-5-

1.2K 114 5
                                    

عدت أدراجي لمكتبي و أنا منهكة، ناظرت ساعة هاتفي و التي كانت تشير للثانية ظهراً، " علي العودة للشقة لكيّ و طيّ الملابس" حدثت نفسي ثم إنطلقت مسرعة للشقة. كان هناك الكثير من الملابس لكيّها، هذا متوقع فهذه الملابس المتسخة منذ أسبوع أو أكثر، يبدو بأن الشبان يجمعون ملابسهم المتسخة طوال الإسبوع ثم يضعونها في المغسلة آخر الأسبوع و يستلمون ملابسهم في بداية الأسبوع. "لابأس إبتدائاً من الغد لن يكون هناك الكثير لغسلة " شجعت نفسي و أنا أعمل بكل جد.

عندما عدت للمبنى مجدداً كانت الساعة تشير للسادسة، لم تصلني رسالة على الهاتف تفيد بما يجب علي طبخهُ للشبان بعد، ربما علي أن أتفقد الحاسوب المتواجد في مكتبي، لكن فور أن دخلت الغرفة أخافتني جثة نائمة على الكرسي و تمد رجلها على الطاولة الصغيرة المقابلة للكرسي، كان يونقي كما توقعت ينام في مكتبي مجدداً.

أيقظهُ دخولي للمكتب، " عذراً دخلت دون أن أستأذن، تعطل مكيف مكتبي لذا أنا بأنتظار من يصلحة" نطق قبل أي يغطي عينية بقبعتهِ الرياضية ليتابع نومة. لم أنظر إليه هذه المره أيضاً، سحقاً متى سأتوقف عن تضخيم الأشياء. تركتهُ نائماً و أغلقت الباب بعد دخولي، فتحت حاسوبي و تفقدت البريد الإلكتروني كان فارغاً عندما تفقدتهُ أول مره، لكن بعد دقائق وجيزة كانت هناك رسالة واحدة غير مقروءة بعنوان ' برنامج أغذية فرقة بانقتان الأسبوع الأول ' فتحت الملف بكل لهفة، تفقدت المحتوى بدقة، كان لكل يوم علي طبخ وجبة إفطار ووجبة غداء، تنوعة  أصناف الطعام و أشكالها، تمتمت ناسيتاً وجود العجوز شوقا نائماً خلف شاشة حاسبي الضخمة " غريب ماذا عن العشاء؟ ماذا سأطبخ لهم اليوم؟... آه هناك ملاحظة بأسفل الجدول".

رفع يونقي قبعتهُ ثم رمش و هو يحرك رموش عينهِ الطويلة و بعد أن إعتادت عينيه على سطوع الضوء وقف خلف كرسي ثم قرب وجههُ من شاشة حاسوبي، أستطيع أن أشم رائحة عطرهِ إنها نفس رائحة قميصهِ الذي شممتهُ صباحاً.

" ما هذا؟" سأل بفضول، " جدول الطعام الذي سأطهوه لكم" رددت و أنا أحرك فأرة الحاسوب ببطء حتى يستطيع قراءة الجدول. " ضننت بأنكي ستطبخين ما تشائين" سأل بخيبة أمل. " حسناً الملاحظة المكتوبة هنا تحت الجدول تقول أنهُ لم يتم تحديد طعام العشاء لانهُ كثيراً ما تكونون في حفلات أو عروض ليلية لذا يمكنني طهو أي شيء" نطقت بينما هز رأسهُ متفهماً.

إعتدل في وقفتهِ قبل أن يضيف و هو يحك مأخرت رأسهِ " عندما نذهب للحفلات بالعادة، يكون هناك طعام على طاولة طويلة في إحدى زوايا غرفة الإنتظار، لذا أعود للسكن و أنا أشعر بالشبع"، إلتفتُ لأقول جملتي و أنا أنظر لعينية النعستان بإبتسامة " أجل، فأنتم تحتاجون للطعام قبل صوعدكم المسرح-" قاطع كلامي فجأتاً بإنزال رأسه ليصبح على مستوى إرتفاع رأسي، ظل يراقب عيناي مما أثار الخجلي و قبل أن تحمر خداي إلتفت لأراقب جدار المكتب، فنطق بغضب و هو يميل رأسه كي يصبح في نطاق نظري " لما تتجنبين النظر إلي؟".

" لا أتجنب النظر إليك" أجبت و أنا أرجع رأسي للخلف، " &&&" نطق إسمي بكل هدوء، إلتفت صوبهُ تلقائياً " يمكنني قراءتكِ بوضوح، لماذا؟ هم؟ ... هل ضايقتكِ بشيء؟" كان قريباً جداً، إستطعت أن أشعر بأنفاسه تلمس خداي برفق كان قلبي يضرب بقوه، ماذا أفعل أنا متوتره جداً، لا بد أن خداي محمران جداً الآن.

طرق أحدهم باب المكتب لذا إبتعد يونقي عني و إعتدل في وقفتهِ ، تحدث صوتٌ رقيق من خلف الباب " هل رأيتي يونقي؟" فتح الطارق الباب، لقد كان جيمين. بدا مستغرباً من وجود يونقي في مكتبي،سأل ضاحكاً " ماذا تفعل هنا؟" ثم دخل جيمين،" أخبرني هيونق بأن العمال لم يأتوا لإصلاح مكيف الهواء إلا بعد يومين فهم لا يعملون في أيام نهاية الأسبوع" يكمل جيمين حديثة و قد دخل جين و تاي إلى المكتب أيضاً، أظهر يونقي وجه جروين حزين لطيفاً ثم رد عليه ضاحكاً " لا بأس الآن أمتلك عذراً كي لا أعمل" ضحك الجميع على رده.

بعد دقائق صار الجميع متواجداً في مكتبي يبدو أنه ليس فقط مكيف يونقي المعطل، وجدت تجمع الأعضاء السبعة في مكتبي الصغير فرصتاً لأحدثهم عن شيء مهم،" أعلمني الرئيس قبل خروجي من مكتبهِ بأنهُ يجب علينا كتمان أمر ترقيتي عن الموظفين و عن ' الارمي' أيضاً. لكي لا يسيء أحد الضن، قله من يعلم بأنني أمتلك نسخة لمفتاح شقتكم، غير هذا تم إخبار ' الأرمي' سابقاً بأن طاهي متخصص يطبخ الطعام لكم منذ زمن بعيد لذا علينا كتمان أمر طهوي الطعام لكم".

تفهم الشبان طلب الرئيس، فدائماً ما يتشاجر الموظفون هنا، و إذا علموا بترقية مساعدة بسيطة مثلي لتكون طاهية الفرقة أيضاً قد يزيد حقدهم علي. عدت للشقتهم للمرة المئة هذا اليوم، لكن هذه المرة صاحبني جين و جنكوك فقد أنهيا عملهما. أعددنا طعام العشاء، و فور أن إنتهينا أتى البقية للشقة، جلس الجميع على طاولة الطعام في الصالة يستعدون لتناول الطعام لذا إرتديت معطفي و حملت حقيبةَ ظهري ثم إنحنيت عند الباب لأودعهم " صحة و عافية، لا تقلقو بشأن الأطباق سأغسلها غداً عندما آتي لإعداد الفطور، تصبحون على خير".

أنا فقط مساعدتك | BTSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن