فلتات القلم

صوت العندليب

الطيبون لا يعيشون طويلا... يحتبيهم الموت بين احضانه سعيدا متلهفا... يسرقهم من غمرة اعيننا و يحتفظ بهم لنفسه.... تحيطهم الملائكة و تمسك بايديهم الي النور، لان بياض قلوبهم و  نقاء روحهم لا تحتمل تلوث نفوس البشر... لا تحتمل ما يحيطها من ضباب يغشي البصر، لا يرضيها ما تشهده من ظلم البشر و قتل الابرياء، لان روحهم كالزبدة رطبة و هشة للغاية.... و اصواتهم حلوه كالعندليب... لان طيبتهم قاتلة تقتلهم هما و حزنا شديدا.... لان ظهرهم سريع الانقسام لا يحتمل كل ما تحملهم به الدنيا من اعباء، لان عيونهم كافية لتضيء هذا العالم المعتم... لان مكانهم كان بين الملائكة في الجنة و مايزال.... بين الزهر و الوفاء، بين الحب و الرجاء... في موكب الخير و اجنحة السلام... في عالم اخر لا يعرف الخسران، لا يترك الظلم للنحب و النسيان... و يوتي كل ذي حق حقه...