إقتربت منهُ دون تفكير، لذا إقتلع عيناه عن ورقتهِ ثم سأل بستغراب " ماذا هناك؟"، كنت متوتره لأنني لم أعرف كيف أجيبهُ. " أأه - أم ... هل تحتاج شيءً ما؟" سألت بعد أن فكرتُ سريعاً. ضحك ضحكتاً مكتومه بإستهزاء ثم نطق و هو ينظر لعينيّ " هناك طاقم كامل لخدمتنا ... فلترتاحي إلى ما بعد حين" ثم عاود النظر لورقتهِ.
" ضننتُ أنك نائم" نطقت محاولتاً لفت إنتباههِ و فتح حوار معهُ حتى مع أنهُ بدا مشغولاً جداً، لا يهمني فأنا أشعر بالوحدة و أريد التحدث مع أحدهم. " لدي الكثير من العمل لاحقاً من أجل إنتاج الفيديو للأغنية و لن إستطيع التدرب على الإلقاء من أجل تسجيل لذا أتدرب الآن" نطق بكل تشائم، " هل تريد مساعدة مع نطق؟ أعني هذا دوري في هذه الرحلة لذا أستطيع أن أساعدك إذا أردت" سألت آملتاً أن يسمح لي بالجلوس بجانبه.
هز رأسهُ و هو يشير إلى المقعد المجاور لهُ فجلستُ سريعاً قبل أن يغير رأيه، " إربطي الحزام" أمرني بتثاقل ثم ناولني ورقتهُ لأقرأ محتواها. و بعد لحظات وقفت إحدى المظيفات بجانبي و بدأت تحدثنا " عذراً هل أحضر لكما شيءً لتشرباه؟"، " قهوه" نطق يونقي ثم إلتفت ينظر لي و كأنهُ يوحي لي بأن أطلب شيءً " شاي حليب إذا سمحتي" قلت بكل أدب، " إذا سمحتي؟" تمتم يونقي بستهزاء ثم قال لي " بتإكيد تسمح، أكيد ستحضر لك هذه وظيفتها"، " هاي، إنها إنسانه و تمتلك مشاعر، تذكر أنني الوحيدة التي تتحمل برودتك، يونقي " رددت عليه بغضب تعبهُ ليس عذر ليكون غير لبق في حديثه مع الناس.
" لا بأس، فهو لم يأذني، على أي حال ...أم... أختي من 'الأرمي' و معجبةٌ كبيره تحب جميع أغانيكم، هل تسمح بأن توقع هذه الورقه من أجلها" نطقت المظيفه بتوتر ثم أخرجت قلماً و ورقتاً صغيرة من جيبها، قبل أن يأخذ يونقي الورقة و القلم رد عليها بإبتسامه " بالتأكيد، و قولي لأختكِ أنني شاكرٌ لدعمها المتواصل لنا، و أننا سنعمل بجد لإنتاج أفضل الأغاني التي ستعجبها " ثم وقع لها بسرعة و كتب إسم الفتاة أيضاً. إندفعت المظيفة بحماس و عادت للمطبخ لصنع كوب من القهوه و كوب شاي لنا.
