-32-

593 63 19
                                    


جعلت البخار المتصاعد من كوب الشاي يلامس مأخرت أنفي، ذلك الشاي المعتق دافئٌ جداً يذكرني حضنه. رفعت عيناي لأحدق إلى السماء، عن غير العادة المكان هادئ جداً هنا، لا صوت مروحة تجول في الأعلى و لا صوت سيارة تعبر من الشارع المجاور لشرفة شقتي، هدوء تام عكس الضجيج الصاخب في خاطري. زوبعة من الأفكار تلخبط مشاعري، و الكثير من الأمور المخيفة. مناقشة حادة بين عقلي و قلبي، تلك الجمل التي قلتها و التي لم أقلها، و المشاعر التي أظهرتها و تلك التي أخفيتها، أنا نادمة لإمتلاكها جميعاً.

بالأمس كانت محاكمتي، و قد فزت في القضية و مع ذلك لا أشعر بالراحة، لازلت أشعر بالضغط و توتر الشديد، ربما لأنه لا يزال هناك الكثير للقيام به. فقد وقعت صباح اليوم على ورقة الطرد و علي الان البحث عن عمل. مع ذلك الحبر الأزرق في تلك الورقة أصبحت سمعتي في هذا المجال في الحضيض، مما يعني أنهُ إذا قدمت على عمل في إحدى شركات الأخرى فأنه سيتم رفضي، ليس لأنه تم طردي من شركة بيق هيت بسبب ' المشاحنة التي حدث بيني و بين زميلتي في العمل' و حسب، بل لن يتم قبولي لأنهُ أنتشرت صور لي عندما كانوا يحاولون نقلي لسيارة الإسعاف و قد كان يونقي يحملني بين يديه و وضعني على السرير الطبيّ خارج المبنى و لسوء الحظ كان هناك بعض المصورين المتخفين و أخذوا لنا بعض الصور.

أجل، أجل، الجميع يعرف الأن أننا نتواعد و ذلك واضحٌ وضوح الشمس من الطريقة التي كان ينظر بها يونقي إلي، و قد كان يلف يده حول يدي و قد ضمها لحضنه، حتى أنهُ صاحبني للمستشفى و جلس بجانبي على السرير منتظراً استيقاظي و عندما أتى الليل عاد أدراجه. الشركة لم تقم بتأكيد أو رفض الإشاعة، هي لم ترد على تلك المقالات أو الصور التي انتشرت حتى مع أن ديسباتش قامت بتأكيد الإشاعات بنشر صورة لنا عندما كنا نقف فوق السقف و بدأت تثلج.  < م/ك: للي ما يعرف ديسباتش، هم باباراتسي كوريا يفضحون الأيدولز اللي يواعدون> 

أرسلت نصاً ليونقي لأسأله ما الذي سيحدث لنا الأن، تم طردي من الشركة مما يعني أنهُ لن نرى بعضنا كثيراً مع جدول أعمالهم المتزاحم، و هناك إحتمال كبير بأنني لن أجد عملاً في العاصمة و سأعود للمدينة التي ولدت فيها. كنت خائفة بأن الإعلام -أو حتى الشركة- قد تأثر على علاقتنا، مع أنني أشعر بأنها بالفعل قد تأثرت منذ أن خرجت من المشفى.

كان ردهُ متوقع لكن فاجأني، بعد كل تلك الرسائل التي لم يرد عليها وأخيرًا يرسل لي نصاً. "ابحثي عن ذلك الذي يعوضكِ الساعات التي قضيتيها تنتظرينني و لم آتي، يعطيكِ الحنان الذي حرمتكِ منه، الذي يجعلكِ تشعرين بأنكِ أثمن شيء في حياته ... ابحثي عن السعادة التي لم نستطع العثور عليها معاً، فأنت تستحقين الأفضل." 

أنا فقط مساعدتك | BTSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن