اقتباس

11 0 0
                                    

جلست تحدق من حولها... فوق كرسي الحديقة المهجورة حيث بيتها المهجوو الذي اكل عليه الزمن و شرب... جلست تفكر و المطر يهطل من فوقها... تستذكر لقطات من طفولتها البريئة تحن لبرائتها التي غادرتها دون رجعة... تحن لدفئ هذا المنزل...تحن لقلب يؤييها و لبسمة تنسيها همها الذي اثقل كاهلها...
بدأت تتلفت من حولها في ضياع... انتصبت عاي قدماها و راحت تمشي بين ازقة حيهم القديم...
مر من جانبها طفل صغير... يحاول اللحاق بكرته التي صارت تتدحرج من علي منحدر الطريق... وقفت تراقبه.. ترمقه بعينان غائرتان..نادته بعدها
تعال يا صبي، هيا تعال الي هنا...
اجابها الصبي ببراءة متوقعة: ماذا هناك يا خالة...
اقترب منها و قد ظل الصمت يغلف شفتاه الصغيرتان في حيرة شديدة  امسك بيداه المتسخة من اللعب بكرته التي تناساها حالما لمح دموع الفتاة امامه و حزنها المكشوف...
"ما الذي ابكي سيدة جميلة مثلك يا خالة " ..اردف فب لطافة بينما يداه ما تزالان متمسكتان بيداها،ردت علي الصبي قبل ان تستطيع منع نفسها "انه ابي " ..."لابد  ان والدك صرخ في وجهك و الا لما كنتي تبكين هكذا ،لا بأس و انا كذلك بصرخ ابي في وجهي ان اخطئت و ارتكبت شيئا سيئا ً،سيسامحك سريعا الاباء يحبون ابناءهم و يسامحونهم دوما هذا ما اخبرني به والدي "،اجابته و قد انسابت الدموع من عيناها اكثر بينما التصق شبح ابتسامة في محياها ..ابسامة حسرة شديدة "والدك لطيف جدا ،لكن والدي لن يسامحني ابدا ،خطيئتي اكبر من ان تغتفر ..."
"حسنا لكن لا تبكي ،رجاءا ...ساعطيك حلوة لاجعلك تنسين ما حصل ،اتفقنا " رد بعفوية و يداه تبحث في جيوبه عن الحلوة ..."انا اسف لم يبقي من الحلوة شيء لكن عديني انكي ستعودين مجددا و ساتاكد من شراء الحلوة لك ،اتفقنا " قال الصبي مبتسما و غادر بعد ذلك مسرعا ملبيا نداء امه التي تصرخ منادية اسمه من المنزل ...وقفت مشدوهة للمشهد الذي تراه ها امامها..و قد عادت كل ذكرياتها تمر امام ناظرها انا واحدا...

فلتات القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن