48

4.2K 223 1
                                    


بعد أربعة أيام ...
أنتهى دور المندوب في الشركات قائلاً بالإنجليزية : ستعرفون الرد فور عودتي إلى بلادي ومناقشة الوضع مع رؤساء الشركة التي أعمل بها.
أومأت رنا بهدوء: كما تشاء
ليزا بحبور: إذا هيا بنا لنبدأ في التعرف على هذه البلاد الرائعة.
جاك مبتسماً: كما تأمر مولاتي.
صحبتهم رنا إلى عدة أماكن وقد تولى أحد الرجلين القيادة واستغنى جاك عن الأخر مؤقتاً.
زاروا أشهر معالم القاهرة والجيزة بداية من برج القاهرة والأهرامات وصولاً لحديقة الحيوان.
في اليوم التالي وبعد خروجهم من الفندق لزيارة المتحف المصري وغيره ، صرخت ليزا في السائق بقوة: قف هنا ! ، قف !
سألها جاك بدهشة: ماذا هناك ليزا ؟ أحدث خطب ما ؟
أشارت عبر النافذة قائلة بحماس: إنني أريد تناول هذا الطعام جاك
نظرت رنا إلى ما أشارت إليه لتجد عربة فول شعبية تقف وقد تجمع حولها بعض الرجال يتناولون إفطارهم.
نظر جاك إلى رنا مستفسراً: ماذا يأكلون مدام رنا ؟
أجابته رنا وهي ما تزال متعجبة: إنهم يتناولون إفطارهم ، الإفطار الشعبي في مصر إنه الفول سيد جاك.
ليزا بطفولية: أنا أريد أن أكل من هذا الفول جاك
رنا لليزا: لا أنصحكِ به مدام ليزا ، قد تشعرين بالتعب بسببه فأنت لم تتناوليه من قبل
ليزا بعند: ولكني سأتناوله الآن
جاك بقلق: أظنها ليست فكرة صائبة ليزا
أمسكت ليزا يده وقالت بتوسل: لماذا جاك ؟ ، أين روح المغامرة التي لديك ؟؟
تمسك بها جاك أكثر: أنسى معناها إذا كانت ستمس صحتك يا عزيزتي
توسلت ليزا أكثر: أرجوك جاك ، اسمح لي بتناوله لمرة واحدة فقط
أمام توسلاتها المستمرة انصاع لطلبها ولكنه رفض مشاركتها في تناول الطعام.
أمر جاك السائق بأن يحضر ما طلبته ليزا ولكن ليزا أوقفته قائلة: لا ، أنا أريد أن أكل واقفة كهؤلاء
أشارت إلى الناس المتجمهرين حول العربة وترجلت قبل أن ينطق بحرف ، فتبعها ورنا في أثرهما.
كانت تتناول الفول في تلذذ شديد حتى أن الناس توقفوا عن الأكل ليراقبوها فقط ، شعر جاك بالسعادة لسعادتها.
وقفت رنا بعيداً بعض الشئ لتستند على أحد الجدران فقد أصابها الحر والزحام بالإختناق وشعرت بالدوار لنقص الهواء.
يجب أن تتأكد بسرعة فالشك قد استبد بأعصابها.
---------------
دخلت على زوجها الغرفة دون أن تصدر أي صوت حتى لا تقلق راحته ولكن سمعت ما لم تتوقع سماعه.
اقتربت من زوجها على مهل للتتأكد فوجدته بالفعل يبكي ، سألته بفزع: شريف ؟ مالك !؟
مسح شريف دموعه وتقلب لينام على جنبه الأخر: مافيش
لمست ماري كتفه بحنان: بتخبي عني يا شريف ، كدا بردو ... مش أنا مراتك حبيبتك ؟
نهض صارخاً بوجهها: قولتلك مافيش بتزني ليه ؟؟ ، لازم يعني تمثلي دور الزوجة المثالية اللي قلقانه على جوزها؟
تفاجأت ماري من هجومه المفاجئ عليها لكنها تماسكت قائلة بهدوء: الواضح إنه أعصابك تعبانة ، أنا هأسيبك تقعد لوحدك شوية يمكن تهدا وتعرف أنت بتقول إيه
تركته واغلقت الباب خلفها لينهمر سيل من الدموع التي كبحتها حتى لا تظهر أمامه.
---------------
وقفت في الحمام أمام الحوض تنظر إلى الجهاز بيدها وهي لا تحرك عينيها من فوقه تتبع التغيرات التدريجية عليه.
بدأت تهز قدميها بتوتر في إنتظار ظهور النتيجة.
اتسعت عينها بشدة ، لا مستحيل ، إن النتيجة إيجابية!
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها وخاطبت نفسها في مرآة الحمام بسعادة: أنا حامل !
---------------
سحب الضابط كرسيه ليجلس أمام سيد: هتكمل ولا إيه ؟ أظن أنت كلت لحد ما شبعت ولا إيه؟
سيد: تسلم يا باشا ، حاضر هأكمل ، بس بعد ما أكمل هيحصل فيا إيه ؟
الضابط ببرود: هتتحاسب على اللي عملته لا أكتر ولا أقل
سيد بتوجس: يعني فيها كام سنة ؟
الضابط: لو فضلت ماشي كويس هيخفف من العقوبة فاحكي وخلصني
ابتلع ريقه وبدأ يكمل حكايته.
*****
دخل عبر الشرفة الموجودة بغرفة الجلوس بعد أن تسلق أحد المواسير المجاورة لها.
اصطدم رغماً عنه بطاولة صغيرة لم ينتبه لوجودها بعدها شعر بحركة أحد الأشخاص في غرفة مجاورة لمكان وقوفه.
لم يهتدي باله إلى الخطوة التالية بعد ؛ حتى ظهرت فتاة بوجهه وفاجأته بصراخها العالي.
اقترب منها وكمم فمها بيده حتى يوقف صراخها ، لكنها قامت بعضه وركضت مسرعة وعندما أدرك فعلتها لحق بها ، وجدها ممسكة بسكين في يدها ، استطاع أن يأخذه بسهولة.
ركضت إلى باب الشقة لتفتحه ولكنه جذبها بقوة من شعرها فعادت للصراخ بصوت أعلى بعد أن أنهكها الخوف والفزع ، طعنها بالسكين ليوقف صراخها المتزايد ورأها تسقط أرضاً.
شعر بالفزع فهذا ليس بالإتفاق الذي عقده ، حاول التفكير في طريقة لإصلاح ما فعله ولكن قطع أفكاره رنين الجرس.
الباب يدق فمن يا ترى هذا الزائر ؟؟!
نظر عبر العين السحرية ليجده رجل يبدو على ملامحه التوتر ، وجدها فرصة مناسبة فإذا تصرف هذا الرجل بسذاجة فسيتحمل هو الجريمة.
تكرر الرنين ففتح الباب بهدوء وأسرع بالتخفي خلف أحد الأبواب ليراقب الموقف.
رأه يدخل وينزع السكين بيده ، ابتسم بسخرية فقد أصبح الزائر هو القاتل بلا شك.
تراجع الزائر للوراء ثم إلتفت راكضاً وقد ترك الباب مفتوحاً.
نزع القناع من فوق وجهه ليظهر وجه سيد الملئ بعلامات البلطجة وأفعال الشغب ، خلع قفازيه ووضعهم في جيب الجاكت ورفع الكاب الخاص به وهبط كأنه كان في زيارة أحد السكان.
اصطدم بحارس البناية وتمتم بدون تركيز ليجيب على تحيته.
*****
سيد منهياً روايته: هو دا كل اللي حصل
الضابط: ومين بقى اللي دفعلك الفلوس وكان عايزك تعمل كدا
سيد بإرتباك: ما أنا قولتلك يا باشا إنه ما رضيش يقولي اسمه
لاحظ الضابط إرتباكه ، اخرج علبة السجائر واشعل سيجارة نافخاً هواءها ببطء وتلذذ في وجه سيد قائلاً بتروي: ما باحبش اللف والدوران يا سيد ، بقالك شهر بتلف وتدور وبردو ما بتقولش الاسم اللي أنا عايزاك تقوله.
حك سيد رأسه بإرتباك: بس ...
الضابط بتهديد مبطن: ولا بس ولا حاجه ، أنادي على العسكري اللي بره وهو اللي هيعرف يجيب الكلام منك بطريقته
شعر بالفزع فقد فهم مقصده فتابع متنهداً: خلاص هأقول يا باشا
الضابط: أيوه كدا ، كدا نبقى حبايب
سيد: هو كان أخد نمرتي عشان يبقى يأكد عليا التنفيذ ومعاده وبعد العملية كلمني تاني عشان يقولي أختفي شوية وما أرجعش غير لما يقولي يكون الجو ساعتها أمان يديني باقي مستحقاتي بس أنا كنت في مشوار لما هو فضي وحب يقابلني فجه خدني وقال إنه هيوصلني مكان أمين وف الطريق يديني الفلوس ، وقفتنا لجنة والحمدلله عدت بسلام يدوب شافت الرخصة وشكله راجل واصل ومهم أوي لإنه الظابط ما لحقش يقرا غير الاسم ولقيته بيقولهم افتحولوا الطريق
الضابط بملل: كل القصة دي ما تهمنيش أنا عايز أعرف مين هو !
سيد: ما أنا جايلك في الكلام يا باشا ، المهم أخد منه الرخصة ورماها قدامه بس هي وقعت نزلت أنا جبتها وبصيت فيها بس ما لحقتش اقرا غير أول اسم عشان هو خطفها من إيدي بسرعة وخباها في جيبه.
الضابط بإنصات: أيوه إيه الاسم دا بقى ؟
سيد: نعيم
حاول الضابط إخفاء بهجته: شاطر يا سيد شاطر


أمر العسكري بأخذه إلى حبسه بعد أن غمزه ، أخرج الهاتف ودق أزراره وقال عندما أجابه الطرف الأخر بحبور: كله تمام وخلاص اعترف على نعيم أخيراً


اصدقائي قنبله ذريه بقلم/  ساره محمد سيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن