هناك شيء غريب يحصل معي... انا لا اشعر بالخوف او الوحدة عندما اكون لوحدي... لكن، لماذا اشعر بالخوف و الوحدة الشديدة عندما اكون بين الناس؟ ...كنت اتساءل عن ذلك طويلا، و قد ألفيت جواب سؤالي اخيرا... نحن نشعر بالوحدة بين جموع الناس لاننا ندرك اننا فعلا وحدنا، و ما من احد من بين هؤلاء الناس بصفك او حتي يحاول فهمك، يمكن للوحدة ان تزداد و هي اكثر رعبا من اي شيء اخر، حاربيها وحدك...
كنت و مازلت كوردة دمشقية.. كحمامة سلام يمنية... كلك بالوانك الزهية... تحبسين انفاسي حتي المنية... فرفقا بموسقى روحي الشجية... و كل ما رايته من جمالك و البقية
لم تكن الوحدة قاتلة كما اخبروني في رعب و هلع... لم تكن بالسوء الذي رسمته في خيالي و خشيته طويلا... كانت الوحدة غذاء لروحي... منفذا للاكسجين... مغارة اختبئ فيها من سم المنافقين... في وحدتي التقيت مع نفسي الداخلية... تعرفت عليها لاول مرة... حادثتها طويلا و علمت انكساراتها و انصت لاهاتها، تصالحت مع نفسي و رميت كل تناقضاتي عرض الجدار... سمحت لها بالتفكير العميق... و بدات ادرك اشياء صغيرة جدا غفلت عنها حتي تحولت الي وحش يقلب حياتي عن بكرة ابيها... كانت الوحدة سبيلا اسلكه لانعم بسكينة هشة تكاد تنجلي بين فصول الليل و هفوات النهار... كانت كخلوة... فترة نقاهة لروحي و قلبي معا... ثقبا اسودا احتواني و تلقفني في حرص ...توسطت الفراغ الذي مزقته باظافري المطلية بالاحمر... و رميت ورائي اذيال الخيبة... عاهدت نفسي بالسعادة و راحة البال... و عقدت عقدا معها علي الهدنة... و مع انني التقيت بنفسي كنت قد فقدت كل شخص اخر.. و لم اندم اطلاقا .. ادركت حينها ان من كان يقف يسار و يمين كتفاي... لم يكونوا اهلا لتلك الصداقة... و انني انا وحدي كافية ،انا و لا احد اخر...
أنت تقرأ
فلتات القلم
Poetryليست رواية و لا حكاية.... فقط افكار فقد منها العقل السيطرة هنا انا اكسر قيدي و اتعدي حدي ... هنا انا اكتب ما يخالج صدري...و يخطر ذهني .