها المفضل، تلك البقعة الخضراء المشرقة الممتلئة بالزهور وفي جانبها ارجوحتها الحبيبة متكؤها ومخبؤها من كل ما يؤذيها فيما مضى قبل أن يبدأ ذلك المقيت رامي بمضايقتها كلما رآها هناك،
ما أن جلست على الأرجوحة حتى سمعت خطوات حولها، فتنهدت بضجر وهي تسأل نفسها لم لم تتذكر شيئا يستحق،
علا صوته الذي تكرهه قائلا
-يا مرحبا عروستنا الجميلة تسترخي على الارجوحة التي قاطعتها منذ فترة، أنرت مخبأك يا فتاتي الجميلة.
تنهدت بملل وهي تنظر اليه قائلة
-لم يعد مخبأ مثاليا منذ علم به شخص غثيث يبدو أنه لن يتركني لحالي.
لحظة واحدة ووجدت نفسها ترتفع من على الارجوحة وهو يجذبها من كتفيها بعنف شديد ويقول بصوت غاضب و هو مازال ممسكا بكتفيها
-لسانك هذا سأقطعه قريبا بينما أعيد تربيتك من جديد قريبا جدا.
نفضت نفسها منه بقوة ودفعته في صدره، ابتعدت خطوة للوراء لكنها اصطدمت بجزع شجرة كان خلفها، داهم الخوف قلبها وهي ترى نفسها محصورة بينه وبين الشجرة، وقبل أن تستعيد نفسها وجدت ضحكاته ترتفع بقوة وهو يجذب يدها إلى فمه وبيقول بينما يهم بتقبيلها
-مهما حاولت إظهار قوة كاذبة تعودين لما أنت عليه فاتنة قصيرة خائفة على الدوام وجبانة للغاية.شعور رهيب بالغثيان والاشمئزاز غزاها وهو يقرب أنفاسه من يدها ما جعلها تسحب يديها منه ثم ترفعها بكل قوتها لتهوي بها على صفحة خده بصفعة مدوية جعلته يتراجع متفاجأ بضعة خطوات أعطتها فرصة لكي تحاول الافلات فحاولت الهرب لكنه كان أسرع منها وهو ينقض عليها مهاجما والشرر يتطاير من عينيه بينما يصرخ بها بصوت مخيف
-أيتها الحقيرة، تصفعينني أنا!!!!!!#شوال_البطاطس
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...