استيقظت هدى صباحاً وهي تشعر بأن الأمور ليست على ما يرام ، فلم تتصل بها أي واحدة منهن فجراً لتوقظها وعندما اتصلت بهن لم تجبها أيهن مما زاد القلق في قلبها.
بدأت بإعداد الإفطار لعائلتها لتتناسى قلقها ، دخلت عليها والدتها مبتسمة: صباح الخير فايقة من النجمة وبتحضري الفطار كمان تتحسدي
هدى: هههههههه ليه يعني يا ماما هي أول مرة أحضره ؟
سعاد: لا مش أول مرة بس بقالك فترة مش بتعمليه
هدى: معلش يا مامتي يا حبيبتي ، بأحفظ القرآن ف الوقت دا من الصبح عشان بيبقى أحسن وقت والدماغ فاضية وبيثبت أسرع
سعاد: ربنا يباركلي فيكي يا رب ، بس كملي جميلك وروقي البيت بقى عشان أنا مهدودة ومش قادرة
هدى: من عنيا يا قمر وبعد الشر عليكي من الهده
سعاد: أيوه كُليني بكلمتين ياختي
هدى: ههههههههه كلمتين إيه يا ماما لو لقمتين معلش أهو الواحد يغمس
ألقت عليها عود بقدونس: إمشي من وشي وروحي صحي أخوكي عشان يروح المدرسة
وضعت هدى الطعام على الطاولة وذهبت لتوقظ أخيها الذي يغط في النوم كعادته.
فتحت النوافذ لتدخل أشعة الشمس وتنير الغرفة قبل أن تجلس بجانبه وتقول: كمال ، كموله يلا بقى عشان تفطر
زام قليلاً وقال: سيبيني أنام ، نعسان
- يا ابني قوم هتتأخر عالمدرسة
- مش مهم ، مش هأروح
- يا ابني أنت محسسني إنك بتروح معتقل مش مدرسة
- يا بنتي أنا في تانية إعدادي مدرسة إيه اللي عاوزني أروحها ، هو فيه حد بيروح المدرسة الأيام دي
- أومال هتفضل نايم ليل ونهار ؟
- لا شوية وأقوم عشان الدرس اللي بعد معاد المدرسة
- لا قوم روح المدرسة وبعدين روح الدرس اللي بعد المدرسة
- يا ابنتي فكك مني
- أفكني منك إيه هو أنا مربوطة
- يوووه سيبيني أنام
- والله يا كمال لو ما قومت دلوقتي لأروح أقول لبابا وهو يصحيك
- ماشي قوليله ، مش هأقوم بردو
أضافت بخبث: طيب ، بابا مدلعك بس ماما ...
لم تكمل جملتها قصداً لتوحي له بمقصدها أما هو عندما سمع كلمة "ماما" أنتفض من مكانه بسرعة وقال لهدى: 5 دقايق وأكون بأفطر معاكوا
غادرت هدى الغرفة وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك حتى أن والدتها نظرت لها متعجبة وهي تضرب كفاً بكف: لا حول ولا قوة إلا بالله البت اتجننت وعقلها فوت
قبل أن ترد هدى على والدتها سمعت رنين هاتفها فاتجهت إليه وهي ما تزال تضحك أجابت على إتصال رنا: السلام عليكم
قطبت حاجبيها بشدة واختفت ضحكتها لما أخبرتها به وحلت الدمعة محل الضحكة.
---------------
أصرت رنا على علي ليذهب ويتأكد من ذهاب الأولاد إلى المدرسة وإفطارهما بشكل جيد فرحل على وعد بالعودة بعد إنتهاءه من العمل.
وقفت ماري وشريف يضمها ليخفف عنها أمام الباب الذي يُفضي إلى غرف العناية المشددة حتى يحصلا على أذن بالخروج من المستشفى وقتما يريدان.
ظلت ميرنا تمسك بالمصحف تقرأ فيه لتهدأ ورامي يلقي عليها نظرة ليطمئن على حالها قبل أن يخفضه مرة أخرى.
أتم باسل بعض الإتصالات للمنتجع ليتأكد من سير الأمور ، واتصل بوالده ليطمئنه على أن الأمور على ما يرام وأكد عليها البقاء هو وشادي بالمنتجع حتى يعود هو أو كريم أو رامي حتى لا تحدث مشاكل أو تعطيل لسير العمل ، تجاهل إتصالات بوسي العديدة فهو لم يعد يطيقها خصوصاً عندما تأكد من مدى حبه لديما.
نظر لديما ووجدها تدعو الله وتذكره حتى يحفظ لها صديقتها ، قلبها الكبير هو الذي أذب قلبه عشقاً بها ، لم يكن يعلم بحبه لها حتى اختفت 3 سنوات كاملة دون أن تصله أي أخبار عنها وعندما رأى شادي يتقرب منها ويغازلها اشتعلت النار بقلبه غيرة عليها ، هذا كله في كفة وتخيله لها بدلاً من صديقتها في غرفة العناية جعل نفسه يضيق ويكاد يفقده ... لقد أحبها متى بالضبط ولماذا لا يدري أحبها وكفى.
سألت ماري: حد اتصل بهدى ؟
ضربت ديما رأسها: أوبس ، نسيت
ميرنا: حد يكلمها بسرعة ، دي هتولع فينا لما تعرف إننا ما قولنالهاش لحد دلوقتي
رنا: أنا هأكلمها
دقت رقمها ولكن عندما سمعت صوت ضحكاتها العالية بكت فرغماً عنها ستفسد سعادتها ، استجمعت شجاعتها وألقت كل ما لديها مرة واحدة بما في ذلك عنوان المستشفى وأقفلت الخط دون أن تسمع رد فعل هدى.
توجهت إليهم مرة أخرى عندما رأت نعيم يقترب لمحادثتهم.
بدأ بالحديث: أولاً حضرتك والمدام ممكن تخرجوا وتروحوا ف أي حته زي ما تحبوا خلاص الشبهه سقطت عنكوا
شريف: وإيه اللي غير رأيهم ؟
نعيم: ما أنا جايلك في الكلام أهو ، هما رفعوا البصمات من على السكينة اللي كانت جنبها وهتظهر النتيجة بعد الضهر بس هما حققوا مع البواب
ديما بأمل: وقال إيه ؟
نعيم: بيقول إنه جه قبل ما تيجي مدام ماري وأستاذ شريف بحوالي 10 دقايق بس ، وهو لما جه شاف واحد نازل بيجري من فوق وخبط فيه بس ما قدرش يعرف هو مين وما شافش وشه عشان كان حاطط الكاب بتاع الجاكيت وقاله كلام ما فهمهوش وكمل طريقه
ميرنا بحيرة: ومين يا ترى اللي ممكن يعمل كدا ؟
ماري: التحقيقات أكيد هتعرف مين هو
كريم بتعجب: أنا عايز أفهم حاجه ، هي مش كانت مع مماتها في المستشفى؟ ... إيه اللي خلاها تروح؟
ميرنا: مامتها أصرت عليها تروح وما تباتش في المستشفى
نظر نعيم في ساعته ثم قال بعجلة: معلش أنا لازم امشي عندي محكمة كمان ساعة
ديما: اتفضل ، أسفة تعبناك معانا
نعيم: إنتي واخده كورسات في الأسف وبتطلعيها عليا ، وبعدين دا شغلي ، عن إذنكوا
شريف: اتفضل
جاءت هدى راكضة وقالت بخوف: إيه اللي حصل ؟
رنا مصدومة: إنتي لحقتي؟
هدى غاضبة: بيتي قريب ولا نسيتي وبعدين أنتوا لسه فاكرين تقولولي أصلاً ، أطمن عليها بس وشغلكوا معايا بعدين ، هي كويسة ؟
ميرنا بتعب: دي كانت أطول وأسوء ليلة عشتها في حياتي
رن هاتف ديما برقم غريب فأخذته مبتعدة وتركتهم يرون لها ما حدث وحالة مريم كيف هي.
-------------
جهزت والدة مريم كل متعلقاتها بأنتظار قدوم ابنتها فقد كتب لها الطبيب إذن الخروج ، أصبحت الساعة الحادية عشر صباحاً ولم تأتي بعد ، أصابها القلق فتناولت الورقة التي تحمل رقمها ورقم ديما ، ترددت في الإتصال ولكن بعد نصف الساعة حزمت أمرها ودقت على رقم مريم لكن الهاتف مغلق مما زاد قلقها ، دقت على رقم ديما لتجيب: السلام عليكم
- وعليكم السلام ، ديما ؟
- أيوه ، مين معايا؟
- أنا مامت مريم يا ديما ، أصلي باتصل بمريم تليفونها مقفول وكانت مدياني نمرتك عشان لو ما عرفتش أوصلها ، هي فين؟
تمنت في هذه اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها فكيف تقول لهذه الأم المريضة أن ابنتها بين الحياة والموت ، بلعت ريقها بصعوبة قبل أن تقول: هو حضرتك فين ؟
- أنا لسه ف أوضتي في المستشفى
- طب خليكي يا طنط وأنا هأجي أجيبك
- ماشي ، بس إنتي ما جاوبتنيش بردو مريم فين ؟
- لما أجي يا طنط هأقولك ، مسافة السكة ، سلام
أغلقت بسرعة قبل أن تلح عليها بالسؤال أكثر من ذلك.
ميرنا بقلق: إنتي كنتي بتكلمي مين عشان أكنك بتهربي كدا
ديما: دي مامت مريم
ماري: وهتقوليلها؟ ... دي لسه كانت في المستشفى إمبارح
هدى: هي مش المفروض هتخرج إنهارده ؟
رنا: يعني قولتيلها ولا إيه؟
ديما: برااااااااحه واحدة واحدة ، لا ما قولتلهاش ، أنا هأروح أجيبها وأقولها وأنا معاها أحسن عشان الصدمة تخف عنها
ماري: هتجيبيها هنا ؟
ديما: أكيد طبعاً ، دي بنتها
رنا: بس دي تعبانة
ديما: ما هو أخو مريم عيل أستغفر الله العظيم كنت هأغلط فيه ، المهم مش هيهتم بيها دا غير إنه سبب تعبها أصلاً ومافيش حد في البيت عشان ياخد باله منها فأنا بأقول احجزلها هنا ف المستشفى أوضة منها يراعوها ومنها تكون جنب مريم
هدى: والله فكرة ، طب روحي شوفيها زمانها على نار وقلبها واكلها
ديما: ماشي رايحه أهو
باسل: أنا كمان هأمشي ورايا شغل في الشركة مهم
رامي: أنا كمان ماشي ، مش عاوزين حاجه ؟
ميرنا بعفوية: أنت هتمشي بسرعة كدا
لكزتها هدى بقوة لدرجة أنها تأوهت بصوت مسموع فسألها رامي بقلق: إنتي كويسة ؟
أومأت وهي تنظر أرضاً بصمت فأضاف: طب عن إذنكوا
بعد انصرفه إلتفتت ميرنا إلى هدى حانقة: ليه عملتي كدا؟
هدى محذرة بحنان: يا حبيبتي إنتي بتعذبي نفسك ع الفاضي ، إنتي عمرك ما هتتخلي عن دينك عشانه وخصوصاً بعد خطوة الحجاب دي
ميرنا بيأس: مش يمكن هو ....
رنا: هدى معاها حق ، وبلاش تعلقي نفسك بحبال الهوا الدايبة
ميرنا باكية: حتى إنتي يا رنا ؟
رنا بسخرية: دا أنا أكتر واحدة تنصحك ترمي الحب وجواز الحب ورا ضهرك ، أديكي شايفة اتجوز عليا عشان أسباب تافهه ومعيشني معاها في بيت واحد
صمتت ميرنا فلماذا ستدافع عن حبها وبماذا؟
ديما: " لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا "
ميرنا بإبتسامة باهتة: صدق الله العظيم
ماري لشريف: روح أنت يا حبيبي استريح
شريف: وإنتي ؟
ماري: أنا قاعدة هنا لحد ما تبقى كويسة
شريف: طب تعالي ريحي وغيري هدومك دي ، حتى عليها نقط دم
ماري: معلش يا شريف أنا عايزة أفضل مع البنات وكمان مامت مريم جاية ولازم أقف جنبها
شريف: طيب زي ما تحبي ، هأبقى أجيبلك هدوم معايا
ماري: ماشي يا حبيبي
شريف محذراً: بس لازم تاكلي
رفع صوته مخاطباً الجميع: لازم كلكوا تاكلوا
رنا: سيبها على الله
شريف: ماشي ، باي
ماري: باي
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...