البارت 25-عذاب ادم-

48.1K 1.2K 42
                                    

البارت بمناسبة العيد ... عيد سعيد و كل عام و انتو بخير .. ادعولي انح و اتمنى تكونو بخير .. احبكم في الله يا اخوتي
بسم الله بندا ... صلوا على نبينا محمد
......................................
خرج ادم من الغرفة و نزل الى ساهر الذي ينتظره في الاسفل امسك ساهر ادم و قال : ماذا حدث لماذا انت هنا
ضرب ادم مقدمة السيارة بيده حتى اعوجت و قال : كل هذا بسببي .. فقدت ابني بسببي .. يارا ستكرهني بسببي
بهت ساهر و قال : ماذا حدث
حكى له ادم ماذا حدث ليصدم ساهر ..كيف فعل هذا .. عرف ان ادم سيفعل شيء ما و كأن ظنه صحيح .. عندما اخرج ادم مسدسه و وضعه على رأسه و اغمض عينيه ليضغط على الزناد ...لحقه ساهر في اخر لحظة فأطلق ادم في الهواء .... تنفس ساهر بسرعة و نزع المسدس من يدي ادم و قال : هل جننت كيف تفعل هذا
جلس ادم على الارض و بكى قائلا : انا ضربتها ضربت يارا حبيبتي هل تعرف معنى هذا ... يارا صغيرتي شوهت بسببي .. دموعها تنزل بسببي يجب ان اموت لا استحقها انا لن استطيع لن اراها و هي تبكي لانني سأضعف .. الافضل ان اموت اعطني المسدس
رمى ساهر المسدس و قال : هل جننت ما الذي تقوله
بكى ادم بشدة و هو يتذكرها تنزف و يتذكرها تبكي و تصرخ يتذكر جراحها و اغمائها المها قال ادم ببكاء : هي طلبت الطلاق ان اصرت عليه سأموت فأنا لن استطيع ان اعيش بدونها لن استطيع
جلس ساهر بجواره و ربت على ظهره و قال : ادم هي لن تفعل صدقني هي ايضا تحبك و لن تتركك هذه السهولة .. مستحيل .. لن تنسى حنانك من اجل ثورة غضب واحدة منك
ادم بصراخ : انت لم ترى ماذا فعلت بها انا عذبتها و المتها شوهت جسدها .. هي لن تسامحني ... هي اصلا لا تريدني ان اقترب منها و المسها فما بالك بوجودها معي في قصري
تنهد ساهر و قال : ادم اعقل .. انت حاول معها ستلين .. رغم انها تنكر وجودك الا انها بحاجة اليك الان ..
اومأ ادم و مسح دموعه و وقف قائلا : انا سأذهب و انت جد ذلك الرجل الذي اعطاني الضرف ...
ساهر : امرك
مشى ادم خطوتين ليجد يوسف يقف في وجهه قائلا : اذا سر بكاء يارا المها الجسدي و النفسي
انقض يوسف على ادم يمسكه من تلابيب قميصه الابيض و قال : انت لماذا فعلت ذلك ها .. ما الذي كنت تفكر به و انت تعذبها
ابعد ادم يدي يوسف عنه و قال : انت السبب كل شيء بسببك
بهت يوسف ثم لكم ادم و قال : و انا ما دخلي تضربها ثم تلقى اللوم علي
لم يتأثر ادم لا بل لم يتزحزح خطوة واحدة و قال : بسببك اوهموني انك حبيبها
لكمه يوسف مرة اخرى و قال : يارا اشرف منك .. و انت ماذا كنت تفعل ها .. طبعا صدقت كلامهم
لكمه ادم و قال : هم اعطوني صورا و انت تحتضن زوجتي ماذا سأفهم غير ذلك
تهارشا و تلاكما و ساهر ينظر اليهم ببرود كل واحد منهما يدين الاخر .. من جهة يوسف الذي اقسم على تدفيعه الثمن لانه السبب في الم اخته و ادم الذي يشعر بالخزي و النذالة فهو سيفقد اغلى ما لديه ....ساعدتهما في ذلك بنيتهما المتماثلة القوية
ابتعدا عن بعضهما فرتب كل منهما ثيابه قال ادم : لا اريد ان اراك مجددا
يوسف : هذا ليس من شأنك انا سأرى يارا و لا يهمني ماذا ستفعل
................
دخلت ميرا و طارق عند يارا ليجدوها تتحدث مع الاطفال .. سلما عليها و قال طارق : كيف حالك صغيرتي
ابتسمت يارا و قالت : الحمد لله
ميرا : لا تقلقي سيعوضك الله ..
اومأت يارا فقالت تالا : امي ستبقي هنا كثيرا
اخذتها يارا في احضانها و قالت : سأخرج غدا .. انتما الان اذهبا مع طارق و ميرا الى القصر و لا تخافا علي انا سأصبح جيدة
عانقها اياد بقوة و قال : نحن سنبقى معك هنا .. لن نذهب
يارا بحنان : يا حبيبي ماذا قلنا ... انا بخير .. لا تقلق اذهبا الى القصر و انا ساتي اليكما
اومأ اياد بنفي و تمسك بها اكثر و قال : لا اريد .. سأبقى معك
يارا : اياد المشفى ليست جيدة لكما .. انتما ستمرضان هكذا
اياد بعناد : انت ايضا ستمرضين .. تعالي معنا
يارا بحدة : اياد ماذا قلت
بكى اياد لتقول ميرا : يارا ما بك .. تعاملي معه بهدوء...
ضمته يارا الى صدرها و قالت : انا اسفة يا اياد لكني لان لا اطيق نفسي .. ميرا خذي الاطفال و اذهبي .. هذا ايضا ليس جيدا لك
طارق : نحن لم نبقى كثيرا .. لا تخافي لن يحدث شيء فقط استرخي
اتكأت يارا برأسها على رأس اياد و قالت : اياد لا تبكي انا حقا بخير لماذا تتعب اعصابي الان امسح دموعك هيا
مسح اياد دموعه بطفولة و قال : لا تتعبي انا لا ابكي
ملست يارا على شعره و قالت : هذا جيد
بعد ان مر العديد من الوقت بين حديث يارا مع طارق و ميرا .. قالت : خذا الاطفال الان و اذهبوا
اومأت ميرا و امسكت بيد اياد بينما حمل طارق تالا و ذهبا .. وقفت يارا بصعوبة و ارتدت ثيابها و قالت : سأريك يا سيد ادم .. ليست يارا من تفعل معها هكذا ...
خرجت يارا من غرفتها و مشت في الرواق الطويل تستند على الحائط .. حتى خرجت من الباب الخلفي للمشفى اكملت طريقها للحديقة التي تبعد عن المشفى بمسافة .. جلست على اول و كرسي و اراحت رأسها على يديها تبكي بصمت .. بينما سارة كانت تتبعها خفية .. ذهبت و جلست بجانبها و قالت : ماذا تفعلين هنا يا ابنتي
رفعت يارا رأسها و نظرت اليها و قالت بهدوء : لا اعرف .. كل ما كان ببالي ان اشم هواءا فقط .. لا يهمني شيء اخر
سارة : لكن زوجك سيقلق عليك ... انت لم تريه كيف كان خائف عندما اغمي عليك
يارا بإبتسامة باهتة : اعرف هذا لكني لن اهتم .. انا اريد بعض الوقت .. و هو لن يمنحني اياه انا اعرفه
سارة : ماذا تقصدين
يارا : انا لا اريد ان اراه حتى انسى ما فعله معي .. حتى استمر برفقته غير ذلك لن استطيع
سارة بإندفاع : و بيت ابوك
يارا بألم : ابي توفي من سنتين
صدمة هزت كيان سارة هي صحيح تكرهه لكنها مازلت تحتفض بقليل من المشاعر اتجاهه .. نكست رأسها بعدما عرفت كيف كانت حياة يارا يتيمة الابوين .. و هي تمتلك ام بجوارها لكنها لا تعرف حتى شكلها
قالت سارة : و بيت جدك
يارا : ان ذهبت هناك سيأتي ادم و يأخذني غصب ..
خطرت فكرة على بال سارة فقالت : تعالي معي الى بيتي انا الفترة القادمة اجازة و يمكنك ان تستريحي قليلا ...
نظرت يارا لها بتردد فقالت سارة : انا اعيش بمفردي .. لا املك اولاد صدقيني المكان في بيتي امن
امسكت سارة يد يارا و مسحت على رأسها فشعرت الاخيرة بألفة غريبة مع هذه المرأة كأنها تعرفها . .. وافقت يارا و ذهبت مع سارة الى منزلها .. دخلت سارة الى عمارتها التي تقع في منطقة راقية ..
قال البواب : كيف حالك سيدة سارة
سارة بإبتسامة : الحمد لله يا سيد احمد
نظر احمد الى يارا و قال : احضرت ابنتك معك جميلة جدا تشبهك كثيرا
نظرت سارة الى تبنتها و ابتسمت قائلة : اجل ابنتي ...
ابتسم احمد و قال : تفضلوا عطلتكم عن عملكم
اومأت سارة و صعدت برفقة يارا الى منزلها .. فتحت الباب لتداهم يارا تلك الرائحة المألوفة .. دخلت الى المنزل و تمعنت النظر به شعرت بالحنان داخله بينما قالت سارة : تفضلي يا ابنتي سأحضر شيء نأكله
اومأت يارا و ذهبت لتجلس على الاريكة في الصالة و قالت : لماذا تعيشين بمفردك
نزعت سارة حجابها الازرق و قالت : انا مطلقة و لا املك عائلة
يارا : اليس لديك اطفال
تنهدت سارة و قالت : لدي فتاة لكن اباها اخذها مني
اومأت يارا و اكملت تفحصها للمنزل بينما سارة تكاد تموت من فرحها اخيرا ابنتها بجوارها .. حمدت الله على نعمه ثم وضعت الطعام على المائدة و قالت : يارا الطعام جاهز
لم تجب يارا فذهبت الى الصالة لتجدها نائمة شعرها البني يغطي الوسادة .. ملامحها المتعبة .. تفرست سارة النظر فيها ثم ابتسمت و قالت : يارا .. يا ابنتي استيقظي
تململت يارا و قالت بنوم : فقط 5 دقائق
ضحكت سارة بصمت فهذه عادة حسن عندما كانت توقظه .. قالت الاولى : يارا الطعام جاهز
فتحت يارا عيناها بهدوء ثم استقامت في جلستها .. مسحت على شعرها و وجهها ثم ذهبت مع سارة الى المطبخ .. وجدت العديد من الاصناف على المائدة فقالت يارا : هل تنتظرين احدا ما
اومأت سارة بنفي و قالت : لا لماذا
يارا باندهاش : لما كل هذا الاكل
امسكتها سارة بهدوء و اجلستها على الكرسي و قالت : هذا لاجلك .. كلي حتى تشفي
ابتسمت يارا و قالت : حاضر
انتظرت سارة الكلمة التي تليها لم تقلها .. قالت سارة بإندفاع : نادني يا امي
جمعت يارا حاجباها بذهول و قالت : احم .. انا لست متعودة على هذه الكلمة .. انا ليس عندي ام فـ ... ان كنت تريدين ذلك .. حاضر سأناديك يا امي ... مع انك تبدين اصغر مني في السن
ضحكت سارة و قالت بمرح : لا انا اكبر منك لا تخافي .. ها ماذا قلت
ضحكت يارا و قالت بعفوية : حاضر يا امي
خفق قلب سارة بعنف .. لتلك الكلمة التي انتظرتها طوال 21 عاما و هاهي الان تصبح حقيقة
بدأتا تأكلان بهدوء .. صامتتان بينما قلب سارة يكاد يطير من الفرح .. فـ فلذة كبدها بجوارها الان لا تريد اكثر ...
انتهى الغداء لتقول سارة : تعالي .. انت يجب ان ترتاحي و لا تتحركي كثيرا ..
اخذت يارا الغرفة المجاورة لغرفة سارة و نامت الاولى بعمق .. هي تهرب من الواقع بالنوم .. لتجد نفسها مجددا بين يدي ادم ...
.................................................
صعد ادم و يوسف الى غرفة يارا .. فتح الباب و دخل فلم يجد احد.. قال يوسف : اين يارا
دخل ادم الى الحمام فلم يجدها .. دخلت الممرضة فقال يوسف : اين المريضة التي كانت هنا
الممرضة : اليست هنا هذا موعد دوائها ...
بهت ادم ثم قال : اين يمكن ان تذهب ..
اتصل ادم بساهر الذي اجاب فورا و قال : ساهر يارا ليست هنا اين ذهبت
ساهر بهدوء : اهدأ انا سأتي فورا
اصبح ادم يبحث كالمجنون على يارا مضت ساعات و هو لم يهمد بعد رغم انه يعلم انها هربت منه لتفكر في علاقتهم و كيف ستستمر معه لكن قلبه لا يريد التصديق كيف يصدق انه سيعيش بدونها تلك الايام جاب الطرقات بالسيارة و مشيا ركضا .. كان كا الطفل الذي تاه عن امه و لا يجدها .. قال ساهر : ادم اهدأ سنجدها .. اعدك سأجدها
اومأ ادم بنفي و قال : هي من قررت ان تبتعد .. هي لم تعد تريدني .. انا لن استطيع ان اعيش بدونها فقط سأدعها و شأنها شرط ان تعود في الاخر .. لا اريد شيء غيرها
اومأ ساهر بيئس فهو قد جن بدونها .. هي اسقطت الشيطان و اركعته امامها هي فعلت ما لم تستطع جميع النساء فعله .. هو اصبح كا الشارد بدون مأوى لمعة عينيه اختفت .. اصبح فاقدا للحياة .. لو رأته يارا هكذا لجرت عليه تتأسف عما بدر منها
جلس ادم في صالة منزله يضع رأسه على يديه يميل الى الامام .. بينما الجميع ينظر اليه بدهشة اهذا ادم العظيم الذي انحنى له الجميع مكسور كطائر مبلول لم يستطع الطيران .. هو فقط اسد جريح خلع قلبه و اخذته لبوته .. قال سليم : ادم ستعود انا متأكد انها ستعود
عثمان : هذه عادة يارا تهرب عندما لا تستطيع المواجهة ..
روز : لكنها الان متزوجة و هذا لا يجوز لماذا فعلت هذا ..
كرم : لم افهم كيف خرجت وسط كل تلك الحراسة
طارق : هي اكيد اختبأت و الا كانوا عرفوها
ميرا : اين ستكون الوقت تأخر .. اتمنا ان لا يكون حدث لها شيء
عندما سمع ادم هذه الكلمات جن جنون قلبه اصبح يخفق بشدة .. تخيل مشاهد كثيرة .. رجال يعترضون طريقها .. او صراخها .. او ...
رن هاتفه ليزيح هم عاشق غابت عنه معشوقته .. اجاب بسرعة و لهفة : الو ..
لم يأته جواب فقط صمت دائم عرف انها يارا فقلبه ارتفعت دقاته اكثر فقال بأسف و الم و عشق و حنان و عتاب : يارا اين انت اخبريني ارجوك اين انت لماذا فعلت هذا انا حقا اسف مستعد ان اركع امامك لكن فقط عودي ... يارا
سمع صوت بكائها و نحيبها فتمزق قلبه عليها قال بحنان : حسنا .. ان كنت بخير .. و بأمان انا لن اعارض لكن لا تتأخري علي ارجوك انا سأمهلك يومين لتفكري .. اسبوع اذا اردت لكن ارجوك عودي الي ارجوك ..
ازداد بكاء يارا فقال : لا تبكي .. انا لا استحق دموعك ارجوك .. قولي لي اين انت ...... يارا..... يارا
فصلت الخط فنظر الى هاتفه و جلس على الاريكة .. اغمض عينيه يحاول ان يمنع دموعه من النزول .. بينما الجميع في حالة صدمة حقيقية فهم للان لا يعرفون ماذا حدث .. قالت روز بدموع من الحالة التي وصلوا اليها : ماذا قالت
قال ادم بصوت متحشرج تطغى عليه نبرة البكاء : لم تقل شيء
نكس الجميع رؤوسهم فوقف اياد امام ادم و قال : اين امي
ادم : لا اعلم
اياد بصدمة : اليست في المشفى
ادم : لا ليست في المشفى
اسرعت تالا اليه و قالت بخوف : اين هي اذا .. لماذا لم تأتي
قال عثمان : هي في الفيلا لا تخف عليها ستستريح قليلا ثم تعود
اومأ اياد بنفي و قال : هي ليست هناك .. انت تكذب اين هي امي .. ابي تحدث
انزل ادم رأسه و وضعه على كتف اياد و قال بهمس : لا اعلم
احتضن اياد رأس ابيه و بكى بهستيرية بينما الصغيرة وضعت رأسها عل ظهر ادم و قالت ببراءة : لا تخف امي ستعود .. امي تحبك و ستعود
نزلت دموع ادم بصمت .. و لف يديه حول خصر اياد يضمه له بقوة ... و يدفن وجهه في عنق الصغير .. بينما الجميع جلسوا ينظروا له بألم فهو و بكل غروره و عنجهيته عاشق حتى النخاع .. الملك ادم الصياد .. استسلم لصغيرة و المدللة و وقع في براثين عشقها من يراه الان لا يصدق انه يقتل دون ان يرف له جفن من يراه لا يقول هذا ادم .. فأدم اصبح موشم بإسمها ملكها هي وحدها .. لم يرد الجميع ان يتركوه و هو في هذه الحالة .. رغم خوفهم منه الا انهم سعدوا انه حقا يحبها .. لا بل يهيم بها عشقا ..
نظرت روز الى عثمان و قالت : من كان يظن ان يارا سترزق بزوج محب كهذا .... هو حتى لم يهتم لان يخفي دموعه عنا
سليم : هو مجروح و المجروح لا يهتم لكلام الناس ما بالك ان كان عاشقا .. غابت عنه معشوقته
كرم : كنت اكرهه سابقا .. لانني ظننت انه لا يهتم لامرها .. لكن اذا كان هذا هو عدم اهتمامه بها فكيف سيكون اهتمامه
مايا : هي محظوظة انها امتلكت رجل غيور و محب مثله .. دموعها اغلى من دموعه و هو رجل بقدره و مقامه
رويدة بصدمة: انا لم ارى ادم يبكي في حياته .. 30 سنة لم يبكي حتى عندما ماتت امه لم تنزل دمعة من عينيه و الان دموعه تنزل كالشلالات و لا تتوقف
ابتسم عمر و قال : دموع العشاق غالية .. يارا حقا محظوظة
امينة : ربما حدث هذا ليتبين لنا جميعا ان ادم ليس بتلك القسوة هو فقط رجل عندما يعشق يتفنن في اظهار عشقه و لو كانت دموعه ..
قال اياد بحنان : ابي لا تبكي اعدك .. انها ستعود هي فقط ذهبت لعمل و ستعود ..
اومأ ادم و مسح دموعه بهدوء و قال : اتمنى .. فقط اريدها ان تعود لن احبسها مجددا فقط تعود الى حضني
اومأ اياد و قال : ستعود .. هي فقط تلعب معنا .. لنهتم بها عندما تعود
اومأ ادم ثم وقف و حمل الصغيرين و اخذهما لجناح اياد فهو لن يستطيع .. لن يدخل لجناحهما مع ان الخدم نظفوه و اعادوا كل شيء كما كان لكنه و فقط لن ينام ان بقي فيه .. فكل ذكرياتهما فيه ....
ابدل ثيابه و اخذ قميص من قمصانها و قربه الى انفه يشم رائحتها .. التي تسكره .. ليغط في نوم عميق بجوار الصغيرين ....
..........................
بينما عند يارا فور ان اغلقت الهاتف انخرطت في بكاء عنيف ربتت سارة على كتفها و قالت : لا تفعلي هذا ستتعبي اكثر
لم تجد يارا ما تفعل فدخلت في حضن سارة فجأة تفاجأة الاخيرة لكنها ابتسمت و احتضنت صغيرتها بحنان اموي لم تشعر به يارا في حياتها حضن دافئ حنون احتواها .. بكت حتى ارتوى صدر سارة بدموعها لكنها مسحت على شعر يارا و قالت : لا تقلقي كل شيء سيكون بخير ..
اومأت يارا فقالت سارة بمرح و هي تمسح دموع يارا بحنان : انا اعددت العشاء تعالي انت بالتأكيد جائعة
اومأت يارا و قالت : احم .. اريد ثياب اخرى مريحة لو سمحت ..
سارة : اعذريني لم انتبه تعالي معي الى غرفتي و اختاري ما تريدينه
اومأت يارا و خرجت برفقة سارة التي اسندتها .. دخلتا الى غرفة الاخيرة التي كانت مطلية باللون الازرق الفاتح .. فتحت خزانتها فكانت ثيابها تتدرج بألوان الازرق ..
ابتسمت يارا و قالت بمرح : يبدوا انك تعشقين اللون الازرق
ضحكت سارة و قالت : اجل كثيرا كلما ذهبت لاشتري اي شيء اشتريه ازرق .. حتى صديقتي مروة......كانت دائما توبخني عليه .. ها هل اعجبك شيء
ضحكت يارا و قالت : انا ايضا احبه .. كل ثيابي زرقاء .. حتى ادم و كنت اختار له البدل الزرقاء التي يكرهها
ضحكت سارة على تشابه مقتنياتهما فقالت : اختاري شيء ..
اخذت يارا قميص و بنطال ازرق فاتح و قالت : هذا جيد
سارة : كما تريدين .. هل اساعدك
احمرت وجنتا يارا خجلا و قالت : اسفة لكن ليس لي حلا اخر
ابتسمت سارة ثم ساعدتها في ارتداء ثيابها ابتسمت اكثر عندما وجدت علامات ادم موضوعة على كامل عنقها و صدرها اما يارا فتوردت وجنتيها بحمرة قانية.. حمحمت بإحراج .. فقالت سارة بخبث : يبدوا ان زوجك مهووس بوضع علامات ملكيته
شهقت يارا بخجل و عضت على شفتها بإحراج فقالت سارة بمكر : يعشقك كثيرا اليس كذلك
بلعت يارا ريقها و قالت بهمس : اجل كثيرا
ابتسمت سارة : واضح حتى انت تعشقينه
اومأت يارا موافقة فقالت سارة : لماذا ضربك اذا
انزلت يارا رأسها و قالت بحزن : سوء تفاهم .. ادم غيور .. غيور جدا .. و رجلا ما على حسب قوله بعث له صور لي انا و صديقي .. فـ من غيرته لم يعد يعرف ما يفعله و حدث ما حدث ..
سارة : لكن هذا خطأ كان عليه ان يتحدث معك اولا و يفهم منك...
يارا : هو فجأة اصبح وحشا و لم يهتم حتى لتبريري مع انه حنون جدا و يعشقني الا ان غيرته تعميه .. هو منعني من الخروج .. و من شركتي و جامعتي ..
شهقت سارة و قالت : لماذا
يارا بعفوية : يغار .. طوال شهرين احاول بأي طريقة ان اتحكم في غيرته لكن نهاية المطاف يضربني و افقد ابني
سارة : طالما ندم عن غلطته و اعتذر لماذا هربت
يارا بهدوء : هو قال هذا
نظرت سارة لها بصدمة : كيف
يارا : قبل ايام قال لي ان اخطأ في حقي .. يجب علي ان اعاقبه و لا استسلم حتى يركع امامي معتذرا .. لذلك هذا الحل الوحيد
ضحكت سارة و قالت : زوجك حقا مجنون كيف قال هذا .. على كل تعالي لنأكل الطعام سيبرد
يارا : حسنا
ساعدت سارة يارا على المشي و اجلستها في مكانها و قالت : تفضلي .. لكن يبدوا انك مدللة عائلتك
يارا : اجل ... المدللة .. لان ليس لدي ام ظنوا انهم سينسوني ذلك بتدليلي
نظرت لها سارة بصدمة و قالت : ليس لديك ام.... كيف
يارا : امي هجرتني عندما ولدتني و لم اراها او اسمع عنها شيء انا حتى لا اعرف شكلها .. كل ما اعرفه هو اسمها
سارة في نفسها : هجرتها انا هجرتها .. ما اللعنة التي تقولها .. هي تكذب لكن ما الفائدة هي لا تعرف من انا حتى هي بالكاد تعرف اسمي .. هناك شيء غريب علي ان اكتشفه
ابتسمت سارة بإصطناع : لماذا لم يسمحوا لك بأن تريها
يارا بهدوء : هي لا تريدني .. هي تكرهني .. و لم تتقبلني في حياتها فهجرتني و تطلقت هي و ابي ..
سارة بصدمة : تكرهك .. و انت ايضا تكرهينها
ابتسمت يارا بألم و قالت : كنت اكرهها و اكره نفسي لانني ابنتها .. لكني لان لا اعرف .. لو اراها فقط اريد ان اراها بعدها
سكتت يارا لتقول سارة : بعدها ماذا
هزت يارا كتفها و قالت : لا اعرف .. منذ ان فتحت عيني و انا لا اشعر بوجودها بجانبي .. كنت ابكي و اتألم و لا احد يشعر بي زوجة ابي فيروز كانت تحبني كثيرا لكن حنانها لم يكن گ حنان امي شيء مختلف
ابتسمت يارا بهدوء و اكملت طعامها فقالت سارة : فضفضي
ضحكت يارا و قالت : انت حقا رائعة لو كانت عندي ام لكنت سأتمنى ان تكون مثلك
رفعت سارة حاجبها و قالت : لماذا
يارا : انت رائعة و مريحة لا يتكلف الشخص حتى يتحدث معك .. كما انك حنونة جدا .. محظوظة ابنتك لانها تمتلك ام مثلك
سارة : انا لم ارى ابنتي في حياتي ....
يارا : لماذا
سارة : تزوجت انا و زوجي بعد قصة حب رائعة .. بعد مدة حملت و طلبت منه ان اجهض الجنين لانه سيولد بعيب خلقي لان كان عندي مشكلة في الرحم .. المهم هو لم يوافق .. و طلب مني الطلاق .. صدمت اولا لكنه اصر عليه .. عشت معه ايام حملي بسلام حتى ظننت انه تراجع عن قراره .. لكن بعد ولادتي بساعات اخذ ابنتي مني و قدم لي ورقة طلاقي و ذهب.. كرهته كثيرا بعد ذلك تركت البيت و عشت هنا منذ ذلك الوقت .. بعدها علمت ان كل هذا بسبب ابيه .. هو من اجبره على الطلاق
يارا بصدمة : لماذا
سارة : لا اعرف ..
يارا : و ابنتك .. ماذا حدث لها
سارة : لا اعرف .. لم ارها من يومها .. ذهبت لجدها مرات عدة لكنه قال ان ابنتي لا تريدني فتراجعت عما كنت سأفعله و ها انا وحيدة كما ترين
يارا : لا عليك ستلتقي بإبنتك يوما ما .. كما سألتقي انا بأمي يوما ما
ابتسمت سارة ثم امسكت يد يارا و قبلتها بحنان تحت صدمة الاخيرة لكنها لم تعلق ..
وقفت يارا في المطبخ مع سارة التي قالت : اجلسي يا ابنتي ستتعبين
ضحكت يارا و قالت بمرح : لا تخافي يا امي علي انا افضل هكذا
اومأت سارة و قالت : هل تشتاقين لزوجك
تنهدت يارا و قالت بحزن : كثيرا .. لم اغب يوما هكذا .. انا لم اره من الصباح و هذا يقلقني
سارة : لماذا
يارا : عندما كلمني كان خائف و متألم .. و لن استطيع ان انام هكذا
سارة بمرح : لن تنامي سنسهر معا .. دعك منه هو بالتأكيد نائم
ضحكت يارا و قالت : انت حقا رائعة تعالي اذا ماذا سنشاهد
سارة : اريد ان اشاهد فلم مضحك حتى انسى قليلا .
غمزت ليارا التي قالت بصدمة: ماذا ستنسين
سارة بخبث : العشق .. و العلامات ربما
توردت يارا ثم خرجت من المطبخ سريعا فضحكت سارة على جنون ابنتها ... انهت سارة غسل الصحون و اتجهت للصالة فوجدت يارا تجلس بملل تتحسس السلسلة التي تضعها على رقبتها .. جلست سارة بجانبها و قالت : لمن هذه القلادة
ابتسمت يارا و قالت : ادم اهداني اياها
ابتسمت سارة و قالت : جميلة ذوقه رائع ... على كل دعينا نشاهد فلما
اومأت يارا بسعادة فوضعت سارة فلم رومنسي اجنبي و جلستا تشاهدانه ... في منتصف الفلم شعرت يارا بثقل على كتفها فـ يارا اتكأت عليها و هي تبتسم على اللقطة .. تنهدت سارة و قالت بداخلها : الله يرحمك يا حسن .. بسببك انا اتعامل مع ابنتي كالغرباء ... الله يسامحك
سمعت سارة شهقات فنظرت لها بصدمة قائلة : ماذا هناك لما تبكي
يارا ببكاء : البطلة المسكينة افترقت هي و البطل
تنهدت سارة و قالت : لماذا تبكي لا يستحقون دموعك
يارا ببكاء : تذكرت ادم .. اشتقت له كثيرا
احتضنتها سارة و قالت : لا تفعلي هذا يا ابنتي .. انت تأذين نفسك بهذا البكاء
مسحت سارة دموع يارا بحنان فقالت يارا : ترى كيف حاله ... و الاطفال
سارة : الديكم اطفال ايضا
يارا : لا اختي تالا عمرها 4 سنوات و اخوه اياد و عمره 6 سنوات لكننا تعاهدنا انا و ادم ان نعوضهما عن والديهم
سارة بحزن : تزوج ابوك ثانية و اين ام تالا
يارا : توفيت مع ابي في حادث سيارة عندما ذهبا لرحلة و تالا كانت لا تزال بعمر السنة و النصف لذلك تعتبرني امها و انا لم اقل لها انها اختي للان ...
اومأت سارة و قبلت رأس صغيرتها و يدها و قالت : لا تحزني .. انا معك الان الست امك يا فتاة
يارا بإبتسامة : طبعا افضل ام في العالم .. صحيح انه ليس بيننا رابط الدم الا انني احببتك
اومأت سارة و تنهدت قالت في نفسها : صدقيني يا ابنتي لم يكن بيدي ابوك الظالم و جدك من ابعداني عنك ليس لي ذنب صدقيني يا قلبي
نامت يارا بحضن سارة التي لم تنم الليل بطوله و هي تنظر الى ابنتها .. تشبهها كثيرا في شكلها و تشبه حسن في تصرفاته
استيقظت سارة بفزع على صوت بكاء يارا و قالت بخوف : ما بك يا ابنتي
استمر بكاء يارا و لم تجب ... ففهمت سارة ما بها هي اشتاقت لادم .. قالت : اشتقت لادم اليس كذلك
اومأت يارا فقالت سارة : انت ستتعبين اكثر .. لا تفعلي هذا في نفسك ...
يارا ببكاء : اريد ادم ... اريد ادم يا امي
ربتت سارة على ظهرها و قالت بحزن : ماذا سأفعل الان الوقت تأخر ..
.......
استيقظ ادم فزعا بعدما شعر بضيق و الم في قلبه .. نظر الى الاطفال فوجدهما نائمين ... وضع يده على قلبه و همس بإسمها " جورية " نهض من على السرير و خرج الى الشرفة ينظر الى النجوم و همس : انا اسف ارجوك سامحيني
اغمض عينيه بقوة بعدما نزلت دمعة محرقة من عينيه ... تلتها اخريات همس بصوت متقطع : اقسم لك انني اعشقك و انني اسف
...
وقفت يارا و خرجت للشرفة و نظرت للنجوم اما سارة فوقفت بعيدا عنها قليلا تنظر اليها ... رفعت يارا عينيها للسماء و هي تبكي .. و قالت : اقسم بحبي لك اني سامحتك لكني محتاجة لوقت .. انا لن انسى وجعي منك لكنني حقا احببتك و احبك و سأعشقك لا تقلق
....
ابتسم ادم في الجهة الاخرى و كأنه يسمعها فقلبهما رغم البعد قريبان .. و رغم الالم الا ان المهما متشابهان وجع اب و وجع ام .. تختلف الشخصيات الا ان المهما واحد هي تتالم لانه ضربها و هو يتألم من الضربة .. صحيح انه ضربها لكنه يشعر انها فيه في جسده هو .....
.................................
استيقظ ادم على لمسات ناعمة على وجهه .. فتح عيناه و قال بعفوية : يارا
سمع ضحكات طفولية فوجدها تالا تمسح على وجهه ببراءة جذبها الى صدره يشم عبق يارا فيها .. قالت تالا : ابي .. لم انت هنا .. امي ستحزن
تنهد ادم و قال : لماذا
تالا ببراءة : امي تحبك و اذا وجدتك هنا ستغار
ضحك ادم على برائتها و قال : دعيها تغار قليلا ... حقا اشتقت لها
نظر له اياد الذي استيقظ لتوه له و قال : ابي اين امي لماذا لم تأتي للان
ادم بحزن : لا اعرف
عبست تالا لحزن ابيها و قالت : انا اشتقت لامي
اياد بدموع : انا ايضا .. قل لها ان تعود و انا لن احرجها مجددا انا فقط سأصمت
مسح ادم على شعر اياد بحنان و قال : الخطأ ليس خطأك هي لم تحزن بسببك لا بسببي
تالا ببراءة : لكن امي تحبك لن تحزن بسببك
اياد : لماذا حزنت بسببك ماذا حدث
اعتدل ادم في جلسته و اتكأ على ظهر السرير و اغمض عينيه قائلا : دعنا لا نتحدث في هذا الان
اومأ اياد بحزن و اقترب من ادم و احتضنه بقوة و بكى بصمت بينما تالا قوست شفتاها و قالت ببكاء : انا اريد امي
نظر ادم لها و قال : لماذا تبكيان الان .. اهدأوا ارجوكم
اومأت تالا بنفي و قالت : اريد امي
مسح ادم على شعرها و قال : الست اباك ... ام انك لا تحبينني
تالا ببراءة و هي تمسح دموعها : انا احبك كثيرا .. لكن امي ..
قاطعها اياد قائلا : اين هي ... قلي يا ابي اين هي
ادم : صدقني لو كنت اعرف لكنت ذهبت ركضا لاحضرها .. لكني لا اعرف
قال اياد : حسنا الن تتصل ..
ادم : لا اعرف
..................
استيقظت يارا على اشعة الشمس التي داعبت عيناها .. تململت وفتحت عيناها لتجد نفسها في منتصف سرير سارة .. نظرت يمينا و يسارا لتلمح سارة تقف امامها و تنظر لها بإبتسامة مربعة يديها امام صدرها . .
قالت يارا : ماذا هناك ... لماذا تبتسمين هكذا
سارة بإبتسامة : تذكرينني بشخص اعرفه
ضحكت يارا و قالت : كيف
سارة بإبتسامة حنونة : بحركاتك و انت نائمة
ضحكت يارا و قالت بمرح : اجل حركات غريبة .. اشبه ابي فيها
اومأت سارة بإيجاب و قالت : ماذا تفعلان عندما تنامان سويا
ضحكت يارا بصوت مرتفع و قالت : نلتصق كالتوأم فكلان يحتضن الاخر بقوة ... و نستيقظ في نفس الوقت .. امي فيروز كانت تقول لي كنت اعاني من واحد اصبحوا اثنين ...
ضحكت يارا لتتنهد سارة كانت تتمنى ان تكون هي بدل فيروز لكنها قالت بمرح مزيف : من تشبهين بعائلتك ...
يارا بتفكير : سمعت ابي يقول مرة انني اشبه تلك المرأة يقصد امي .. هو في الحقيقة كان يحبها و لكن
جلست سارة و قالت بإهتمام : لكن ماذا
يارا بحزن : لا اعرف سمعته مرة يقول انه لم ينساها و امي فيروز بكت كثيرا لكنها تعودت على ذاك الوضع
سارة : اي وضع
يارا بشرود : ابي كان عندما يمرض يهمس بإسم امي سارة و عندما يغضب كان ينده لها بإسم سارة .. مرة سمعتهما يتشاجران بسبب ذلك بعدها لا اعرف ماءا حدث و تراجعا عن الطلاق .. الشيء الذي لا افهمه لماذا تطلق هو و امي ان كان يحبها ...
اومأت سارة بشرود و قالت : انا ايضا مازلت احبه
جمعت يارا حاجباها و قالت : ماذا تقولين لم افهم ...
انتبهت سارة الى ما قالته ارتبكت قليلا و قالت : اقصد حتى انا احب زوجي حتى بعد ان تطلقنا
اومأت يارا و قالت بعفوية : انا ايضا احب ادم حتى بعدما ضربني .. اشتقت لصوته ...
غمزت سارة و قالت : اتصلي به
تنهدت يارا و حملت هاتفه و ضغطت على رقم ادم ..فأجاب بعد مدة اياد : الو ...
...........................................
ماذا سيحدث يا ترى هل ستعود يارا له ام ستتجاهل وجوده و تكمل حياتها بعيدا عنه رغم عذابها


ع ـشقتـهـ ـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن