31

4.3K 230 2
                                    


ترجلت ماري وزوجها من السيارة بعد أن صفها أسفل البناية التي تسكنها مريم وديما ، وصعدا إلى الطابق الذي تحتله الشقة.
شريف: أنا مش فاهم إيه اللي يخلي مريم ترجع البيت وتقعد لوحدها ما كانت باتت مع مامتها أحسن
ماري بتوتر: مش عارفة مش عارفة يا شريف أنا قلبي مش مطمن
شريف مهدئاً: ما تقلقيش ، هتلاقيها بخـ......
أوقفته صرخات ماري المزعورة عن إتمام جملته ، حتى هو تسمر مكانه من هول ما رأى.
ماري بإنهيار: لا لا لا ... دي مش مريم مش هي !
----------------
إتجهت إلى الباب قائلة بغضب: ما براحه ع الباب هو حمل الرزع دا!
فتحت لتفاجأ بزوجها وهو بهذه الحالة ، دفعها ليدخل بينما أغلقت الباب ولحقت به إلى الداخل.
نظرت له بقلق وسألته: أنت كنت فين ؟ ... وشك مخطوف كدا وزي ما تكون خايف من حاجه
نظر لها لترى الدموع بعينيه لأول مرة فسألته مندهشة: أنت بتعيط يا راجل ؟
ظل على حاله صامتاً ، اقتربت منه قليلاً لتلاحظ الدماء التي تملأ ملابسه وتتقطر من يديه.
ضربت صدرها بشدة مبتعدة بذعر: يلاهوي ، أنت مش كنت رايح لأختك ؟ ، عملت فيها إيه يا راااجل ! لتكون .....
لم يستمع لباقي جملتها فقد إنطلق إلى غرفته وأغلق الباب على نفسه وبدأ في البكاء بشدة لعله ينسى ما حدث.
----------------
وصلت رنا برفقة علي لترى زحام شديد والناس متجمعة ، نظر علي حوله فوجد المكان يعج برجال الأمن والشرطة ، اندفعت رنا بين المحتشدين تدفعهم الواحد تلم الأخر وهي تستمع لتعليقات بعضهم "لا حول ولا قوة إلا بالله ، البنية شكلها صغير يا حبة عيني"
يرد عليه الأخر: "الله أعلم عملت إيه ولا اللي ضربها دا يبقالها إيه ؟"
تحدث ثالث بغضب: "أدي أخرة التربية الـ****، خلفة البنات دي عار ومذلة "
ردد الأول على مسامعهم: "اتقوا الله ، دي أعراض ناس يا عالم حرام عليكوا"
نظر إليه البقية في عدم رضى ، وجدت مريم محمولة على السرير النقال لعربة الإسعاف وماري بجوارها تبكي وتنوح وشريف يحاول تهدئتها ولكنها لا تستجيب.
رنا بفزع: مالها؟ ... فيها إيه يا ماري؟
رفعت نظرها إلى المتحدث وعندما رأت أنها رنا زاد بكاءها: مش عارفة
شريف: مش وقته الكلام دا ، يلا عشان نحصلها ع المستشفى
ماري: لا أنا هأركب معاها
رنا: وأنا كمان
أمسك علي بذراع شريف وأشار إليه: ما تحاولش مش هيرضوا ، تعالى معايا عشان نحصلهم بعربيتي
شريف: أنا معايا عربية
علي: خلاص أمشي أنت بعربيتك وأنا هأمشي وراكوا
انطلقوا خلف سيارة الإسعاف تحت أنظار الناس المتجمهره وصوت الإسعاف المعروف يفتح الطريقة أمامهم.
لحق علي وشريف بهم بعد أن صفوا سيارتهما في جراج المستشفى
سأل علي: هي فين ؟
ماري باكية: دخلوها العمليات
رنا ودموعها لا تجف: ربنا يستر وتقوم بالسلامة
الجميع: يا رب
شريف: أنتوا كلمتوا ميرنا ؟
ماري: لا
رنا: ما بقاش فينا عقل
شريف متفهماً: أنا هأبلغهم
بعد مرور ساعة أخرى من الزمن حضرت ديما وميرنا برفقة رامي وباسل وكريم.
سألت ديما قلقة: أومال هي فين ؟
علي بهدوء: ف العمليات
ميرنا بفزع: كل دا ؟
شريف: المهم تقوم بالسلامة
كريم: هو إيه اللي حصل ؟
رنا: مش عارفة أنا لما روحت كانت الإسعاف بتنقلها
ماري: أنا دخلت لاقيتها غرقانة ف دمها وفي سكينة مرمية جنبها عليها دم
ثم أضافت بإنهيار: الحمدلله إن مافيش واحدة فيكوا شافت اللي انا شفته ، أنا لحد دلوقتي مش قادرة أنسى المنظر
ضمها شريف إليه مواسياً بحنان: خلاص أهدي يا حبيبتي ، الحمدلله إحنا لحقناها وهتبقى كويسة
ماري بصوت متحشرج من كثرة البكاء: يا رب يا شريف يا رب
شعر كريم بقلبه ينقبض بشدة عندما تخيل المنظر الذي وصفته ، تنهد بحرقة متمنياً خروجها بخير.
مرت ساعتين إضافيتين قبل أن يخرج الطبيب أخيراً من غرفة العمليات ، اتجهوا إليه جميعاً متساءلين.
باسل: خير يا دكتور ؟
الطبيب: حالتها خطيرة جداً مع الأسف
حل الذعور على وجوههم ، سأله رامي: هي مش كويسة؟
أجابه الطبيب تحت ترقب الجميع: المريضة اتضربت بالسكينة ف مكان قريب جداً من القلب ، يعني تقدر تقول إنه لو السكينة اتحركت سنتي واحد عن مكانها كانت ماتت ف الحال وما لحقتوش تجيبوها على هنا
سألته ديما بقلق: طب دلوقتي؟
الطبيب: دلوقتي إحنا قدرنا نوقف النزيف بعد صعوبة شديدة ، بس O+هي فقدت دم كتير ولازم نعملها نقل دم ، هي فصيلة دمها
والفصيلة دي مش موجودة ف بنك الدم دلوقتي ، لازم تجيبولها أكياس دم ف أسرع وقت أو متبرع
صرخ به كريم: إزاي يعني مافيش دم في المستشفى أومال هيكون فين ؟
هدأه الطبيب: أخر كيس كان موجود إحنا حطيناهولها ، بس دا مش كفاية بالنسبة لها ، لازم تجيبولها دم
رامي: مافيش داعي تدوروا ، أنا نفس فصيلة دمها
الطبيب مشيراً للممرضة: خديه واتأكدي إنه ينفع يتبرع
إلتفت لرامي قائلاً: إتفضل معاها لو سمحت
ذهب رامي برفقة الممرضة ودب الأمل في قلوبهم.
ميرنا: هو بعد ما يتبرع هي هتبقى كويسة ؟
الطبيب: لما نشوف لما نشوف ، ادعولها
رجع الطبيب إلى مريضته مجدداً وتركهم يتخبطون في أفكارهم ، عاد رامي بعد فترة ليقف معهم بعد أن تبرع بالدم ، اقترب باسل منه قائلاً: ما تروح تستريح شوية يا رامي ولو في حاجه هأقولك
رفض رامي: لا ، أنا هأفضل هنا لحد ما اتأكد إنها بخير ومش هتحتاج دم تاني
توجهت إليه ميرنا بخجل: شكراً يا رامي
نظر لها بحنان مبتسماً إبتسامة باهتة: دا واجبي ، المهم هي تبقى بخير
بادلته ميرنا الإبتسام قائلة: إن شاء الله
خرج الطبيب مرة أخرى قائلاً: الحمدلله حالتها اتحسنت ، بس هتفضل تحت العناية لمدة 48 ساعة
ماري بقلق: ليه يا دكتور عناية مادام هي اتحسنت ؟
الطبيب: اتحسنت لكن لسه في خطر ، لو عدت الـ 48 ساعة الجايين دول وحالتها مستقرة من غير مضاعفات يبقى عدت مرحلة الخطر
ميرنا: وهي هتحتاج نقل دم تاني ؟
ابتسم الطبيب: لا إحنا أخدنا دم كتير أصلاً من الأستاذ
رامي بجدية: أنا مستعد لو محتاجين دم تاني
الطبيب: لا خلاص هي مش هتحتاج دم تاني وياريت حضرتك تستريح وتشرب سوايل كتير عشان تعوض الدم
أضاف قبل أن ينصرف: يا ريت تدعولها ، اليومين الجايين هما اللي هيحددوا إذا كانت هتعيش ولا لأ ... عن إذنكوا
عادت الفتيات للبكاء من جديد بحرقة ، اقترب علي من رنا وحاول أن يضمها إليه ولكنها نظرت إليه بإحتقار وأدرات وجهها للجهة الأخرى صامتة.
حضر أحد رجال الشرطة قائلاً: مدام ماري وزوجها الأستاذ شريف موجودين ؟
اقترب منه شريف مستفهماً: أيوه أنا
أضاف مشيراً لماري: ودي مراتي
الضابط: حضرتكوا اللي وجدتوا المجني عليها مش كدا ؟
شريف: أيوه
الضابط: طب اتفضلوا معايا عشان ناخد أقولكوا
تدخل باسل: معلش يا حضرة الظابط ممكن تأجل الموضوع دا شوية عشان هي لسه جوا وأديك شايف حالة مدام ماري شكلها إيه ، صحبتها وخايفة عليها
نظر الضابط إلى حالة ماري بشفقة ولكنه قال بجدية: بس لازم ناخد أقولكم ف أقرب وقت عشان دا هيساعدنا نمسك الجاني
باسل: تهدا شوية وهتيجي ، ساعة بالكتير
أومأ الظابط: طيب ، أنا هأكون ف مكتب الأمن بتاع المستشفى تحت ، كمان ساعة تجولي
أومأ شريف وكذلك ماري موافقين فغادر مستسلماً.
شريف لباسل: شكراً
باسل بجدية: بس لازم تشوفوا محامي يحضر معاكوا ، عشان ماحدش يتهمكوا لا سمح الله ، وعشان يخلص الأمور بسرعة
ديما: أنا هأكلم الأستاذ نعيم يجي دلوقتي
ابتعدت عنهم مسافة قصيرة لتتحدث إلى محاميها ، دق الجرس لفترة قبل أن يجيبها صوت ناعس: ألو
- السلام عليكم ، إزيك يا أستاذ نعيم ؟
- ديما ؟!
- أيوه أنا ، أسفة إني بأتصل بحضرتك ف وقت زي دا
- لا أبداً ، بس خير ... في حاجه ؟
- بصراحة أنا محتاجه حضرتك دلوقتي ضروري
- إنتي فين ؟
- ف المستشفى ، هأقفل وأبعت لحضرتك العنوان واسمها في رسالة لإني مش فاكرة
- طيب وأنا في الأنتظار
- مرة تانية أسفة على الإزعاج
- لا ما تقوليش كدا ، دا إنتي بنت الغالية
- شكراً لحضرتك ، مع السلامة
- مع السلامة
سألت شريف عن اسم وعنوان المستشفى ثم أرسلتهم في رسالة للمحامي ليكون أمامها بعد نصف الساعة.
الأستاذ نعيم بقلق: في إيه ؟
قدمت له: دا الأستاذ شريف ودي مدام ماري و هنحكيلك الحكاية من الأول
وبدأت ميرنا تروي مكالمتها لمريم تبعها شريف وماري بما رأوه فور دخولهم وفي النهاية ...
نعيم: ما تقلقوش أنتوا هتنزلوا تقولوا اللي قولتوه دا بالظبط وما تخافوش مش هيحصل حاجه وأنا معاكوا بس هاستأذنكوا أطلع عالتحقيقات الأول عشان اتأكد إنه مافيش أي شبهه ناحية حد منكوا
شريف: تمام ، وإحنا في أنتظار حضرتك

اصدقائي قنبله ذريه بقلم/  ساره محمد سيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن