-22-

792 73 7
                                    



" أصنعي لي كوباً من القهوة" أمرني يونقي قبل أن يغلق الخط، باردٌ جداً، تمنيت لو أنهُ قال 'عزيزتي' أو ' إذا سمحتي'. وضعت سماعة هاتف مكتبي في مكانها قبل أن أزفر بعمق و أخرج من مكتبي.

كانت أصوات همسات أول ما سمعتهُ عندما وصلت للمطبخ التحضيري في أخر القسم، موظفتان تتحدثان عني بسوء أمامي و يمكنني سماع كل شيء، فجأة إلتفتت واحده منهن و نظرت لي بشمأزاز ثم إلتفتت مجدداً لصديقتها. " تجاهليهما، تجاهليهما كما تفعلين عادتاً" حدثت نفسي و أنا أخطوا لداخل ذلك المطبخ الصغير.

بعد أن وضعت السكر في كوب القهوة فتحت درج العلوي ناويتاً إخراج علبة القهوة سريعة الذوبان لكن كانت إحدى الفتاتان أسرع مني و أخرجة العلبة قبلي. حدقت للعلبة بقل أن تسألني و هي تعلم الجواب مسبقاً " أوه هل أردتي هذا؟" ثم فتحت العلبة و سكبت ما فيه على الأرض، ظللت أراقب العلبة المائلة التي تفرغ ما بداخلها ببطء.

هزت العلبة عندما سقط كل ما فيه ثم رمتها فوق حبات القهوة التي تملئ الأرض، و لحسن الحظ أنها مصنوعة من البلاستيك و إلا سقط و إنكسر لعدت أجزاء. بعدها خرجن و هن يضحكن بغباء. لربما ظللت ساكتتاً لكني نطقت بالكثير من الكلمات البذيئة في عقلي.

~

طرقت باب إستيديو يونقي ثم دخلت دون أن أنظر منه السماح لي بالدخول، لف كرسيهُ نحو الباب ليعلم من الطارق، عندما وقعت عيناه علي لمعتاه بسطوع، و تحولت عبارات التعب لأخرى سعيدة، أغلقت الباب من خلفي قبل أن اندفعت نحوه ثم جلست في حضنه و أنا أضع كوب قهوة ' ستار بوكس' على الطاولة.

" ما الذي تفعله؟" سألتهُ و أنا أحدق للشاشة الضخمة، " لا أستطيع القيام بأي شيء لأحسن اللحن، إستمعي إليه، أشعر بأن شيءً ينقصه" ثم ضغط على زر ما بين كومت الأزرار في الجهاز و اشتغلت الأغنية.

أنا لا أعلم الكثير عن إنتاج الأغاني لكن يمكنني فهم قصد يونقي، أشعر بأن اللحن بسيط جداً و لا يناسب كلمات الأغنية كثيراً. " ربما إذا زدت لحن بيانو" لكنهُ ضحك على ردي وحسب، " ماذا؟ أنا جادة في ما أقول ... دعني أجرب" ثم وقفت من مكاني و مددت يدي للبيانو الصغير الممتد على طاولته الجانبية.

لا تقلقو يا رفاق، أنا أستطيع عزف لحن أغنية ' عيد ميلاد سعيد' لذا يمكنكم القول بأنني خبيرة في العزف. شبكت أصابعي معاً ثم مددتها أمامي بعدها فصلت أصابعي عن بعضها و بدأت ألف معصماي و أحرك يدي على شكل دوائر، ظللت أتمدد لمدة وكأنني سأقوم برفع الأثقال، و من خلفي كان يونقي يراقب حركاتي بإبتسامة جانبية، أشعر بأننهُ يستهزأ بي في داخله.

أنا فقط مساعدتك | BTSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن