صباح الخير والجمال يا صبايا
#مشهد 25
في سريرها أخيرا لا تعرف كيف استطاعت الوصول إليه حقا ،
كانت منهكة للغاية ...
روحها مستنزفة حد الوجع ...
وما من أنيس يحمل عنها ...وقلبها منكسر وما من أحد يجبره أو يطببه لها ...
وحيدة جدا كما لم تكن من قبل برغم كل سنوات وحدتها ....
تلك المواجهات الأخيرة استنفدت طاقتها، تريد أن تستكين إلى نفسها وتنسى كل شيء ثم تتلاشى إلى العدم، ولا تظن أحدا سيكترث ،
عادت بذاكرتها إلى مكتب والدها حين أخبرته بموافقتها على الطلاق وترددت الكلمات في أذنيها كأنها تنطقها من جديد بنفس الصوت الأجوف الخالي من الحياة-أنا موافقة على طلاقي من معاذ يا أبي بشرط أن لا تؤذيه وأن لا تزوجني لرامي مهما حدث!!!
لن تنسى نظرة الذهول التي علت وجه والدها فصمت للحظات بدت لها دهرا وقفت تتأمل صمته الذي طال وقد أغلق عينيه حتى فتحهما فجأة قائلا
-لماذا ؟!
كانت كلمة واحدة ألقاها بينهما لكنها هزت كيانها بعمق، فلم يكن يعنيها كم حملت تلك "اللماذا" من الأسئلة في باطنها، بقدر ما عناها أنه أهتم فسأل، لكن لمحة الاهتمام تلك لم تخدعها فهي لم تكن حمقاء لتنجرف خلف وهمٍ ترسمه بقلبها ، لذا لم يكن الجواب
"أنا لا أريد الطلاق أبي أنا خائفة مشوشة وحسب !!!!"بل كان الجواب المنطقي تماما وهو
-لأنه ما تريدونه جميعا ، ومن أنا لأخالف رأيكم؟!
صمت صاخب مزدحم بكل ما تكره من الأفكار والأقوال التي لم ولن تنطق كان يحيط بها بين كل جملة وجوابها .جاءها جواب والدها بنبرة اتهام وتأنيب
-ألم ترفضي الطلاق وسط العائلة كلها منذ أيام، ووقفت أمامنا جميعا دون تقدير لأحد بينما تلقين قرارك في وجوهنا ؟!
إن كانت قد لمحت اهتماما منه في سؤاله فقد نسف كل لمحاتها بنظرة التأنيب هذه، لقد جنت فيما يبدو حين ظنت أن أحدا سيكترث بها أو بمشاعرها لذا استجمعت كل البرودة التي جالت في روحها بينما تجيب وهي تبادل والدها النظرات بثبات-كانت غلطة وها قد جئت أصحهها ..
صمتت للحظة تتذوق ما ستقول علها تجد منها دفئا أو سندا لكنها لم تجد إلا الخذلان فخرجت الكلمة غريبة كمعزوفة شاذة النغم حتى على أذنيها
-......يا أبي؟!
تكاد تقسم أنها رأت رعشة تمر به ارتجف لها جفناه واشتدت لها قبضته التي كان قد جمعها فوق مكتبه في لمحة سيطرة قبل أن يستعيد قوته وهو يقول-حسنا سدرة من الجيد أنك قد عدت إلى رشدك دون ضغوط من أحد ، هذا هو الأفضل للجميع ..
ليضيف بنبرة حزينة بدا فيها شيء من الاستجداء واليأس لكنها لم تتأثر وكأنها صارت فاقدة للإحساس
-صدقيني ....كان دورها حينها لتسأل ونفس الكلمة
وكأن الألسنة تتبادلها بينهم بثوبها الفضفاض فلا يظهر باطنها
-لماذا؟!
تنهيدة حارة شعرت أن زفيرها هزها كأعصار وهي في مكانها على بعد خطوات أمام المكتب ليلحقها الجواب فيؤلم قلبها هذه المرة-لأن الماضي لايموت يا ابنتي، بل يختبئ في أروقة الذكريات بمكر ثم يظهر بغير دعوة ولا رغبة وعلى غير موعد.
لترد هي بحنق وقد فاض بها
-كل شيء يتعلق بالماضي ... الماضي والماضي .. وكل التفسيرات ممنوعة وكل الأوراق مخفية وغير مسموح بالتنقيب فيها ، حسنا ساستسلم لذلك الماضي اللعين وارفع الراية ...اقتربت وقد بدأ انفعالها يزداد على غير عادتها لتضرب جانبيها بعنف وهي تقول بغضب
-لماذا إذا زوجتني له من البداية، لماذا ورطتني بكل هذا، لماذا لم تفكر بأن من تسوي بها هذه الصفقات هي ابنتك حتى…. حتى ولو بالاسم فقط؟!
نظر إليها بغضب قبل أن يقف من مكانه ويقول
-أنت ابنتي ولو كان هناك طريقة لتجنب ذلك لفعلت، لكن كانت هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة لدفعه بعيدا،
تحرك من مكانه ليقف بجوار النافذة ويكمل كلامه وهو يوليها ظهره وقد هدأت نبرته قليلا
-كان قد أتانا ثائرا برغم برودته الظاهرة، عرفته كما كنت أعرف أخي، رأيت الشر في عينيه منذ لقائنا الأول، تأكدت أننا لو تركناه يأخذ نصيبا معنا كان سيضرنا بلا شك، ويسعى لإيذائنا، لكن لو لم أكن واثقا أنه لن يؤذيك مطلقا ما كنت رضيت بشرطه أبدا.
نظرت إلى ظهر والدها باستغراب وهي تحاول استيعاب كلماته فتسأله فترتدد
-ما .. ما الذي يجعلك تظن أنه لم يكن ليؤذيني؟!!
اتلفت لها والدها وعلى شفتيه ابتسامة شاحبة
-لأنني كنت يوما شاعرا أعرف الحب جيدا، أراه في رمشة العين وأسمعه في طيات الحرف قبل أن يدركه العاشقون.
علا ملامحها ذهول لكنه أشبه بالضياع شعرت أنها لم تعد تفهم شيئا فخرجت الكلمات منها مهزوزة خائفة
-ماذا تعني أنا لا أفهم شيئا مما تقوله!!
ضحك والدها ضحكة قصيرة قبل أن يقول
-أعنى أن معاذ يكن لك شيئا ولا أظنه قد يؤذيك، لكن السؤال هنا هل أحببته أنت، وهل أنت على استعداد للتضحية لهذا الحب أم للتضحية به؟!
هل تعلمين أظنني لو كنت حسمت أمري فيما مضى وعلمت أن بعض الحب يجب أن يندثر لربما لم أكن لأفقد أخي لكنني كنت أحمقا بجدارة.
عادت من ذاكرتها شاحبة الملامح تماما
لتكلم نفسها والدموع تسيل بهدوء على وجنتيها
-لم تكن محقا يا أبي، فقد آذاني بشدة لو تعلم لقد أطفأ شعلة الأمل الصغيرة التي أجهدت الروح لأشعلها.
#تراتيل_البنفسج
#شوال_البطاطس 😁
#خلود
أنت تقرأ
أسيرة بلا قيد ( شوال_البطاطس 😅)
Romance.... قبل أن تجد نفسها ترتفع فجأة ليحملها على كتفه كجوال و رأسها مقلوبة إلى الأسفل ويسير بها واضعا يده الأخرى بجيبه وكأنه لا يحمل شيئا يذكر كانت في ذهول تام غير قادرة أن تستوعب أنها تُحمل الآن مقلوبة كجوال من البطاطا ثم تسمعه وهو يقول بصوتٍ ذو بحة...