...

10 0 0
                                    

كنت اعرف شخصا مختلفا ،مميزا، و .... غريب
هو لا يجيد التعبير عن مشاعره بالطريقة الصحيحة
جاهل في الحب ...متلبد المشاعر، هذا كان ما يلقبه به من هم حوله او بالاحري من لا يعلمه حق العلم
لم يحاول احد فهمه،و لا مساعدته،، هو فقد الامل و اصبح متلبدا للمشاعر كما لقبوه م
لم يكون محبوبا بين افراد محيطه، رغم جماله الاخاذ لكن شخصيته الباردة و عيونه الميتة كانتا تبعد عنه الجميع
لم اكن انا افضل من هم ابدا انا فقط كنت اتجنبه ...شيء به كان يخيفني بالنظر لعيناه فقط... انا حتي كنت قاسية عندما دفعته اثناء محاولته في مساعدتي علي جمع كتبي المتناثرة علي ارضية الجامعة من تعثري، في محاولة تفاديه كالعادة

دائما ما يحصل شيء يجمعنا، صدف تليها صدف، و كان السماء تختبرني... و يا له من اختبار
Flash back :
امشي باتزان متجهة لفصل الكيمياء، احمل مجموعة كتبي تحت ذراعي بينمااضع ثقل حقيبتي كله علي كتفي الايسر، اوجه نظراتي امامي في الرواق الواسع، لالمح غريب الاطوار متجها نحوي، حاولت و ككل مرة تغيير وجهتي او تفاديه كأقل تقدير لكن و اللعنة تعثرت بشيء جعلني اسقط و الكتب علي ارضية الممر الزلقة، لامسك مؤخرتي متألمة بانين متقطع،  ينحني امامي راكعا علي ركبتيه يلملم ما استطاع من كتبي المتناثرة بالارجاء، اتابع حركاته مستغربة، بدا رقيقا حينها، طيبا علي ما ما اعتقد ،طبعا هذا كان انطباعي نحوه  لكن ليس بعد ان رفع بصره ليوازيه في خط مستقيم مع عيناي ،انتفضت اطرافي لا شعوريا، كيف له ان بمتلك عينان فارغتان هو فقط بارد كالصقيع لم اشعر بنفسي الا و انا اجد يده تمتد نحوي محاولا مساعدتي علي الوقوف لادفع يده و اقف معتمدة علي نفسي متجاهلة الم ظهري اثر السقطة الحادة.. ابعد عيناي عنه قدر الامكان محاولة اكمال طريقي دون رفع بصري لكن و كالمتوقع اصطدم راسي بمقدمة كتفه لارفع عينان لتقابلان وجهه الخشبي.. هربت كلمات بسيطة فارتا من بين اسنانه الناصعة لتخترق مسامعي بالكاد لخفوتها المبالغ "هل انت بخير"ميزت الصوت بصعوبة لادفعه بقوة من امامي و انا اشق طريقي ركضا لقاعة الدرس
انا لا اعلم ما الشيء الغريب بشانه، ذلك الشيء الذي يجعلني اهرب منه كل ما لمحته سوداوتاي، تخيط به هالة سلبية تبعد عنه الجميع...
جلست في مقعدي الخلفي بعد ان وطأت قاعة المحاضرة في الوقت المناسب، اخرجت دفتر ملاحظاتي و قلمي الاسود المفضل و ثبت عيناي علي المحاضر محاولة محو الذنب الذي اعتلاني بعد دفعه بينما لم ينوي سوي مساعدتي، انا لم اكن يوما فظة او وقحة، كنت اساعد الجميع و اجتماعية محبوبة، لكن هو فقط مختلف عن الجميع، و هذا ما يخيف اللعنة داخلي، لانه لا يشبهنا لانه انطوائي متلبد الاحساس
"لو كان متلبد الاحسااس لما ساعدك "ذكرني عقلي الباطني الغبي، لكنه علي حق لما يساعدني ان كان بارد لا يحس بالاخرين، انا لم اكن من نوع الاشخاص الذين يحكمون علي البعض من الانطباع الاول او عن ما يقوله عنه الاخرون، لكن كما قلت هو استثناء في شخصيتي، اظن انه الوحيد الذي يخرج اسوأ ما في...  بقية المحاضرة و انا شاردة و لم اخط كلمة لعينة علي الدفتر، و كل هذا بسبب السيد بارد، تبا يجب ان اطلب ملاحظة بعض زملائي قبل ان ارسب بالامتحان...
مرت اخداث يومي ببطئ ممل لا شيء ممتع ،محاضرات، تليها اخري، اخذت اخر محضرتي في الادب الانجليزي قبل ان ادلف الي خارج القاعة اخيرا لا محاضرات بقية اليوم مع انه شارف علي حلول الظلام بالفعل لكن علي الاقل وجدت بعضا من الوقت لنفسي، مشيت الي الحرم الجامعي رغم بعده عن الجامعة الا انني تعمدت السير الي هناك ،فربما افكر في جميع احداث اليوم، اول ما يخطر في ذهني عند ذكر الاحداث حادثة السقطة المروعة بمجرد تذكرها احس بالالم مايزال يتخلل عظام مؤخرتي المسكينة، لكن جديا، لقد اسأت في حقه و بشدة كذلك، هو اراد مساعدتي، لا زالت كلماته البسيطة تكرر صداها داخل طبل اذني، لقد كان قلقا شعرت بذلك اجل لا استطيع انكار نبرة القلقل تكتسح صوته، مع انه نطقها بخفوت بالكاد يسمع الا انني نيزت موجات صوته المرتبكة، انا فقط اعجز عن عدم التفكير بتصرفه الرقيق شعور الذنب لا يفارق ضميري المجروح....انا فقط اخطأت بحقه... انا فتاة سيئة
و من الواحب ان اعتذر عن تصرفي اللئيم ناحيته ،اجل هذا ما وجب علي عمله لعل احساسي من الذنب يزول... و الان و بعد ان شاء القدر أن أكون معه في نفس الحرم الجامعي فقد حزمت امري في الاعتذار شئت ام أبيت....
كانت الانوار ما تزال مضاءة

فلتات القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن