يرقات الحنين

13 0 0
                                    

يمر يوم آخر بائس من فصل حياتي الروتينية المملة.... انا فقط اشتاق الي احضانه... الي ابتسامة عيناه و اشراقة ملامحه... اصبحت اتخيله امامي احيانا... جننت اجل، و ادرك ذلك تمام الادراك...لقد غاب عني الان ما يقارب الـشهران ...هو لم يتصل سوى مرات معدودة على انامل اليد ...هو لا يجد الوقت حتي للاكل... عدة مخاوف تجتابني..ان يمرض او يتعرض لحادثة فجائية على المسرح... ان و ان، الي ما لانهاية من توقعاتي الخائبة ..
كان نور حياتي و كل شي اخر ..انا الان احس بالفراغ من داخل احساسي المتجمد
لست ابالغ و انما اصف حالتي بالتفصيل... انا حزينة اجل.. حزينة بشكل مريض ...فكرت مرة، كيف انني ابدو سعيدة بوجوده حولي و العكس،سجيتي تظهر معه...من انا بدونه...اتساأل فقط... جلست اندب صمتي المريع و انا اشرب رشفات من قهوتي التي اصبحت باردة اثر شرودي الطويل...حالتي مريعة ...شعر منكوش و وجه كئيب... ملابس نوم طويلة كملابس العجائز بينما استمر في محاولة الاتصال بالوغد الذي تزوجته او لا اعلم حتي ان كان يحق تسميته تزواج...
"يتعذر الاتصال بمخاطبكم الان المرجو اعادة الاتصال فيما بعد " تصل كلمات تلك الحقيرة المملة الي سمعي كالبركان
"اين و الجحيم يرمي هاتفه اللعين" لعنت للمرة المليون من صحوتي المبكرة ،رميت الهاتف فوق السرير بطيش ،لاعاود النوم مجددا دونما فائدة امسكت الهاتف مجددا و اقسمت انه اذا ولم يجبني هذه المرة،ستصله دعوى طلاقي غدا حسنا انا ابالغ فلا اقوي علي فراقه و اذا فعلت فها انا امامكم خير مثال

وضعت السماعة فوق اذني بينما تستمر هي بالصفير بانسجام بقي مدة لاباس بها قبل ان اسمع احدهم علي الخط الاخر
"مرحبا من معي "قال الصوت و استطيع الجزم انه ليس صوت شيومين البتة ..ان لم يكن صوته فمن يحق له لمس هاتفه... اصوات مزعجة و موسيقى وثبت الي اذني من الخط و لا اعلم لما غادرني شعور الارتياح ليحل محله شعور مختلف تماما... الخوف ،اجل انتابني الخوف من المجهول
"اظن انني الذي وجب علبه السؤال قبلا.. هذا هاتف زوجي "اجبت اصرم انا فقط لست مستعدة لمزيد من الالام والتجريح في ما كفاني و اكتفيت العذاب في غيابه
"اجل سيدة كيم انا مدير اعمالهم و هم الان في مقابلة تلفزيونية خاصة و جد مهمة اتمني ان تتفهمي الوضع الحالي اعلم انه غياب طويل لكنهم لا يسعون وقتا لتبديل ملابسهم حتي فما بالك الاجابة علي الهاتف.. "اجاب المانجر بوضوح ،و كانه يعلم حالتي الان... حسنا حسنا اعلن انني حساسة للغاية، سريعة البكاء، طفولية،و اغضب من اتفه التفاصيل، و انانية تلي حد كبير.. لكن لا احد يمتلك حق لومي فانا احبه لذا انانية بشانه وبشدة
"اتفهم لكن هذا كثير حقا حقا... كثير للغاية " اردفت بشفافية تعبر عن حالتي الان
تذمرت من التشويش الذي طرا عل الخط لشدة بعد المكان... كانه بالجهة الاخري من العالم بينما انا انتظر في الجهة المقابلة
بعدما اقفلت الخط ...
بقيت مدة افكر غي شيئ افعله لاتسلي مللت توحدي ذاك
ارتديت ملابس رياضية و ذهبت للمشي قليلا ،تسوقت بعضا من الاشياء المملة والمعتادة
عدت للمنزل كئيبة لانه و لحظي العاثر صادفت في طريق عودتي ملصقات لاكسو و شيومين بمناسبة دنو عيد ميلاده 
لا استطيع تحريف مشاعري لكنني بدات اسأم فعلا....
ما الذي بيدي من حيلة قد تستأنف بي حياتي معه، اعلم اتكلم كمن توفي زوجها و لن يعود مجدداً، لكن طيلة غيابه و اغترابه عن حضني، تشعرني بوخز في الصميم، ماذا لو وجد فتاة اجمل و انحف، الامريكيات فائقات الجمال، ماذا لو فضلهن عني، او ماذا لو تسبب انقطاع تواصلنا المؤقت لتشويش علاقتنا و تخريب كل ما بنيناه سويا، اعلم ان افكاري تبدو تافهه تفتقد الطعم و المعنى لكنني حقا مشوشة و افكاري مبهمة لا ترضي تهدأتي و لا تنعم بسكينتي
انقطع حبل شرودي و تفكيري المرهق برنين هاتفي لتصل مسامعي طبقات صوته الحلوة، لطالما وضعت صوته نغمة هاتفي المفضلة، تناولت الهاتف اقلبه بين يداي، رقم مجهول، صراحة انا لست من من يجيبون اراقاما مريبة و لم يكشف هوية صاحبها،لكنني امتلك رغبة غريزية تدفعني للاجابة،وكما توقعت،لم تمض ثواني ليخترق صوته طبلة اذني الحساسة، انه هو،حمدا لله...
"مرحبا حبيبتي،اشتقت اليك الي ما يفوق جنوني جنونا اعظم"اعلن و قلبي قفز من صدري لشدة الحنين الذي احتلني اتوماتيكيا،تسارعت نبضاتي و اشتدت معها اشواقي...
"انا.... انا اشتقت اليك "لم تبلغ جملتي منتهاها الا و قد تسربت دموعي تجعل معها الرؤية مشوشة، تلونت قزحيتاي ببريق دموعي و انا اجهش اكثر فاكثر، يا الهي انه صوته الذي لاطالما عشقته يتكرر صداه بين طيات ذهني يشيد ملامحه المنحوتة نصب عيني..
"لا تبكي حبي، انت تشغلين بالي طول دقائقي و مدار ساعاتي، لا تبكي يا حياتي لن اطيل الغياب اكثر،حسبي قلبا لا يتحمل من شوقي اكثر فينبو..." تسللت مع كل احرفه عشقاً حاكت بلذتها سعادتي و نالت مرادها من عقلي ،هو لم و لن يتخلي عني، انزاحت كتلة الحزن و الاكتئاب من صدري و استبدلها الشوق و الحنين

مرت تلاثة ايام منذ اتصاله الاخير...علي الاقل علمت شوقه المتبادل نحوي، ادركت كم كانت شكوكي غبية... وعدني بالعودة قبل حلول عيد الحب.. انه قريب ينتظر علي الابواب... لن استطيع ان افوت عيدا مهما كهدا معه ..انتظره شوقه لا يشبهه شوق... اشتقت الي كل شيء فيهو... حتي الي نكاته السخيفة... صدقا لم تضحكني يوما نكاته و انما كان يضحكني رؤية يضحك عليها مغتخراوبها كالطفل الصغير...

فلتات القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن