كنت أحملق في هاتفي المحمول و أتابع إحدى عروض فرقتي المفضل 'قوت ساڤن' عندما رن هاتفُ مكتبي، شهقتُ بعمق و بتوتر قائلتاً " يا إلهي لماذا أسمع صوت رنين مدوي لابد أن عطلاً فنياً قد أفسد عرضهم ... أوه لحظة هذا الصوت صادر عن هاتف مكتبي يرن و ليس من العرض" التفت لأرى رقم المتصل ثم قفزت من على كرسي مكتبي " يا إلهي أنجدني" و فور أن رفعت السماعة من على الهاتف أختفى صوت الرنين المزعج للحظة ثم اخترق طبلتُ إذني صرخات سيدي قائلاً " لما لم تردي على الهاتف سريعاً؟ ماذا لو إنقطع حبل أفكاري، بسرعة احضري لي قلم حبر آخر، بسرعة! اللعنه على هذا القلم الذي توقف عن الكتابة فجأةً"
يا لهُ من طفل ألا يستطيع إحضار قلم لنفسه؟ أعلم أنهُ من النادر لهُ أن ينجز عمله لكن على الأقل قم بهِ بالشكل الصحيح، أخرجت قلماً من الدرج السفلي لمكتبي بتكاسل قبل أن يرن الهاتف مجدداً و قبل أن أرد على المكالمة أغلق الخط.
" إلهي ساعدني" أصلي في عقلي بتوتر، هذه أول مرة يقطع المكالمة لابد بأنهُ غاضبٌ جداً، ركضت بين الممرات بسرعة و قبل أن أصطدم بباب مكتبة أوقفت نفسي في اللحظة الأخيرة. ضغط زر الجرس و انتظرتهُ ليفتح القفل، رئيس عملي حرفياً يمتلك سجادة صغيرة سوداء أمام باب غرفتهِ رُسم عليها قط أبيض يرفع إصبعهُ الأوسط عالياً بينما كتب بجانب القط ' إذهب بعيداً ' باللغة الإنقليزية، كذلك قفل بكلمة سر و جرس عند الباب.
لا يحتفظ سيدي معلومات سرية للدولة و لا مجوهرات غالية الثمن أو نادرة في غرفتهِ، في الحقيقة انه يرتدي قلادة بثلاث دولارات و يلقب نفسهُ بالغني ، و دائماً ما يهتف ' swag'، لكن سبب كل هذه الأقفال هو أنهُ لا يحب التواصل مع الناس و دائماً ما يحاول إجاد طرق ليقلل تواصلهُ معهم، لكنهُ شابٌ شغوفٌ لعمله و يحب-
قطع حبل أفكاري فتحهُ للباب سريعاً، لمعت عيناه فورأن لمح القلم في يدي ثم سحبهُ مني بقوه و أغلق الباب على نفسه مجدداً بسرعة الضوء، أسقط فكي من شدت الصدمة، لقد أخافني ذلك كثيرًا لابد بانهُ يطبخ أغنية إما لتدمر البشرية أو أغنية تبعث الأمل للـ' الآرمي' مجدداً.
" ألا يزال في الداخل؟" تحدث ملاكٌ قد وقف بجانبي لتوه بابتسامة جذابة و شعر بنيّ لطيف يغطي جبهتهُ البيضاء، " يبدو بأنهُ لم ينتهي بعد من عملهِ، سيد جيمين" إنحنيت محيتاً إياه بإبتسامه. عندها أخرج إحدى يديه التي كانت داخل جيب معطفهِ و دق الجرس.
