-ها طمني إيه أخبار المنتجع معاك؟ ... ماشي حاله ولا إيه؟
أجابه باسل بإحباط: مش تمام ... مش تمام خالص يا شادي
شادي بقلق: ليه بس كدا ؟
-المنتجع قضى عالسيولة اللي كانت عندي ولولا إنك دخلت شريك بنسبة ، تقريباً ماكانش هيبقالي سيولة لأي شغل تاني وماكنتش فتحت المنتجع من أصله ... كل إعتمادي عالمناقصة الجاية دي لو رسيت عليا هتريحني جداً.
سأله شادي متردداً: طب لو ما رسيتش عليك هيحصل إيه؟
ظهر الفزع من إحتمالية خسارته كأنه لا يضعها بالحسبان وأجاب بأسى: هأضطر أبيع جزء من نصيبي في المنتجع عشان أقدر أمشي أموري
شادي معاتباً: وأنت إيه بس اللي كان زنقك الزنقة دي؟
باسل بضيق: الست بوسي فضلت تزن تزن وتقول فرصة وهتضيع وألحق قبل ما الأسعار تغلى زي ما بيحصل كل يوم ... وأنت عارف بقى زن الستات بيبقى عامل إزاي
ضحك شادي قائلاً: أه ماشيين بمقولة "الزن عالودان أمر من السحر"
-هههههههه من جهة ماشيين فهما ماشيين و بضمير أوووي كمان
شادي مستفسراً: أومال رامي فين؟ ... ما شوفتوش يعني
هز كتفيه قائلاً: لما كلمته الصبح كان في الطريق للقاهره
شادي بصدمة: هو مش قال إنه هيورينا العوم بيبقى إزاي وعملنا إنه مدرب تحت إيد سمكة قرش والسمك يبقى ابن عمه ؟
ابتسم مجيباً: رامي دا بحالات فجأة هتلاقيه هنا وبعدها بكام ساعة في القاهرة ... عامل زي الزيبق ما تعرفش تمسكه
شادي: ههههههههههه ربنا يهديه
باسل: هههههههههه أمين ... مع إني ما أظنش أنه يعقل أبداً
------------------------
تسمرت مكانها وهي تنظر حولها بدهشة ، إلتفتت إلى رامي تسأله كأنها تشك في قواه العقلية: أنت عارف أنت جايبني فين ؟
أومأ موافقاً: أيوه عارف طبعاً
-إحنا ف الملاهي ؟!
-بالظبط كدا
-وأنت جبتني هنا ليه؟
أمسكها من كتفيها وقال بجدية: قرار صاحبتك دا فيه راحة ليها ومش بعيد يكون سبب في سعادتها ... ومادام إنتي صاحبتها المفروض تفرحي لفرحها مش تزعلي على بعدها !
توقف قليلاً قبل أن يتابع مبتسماً: خصوصاً إنه كان سبب في سعادتي أنا كمان
نظرت له بدهشة: إزاي يعني؟
-عشان أول ما فكرتي تكلمي حد وإنتي مضايقة كلمتيني ... دا غير إني كنت عايز أقابلك بأي شكل ، بس من ساعة ما سبتيني أخر مرة وأنا ما بقيتش عارف اتحجج بإيه عشان أشوفك ... بس أديكي إدتيني الفرصة بنفسك
ظلت تنظر إليه بصمت دون أن تعلق على ما سمعته حتى أمسك بيدها وإبتسامته تتسع: أنا بقى جبتك هنا عشان تبقي فرحانة زيي ... ونتشارك الفرحة دي سوا إيه رأيك ؟
تطلعت حولها ورأت السعادة مرسومة على وجوه جميع من حولها فأثار ذلك حماسها وقالت بمرح: طااااااايب ... بس إفتكر إنك أنت اللي جبته لنفسك !
-ههههههههههه وأنا راضي يا ستي ... تحبي نبتدي بإيه؟
-إممممم ... عايزة أدخل بيت الرعب
-من أولها رعب ؟ ... لا لا لا دا إنتي شكلك مفترية أووي
-ههههههههههه أنت لسه شوفت حاجه ؟ ... دا أنا بأسخن بس
-هههههههههه طب مش كفاية تسخين وندخل عالتقيل؟
-يلا ... جووو أووون
دخلوا جميع الألعاب المتوفرة دون ملل والإبتسامة لا تغادر وجهيهما ، تتعالى ضحكاتهما بين الحين والأخر وقد استطاع أن يُنسيها حزنها بل ويستبدله فرحاً.
توقفت فجأة فسألها: تعبتي؟
-لا ... بس عايزة من دا
أشارت إلى عربة متنقلة يلتف حولها بعض الأطفال.
-هههههههه يخرب عقلك ... يا بنتي دا إنتي لسه ما خلصتيش الفشار اللي ماشية و واخداه في حضنك دا
دفعته إليه: أهو خد خلصه أنت وهاتلي من التفاح دا
-ودا إيه اللي عليه دا؟
-ما اعرفش ... أنا عايزة منه وخلاص !
-طيب طيب يا ساتر ... هأجيب أهو اصبري
وأحضر لها ما أرادت وجلس يتأملها وهي تأكل التفاحة بنهم ، عندما لاحظت نظراته المركزة عليها سألته وفمها ممتلئ: ما جبتش لنفسك ليه ؟
ضحك قائلاً: ههههههه طب ابلعي اللي في بؤك الأول وبعدين اتكلمي
، أصلاً أنا مش بأحبه ... بالهنا والشفا
عاد يتأملها ويبتسم بداخله فكم تبدو طفلة صغيرة تتحلى بالبراءة والطهارة ... في الحقيقة لقد تقرب منها لأنه اعتاد ذلك فهو يتقرب من أي فتاة تعجبه ؛ ولكنه من النوع الذي إذا وجد صد من الجهة الأخرى توقف وابتعد لأنه لا يحب الإلحاح ، لكن ميرنا كانت بالنسبة له إستثناء لا يعلم لماذا عندما حادثته وقد بدا في صوتها الضيق والحزن شعر بغصة في قلبه ولم ينتظر حتى يصل إليها ويخفف عنها ، لقد أثر حزنها به كما لم تفعل إمرأة من قبل ، فهل أحبها لتلك الدرجة ؟ ... يتمنى لو يعرف الإجابة الأكيدة على هذا السؤال.
-----------------
أمسك يدها وهو يقول بحزن: معلش يا ماري ... أنا بأحب القسيس دا جداً من وأنا صغير وهو معايا وكنت واعده إنه هو اللي هيجوزني شريكة حياتي ... لولا تعبه ماكناش أجلنا الجواز أبداً
ابتسمت متشبثة بيده: مش مهم ... هيبقى بخير مادام في رعاية الرب ... أصلاً أنا لسه ناقصلي شوية حاجات والإستعجال كان هيخلينا نأجلها ، كدا بقى هأقدر أعملها عشان مش بعد الجواز تاكلها عليا يا بيه
ضحك شريف وقال بحب: تسلميلي ... كويس إنه ما وزعناش بطاقات الدعوة كان هيبقى صعب أوي نعتذر من كل واحد
ماري: ماشي ... بس أنا بقى لازم تعوضني عالتأخير دا
شريف: إنتي تأمري وأنا أنفذ يا عيون شريف
ماري: هتأكلني بره إنهارده أكلة سمك !
شريف: ههههههههههه طول عمرك طفسة مش ميرنا بقت تقولك "ماري مجاعة" تصدقي لايق عليكي
ماري بحنق مصطنع: بس يا ولد عيب كدا ... أصلاً مش لوحدها دا كل البنات بيقولولي كدا دلوقتي .... بمناسبة إنك فتحت سيرة البنات شريف أنت عمرك في يوم هتيجي تقولي إبعدي عنهم أو مش عايزك تعرفيهم ؟
أجابها مستغرباً: لا طبعاً دول صحابك وأنا محترم دا مادام عمرك ما هتيجي على وقتك معايا أو على طلبات البيت وأولادنا في المستقبل
تنهدت براحه: ريحتني بأمانة ... خوفت لتكون زي علي جوز رنا اللي خلاها تقاطعنا وبقالنا أكتر من شهر لحد دلوقتي ما شوفنهاش
شريف مطمئناً خطيبته: لا ما تقلقيش ... بس صحيح إيه حكاية ميرنا مع رامي؟ .... بيجي ياخدها كل شوية من الشركة وخرج معانا كذا مرة
غمزته قائلة: شكله الحب ولع في الدره
ضحك شريف قائلاً : دا أنا اللي الحب ولع في قلبي يا مرمر ... مش ناوية تطفيه بقى ؟
أجابته بنبرة ذات مغزى: خلي القسيس يخف عشان نتجوز ونبقى نطفيها بعدين على مهلنا !
--------------------------
جلست مريم برفقة ديما لمتابعة أحد البرامج على التلفاز عبارة عن أحد الشيوخ يوصي بضرورة وصل الرحم وعدم قطعها قائلاً " إن الله -سبحانه وتعالى- عظم قدر الأرحام وصلة الرحم فقال تعالى:
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1)
وقال أيضاً عز وجل (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )) (محمد:23)
وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )) (الرعد:25)
قبل أن يقطع أحدكم صلة رحمه فليفكر جيداً هل يستطيع أن يتحمل لعنة الله عليه وغضبه ؟ ... واللعنة هي الخروج من رحمة الله فهل يدخل أحد الجنة إلا برحمته تجلى في علاه؟ .... نحن في أشد الحاجه إلى رحمته -عز وجل- وصلة الرحم ليست بتلك الصعوبة أو بالمهمة الشاقة علينا ... فبمجرد أن ترفع السماعة لتطمئن على ابن خال لك لم تسأل عنه منذ مدة تكون قد وصلت رحمك ... عندما ترسل طبقاً من الحلويات لجار لك تكون قد وصلت رحمك وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله )) (البخاري)
فلكل من أراد أن يتقرب إلى الله فليصل رحمه ، فقطع صلة الرحم من كبائر الذنوب ، والدليل على أهمية صلة الرحم أن الله عز وجل ربطها بعدة أشياء لا نستطيع التخلي عنها منها سعة الرزق فعن أنس بن مالك_ رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- : (( من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه )) البخاري
ومن أراد أن يدخل الجنة فليصل رحمه فعن عبد الله بن سلام _ رضي الله عنه_قال : لما قدم النبي -صلّ الله عليه وسلم- المدينة ، انجفل الناس قِبَلهُ . وقيل : قد قدم رسول لله -صلّ الله عليه وسلم- ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فجئت في الناس لأنظُرَ فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شئ سمعتهُ تكلم به أن قال : (( يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام )) الترمذي
وقد سألني أحد الأشخاص أنه يفعل كل الطاعات ويتقرب بكل الطرق إلى الله من زكاة وصدقة سرية وعلنية وغيرها من الطاعات ولكنه قطع صلة رحم بينه وبين أحد أقاربه بسبب خلاف ما فكان إستفساره هل يقبل عمله ؟ فهو قلق بهذا الخصوص ... لو كان يعلم حديث الرسول -صلّ الله عليه وسلم- : (( إن أعمال بني أدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )) رواه أحمد وإسناده صحيح
لما سأل هذا السؤال ...
إن الله –عز وجل- هو خالق الإنسان فهو الأعلم بكل شئ يخصه ، إن من أسباب الإلزام بوصل صلة الرحم هو سعادة الإنسان نفسه والحفاظ على صحته ، فمن منا اليوم لا يسمع عن تلك الأمراض العضوية سواء كانت حقيقية أو وهمية التي يخبرك الطبيب أن الدواء الكيميائي لا يفيد فيها بل يجب أن تتحسن نفسية الأمراض ليختفي المرض ، مرض أصله نفسي.
إن نفسية المريض إذا تحسنت سيختفى المرض. أنتشرت الأمراض بكثرة في عصرنا هذا لما ؟ ، ارتبطت الأمراض وزيادتها بزيادة عقوق الوالدين وهو أحد أنواع صلة الرحم ويليه الأنواع الأخرى.
إذا داومت على زيارة أحد المرضى من أقاربك مثلاً ستجد أن صحته بدأت في التحسن تدريجياً ، هذا في أغلب الحالات.
وبالنهاية أحبتي في الله أحب أن أختم لقائي معكم بهذا الحديث وأتمنى أن يعلق بأذهانكم ويكون سبباً في وصل أرحامكم قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- : (( لا يدخل الجنة قاطع الرحم )) رواه الترمذي
إلى اللقاء ... مع دعائي لكم بتقبل صالح أعمالكم ولقائي بكم في الجنة بأمر الله -عز وجل- ، السلام عليكم ورحمة الله "
-يااااااااه دي صلة الرحم طلعت حاجه كبيرة أوي والواحد مش حاسس !
تنهدت ديما بأسى: فيه حاجات كتير أوي في دينا يا مريم بنستهون بيها ويكون أجرها أكبر من حاجات تانية ، برغم صغرها وبساطتها إلا أنه أجرها بيبقى أعلى ... زي مثلاً الرجل اللي كان بيرتكب المعاصي بكافة أشكالها وكان سبب دخوله الجنة إنه سقى كلب عطشان ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي -صلّ الله عليه وسلم-: (( أن رجلاً رأى كلباً يأكل الثرى من العطش ،فأخذ الرجل خفه ، فجعل يغرف له به حتى أرواه ، فشكر الله له فأدخله الجنة )) وعالعكس منه الست اللي دخلت النار بسبب قطة لا هي أكلتها وشربتها ولا هي سبتها تشوف رزقها
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلّ الله عليه وسلم - قال: ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه
مريم: وفيه قصة تانية بردو سمعتها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- قَالَ "غُفِرَ لامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ ، يَلْهَثُ ، وفي رواية (قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ) ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا ، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا ، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ ، فسقته ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِك" مومسة يعني زانية
ديما برضا وقناعة: الحمدلله على نعمة الإسلام
مريم باسمة: صحيح دينا دين يسر لا عسر
قطع حديثهما جرس الباب الذي يدق بإصرار متواصل كأن القادم قد نسي إصبعه عليه.
قالت مريم بتوجس: اللهم إجعله خير
ديما: استني هاروح أفتح أنا ، ما تقلقيش
نهضت مريم: لا أنا هأجي معاكي
ما إن فُتح الباب حتى وجدت ديما من تلقي نفسها بين ذراعيه وتبكي بحرقة وصوت مسموع تتمزق له القلوب.
هتفت مريم بفزع: رنا !!
------------------
كان يقف بالقرب من النافذة يدخن بشراهة شارداً في الأفق البعيد عندما شعر بذراعين تطوقانه من الخلف فقال ببرود دون أن يلتفت: سيبيني يا بوسي دلوقتي أنا مش فايقلك
سحبت ذراعيها ووقفت أمامه تقول بحزن مصطنع: مالك يا حبيبي في إيه؟
-مافيش
تابعت بإصرار: لا فيه ... هو أنا مش مراتك ولا إيه؟ ... مش المفروض تشاركني في كل حاجه حتى أفكارك؟ ... يمكن لما تحكيلي نقدر نلاقي حل سوا
زفر بضيق وهو يطفئ عقب السيجارة بعنف: اللهم طولك يا روح ... مش هنخلص الليلة دي يا بوسي مش كدا ؟
-قولي مالك وأنا هاسيبك
تنهد بقوة قبل أن يقول: حاسس إني هأخسر المناقصة الجايه ولو خسرتها هأضيع حاجات كتير تانية عشان أعوضها دا لو عرفت أصلاً
استفسرت: طب وإيه اللي خلاك فاكر إنك هتخسر؟ ... هي مش دي نفس المناقصة اللي كنت متأكد من إنك هتكسبها 100% ؟
جلس وهو ينظر للبعيد: ماكنتش أعرف إن ديما هتدخلها ضدي !
صرخت بوسي بعنف: ديما ؟! ... هي مش كانت مختفية وماحدش عارف يوصلها ؟ ... وكان هيتعلن إفلاسها قريب ؟
قال بسخرية: كان كان يا بوسي ... دي رجعت ومسكت الشغل تاني وبدأت الأوضاع تتحسن عن الأول بكتير ... والعرض اللي نازلة بيه ضدي أحسن وأضمن من بتاعي
بوسي بحنق: يعني الست هانم غابت غابت ورجعت عشان تنتقم مننا مش كدا ؟ ... عايزة تدمرنا ... بس دا بعدها !
تركها تتحدث واتجه إلى الهاتف فسألته: هتكلم مين؟
-هاكلم الشركة أخليهم يشوفوا حل للمشكلة دي ولا يعدلوا في ورق المناقصة
-هو أنت لسه ما قدمتهاش؟
-لا لسه المفروض يتقدم على بكره كدا
-أومال عرفت منين إنه عرضها أحسن من عرضك؟
-عيون زارعهم عندها في الشركة
ضحكت: والله وبقيت خطر يا بيسو وبتعرف تزرع جواسيس كمان
-سيبيني أتكلم في التليفون بقى وبطلي هزار مش وقته
تناولت من يده السماعة وقالت: لا ما تكلمش حد خلي الأمور ماشية زي ما هي
-ما هو كدا هأخسر المناقصة ... هأحاول ألاقي حل
-هي النتيجة هتطلع أمتى ؟
-تقريباً بعد التسليم بأسبوعين تلاته
أجابته بثقة: خلاص سيبني أنا اتصرف وهتاخدها يعني هتاخدها
سألها مستغرباً: وهتعملي إيه بقى إن شاء الله ؟
جلست على ساقيه وعقدت ذراعيها خلف عنقه قائلة بغرور: ما تقلقش على بوسي ... أنا أفوت في الحديد
قربت شفتيها من شفتيه قائلة بدلال: وحشتني أوي يا بيسو هو أنا ما وحشتكش ولا إيه ؟
إبتلع ريقه بصعوبة قائلاً بصوت متهدج: براحه عليا يا بوسي شوية أنا مش قدك
ضحكت بخلاعة واطفأت الضوء ....
----------------
توقفت عن متاعبة تناول طعامها ونظرت إليه مستغربة: مش بتأكل ليه؟
بادلها النظرات مبتسماً: لما باشوفك وإنتي بتاكلي بأحس إنه أنا اللي بأكل
تركت شوكتها واعتدلت قائلة بمزاح: أومال طلبت الأكل اللي قدامك دا ليه ؟ ... عشان تتفرج عليه ؟
-لا ... عشان تأكليه إنتي
-ليه يا عم ! أنت فاكرني فيل؟
ثم تابعت بجدية: كُل يا رامي ... أنا الكلام دا ما بيدخلش دماغي ... خليك صريح معايا دا عندي أحسن من كلام الإسطوانات دا
اختفت إبتسامته وتحولت نبرته إلى الجدية كذلك: أنا يمكن كنت بأقول كلام الإسطوانات دا لبنات كتير ... بس معاكي إنتي بأنسى كل حاجه ومش بأقول إلا اللي في قلبي
حدقت به بقوة لتتبين كذبه من صدقه ، فجأة قاطعهما رنين هاتفها لتجد رقم مريم يظهر على الشاشة فأجابت بسرعة: ألو يا مريم
سكتت منصتة قليلاً قبل أن تصرخ: إيــــه! ... أكيد الحيوان الواطي دا عملها حاجه
أشار لها رامي أن تخفض صوتها عندما لاحظ إلتفات رواد المطعم إلى صراخها فتابعت بصوت منخفض ولكن يحمل الكثير من الغضب والحنق: طيب طيب أنا جايه حالاً
أغلق ناهضة بسرعة واستوقفها رامي متسائلاً: في إيه؟
-مش عارفة ... مريم بتقولي رنا جت ومنهارة من العياط ... أنا هاروحلهم ... سلام
-لا لا إستني هأحاسب وأوصلك
-لا مافيش داعي هأخد تاكس
أمسك يدها بقوة وتحدث ضاغطاً على كل حرف من كلماته: قولت أنا اللي هأوصلك يعني أنا اللي هأوصلك يا ميرنا
أنتظرته ميرنا والغضب يأكل أعصابها خوفاً على صديقتها وحقداً على تعطيل رامي لها.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...