سماء النهار المشرقة لم تنجح في جعلي اقف على قدماي ، لم توقظني خيوط الشمس التي تسللت الى غرفتي في وقاحة ، مداعبة وجهي دون استئذان ...عقلي المتعب و قلبي الكسير كانا يفكران في أمور و أعاجيب عديدة ...و ظل سؤال يبحث عن جوابه طويلا ... في داخل جدران هذا الجسد الموشكة على الانهيار ، كسد تملؤه الثقوب و الصدوع ... لو لم تكن أثمالي تكسو أطرافي و اللحم يلتحم بالعظم لرأى الناظرون جروحي و سمعت عموم الناس انين هذه الروح ... بدوت في عيني نفسي مثيرة للشفقة ، و صنفتني في خانة الضعفاء عديمي الجدوى ، غمرني شعور قوي بالبكاء على نفسي متحسرة على حالي ... بدا ان كل ما بنيته من اماني و أحلام اضحى تحت قدمي و انا اسير فوقها غير قادرة على تغيير شيء ...اشمأزرت من نفسي و هرب صرير من تحت أنفاسي في غيظ ... حتى الموت في حالتي هذه ، شيء بت لا استحقه ... ظللت اجر خلفي أذيالا من الخيبات و المآسي حتي توقفت بي قدماي و تاهت بي الدروب ، و سئم مني العقل و القلب معًا ...أضحت الثقوب تملأني و الزمان يرميني من هوة إلى هوة أعمق ...فقدت طريقي تماما ...و نسيت منذ مدة ما يعنيه الالتفات خلفي للتأكد من الطريق الذي اسلكه ... ضعت في مدارات الحياة ، مت و حييت مرارا و تكرارا ...لكنني فقدت طعم السعادة في مكان ما في الطريق ... خطواتي الواهنة صارت قصيرة اكثر و اشد وهناً ...زدتها بغبائي تيها على تيه ... أين قيمي التي كتبتها على لوح حياتي بالدمع و الدم ... أين ساعاتي التي ضاعت و انا أقوم بتلوين قدري و بناء شخصيتي طوبة طوبة ...كيف أعيد دموعي و ثقتي و صوتي المبحوح ... ما الذي تبقى لهذه الروح ....حملي الذي صار ثقيلا بشكل يكسر الظهر كان قد قارب على إسقاطي على قفاي ... حتي قابلتك ...حين قابلتك و شعرت بصوتك يملؤني انهارت دفاعاتي ... خالجني شعور بالدفئ، و تقت الى السكن في قلبك ... كنت تواقة للعطف ، للاحتواء ، جائعة للحب ...رويت عطشي من روحك و نسيت نفسي تماما ، كنت اود من اقاسمه الألم ، احتجت كتفا استند عليها ، كانت طريقي ما تزال طويلة ، و لكن ظهري انقسم بالفعل في منتصف الطريق ، بحثت و بحثت عنك في استماتة ، و كأن حياتي متوقفة عليك، أردت ضمادة لجرحي و مرهم ...أردت الاستواء على ارضية صلبة ...بعد ان ظننت انها وقعتي الأخيرة ...مددت يديك امامي كنور دافئ ، شديد الشروق ، و اعميت بصري ...أزلت بهتان روحي و أيقظت بي الإيمان الذي كنت قد فقدته ... لكن الحزن كان ما يزال يعيش في داخلي و السقم لم يكن قد تلاشى بعد ...و أرخيت كل أمتعتي في قلبك .... تشبثت بك و أحببتك بكل ما املك ، لم اكن اقدر على فراقك لدقائق لانني كنت خالية من كل شيء الا منك ...حين وجدتك كنت قد أضعت الأصدقاء ، و الأحباب ، و القيم ...و الأسوء من ذلك انني كنت قد فقدت نفسي و طريقي ...كنت كمخبأ من المطر ، كريح تخفف تعاستي ...وددت لو احتمي في صدرك من عواصف السنين ، و ويلات العمر ... فشعرت بالوحدة في حضور الجميع الا في رفقتك، و جعلتك الجميع في نظري ... قبلك فقدت الأحلام و الشعور و السلام .... فخولت لنفسي الحق فيك...كنت انانية كفاية للتشبث بشخص من لحم و دم من اجل ان انجو بنفسي و اكلفك أنت بمعاركي ، معاركي و صراعاتي المؤجلة ، لانني كنت جبانة كفاية لأخوضها بنفسي ، نازعتك عن نفسك و ضللت اطلب المزيد ، يا لي من شخص جبان ، أنانيتي جعلت مني مأساة اكثر و ارتكبت الجرائم تلو الجرائم في حق نفسي ... حين وجدتك اختبأت في اول مفترق طرق و قررت العيش من خلالك ، لانني كنت خائفة من الوحدة ، و اخترت الحب مرهماً لجراحي الغائرة ...
أنت تقرأ
فلتات القلم
شِعرليست رواية و لا حكاية.... فقط افكار فقد منها العقل السيطرة هنا انا اكسر قيدي و اتعدي حدي ... هنا انا اكتب ما يخالج صدري...و يخطر ذهني .