وصلت إلى منزلها مع وصول أبناءها ، تقابلوا أسفل البناية وصعدوا سوياً ، جهزت لهم الغداء بسرعة من ثم توجهوا للنوم قليلاً.اتطمئنت إلى استغراقهم في النوم ، ذهبت إلى المطبخ وقام بتجهيز طعام الغداء لليوم التالي فليس من المتوقع أن تحضر الزوجة الجديدة الطعام لأبناء زوجها من زوجته الأولى. أنتهت في وقت قياسي واتجهت لتوقظ الأطفال لينهوا فروضهم المدرسية ، استحمت وبدلت ملابسها وجلست معهم تتصفح إحدى المجلات.حلت الساعة السادسة مساءاً ، عاد علي برفقة نادية التي تعمل معه بنفس البنك ليجدها واضعة ساقاً فوق الأخرى مرتدية شورت قصير وتي-شيرت بحملات رفيعة وقد رفعت شعرها على هيئة ذيل حصان ، ابتلع ريقه مستغرباً التغير الذي طراء عليها فأين ذهبت ملابسها البالية ؟ ، ركض الأولاد إليه بسرعة ليعانقوه.أمجد: وحشتني أوي يا باباكرم: جبتلي معاك شيكولاته ؟علي: وأنتوا كمان وحشتوني ... لا يا سي كرم ماجبتش حاجه هأعمل حسابي بكره ما تقلقشتبادل أمجد وكرم النظرات المستفهمة ثم قال أمجد: هي مين دي يا بابا؟تنحنح علي بقوة وجلس على أحد الأرائك وتبعته نادية ، توقفت رنا عن متابعة المجلة منصتة لما سيقوله علي لأولاده ولكنها لم ترفع عينيها عنها.كرر كرم سؤال أخيه: مش هتقولنا مين دي يا بابا؟صمت قليلاً قبل أن يقول بهدوء: دي مراتيأغمضت رنا عينيها بقوة لتخفي حجم الألم الذي شعرت به جراء سماعها لتلك الكلمة منه هو بالأخص بينما ابتسمت نادية بحبور ونظرت لرنا بشماته.أمجد: يعني إيه مراتك؟ ... أومال ماما تبقى إيه؟علي: ماما تبقى مراتي بردوكرم: يعني أنت دلوقتي متجوز إتنين؟أومأ مؤيداً ، عاد كرم ليسأل: يعني كدا بقى عندنا إتنين ماما ؟رفعت رأسها بسرعة ونظرت إلى علي بقوة منتظرة إجابته.هز علي رأسه نافياً: لا ... أنتوا عندكوا ماما واحدة بس لكن أنا عندي زوجتينشعرت رنا بالتشتت الذي أصابهم فأمرتهم بحزم: خدوا حاجتكوا وكملوا مذاكرة في الأوضة وأنا جايه وراكوافعلوا ما أمرت به بسرعة وبدون مناقشة كعادتهم كأنها أنقذتهم من هذا الموقف العجيب ، نهضت لتلحق بهم عندما أوقفها سؤال علي: إنتي مش ناويه تأكليني ولا إيه ؟إلتفتت إليه ورمقته بنظرة إستحقار خجل منها ، تابعت طريقها ولكنها توقفت فجأة قائلة دون أن تلتفت: ثواني والأكل يكون جاهزوانصرفت مسرعة مخلفة خلفها وجهين تعلوهما الصدمة.بمجرد إنتهاءها من وضع الطعام حتى وجدت علي يجلس على الكرسي الخاص به على مائدة الطعام تلحق به نادية والتي هتفت مستغربة: والأكل بتاعي فين ؟نظرت لها رنا بإحتقار: أنا حطيتله الأكل عشان دا لسه جوزي ، ومش عشان سواد عيونه كمان لا عشان ما أغضبش ربنا مني ، لكن إنتي مين عشان أخدمك كمان ؟!!نظرت لها نادية بغضب مكتوم ، أضافت رنا: بس الأكل عندك في المطبخ لو حابه تاكلي ابقي اغرفي لنفسكنظرت في عينيها بقوة مردفة: أهو الواحد يعتبرها زكاة عني وعن ولادي ... إطعام محتاجغادرت رنا الغرفة ، صرخت نادية بغضب: عاجبك اللي الهانم قالته دا ؟علي وهو يتناول طعامه: لمي الدور يا نادية أنا تعبان وفيا اللي مكافينينادية بعصبية: طب خليها تجيبلي الأكلنظر لها بقوة: هي معاها حق ... هي مش الخدامة بتاعتك كفاية إنها سيباكي تأكلي من أكل هي عملته ... جعانة قومي حطي لنفسككتمت غيظها ولكنها لم تتحرك من مكانها ، تطلعت إليه و رأته يأكل بتلذذ حقيقي مما أشعرها بالجوع الذي بدأ ينهش أمعاءها ، نهضت لتحضر لنفسها الطعام ولما عادت وجلست بجوارها أخبرها: اعملي حسابك هتطبخي يوم وهي يومنادية مستهجنة: نعم ؟!علي بقوة: نعم إيه؟ ... زي ما إنتي بتشتغلي هي بتشتغل ... دي كمان بتاخدد بالها من الولاد ... إحمدي ربنا إني ما قولتلكيش تطبخي كل يوم !نادية بضيق: أنت بتعمل معايا كدا ليه؟علي مستغرباً: بأعمل إيه؟ ... إني بأقولك تطبخي؟ ... مش حضرتك مراتي بردو ولا إيه؟ ، مش من حقي أكل من إيدك ؟ ، إفرضي كنا عايشين لوحدنا هتعملي إيه ؟ هتجيبي رنا منين عشان تطبخلك؟سقط نظرها في الصحن أمامها وصمتت.-----------------السلام عليكم-وعليكم السلامألقت مريم بجسدها إلى جوار ديما فسألتها ديما: ها ؟ ... شوفتيها؟-تصدقي كانت وحشاني أوي أكتر مما كنت أتخيلابتسمت ديما: ربنا يخليهالك-قولتلها تيجي تقعد معانا هناهتفت ديما بسعادة حقيقية: والله جدعة يا مريم أنا كنت عايزة أقولك تعملي كدا بس قولت لما تشوفيها أول مرة الأول ... بس ما جبتيهاش معاكي ليه؟-مش عايزه تسيب البيت هناك وذكرياتها فيه-إمممم ... طب وقابلتي حد غيرها؟-زورت واحدة جارتنا عشان أديها نمرتي لو حصل حاجه وقابلت المعلم حسونه ... تخيلي أنه دلوقتي على ذمته أربعة!-يا بنتي الناس اللي زيه مايعرفوش في الدين غير مثنى وثلاث ورباع بس ... لكن تقوليله الجواز مش بالعافية ولا راعي ولادك ولا يعرفهم-يلا ... أهو كل واحد ربنا هيحاسبه على عمايله-بس أنا ما كنتش باسألك على حسونه ... أنا باسأل على اللي بالي بالك !تنهدت بألم: قابلت واحدة جارتنا وأنا ماشية وقالتلي إنه عزل هو ومامته بعد ما أخته الكبيرة إتجوزت-طب وإنتي حاسه بإيه دلوقتي؟-حاسه ؟ ... حاسه إنه ماليش نصيب معه-لعله خيراعتدلت مريم وقالت مغيرة موضوع الحديث: إيه الورق اللي قدامك دا؟ ... وكنتي بتعملي إيه قبل ما أجي ؟اشتعل الحماس في نفس ديما وهي تطلعها: دا مشروع بأعمله دراسة ... عايزه نصدر إحنا منتجاتنا بدل ما نستورد وبس ... دي خطة مبدئية وبعدين نبقى بنصدر بس ومش محتاجين نستورد حاجه من حد-واو ... شكله مشروع حلو ... وهتصدري إيه بقى؟-فيه مصنع من مصانعنا بيشتغل في النسيج هأخليه يعمل سجاد بتصميمات شرقية ودا بيبقى مرغوب جداً بره ، وإحنا عندنا شركة تصميم أزياء للمحجبات من أيام بابا -الله يرحمه- هارجع أهتم بيها تاني واتأكد إنه التصميمات تكون شيك وحلوة وفي نفس الوقت محتشمة ونعملهم عروض أزياء بره ... إنتي عارفة الأجانب بيعشقوا أي حاجه جديدة ... عايشين في ملل بقى بعيد عنك-ههههههههههه الفراغ بيعمل أكتر من كدا يا أوختشي ... بس أهو جه في مصلحتنا ... بس بجد المشروع شكله هينجح ربنا يوفقك وأنا معاكي لو عوزتي أي حاجه !-طب حيث كدا بقى ... نفسي في فنجان قهوة من إيديكي الحلوين دول يا قمـــــر-ههههههههه دا إنتي داخلة على طمع بقى-إن ما كنتش أطمع فيكي هأطمع في مين ؟-أنا اتثبت يا جدعان-طبعاً طبعاً هو أنا شوية في البلد !-هأروح أعمل القهوة إكراماً لله وللوطن ... دا مشروع قومي أومال إيه !-ههههههههه ماشي يا وطنية-البنزين شاحح اليومين دول فوتي علينا بعد شهرأصابتها ديما بالوسادة ضاحكة: اجري يا بت ... واعملي القهوة مظبوط مظبووووط يا فوزية !-خلاص فهمنا يا أبو سنجة ... هأعملها سادة من عونيا------------تركتهم بغرفة الطعام وهي مغتاظه من تلك الأفعى التي تريدها خادمة لها بعد أن خطفت منها زوجها ، دلفت إلى غرفة الأطفال لتجد كرم يبكي وأمجد يحاول تهدئتها ولكنه يبكي هو الأخر ، اقتربت منهما بفزع : في إيه ؟! بتعيطوا ليه؟! ... فيه حاجه بتوجعكوا ؟!!!مسح أمجد دموعه قائلاً: مافيش يا مامارنا بغضب: هو إيه اللي مافيش ؟ كل المناحه دي ومافيش؟ ... ما تنطقوا في إيه ؟!سألها كرم بصراحة: هو بابا إتجوز واحدة تانية ليه ؟باغتها السؤال فلم تستطع الإجابة ، تابع كرم: أنا مش عايز ماما تانية أنا عايزك إنتي وبسجذبته رنا إلى أحضانه وكذلك فعلت مع أمجد وقالت بقوة وحسم باكية: وأنتوا مش هتكونوا ولاد حد غيري! ... وأنا بس اللي هأفضل ماما فاهمين!أمجد: بس نادر زميلنا لما باباه إتجوز واحدة غير مامته بقى بيقولها يا ماما !رنا: بس نادر ماعندوش ماما أولنيه ... لكن أنا معاكوا أهوكرم بتفكير: أيوه ... مامته الأولنيه راحت عند ربنا ومش قدامه غير مامته التانية ديرنا بإبتسامة باهته: شوفت بقى؟ ... أنا أهو موجودة يبقى مش هتحتاجوا ماما تانية خلاص ، مش كدا؟كرم بقوة: لا مش عايزين غيرك إنتي ماماأمجد بقلق: يعني إنتي مش هتسيبينا ؟رنا مستغربة: واسيبكوا ليه؟ ... أنتوا ولادي ومافيش حاجه تبعدني عنكوا أبداًكرم: طب هي هتعيش معانا هنا ؟أومأت قائلة: أيوه عشان هي مرات باباأمجد: طب بابا ما جابلهاش بيت تاني ليه تقعد فيه ؟أجابته وهي نفسها لا تعرف الإجابة الحقيقية للسؤال: عشان بابا مش عايز يسيبكوا ويبعد عنكوا ولو شوية صغيرينكرم: يعني بابا بيحبنا ؟رنا مؤكده: طبعاً ... بابا بيحبكوا أوي أوي عشان كدا عايز يفضل جنبكوا على طولأضافت وهي تنهض مدعية المرح: يلا بقى بطلوا دلع وخلصوا الواجب بتاعكوا عشان الميس تبقى مسبوطة منكوا وأنا هأروح أعملكوا نيسكويك اللي بتحبوه ... إتفقنا ؟أمجد وكرم في نفس الوقت: إتفقناأغلقت الباب خلفها وهي تمسح دموعها المتبقيه على وجنتيها ، استدارت لتجد علي خلفها.قال لها مبتسماً بحب وإمتنان: شكراًسألته مستغربة: على إيه ؟أجابها: عشان ما استغلتيش ولادي وقلبتيهم علياقالت بهدوء وعقلانية: عمري في يوم ما هأستغل الولاد عشان أنتقم منك ... لو ليا حق عندك ربنا موجود هيجبهولي ... ولادي بالنسبالي هما حياتي والسبب اللي مخليني أستحمل العيشه اللي أنت عايزني أعيشها دول ... عشان لا أخليهم يعيشوا مع أب ومرات أب ولا مع أم بس ... أنا قبلت بالوضع دا عشان يتربوا وسط أب وأم حتى لو فيه طرف تالت في الموضوع ... ومع إني أوعدك إنه عمري ما هأستغلهم عشان أنتقم منك بس ما أقدرش أوعدك أنهم ما يكرهوكش لما يبدأوا يكبروا ويفهموا الدنيا ماشية حواليهم إزاياتجهت إلى المطبخ واطرق هو رأسه بألم.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...