تَـوَهَـانٌ مُـزْمِـن

18 0 0
                                    

مشاعر تتراقص على حافة عقلي، تجعلني في توهان تام، تسحب مني كل انفاسي، تتركني أشارك الارضية الباردة وجعي، وحدي كما كنت دوما... مشاعر مراهقه هائجة تلتف بعقلي فتحجب عنه ما تبقى من منطق... جعلتني اتمني ايقاف الكرة الارضية و التنفس... جعلتني اود الصراخ و تمزيق احبالي الصوتية... مشاكلي و احزاني لا ترضى ان تترجم الي كلمات... دوما ما تخذلني العبارات و تخونني قدماي في الوقوف، فانبطح علي ركبتاي كالمشلولة، كانني ارثي حال نفسي و العالم... كانني انعي فقد كل شيء ملكته يوما... روحي اضحت حطاما و رماد.. و انانيتي جعلت مني وحشا نهما لا يشبع... الا ان دموعي لم تجف....و كوابيسي استمرت تقتلني كل ليلة... لم اكن ملمة بالسبيل الذي اسلكه حتي ترتاح روحي و تستكين... لم اكن مدركة كمية ما تحملته من الم... و اني لو وجدت اعمق و اتعس من هذه الكلمة لقلتها دون تردد... كان بمثابة موت علي قيد الحياة... و الضياع كان كلما استطعت ايجاده... صرت اترنح في العدم... احاول تجميع شتاتي و ترميم فؤادي دونما جدوى....كنت كمن قطعت عنه جميع السبل في النجاة... كمن قذف به في سرداب عميق لا مطلع نور في افقه... كقطعة حجر لا تساوي شيئا... الارض كانت قفرا و كل البشر اختفت من حولي ... كل ما احاط عالمي كان حالكا معتما لا نور تخلله و لا لون... و كل ما رغبت به في تلك اللحظة كان موسيقي... لحنا بهيجا... قد ينقذني من ما انا فيه من عمق صعب النجاة منه...

فلتات القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن