فلتات القلم

غبار الذهب

كانت كلما زهدت من دنيتها و احتقرت
حل عليها كطائر السرو مترنما
يتلو علي سمعها لحنا بهيجا
رمت بين ذراعيه احلاما و طموح...
كرهت كل شيئ قد يدفعها خطوات يسيرة عن احضانه القارصة
حبا ووطنا ...تتنشق من عطره رائحة تراب ارضها و شجر الليمون الحامض
شقيقة السكينة و اسيرة الهوي كانت..
 عمرا كاملا لخصته في بضع سنوات مضت و تلاشت كما الدخان
وجدت فيه عشقا... تلمس السماء و هي في رفقته
بل تعدت السماء امتارا فتلاشت في الفضاء...
تمزق الظلمة و تعيد ترتيب النجوم..
جعلت من اسمه عبارة مقدسة.. بل تعدت التقديس ربما
عشقها اذاب براثن ما تبقي لها من ايمان
تنتشي من اسمه الاحرف و تستلذه الشفاه
ترامت اطرافها مغدورة في اللامكان... في بعد اخر
دون جاذبية تسند خطاها... دون جدوى تستحق الذكر
تهاوت في داخلها الذكريات...اشواك تقطر سما
اين الهواء، اين هي، اين الحياة
إغداقا هادرا للمشاعر،....
توقف العقل و تخدر الجسد
تساوت في بصيرتها الحياة و الموت
فماتت شابة....
تتحرك لكنها لا تتنفس
قلب ينبض لكن لا يشعر
عيناها تبصر لكن لا تفهم
انقطعت عنها السبل
و فقدت بوصلة الحياة
كسرتها تحت قَدَمٍ قصيرة
كانت تحسبه ذهبا خالص
 فما كان سوا غباراً للذهب
ما إن لمسته دموعها حتي اخذ طريقه في اَلْـمـَجَـارِي عدواً...