<من وجهة نظر &&& >
" كان إسمها ساكورا، و كانت كما يدل أسمها تماماً، زهرةٌ جميله و دافئه، بشعر رصاصيّ جميل، كانت كلما إستلقيت على سريري تنام فوق بطني و تمد الدفء إلي، ودعتها قبل سنتان لم أعلم بأنني لن أراها مجدداً، قالت لي أمي بأن رجلاً قد طرق الباب البيت و هو يحمل جثتها بين يديه، على ما يبدو بأن شاحنة قد دهستها" كنت أنطق و الدموع تجري بتلقاء نفسها، لم أشعر بها في البداية.
دفعني يونقي لحضنه بقوه و كأنهُ يريد مني التوقف، أحسست بحرارة جسدهِ تخترق جلدي و تبعث الأمل لي، كأنهُ يحاول تهدئتي و إخباري بأن كل شيء سيكون بخير. بعد أن هدأت قليلاً، حاولت الإبتعاد عنه لكنهُ لم يتركني، دفعت جسدهُ المريح عني، لكنهُ لم يتحرك بل ووضع ذقنهُ فوق رأسي. ظللنا على هذه الوضعية لبعض الوقت بعدها مسحت وجهي بقميصهِ المبلل بدموعي، لا بأس سيغطي معطفهُ الأسود على تلك البقعة المائية وسط قميصه.
تحدث بعدها يونقي عن أشياء عشوائية و قص بعض 'نكت' جين علي، لربما حاول تغيير الموضوع أو الترفية عني، ظللت أضحك بين الدعابة و الأخرى، أحياناً أرد على مواضيعة بتعليق و أحياناً أتركهُ يتحدث.
وصلنا للبقالة و كانت على غير العادة فارغة، بدأت بالتبضع و شراء بعض الخضار و تفحصها لكنني لمحت وجه يونقي المتملل فهو لا يقوم بأي شيء. " هلا أحضر علبة ' كاتشب' من الرف العلوي" طلبت منهُ ذلك حتى مع أنني أستطيع الوصول إليها. " هذه؟" أخذ علبة من على الرف ثم وضعها في السلة التي بدأت تثقل أكثر فأكثر. نطقت " تبقى المعكرونا الإطالية" و أنا أشعر بالسلة الثقيلة تسحبني للأسفل ماذا وضعت بها كي تصبح بهذا الوزن الثقيل؟
" أعطني هذا و أذهبي لإحظار المعكرونا" أخذ السلة عني ثم دفعني للأمام بلطف، إنطلقت إلى قسم النشويات و أخذت ثلاث أكياس ثم وضعتها في السلة " إنتهيت، هيا بنا نحاسب".
عندما وصلنا لقسم المحاسبة، كان رجل المحاسب في الأربعين من عمره سمين بشعر أسود طويل و شامة سوداء كبيرة على خده، بدأ من الأشخاص الذين يعيشون في شقة قديمة صغيرة و كانت رائحة نتنة تنبعث منه كما لو أنهُ لم يستحم منذ أشهر، ناظرنا بنظرات سخرية و بعد أن إنتهى من مسح المشتريات نطق " خمس و خمسين" ناولتهُ بطاقة البنك الخاصة بالشركة فحدق فيني بستهزاء و لم يرفع يدهُ لأخذها بل و حدث يونقي قائلاً " أي رجلٍ أنت لتجعل زوجتك تدفع مصاريف بيتكما، أرجح أنك تستغلها للحصول على مالها".